5
– يونسان: الحاكم.
الفصل الخامس
كانت رائحة الخشب المحترق تخترق الأنف، ممزوجة بدخان كثيف يتراقص في الهواء. النيران المتأججة في برميل الحديد بدت وكأنها ستلتهم وجه أي شخص يقترب منها، مما جعل نانا تشعر وكأن بشرتها تحترق. جونغ غيو، الذي استيقظ فجأة من نومه، كان يتجول حول المكان بعيون مضطربة، يحاول استيعاب الفوضى المحيطة. التفتت نانا بنظرة سريعة نحو المرأة التي كانت تصرخ في وجهها بغضب وحشي، كأنها تطالبها بالتفسير.
“ألا تستطيعين الكلام؟ كيف يمكن لإنسان أن يفعل هذا بإنسان آخر؟ كيف يمكن أن تصل الأمور إلى هذه الحالة؟ يا صغيري، افتح عينيك! دونغ هيون، استيقظ!”.
كانت المرأة تحتضن شابًا بقوة، تبكي بحرقة وهي تهزه بعنف كأنها تحاول إعادة الحياة إليه. الشاب، الذي نادته “صغيري”، كان في العشرينيات، بشعر أشعث وكثيف. جبهته وعنقه مغطاة بخطوط دم جافة، بينما خديه وذراعيه مزينان بكدمات زرقاء منتفخة، تعكس شدة الضربات التي تلقاها.
“سيد بارك، من فضلك، استدعِ السيد الشاب بسرعة! ابني لم يستعد وعيه! يجب أن نأخذه إلى المستشفى فورًا!”.
كان الرجل ذو اللحية الكثيفة، والذي بدا أنه والد دونغ هيون، يتوسل بصوت مختنق وهو يتشبث بشخص أمامه. تفحصت نانا الرجل الغريب بعناية. كان في منتصف العمر، يرتدي قميصًا أنيقًا، ووجهه المزين بنظارات يحمل هالة أكاديمية، كأستاذ جامعي. بدا وكأنه كان يقرأ كتابًا في مكتبته قبل لحظات. بهدوء، حاول تهدئة والد دونغ هيون:
“سيخرج قريبًا، انتظر قليلاً فقط.”
“ابني يكاد يموت! ألا ترى الدم يتدفق؟!” صرخت المرأة بنبرة حادة، وكأنها ستلتهم نانا بنظراتها النارية.
تلقت نانا تلك النظرات القاسية كأنها صفعة على وجهها، لكنها ظلت تركز على المنزل المضاء أمامها. فجأة، تحركت حاجباها قليلاً عندما فُتح الباب، وظهر ظل طويل يتحرك ببطء وكأنه يتسلل إلى المشهد.
“الساعة الآن تجاوزت الواحدة صباحًا. هل يجب أن تكونوا بهذا الصخب؟”.
خرج رجل يرتدي رداءً طويلاً يصل إلى منتصف ساقيه، يتدلى بحرية كأجنحة طائر أسطوري. بدا كشخصية من الأساطير اليونانية، لكن اللون الأخضر الداكن اللامع لردائه، الذي يشبه لون حشرة سامة، أضفى عليه هالة غريبة ومقلقة. كلما اقترب، شعرت نانا وكأن شيئًا غامضًا ومخيفًا ينتشر في الهواء.
مرر يونسان يده بشعره الأشعث بعشوائية، وكانت ملامحه تعكس انزعاجًا واضحًا. صوته، الذي لا يزال خافتًا كمن استيقظ لتوه، حمل نبرة من الضيق: “سيدي الشاب! أرجوك، ساعدنا! أعرنا قاربًا، من فضلك!”.
سقط والد دونغ هيون على ركبتيه متوسلاً. لكن يونسان لم يمنحه حتى نظرة، بل ضم ذراعيه أمام صدره ببرود. مرت عيناه بنانا للحظة، ثم سأل:”ما الذي يحدث؟”.
“هذه الفتاة الملعونة! لقد جعلت دونغ هيون بهذا الحال! رأسه مشقوق، والدم ينزف بغزارة! ماذا سنفعل إذا حدث له مكروه؟ ماذا سنفعل؟!”.
بكت المرأة بحرقة، بينما أضاف الرجل بنبرة عاجلة: “أعطنا قاربًا أولاً، سيدي الشاب. يجب أن نأخذ الفتى إلى المستشفى، ثم نسلم هذه الفتاة إلى الشرطة!”.
“الشرطة؟”.
للحظة، ظهرت شقوق على وجه يونسان المنحوت كالرخام. أدار رأسه ببطء، وعيناه الضيقتان تثقبان والد دونغ هيون بنظرة مخيفة: “ما يحدث في الجزيرة يُحل في الجزيرة. لماذا الشرطة؟”.
“لكن هذه الفتاة… انظر إلى حال ابني!”.
حاول الرجل مقاومة البرودة التي تنبعث من يونسان، لكنه بدا وكأنه يكافح. التفت يونسان بنظرة ملل نحو نانا وسأل:
“أنتِ من فعل هذا؟ كيف؟”.
جاء دورها. رمش نانا بعينيها المتعبتين من الدخان، ثم قالت بهدوء:”تسلق جدار منزلي ودخل إلى داخل المنزل. أثناء محاولتي طرده، تعثر بحجر وسقط، وربما اصطدم رأسه.”
“أيتها المجنونة! كيف تتجرئين على قول هذا عن ابني؟ هل فقدتِ عقلكِ؟”.
صرخت المرأة بنظرات نارية، لكن يونسان عبس وكأن صوتها أزعجه. لاحظ الرجل نظرته، فأسرع ليمسك بكتف زوجته ويهدئها. أعاد يونسان سؤاله لنانا: “إذن، لم تصيبي رأسه، لكن باقي الإصابات منكِ؟ هذا الفتى قد يكون ناقص العقل، لكنه ضعف حجمكِ.”
“لقد تعلمت الكيندو. وكان هناك عصا مناسبة في الغرفة.”
عند سماع إجابتها، رفع يونسان حاجبيه بدهشة خفيفة، وغمغم: “همم.” لاحظت نانا بريقًا في عينيه السوداوين، كأنه بدأ يجد الأمر مثيرًا للاهتمام.
“لن أترككِ! يجب أن نأخذها معنا! هذه الفتاة بالتأكيد تسببت بمشكلة في المدينة وهربت إلى هنا! يجب طردها!”.
“كفى صراخًا!”.
قاطع يونسان بصوت غاضب، وأشار بذقنه إلى السيد بارك: “أسكتها، ضع شيئًا في فمها إن لزم الأمر.”
هرع الزوج ليكتم فم زوجته، التي كافحت لكنها لم تصدر صوتًا عاليًا. تنهد يونسان بضيق، ثم أصدر حكمه بنبرة باردة: “أرسلوه إلى المركز الصحي. أيقظوا الدكتور كيم.”
“حسنًا، سيدي.”
أومأ السيد بارك برأسه. لكن الزوج، دافعًا زوجته إلى الخلف، تدخل بعيون متسعة:”المركز الصحي؟ ابني نزف كثيرًا، سيدي الشاب! قد تكون عظامه مكسورة، يجب أن نذهب إلى المستشفى…”.
“وماذا في ذلك؟ رأسه الذي لا يجيد حتى الجمع والطرح، هل سيصير أسوأ إذا تحطم؟ الدكتور كيم سيعتني به. أم أنك…”.
توقف يونسان للحظة، ثم نظر إلى الرجل بعيون هادئة ومخيفة:”تريد الذهاب إلى المستشفى والشرطة وإثارة الضجة؟ لتقول إن ابنك تسلل إلى منزل امرأة وحيدة في منتصف الليل وتعرض للضرب؟”.
ابتلع الرجل ريقه بصعوبة، وعيناه تدوران في ارتباك: “ابني لم يفعل شيئًا كهذا…”.
“كان ملقى في فناء منزلها. هل تعتقد أنها هي من جرته إلى هناك برغم حجمه؟”.
ارتفعت زاوية عين يون-سان بنظرة عصبية. نظر الرجل إلى ابنه، الذي لا يزال فاقدًا للوعي في أحضان زوجته. تقدم جونغ غيو ووضع يده على كتف الرجل: “يبدو أن الجرح يحتاج إلى خياطة فورية. الدكتور كيم سيقول شيئًا بعد ذلك. على أي حال، الذهاب إلى المركز الصحي أسرع من ركوب القارب إلى المستشفى الآن. اهدأ، سأساعدك.”
لم يبدُ الوالدان مقتنعين تمامًا، لكنهما، لعدم وجود خيار آخر، رفعا الجسد المتراخي وحملاه بعيدًا. ظلت نانا صامتة، تراقب المرأة التي كانت تحدق بها بغضب حتى اختفت عن الأنظار. شعرت بنظرات يونسان تثقبها طوال الوقت، مما جعلها تشعر بعدم الراحة.
كانت معتادة على النظرات، لكن نظرته كانت مختلفة. كأنها إبر حديدية غير مرئية تخترق جسدها، تجعلها عاجزة عن تجاهلها. بعد صمت طويل مشحون بالتوتر، تكلم يونسان فجأة:”كم سنة درستِ الكيندو؟”.
“ست سنوات. في نادي المدرسة.”
“أطول من تعلمكِ البيانو؟”.
“لا.”
“لماذا جئتِ إلى الجزيرة؟”.
حدقت نانا فيه دون أن تجيب. بدا راضيًا عن صمتها، فرفع زاوية فمه وأومأ برأسه: “رأيت في الأوراق التي قدمها رئيس القرية أنكِ حصلتِ على دعم مالي من الولاية.”
ترددت للحظة، ثم قالت ببطء: “لأنها جميلة. المناظر هنا رائعة، وتبدو هادئة.”
تقاطعت أنظارهما في الهواء، كأنها مواجهة صامتة. ضحك يونسان بخفة: “لأن المتسللين في منتصف الليل يمكن ضربهم بسهولة، أليس كذلك؟”.
مال برأسه قليلاً، وهو يحدق بها، كأنه كاهن يقرر ما إذا كان سيضحي بها أم لا. ثم سأل بنبرة عابرة: “هل لديكِ أي أسئلة؟”.
تنهدت نانا بهدوء: “لا شيء الآن. أنا متعبة جدًا، وأريد النوم.”
تقاطعت أنظارهما مجددًا، وابتسم يونسان ابتسامة خفيفة. تدخل السيد بارك، الذي كان يراقبهما بصمت: “لماذا لا تبقين هنا الليلة؟”.
“ماذا؟”.
استدار يونسان بدهشة. نظر السيد بارك إلى نانا بجدية: “بعد ما حدث، لن تشعري بالراحة إذا عدتِ إلى منزلكِ. لدينا غرف فارغة، يمكنكِ الراحة هنا.”
“منذ متى أصبح منزلي نزلاً رخيصًا؟”.
رفع يونسان صوته بنزعج، لكن نانا قاطعته: “لا بأس. إذا هربت الآن، لن أستطيع التأقلم أبدًا.”
بدت تعابير الرجلين متشابهة للحظة، كأنهما تفاجآ. أومأ السيد بارك، ثم سأل يونسان: “لماذا لم تطالبي بالشرطة؟ توقعت أن تصري على استدعائهم.”
نظرت نانا إلى يونسان، وخلفه النيران المتأججة، ثم قالت بهدوء:”لأنك لن تستدعيهم على أي حال.”
خفضت بصرها ومشفت نحو الظلام. تبع يونسان ظهرها الأبيض، الذي بدا وكأنه يضيء بنفسه، بعينين متجمدتين، ثم عبس: “هل هذه ردة فعل طبيعية؟”
التفت إلى السيد بارك: “فتاة شابة من المدينة تأتي فجأة لتعيش في جزيرة لأن “المناظر جميلة”؟”.
“ربما لها قصة. هل أتحقق؟”.
نظر السيد بارك إليه، لكن يونسان هز رأسه: “لا، لا داعي. مزعج. ستغادر قريبًا على أي حال.”
تثاءب بتكاسل، وبدأ يسير نحو المنزل بخطوات بطيئة.
أدار السيد بارك بصره نحو الاتجاه الذي اختفت فيه نانا. كان ضوء المصباح اليدوي الذي تحمله يتأرجح في الظلام.
~~~
الرواية اترجمها من الكوري، ترجمتي ابدا ما اعتمد على الانجليزي لانه ترجمة قوقل نسخ لصق الشي الوحيد يلي مترجمينه بشكل حلو الملخص وهو يلي خدعني، عندي فصول الرواية للفصل 50 أن شاء الله بسحب اكثر بعدين حاليا بترجم الرواية واعدي الإنجليزية لا يحسوا نفسهم محورا الكون
مع أن ترجمتي ادق وسردي افضل منهم بمليار سنة
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 2025-07-30
- 5 2025-07-30
- 4 2025-07-30
- 3 2025-06-16
- 2 - 2 - الحاكم 2025-06-12
- 1 - 1 - الحاكم 2025-06-12
التعليقات لهذا الفصل " 5"