صيف حارق.
في وسط العاصمة الإمبراطورية رينيك، في شارع دايوير، كانت أعمال بناء الطرق جارية على قدم وساق.
بالطبع، كان العمال يرتدون قبعات ذات حواف عريضة، لكن ذلك لم يكن كافيًا لصد الحرارة.
لذا، كان هناك العديد ممن ينهارون يوميًا تحت وطأة الحر الخانق.
هذا حتى أمس فقط.
كان كل عامل يرتدي أداة سحرية صغيرة حول عنقه، تنفث نسيمًا باردًا باستمرار، مما يجعل الجسم بأكمله باردًا ومريحًا.
لم يتوقفوا عن الحديث أثناء العمل.
“يا إلهي… لا يُصدق، هذه المروحة المعجزة صُنعت بيد جلالة الإمبراطورة؟، كيف بالضبط؟”
“أليست جلالة الإمبراطورة ساحرة مخيفة؟، يقولون إنها تستطيع تحويل الناس إلى ديدان، فصنع شيء كهذا ليس بالأمر الصعب بالنسبة لها”
“لكن لمَ تعطينا مثل هذه الأشياء…؟”
لم يكن هناك من يجيب على هذا السؤال.
في نفس الوقت بالضبط.
في ورشة صغيرة في ضواحي العاصمة، كان العمال ينسجون القماش بجد.
لم تكن الورشة مصممة للعمل المريح، فمع وجود أكثر من عشرة أشخاص ونافذة واحدة صغيرة، كانت تشبه فرنًا في الأيام العادية.
لكن اليوم كان مختلفًا.
بفضل ثلاث أدوات سحرية جلبها ثلاثة من العمال، امتلأت الغرفة بالهواء البارد.
“إنها مثل الجنة…”
أعرب أحدهم عن ما يفكر به الجميع.
“كل هذا بفضل جلالة الإمبراطورة”
“كنت أعتقد أن السحر مخيف، لكنه ليس كذلك”
“لكن المعبد يقول…”
“وما يهم ما يقوله المعبد؟، هل يطعموننا؟، هل رأيت كهنة يهتمون بأمثالنا؟”
كانت كلمات حادة، لكن لم يعترض أحد.
لأن الجميع كانوا يفكرون بنفس الطريقة.
“في الحقيقة، عندما جاء المسؤول أمس، ظننت أننا ارتكبنا خطأً كبيرًا، ربما ضريبة نسينا دفعها…”
“أنا أيضًا، لكن فجأة أعطوني هذا، فشعرت بالذهول، كنت سأعطيه لزوجي، لكنه قال إنه يعمل بالقرب من النهر اليوم ولا يحتاجه، فأخذته”
في الليلة السابقة، تلقت العديد من الأسر العامية في العاصمة زيارة مفاجئة من مسؤولي القصر الإمبراطوري.
وزّعوا أداة سحرية تُسمى «نسيم اليد» صُنعت بأمر الإمبراطورة، وشرحوا طريقة استخدامها وفوائدها.
أداة يمكنها تبريد شخص واحد تحت الشمس الحارقة، أو تبريد غرفة صغيرة إذا كانت داخلية.
في البداية، كان الناس مترددين بسبب كونها أداة سحرية، لكنهم بدأوا باستخدامها فور رؤية فعاليتها.
لكن الأكثر امتنانًا لسيسيليا لم يكونوا العمال في الحر أو الحرفيين في الورش الحارة.
بل كانوا المرضى المصابين بضربة الشمس وعائلاتهم.
كانت سيسيليا تعلم أن هؤلاء هم الأكثر حاجة، لذا توجهت إلى المستشفى قبل التفكير في توزيع الأدوات على بقية العامة.
***
المستشفى الإمبراطوري الأول.
شعاره قبول المرضى بغض النظر عن الطبقة، لكنه في الواقع كان مستشفى خيريًا للعامة.
كان معظم العامة غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج الباهظة، وكان المستشفى يعاني من ضائقة مالية مستمرة بسبب قبول المرضى حسب الإمكانيات.
ومع ذلك، منذ تولي الإمبراطور الجديد العرش، تحسن الوضع بفضل الدعم السخي.
… حتى تفشي موجة الحر غير الطبيعية.
والآن، قررت جوليا نورتون، مديرة المستشفى التي أدارته خلال السنوات السبع الماضية، أن تكرس ولاءها الكامل للقصر الإمبراطوري الجديد.
الإمبراطورة سيسيليا كيريس، التي عادت كالإعصار مع شائعات هائلة، قدمت أدوات سحرية كانت بمثابة الخلاص.
كانت أدوات «نسيم اليد» تُخفف حرارة المرضى دون أي آثار جانبية.
بفضلها، تعافى المرضى بسرعة وعادوا إلى منازلهم.
مع الشكر بالطبع.
أرادت سيسيليا رؤية المرضى المتعافين بنفسها، فجثوا عند قدميها.
“لن ننسى أبدًا جميل جلالة الإمبراطورة”
“جلالتك، سأرد هذا الجميل يومًا ما”
لكن سيسيليا لم تتباهَ بالامتنان والبكاء.
“كونوا حذرين من صحتكم، الصحة هي الأولوية”
جعلت نورتون تحترمها أكثر.
ليس الجميع قادرًا على تقديم مساعدة كبيرة دون توقع مقابل.
بالطبع، الأدوات السحرية وحدها كانت تستحق الثناء.
وفقًا لسيسيليا، يمكن استخدامها إلى ما لا نهاية دون مصدر طاقة آخر، مما يعني أن فائدتها ستكون لا نهائية.
“لا أعرف كيف أشكركِ…”
“رعاية شعب الإمبراطورية واجب الإمبراطورة، فلا داعي للانحناء”
أجابت سيسيليا بهدوء.
“كنتُ محقة”
بمجرد انتهاء الاجتماع، توجهت سيسيليا إلى أكبر مستشفى في العاصمة.
كان الأطباء ملمين بطرق العلاج من دول أخرى، لذا كان لديهم مقاومة أقل للسحر.
فضلاً عن ذلك، كانت أولويتهم إنقاذ المرضى، فلم يكن لديهم وقت للجدال حول قوى «ماكرة».
“أود سماع رأيك، السيدة نورتون، إذا وزّعنا نسيم اليد، هل سيقل عدد المنهارين؟”
“سيكونون شبه معدومين”، أجابت جوليا نورتون بحماس.
“أعلم أنها أشياء ثمينة، لكن لو أُعطي واحد لكل أسرة، سيكون ذلك أفضل بكثير! يمكن للناس علاج أنفسهم قبل القدوم إلى المستشفى”
حسبت سيسيليا في ذهنها.
عندما طورت «نسيم اليد» في ميجينا، كانت تحلم بأن تصبح ثرية بفضلها.
لذلك، صنعت أكثر من مئة عينة.
لكن بما أنها لم تستطع مغادرة برج الحماية، تأجل الأمر، واستخدمت تلك العينات الآن بفائدة كبيرة.
“إنه أمر صعب، لا يوجد مصنع إنتاج مثل برج الحماية…”
لكنها لم تكن تنوي الاستسلام.
أرسلت سيسيليا رسالة تليباثية إلى بيورن بهدوء.
“بيورن، سمعتَ كل شيء، أليس كذلك؟”
سخر بيورن : “لا أفهم لمَ تتصرفين بكل هذا التعقيد. ألا يكفي تغيير المناخ بأكمله؟”
“… لا يمكنني فعل ذلك”
كان هناك سبب.
يعمل «نسيم اليد» باستخدام آلية سحرية مدمجة وتدفق طفيف للطاقة السحرية الطبيعية.
لكن للتحكم المستمر في مناخ العاصمة، يجب أن تكرس سيسيليا يومها بأكمله لذلك.
وربما تضطر لدفع عمرها ثمنًا.
مساعدة الناس أمر جيد.
لكنها لم ترغب في التضحية بنفسها في هذه العملية.
“لذا أريد استعارة قوتك، بيورن”
“… إذا أعجبتني الحلوى الجديدة”
عادت سيسيليا إلى القصر على الفور وأمرت الطهاة بصنع حلوى لم يجربها أحد من ميجينا.
ما صنعوه كان باناكوتا مغطاة بمربى التوت البري.
حلوى أصابت ذوق التنين الذي يحب القوام الكريمي الحلو.
غاص التنين بسعادة في الباناكوتا، ثم أخبر سيسيليا بعنوان منشأة إنتاج خاصة بملك السحر.
مقابل ثلاث حبات باناكوتا كثمن باهظ.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"