اتسعت عينا مييل دهشة حين سمعت كلام كوسيليكو ثم التفتت إلى الطائر الصغير وسألته:
“كوكو، هل كنت تعلم؟ عن أمي؟”
“هممم، أجل… أليس من الطبيعي أن أعرف؟ كنت بجانب لياد عندما صنع الكنوز، أليس كذلك؟”
“آه، هذا صحيح…”
هزّت مييل رأسها كما لو أنها أدركت الأمر للتو، ثم عادت تسأله:
“لكن، لماذا لم تخبرني؟ حتى حين ظهرت تلك الصورة… ألم تعرف أنها كانت أمي؟”
“في الحقيقة، لم أكن متأكدًا أن صاحبة الصورة هي أمك. وحتى لو كنت أعلم، لما قلت لكِ. كان من الأفضل أن تكتشفي الأمر بنفسك.”
“آه، فهمت…”
“أظن أن هذا ما أراده لياد. وأظن أيضًا أن تلك الصورة… قد يكون هو من رسمها.”
“ماذا؟! حقًا؟”
نظرت مييل نحو الصورة الموضوعة على مكتبها بدهشة.
لم تكن تعرف أن والدها يجيد الرسم.
“أجل، كان يرسم أحيانًا. ليس كثيرًا، لكن من حين لآخر.”
“فهمت…”
مسحت مييل برفق على رأس كوسيليكو فرفع رأسه نحوها وسأل:
“بقي من الكنوز اثنتان فقط، أليس كذلك؟”
“نعم، صحيح.”
“إذًا، علينا أن نجد واحدة فقط.”
استغربت مييل، فميلت برأسها وقالت:
“كيف ذلك؟ قلت إن اثنتين تبقتا.”
“أنا أعرف مكان واحدة منهما.”
“حقًا؟ صحيح، لقد ساعدتني كثيرًا سابقًا في تحديد أماكنها.”
قالت مييل مبتسمة وهي تربت على رأسه، لكن كوسيليكو هزّ رأسه نافيًا:
“لا، ليس هذا ما أعنيه.”
“إذًا ماذا تعني؟ لم أفهم.”
“ببساطة… أستطيع أن آخذك بنفسي إلى مكان الكنز التالي يا مييل.”
توسّعت عيناها من الدهشة.
“ماذا؟! لست تعرف المكان فقط، بل يمكنك أخذي إليه؟”
“أجل، تمامًا. هذه المرة أستطيع أن أرشدك بنفسي.”
“لكن… كيف؟”
“لأن قوتي عادت جزئيًا بعدما حصلنا على الكنزين الأخيرين. ومعها، تذكّرت دوري الحقيقي.”
قال ذلك، ثم طار من حضنها، وأمسك بطرف ثوبها بمنقاره كأنه يدعوها للنهوض.
“حسنًا، حسنًا، فهمت! سأتبعك.”
نزلت مييل من السرير، وارتدت سترة خفيفة فوق ثياب النوم، ثم تبعت كوسيليكو الذي كان يرفرف بحماسة.
توقف الطائر الصغير أمام باب الغرفة، وظل يلحّ عليها لفتحه، وما إن فعلت حتى انطلق بسرعة.
“كوكو! انتبه، إن رآك أحد في هذا الوقت المتأخر…”
قالت ذلك بخوف، لكنه التفت مطمئنًا:
“لا بأس. لا أشعر بأي طاقة سحرية قريبة الآن.”
“ماذا؟”
“أجل، بعد أن استعادت طاقتي بعضًا من قوتها، أصبحت أستطيع تمييز ذلك.”
ضحك كوسيليكو بخفة وهو يواصل طيرانه، وواصلت مييل السير بخفة خلفه.
“هل حقًا استعدت قوتك بهذا الشكل لأننا جمعنا خمسة كنوز؟”
“بالضبط! هيا، من هنا…”
كانت مييل تتبع الطائر الصغير، لكنها شعرت بأنهما يتجهان نحو مكان غير عادي.
فقد كانت المنطقة التي يقودها إليها تقع ضمن نطاق محظور، لا يُسمح بدخوله إلا لكبار السحرة.
“كوكو… هذا المكان…”
“لا بأس، أنتِ لديك إذن بالدخول، أليس كذلك؟”
كانت محقة.
فقد منحها جايد إذنًا خاصًا للدخول إليه سابقًا أثناء بحثها عن غرفة والدها.
“لا تقل إن المكان الذي نقصده هو…”
“بالضبط.”
ابتسم الطائر الصغير وأكمل طريقه بحماسة، حتى وصلا أخيرًا إلى باب غرفة الحكيم العظيم.
توقّف كوسيليكو على كتف مييل وقال:
“لقد وصلنا.”
“حقًا؟ يوجد كنز هنا؟”
رغم الشك، فتحت مييل الباب ودخلت.
كان المكان كما تتذكّره تمامًا.
غرفة قديمة، وورقة معلّقة على الجدار، وهي الورقة التي كان كوسيليكو محبوسًا فيها سابقًا، ولا شيء آخر يبدو مميزًا.
“عندما بحثت هنا من قبل، لم أجد شيئًا يخصّ الكنوز…”
“صحيح. لكن الوضع مختلف الآن، لأنك جئتِ معي.”
“حسنًا… إذًا أين الكنز؟”
“هناك!”
أشار كوسيليكو بجناحه إلى الورقة البيضاء نفسها على الحائط.
“في هذه؟”
“جربي لمسها يا مييل.”
ترددت مييل قليلًا، لكنها مدّت يدها ببطء نحو الورقة، وما إن لامستها حتى انبعث منها نور أبيض قوي.
“هاه…؟”
وجدت مييل نفسها محاطة بالنور.
وبعد لحظة حين فتحت عينيها كانت في مكان مختلف تمامًا.
“ما هذا المكان؟”
كانت في كهف ضيّق ومظلم.
بالكاد تستطيع الرؤية، لكن بمرور الوقت بدأت عيناها تتأقلمان مع الظلام.
“كوكو، هل هذا هو الطريق؟”
“أجل، تابعي السير.”
كان الطائر لا يزال جالسًا على كتفها، وقد اقترب منها أكثر ليمنحها بعض الدفء.
“لكن يا كوكو، ما هذا المكان؟ أشعر بهالة والدي هنا… قوية جدًا.”
ابتسمت مييل بخفه، وقد شعرت بطاقة كاريلادين تحيط بها من كل جانب.
“هذا المكان أعدّه لياد منذ زمن طويل. وكان ينتظر اللحظة التي تصلين فيها إليه.”
“حقًا؟”
“أعتقد ذلك. لياد قد خطّط لكل شيء… حتى استعادة قوتي مع كل كنز تحصلين عليه كان جزءًا من تدبيره.”
فتحت مييل فمها بدهشة وهي تفكّر بأن كل ما مرّت به قد يكون بالفعل مخططًا من والدها.
“لقد وصلنا.”
أشار كوسيليكو إلى نهاية الممر، حيث تسلّل ضوء أبيض خافت.
ركضت مييل نحوه.
“هذا المكان…”
كان في نهاية الممر غرفة صغيرة يدخلها بعض ضوء الشمس.
كانت أوسع من الممرات، وعلى الجدار الأمامي علّقت ورقة طويلة ومستطيلة.
ورقة بيضاء لا يظهر عليها شيء، لكنها ما إن رأتها مييل، حتى علمت فورًا أنها الكنز.
“هيا يا مييل. اقتربي.”
قالها كوسيليكو مبتسمًا.
ابتسمت بدورها واقتربت من الورقة.
ما إن لمستها حتى سقطت من الحائط برفق واستقرّت في يدها.
“هذا هو…”
ما إن أمسكت بالورقة، حتى بدأت الكلمات تنغرس تلقائيًا في ذهنها.
ابتسمت مييل وهمست:
“اسم هذا الكنز… ’طريق الحكيم العظيم‘.”
نعم، كنز يحمل اسم والدها.
وكان الأغرب أن الورقة بدت فارغة تمامًا للعيون الأخرى، لكن مييل وحدها استطاعت أن ترى ما كُتب فيها.
“هذه الورقة… ترشدني إليه.”
ابتسمت مييل وهي تنظر إلى الورقة، التي لم تُظهر أي طرق متعددة، بل كانت تُرشدها مباشرة من مكانها الحالي إلى حيث يوجد والدها، وكأنها خريطة حية تتغير تلقائيًا بحسب موقعها.
“إذًا، المكان الذي يوجد فيه والدي الآن هو…”
ركّزت بصرها جيدًا، ثم شهقت بصوت خافت.
“… المنطقة غير المكتشفة؟”
المنطقة غير المكتشفة، هي بقعة في أقصى شمال القارة، موصوفة بالظلام الدامس والخطر الداهم.
دخلها الكثير من المغامرين، لكن لم يخرج منها أحد.
يُقال إن مخلوقات أعظم من التنانين تسكنها.
‘لكنها مجرد شائعات… أليس كذلك؟’
ورغم ذلك، بقيت حقيقة واحدة لا تقبل الشك:
‘أبي… هناك.’
—-
وصلنا للراو اي وين ما وقفت الكاتبة، والان الكاتبه تأخذ فترات توقف مؤقته بشكل مستمر بسبب الظروف.
كلما يتم نشر فصل سأترجمه مباشره من الكوريه وللمعلوميه، من يبحث عنها بالانجليزي فلا داعي لاني سبقتهم وأيضًا فصولهم غير مجانيه.
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
واتباد : punnychanehe
واتباد احتياطي : punnychanehep
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 118"