بالتأكيد، لا يمكن لأحد لم يرَ عينيها البنفسجيّتين بنفسه أن يتخيّل مدى الحيويّة التي تنبض بهما، وكيف تألّقتا كنجمة الفجر.
علاوة على ذلك، كانت تلك الطباع غير المتوقّعة التي فاجأت فيلكياس بشكل غير متوقّع تُثير فضوله.
لذلك، شعر أنّه من المؤسف أن تُزهق حياة مثل هذا الوجود بسهولة وتختفي هكذا.
-“أظنّ أنّ أمّكَ كانت من النوع المتسيّب الذي لا يهتمّ إذا ما أصبح ابنها شخصًا وقحًا وجاهلاً.”
“هاها.”
تذكّر فيلكياس فجأة كلام ليريوفي، فلم يستطع كبح الضحكة التي تسرّبت من شفتيه.
كان يعلم أنّها ردّت عليه بغضب بسبب إهانته لأختها، لكن حتّى مع ذلك.
هل تدرك من تجرّأت على إهانته؟
لم يكن هناك أحد في البرج السحريّ الشماليّ يجرؤ على وصفه بأنّه إنسان جاهل لم يتلقَ تربية لائقة، لذا كانت هذه تجربة جديدة تمامًا بالنسبة إلى فيلكياس.
في البداية، عندما ترك ليريوفي على قيد الحياة، لم يكن الأمر بالنسبة إليه سوى تسلية عابرة.
حتّى لو كانت مختارة من البرج، فإنّ ليريوفي الحاليّة لم تكن بالنسبة إليه سوى كائن ضعيف يمكنه سحقه بإشارة من إصبعه.
لذلك، على الرغم من أنّه قد يمنحها في يومٍ ما راحةً أبديّة بيده، إلّا أنّه قرّر الآن الاستمتاع بهذا الترفيه النادر ببطء قدر الإمكان.
علاوة على ذلك، بدلاً من قتل شخص قد يصبح منافسًا له بسهولة، سيكون من الأكثر إثارة أن يحصل عليه بطريقة أخرى.
حتّى وقت قريب، كانت هذه النزوة هي كلّ ما يشغله، لكن الآن، بطريقة ما…
-طق طق!
<سيد فيلكياس، رسالةٌ من سيّد البرج السحريّ.>
في تلك اللحظة، سمع طرقًا على النافذة، وتسلّل صوت خشن إلى الداخل.
ومض بريق بارد في عيني فيلكياس اللتين كانتا تتأمّلان الصورة.
“ما الأمر؟”
لم يفتح النافذة، ولم يرفع الستارة حتّى، وسأل مباشرة.
نقر غراب مصنوع من السحر على الزجاج بمنقاره مرّتين، كأنّه يطلب الدخول، لكن النافذة المغلقة بإحكام لم تُظهر أيّ علامة على الانفتاح.
في النهاية، جاء الصوت من خارج النافذة.
<بما أنّ عودته تأخّرت عن الموعد، فقد أمر سيّد البرج أن تؤدّي واجبك كوريث وتملأ مكانه بكفاءة. وأيضًا…>
بعد تردّد قصير، استكملت الرسالة.
<كلّ هذا من أجلك، يا فيلكياس، يا فتاي المحبوب، لذا توقّف عن هذه المقاومة العقيمة واستسلم بهدوء لقدرك…>
في تلك اللحظة، ابتلع سحر فيلكياس الغراب بالكامل خارج النافذة.
<كاككك! كاككك…>
تمزّق جسد الطائر الأسود كخرقة تحت تأثير السحر العنيف.
لكن، بدلاً من الانفجار بشكل مروّع، تبدّد الغراب المصنوع من السحر كدخان أسود.
في الغرفة الهادئة بعد زوال كلّ الضوضاء، ظلّ فيلكياس يحدّق في الصورة المعلّقة على الحائط دون حراك.
كان الفتى الوسيم الجالس على الطاولة هادئًا كعادته، لكن في داخله، كانت هناك شرارةٌ حارقة تتأجّج بصمت لا يمكن لأحد تخيّلها.
كان فيلكياس مهتمًّا بليريوفي لأنّها كائنٌ مختلفٌ عنه.
لكن في الوقت نفسه، نشأ فيه شعور متناقض يصعب عليه تفسيره.
ربّما كان هناك شيء كان يتوق سرًّا إلى اكتشافه في شخص ما طوال حياته، وكان لديه شعور غامض بأنّه قد يجده في هذه الفتاة.
وربّما، لو كانت هذه الفتاة، يمكنها أن تفهمه ولو قليلاً…
هذا توقّع سخيف.
سرعان ما ارتسمت على شفتي فيلكياس ابتسامة رفيعة جميلة لكنّها تشبه الزجاج مكسور.
كان فيلكياس بيليغوت دائمًا صادقًا مع رغباته.
كان لديه عادة أن يأخذ ما يريده مهما كان، ولم يفشل في ذلك أبدًا حتّى الآن.
لذا، كان من المؤكّد أنّ الفتاة ستصبح كذلك قريبًا.
فقد بدأ فيلكياس للتوّ في الرغبةِ بها.
أخيرًا، بعد أن حسم قراره، نهض فيلكياس ببطء كوحش يتمطّى.
عندما غادر المكان بعد لحظات، كان في ظهره، بدلاً من اللامبالاة المعتادة، ثقة راسخة لا تتزعزع.
* * *
كان الطريق نحو مخرج الأراضي الخارجيّة شاقًّا.
“أيّها الحمقى، انتبهوا! لا تتفرّقوا، تجمّعوا في مكان واحد!”
“جايد، هذا آخر واحد!”
“إذًا، لقد اختفوا جميعًا!”
في مدخل غابة خضراء مائلة إلى الرماديّ، حيث تحمل الأوراق والأغصان لونًا باهتًا.
-هوووش!
اشتعلت نار قويّة في إحدى المساحات الصغيرة.
“تمّ! قضينا عليهم جميعًا!”
“آه، ظننتُ أنّني سأموت!”
وحوش تشبه الذئاب لكن برأسين ونمط رماديّ مخطّط احترقت وهي تصرخ وسط النيران.
استلقى بعض الأطفال الذين ركضوا بأقصى سرعة لاستدراج الوحوش مرهقين، بينما كان الباقون منشغلين برعاية الجرحى.
نظر جايد حوله وهو يلهث بشدّة.
“هاه، هاه… هل مات أحد؟”
“لا، الجميع بخير!”
بعد التأكّد من سلامة الأطفال، مسح جايد العرق المتدفّق حتّى ذقنه بظهر يده.
لقد مرّ أسبوع منذ مغادرتهم منطقة الأوم.
واجهوا عدّة مرّات مخلوقات خطيرة مثل الذئاب ذات الرأسين، أو الفئران النارية التي تنفجر ذيولها، أو العناكب العملاقة ذات الأرجل الحادّة كالرماح.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل مروا بحقول فطريّة تسبّب التهابًا عند ملامستها للجلد، ومستنقعات مليئة بالبخار المخدّر، مما تسبّب في بعض الخسائر.
لكن بالنسبة إلى ليريوفي، التي تتذكّر هذه الفترة قبل العودة بالزمن، كان غياب القتلى حتّى الآن معجزة بحدّ ذاتها.
“تبًّا، حتّى الآن العدد قليل جدًّا… يجب أن نأخذ كلَّ0 من هنا…”
من المدهش أنّ جايد كان البطل الأوّل في حماية الأطفال.
لكن مظهره وهو ينظر إلى المجموعة بعيون شبه مشوشة، يتمتم بقلق، كان يثير القشعريرة.
خلال الأيّام الثلاثة الماضية، كان جايد، على غير عادته، غير عنيف مع الأطفال الآخرين، بل بدا وكأنّه يهتمّ بهم.
هل أكل شيئًا خاطئًا؟ خلال المسيرة القاسية دون راحة، لم يضحِّ جايد بأيّ عبد عمدًا.
على عكس عادته في الحفاظ على قوّته السحريّة واستخدام السحر فقط عند الضرورة، كان يتجاوز العوائق بجرأة مستخدمًا سحره فقط.
والأغرب أنّهم كانوا يسلكون طريقًا أكثر أمانًا مقارنةً بما قبل العودة بالزمن.
لم يمروا بمستنقع كان يتطلّب تضحيةً لعبور الجسر، وتجنّبوا وكر الذئاب ذات الرأسين التي كانوا يخطّطون لاختراقه في الماضي، مما كان سيؤدّي إلى خسارة شخصين أو ثلاثة، وساروا بدلاً من ذلك في طريق جانبيّ.
بفضل أداء جايد المذهل، وصلت المجموعة إلى الغابة الخضراء في وقت أقصر بكثير من الماضي.
‘لِمَ؟ هذا مختلف جدًّا عما كان قبل العودة بالزمن.’
بالطبع، على عكس تلك الفترة، كان عدد العبيد الجدد هذه المرّة قليلًا بشكل مبالغ فيه.
علاوة على ذلك، خسر جايد عددًا كبيرًا من رفاقه بسبب ليريوفي.
ربّما لهذا السبب، كان يحافظ على العبيد قدر الإمكان لتجنّب إهدارهم في المراحل الخطرة…
‘ومع ذلك، هذا يبدو غير طبيعيّ بعض الشيء.’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"