نظرتُ مرةً إلى الأداة التي أمسكها بين يديّ بذهول، ومرةً اخرى إلى الأرض الخالية الشاسعةِ أمامي.
‘مهما نظرتُ، هذا ليس منزلًا…’
ما الفرق بين العيش هنا والنوم متكورةً في زقاق دون مأوى؟
“…….”
كان يتظاهر دائمًا بالانشغال وقلة الوقت.
هل فعل ذلك عمدًا؟
بدأ الغضب يتسلل إليّ خفية، لكن أضاء الضوء الأحمر مجددًا.
رفعتُ رأسي تلقائيًا مع صدى صوت مافيوس يتردد في ذهني.
[الآنسة إيون سارنيا وايت، هل حدثت مشكلة؟]
‘لا يوجد منزل!’
صرختُ في داخلي.
[فكرتُ في ذلك من قبل، لكن صوتكِ أصبح لطيفًا جدًا.]
لم أستطع إخفاء دهشتي وأنا أمسك الأداة بين يديّ.
كيف سمع صوتي وأنا صرختُ في داخلي فقط؟
لكن ذلك لم يكن المهم الآن.
[العنوان هو شارع كيسنير الأول، الرقم 98، بلا شك.]
‘لكن لماذا لا يوجد؟’
[بعد التأكد، يبدو أنه كان هناك منزل عندما اشتريته، لكنه اختفى بعد أن تحول المكان إلى منطقة مجدولة لإعادة التطوير. لا عجب… كان منزلًا صغيرًا لكنه باهظ الثمن. ما العمل الآن؟ لقد تجاوزت الميزانية بعد الشراء السريع.]
‘ماذا…؟’
أي مدير هذا؟ كيف تتجاوز الميزانية؟ إذن اشتريتَ أرضًا فقط؟
[يبدو أن عليكِ الانتظار حتى تنتهي إعادة التطوير. قد يبدو ذلك وقتًا قصيرًا جدًا هنا، لكن بالنسبة للآنسة إيون التي تعيش في آومور مباشرة، قد تشعر بطول المدة التي سيستغرقها الأمر.]
‘هل تُحاول خداعي؟ أعد البحثَ عن المنزل!’
[حاولتُ تأمين موقع مميز، فلم يكن هناك خيار آخر. لقد قدمتُ لكِ دعمًا استثنائيًا، والآن أنا في موقف صعب لا يسمح بإنفاق المزيد من الميزانية.]
“…….”
[الآنسة إيون، أرجو أن تعرفي أنني بذلتُ قصارى جهدي. لقد ضاعفتُ المبلغ، وآلة السحب التي أعطيتكِ إياها كانت باهظةً الثمن حقًا. لو توقفت عند خمسين مليون عملةٍ ذهبية، لكان المنزل قد بُني فورًا. للأسف.]
“هاا…”
خرجَ تأوهٌ متعبٌ من فمي دون وعي.
نظرت إلى السيد وايت الذي مالَ برأسهِ متعجبًا، فأدرتُ وجهي بسرعة متظاهرةً بالجهل.
[أعتذر عن قول هذا، لكن ماذا لو بنيتِ منزلًا مؤقتًا بالمبلغ الذي قدمته لكِ؟ بعد انتهاء إعادة التطوير، سترتفع قيمة عقاركِ إلى السماء.]
‘هذا… المُحتال حقًا.’
عندما طلبتُ منزلًا، لم يقل شيئًا يناقض ذلك.
[إن كان الأمر صعبًا جدًا، يمكنني تأمين أرض ومنزل في الريف يناسب السعر بدلًا من شارع كيسنير الأول، الرقم 98. لكنه سيكون بعيدًا جدًا عن مكانكِ الحالي، هل يناسبكِ ذلك؟]
‘لا!’
[إذن اتفقنا. العيش مع عائلتكِ قد يكون خيارًا جيدًا أيضًا. الاتصال الطويل قد يسبب المشاكل، لذا سأنهي الأمر هنا.]
– تك.
انطفأ الضوء الأحمر.
قطع مافيوس الاتصال دون أن ينتظر ردي.
“……”
لو لم أسمع كلمة “إعادة تطوير” لكنتُ واصلتُ الحديث.
يا للغيظ! في حياتي السابقة، رأيتُ بعيني من جنى ثروة طائلة من ذلك، وأصبح غنيًا بلا حدود.
وضعتُ الأداة التي قطع اتصالها في جيبي السحري بحسرة، فتعثرت يدي بورقة.
أخرجتها، فكانت وثيقة تسجيل ملكية لشارع كيسنير الأول، الرقم 98.
[بعد انتهاء إعادة التطوير، سترتفع قيمة عقاركِ إلى السماء.]
“سـ…”
سأصبح غنية؟ عندما رأيتُ اسمي مكتوبًا، مسحتُ اللعاب الذي سال دون وعي.
قبل قليل كنتُ قد تخليتُ عن كل شيء، فكيف يفيض بداخلي هذا الطمع؟
رغم أن الأمور اختلفت بعض الشيء، لم أندم على التفاوض على 100 مليون عملة ذهبية.
حتى لو أخذتُ مليون عملة ذهبية فقط، ربما كنتُ سأواجه الوضع نفسه.
‘حسنًا، فكري بإيجابية. بإيجابية… ما هذا بحق خالق السماء!’
كدتُ أشد شعري من الغيظ.
حتى لو فكرتُ بإيجابية، لن يظهر مأوى لي الليلة فجأةً.
شعرتُ بنظرات حادة، فأدرتُ رأسي خلسةً.
تقاطعت عيناي مع السيد وايت، الذي كان يبتسم بلطفٍ وهو يمد يده نحوي منذ برهة.
* * *
في النهاية، اضطررتُ للجوء إلى منزل السيد وايت، الذي يدعي أنهُ أبي.
يبدو أنه يعتبر ذلك أمرًا مفروغًا منه، لكن على أي حال!
“آه، لستُ أعتبركَ أبي بعد!”
أكدتُ ذلك بينما كنت أمسك يدهُ ونحن نسير.
“إذن سأحاول أن أكون أبًا أكثر روعة.”
“…قـ- قد يستغرق ذلك وقتًا طويلًا؟”
“إذن سأتمكن من إرضاء أميرتي لمدة أطول. أليس كذلك؟ أبوكِ سيبذلُ قصارى جهدهِ يا إبنتي.”
“……”
أميرتي، صغيرتي، ابنتي.
كلمات غريبة تجعل معدتي تتقلب وشعري يقف.
أووه… إنه محرجٌ. متى سيتوقف، هذا مزعجٌ. لماذا لا يتخلى عن ذلك؟ لماذا يبدو الأمر طبيعيًا له؟
“هل تمانعين المشي أكثر؟”
أومأتُ برأسي بسرعة.
“نعم…”
أنا من أصررتُ على المشي بدلًا من الانتقال فورًا.
لأنني يجب أن أجد ذلك الطفل الذي أحتاج إلى لقائهِ.
قال إنني سأجده بالقرب من مكان إقامتي، لكن طوال الطريق من نقطة انتقالي لهذا العالم إلى شارع كيسنير الأول، الرقم 98، لم أرَ شيئًا مميزًا.
نظرتُ حولي باستمرار، أبحث عن الطفل الذي يجب أن أنقذه.
هالة حمراء، هالة حمراء…
بينما أسير، وجدتُ نفسي أمشي إلى جانب قناة مائية على يميني.
ظهر جسر يعبر إلى الجهة الأخرى.
هل يجب أن أعبر هذا الجسر؟ فكرتُ في ذلك.
– بام!
سمعتُ صوتًا قريبًا كمن يركل كيس حبوب.
حينها التفتُ برأسي تلقائيًا.
كان هناك خمسة أولاد في العاشرة تقريبًا مجتمعين في مكان واحد.
يبدو أنهم يحيطون بشيء دائريًا ويركلونه بحماس.
كانوا يشتمون باستمرارٍ ويتحدثونَ بصخبٍ فيما بينهم.
هززتُ رأسي بيأس.
حقًا، في كل مكان هناك أشرار.
من خبرتي السابقة، هذا على الأرجح تنمر يومي.
سمعتُ عبارات مثل “اليوم أيضًا” أو “بسببك لا شيء ينجح”.
حتى لو أخطأ ذلك الشخص، لا يجب أن يتجمّعوا هكذا لضربه.
لكن…
“يا لهم منهم أوغاد! هل أذهبُ إليهم؟”
سمعتُ صوتًا فوق رأسي.
“ماذا؟”
“يبدو أن صغيرتي منزعجةٌ من ذلك.”
“…….”
“هل يذهب أبوكِ يا صغيرتي ويصيح بهم ‘يا أيها الأوغاد!’؟”
نظرتُ إلى السيد وايت، الذي يبدو أنه سيهرع للتدخل إن أومأتُ برأسي، وهززتُ رأسي نافيةً.
“لا، دعنا نذهب فقط.”
“لكن صغيرتي كانت تنظر إلى هناك باستمرار…”
“إذا تدخلنا الآن، قد ينتقمون منهُ بشكل أسوأ لاحقًا. لا يمكننا إنقاذه يوميًا… إن لم يكن الأمر خطيرًا جدًا، فلنذهب. هذا..، هذا.. هو القدر لا يوجد شيء يمكننا فعلهُ.”
إذا تدخلنا الآن، قد يُضرب غدًا حتى ينزف.
سأذهب وأخبر حارسًا إن وجدتُ واحدًا أن هناك أطفالًا يثيرون المشاكل.
“صغيرتي…”
بعد أن تحدثتُ بنبرة نصف مستسلمة، توقف السيد وايت ونظر إليّ بهدوء.
كأنه يتساءل كيف أعرف هذا.
“هيا بسرعةٍ.”
“لكن وجه صغيرتي الآن يبدو حزينًا جدًا.”
فركتُ وجهي بذراعي بقوة.
“هـ.. هيا نذهب بسرعةٍ.”
شددتُ قبضتي على يده وسارعتُ نحو الجسر.
لكن عينيّ كانتا تتسللان للنظرِ خلسةً.
إن أردتُ الإبلاغ عنهم، يجب أن أصف مظهر الطفل المضروب جيدًل على الأقل.
بينما كنت أميل برأسي جانبًا لأنظر، انفتحت الفجوة بين الأولاد المحيطين به، فظهر طفل ذو شعر أسود يتعرض للضرب، وهالة حمراء تتماوج حوله.
كانت الهالة الحمراء تحيط به دائريًا، تُحدث تموجات كأنها أمواج تنتشر.
ثم تصاعد ضباب خفيف حولها.
فتحتُ فمي تلقائيًا، واتسعت عيناي بدهشة، وتجمدتُ في مكاني كالمسمار.
وجدتهُ! مهمة مافيوس! يجب أن أنقذهُ!
في تلك اللحظة، دفع اثنان من الأولاد الذين كانوا يركلونه ويضحكون الطفل نحو القناة كأنهما يدحرجانه.
– سبلااااش!
اختفى الطفل في الماء في لحظة.
ما إن ظهر شعره الأسود مجددًا حتى سحبتُ اليد التي كنتُ أمسكها بكلتا يديّ بجنون، متجهةً نحو الطفل الذي يتخبط في الماء ويجرفه التيار.
“يـ- يا لهم من أوغاد! يجب أن نذهب إليهِ!”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات