ما هذا الذي يحدث لي بعد أن حصلت على حياة جديدة؟!
قلت إنني أريد خبزًا، هل قلت إنني أريد عائلة؟! بل أكدت مسبقًا أنني لا أحتاج إلى عائلة على الإطلاق!
يتأثر برغباتي الداخلية، أي تأثر هذا؟!
“هاااه، هاااه!”
كدت أموت من ضيق التنفس، لكن إن توقفت، سينقض عليّ ذلك الرجل المجنون بلا شك.
ركضت بكل قوتي، أنظر إلى الأمام فقط، غير منتبهةٍ لشيء آخر.
“هيهيهينغ!”
“احذري، إنه خطر!”
دوى صوت صهيل حصان مقرونًا بصرخة سائق العربة.
كانت عربة تجرها خيول تندفع نحوي بسرعة، على مرمى حجر مني.
كانت قريبة جدًا لدرجة أنني لم أستطع تفاديها.
“آه، ما هذا بحق خالق السماء!”
أغمضت عيني بقوة، رافعة ذراعيّ أمام صدري كدرع، محاولة حماية نفسي.
تمكنت من الاحتفاظ بجيبي السحري، لكن آلة السحب سقطت من يدي.
“يا صغيرتي!”
سمعت صيحة ذلك الرجل الغريب تتردد في أذني.
فجأة، هبت ريح جليدية باردة كالصقيع، وتوقفت كل الأصوات من حولي.
“……آه.”
لكنني لم أشعر بأي ألم؟
فتحت عيني ببطء بعد أن أطلقت أنفاسي المحبوسة.
ظننت أنني سأموت لا محالة، لكن في تلك اللحظة القصيرة، تحول المكان إلى عالم من الثلج والجليد.
الحصان الذي رفع قائمتيه الأماميتين، والعربة، والسائق الذي كان يصرخ محذرًا، جميعهم تجمدوا في أماكنهم كتماثيل متجمدة.
“ما… ما الذي حدث هنا؟”
كأنني في مملكة جليدية حقيقية.
حتى الأشخاص البعيدون بدوا مذهولين من هذا المشهد المفاجئ.
نظرت إلى قائمتي الحصان المرفوعتين المتجمدتين، وتراجعت خطوة إلى الخلف، لكن ساقي خانتني فسقطت على الأرض.
“يا صغيرتي، ابنتي، هل أنتِ بخير؟”
فجأة، أمسك ذراعيّ بيدين قويتين.
نجوت من الاصطدام، لكنني وقعت في قبضة ذلك الرجل الغريب.
رفعت عيني بعد أن استعدت رباطة جأشي، فإذا بذلك الرجل ذي الشعر الأبيض يحدق بي بعينين متلهفتين.
على أي حال، أنا على قيد الحياة.
“……هـ، هل أنت من فعل هذا، أيها العم؟”
“أنا… خفت أن تُصاب صغيرتي، ابنتي.”
“أقول لك إنني لست ابنتك حقًا…”
تمتمت بذهول وكأنني مسحورة، فجأة، رأيت عينيه الذهبيتين تلمعان، ثم انهمرت الدموع منهما كالسيل.
وفي اللحظة ذاتها، دوى رعد مدوٍ في السماء.
‘آه! لماذا يبكي الآن؟ وما شأن الرعد بهذا؟!’
“لماذا، لماذا تبكي؟”
“ظننت أنني سأفقد ابنتي بمجرد أن التقيتها، لقد أفزعني ذلك حقًا…”
نظرت إليه بعينين متشككتين، فمسح دموعه بسرعة.
لكن عينيه الذهبيتين ظلتا غارقتين بالدموع.
“لا، أنا حقًا لا أحتاج أبًا ولا عائلة…”
“هييك!”
“آسفة، آسفة! لكنك تطاردني باستمرار… آه، لا تعاود البكاء أرجوك!”
مسح دموعه مرة أخرى، فأشرقت السماء فجأة.
هل هذه مجرد صدفة؟
بدأ المشهد الجليدي المحيط بنا يذوب شيئًا فشيئًا، عائدًا إلى طبيعته.
تجمع الناس حولنا، وتصاعدت أصوات همهماتهم، كلها تتجه نحونا.
“يا إلهي، لقد أنقذ الأب ابنته!”
“كاد أن يحدث ما لا يُحمد عقباه!”
“مهلًا، أليس ذلك الرجل هو الدوق وايـ…”
كان ذلك الرجل الغريب ذو الشعر الأبيض راكعًا على ركبة واحدة أمامي، ممسكًا بذراعيّ، ينظر إليّ بعينين تبدوان على وشك البكاء مجددًا إن قلتُ شيئًا آخر.
ازداد تجمع الناس وتصاعدت أصواتهم.
“آه، بحق خالق السماء… هيا، لنذهب إلى مكان آخر أولًا!”
يبدو أن الهرب من هنا هو الأولوية الآن.
التقطت آلة السحب التي سقطت على الأرض بسرعة.
لحسن الحظ، لم يهتم أحد بها.
ثم، لأتفادى حشد الناس المتزايد، احتضنت الآلة بذراعي اليسرى، وأمسكت بيد ذلك الرجل الغريب بيدي اليمنى، وسحبته بعيدًا بسرعة.
* * *
تمكنا أخيرًا من الإفلات من حشد الناس.
لكن المشكلة أنني الآن أقرب إلى هذا الرجل أكثر مما كنت عليه قبل قليل.
لماذا؟ لأننا انتهينا جالسين جنبًا إلى جنب على مقعد واحد.
“……”
لكنني لم أعد أملك قوة لأركض أكثر.
أنا جائعة…
ومتعبة جدًا….
لم أكن أتخيل حياتي الجديدة هكذا أبدًا!
يبدو أنني وقعت ضحية خدعة من ذلك المدعو مافيوس أو ماسترفيس أو أيًّا كان اسمه.
كنت أتأرجح بساقيّ القصيرتين اللتين لا تصلان إلى الأرض، عندما شعرت بنظرات متسللة تلاحقني من الجانب.
حاولت تجنب النظر إليه، لكن عينينا التقيا عن طريق الخطأ، فابتسم فجأة ببريق مشع.
لماذا، لماذا يبتسم هكذا؟
أدرت رأسي بسرعة، عاضة على شفتي بقوة.
ما الذي يجري بحق خالق السماء؟
كيف خرج هذا العملاق من تلك الكبسولة الصغيرة؟
حتى لو حاولت طيّه وإعادته إلى داخلها، لا يبدو أنه سيناسبها أبدًا! أليس من الممكن أن يكون قد استُدعي بسببي رغمًا عنه؟
ربما هو نفسه لم يرد ذلك؟
إن كان الأمر كذلك، فهذه مشكلة أكبر.
لا يمكنني منع أفكاري من الانزلاق إلى السلبية، لكن ماذا عساي أفعل؟
أين في داخلي كانت الرغبة في عائلة؟ أنا لم أطلب ذلك أبدًا! في الماضي، نعم، كانت الحياة صعبة، لكنني نجوت بلا عائلة، فلماذا الآن؟
حتى لو كنت أعيش حياة جديدة أفضل، فإن وضع شخص قد يخونني بجانبي ليس بالأمر الصائب.
في هذا العالم، لا يمكنني الوثوق إلا بنفسي.
لقد تعلمت ذلك واختبرته بجسدي مرات لا تُعد!
أخبرت مافيوس بوضوح أنني لا أريد عائلة، لكنه تجاهل كلامي تمامًا كأنه لم يسمعه.
أدرت رأسي مجددًا نحو ذلك الرجل الذي كان لا يزال ينظر إليّ خلسة.
“……هل استُدعيت بسببي، أيها العم؟”
“ماذا؟”
“هل أمرك مافيوس أن تكون أبي؟ أن تراقبني؟ أن تتأكد من أدائي؟”
مال برأسه قليلًا في حيرة.
“ما الذي تعنيه؟”
“أنا لا أحتاج أبًا. يمكنني أن أتدبر أمري بلا مراقبة. لذا، يمكنك العودة إلى حيث كنت.”
“…….”
فجأة، امتلأت عيناه بالدموع مجددًا، وسالت على خديه.
“هيييك!”
دوى الرعد في السماء في توقيت مطابق تمامًا.
هل يمكن أن تكون هذه مصادفة؟
“آه، لماذا تبكي مرة أخرى؟!”
لوحت بذراعيّ محاولةً منعه من البكاء.
يبدو أن الرعد يهدر كلما بكى!
“لأن ابنتي تبدو وكأنها تكره أباها كثيرًا…”
“لا، لست أكرهك.”
“حقًا؟”
فجأة، أضاءت عيناه الذهبيتان كنجمتين، وشعرت كأن ذيلًا وهميًا يهتز خلفه من الفرح.
“ليس كرهًا. فقط أنت لست أبي. لقد التقينا للتو، أليس كذلك؟”
“……لا، ليس صحيحًا.”
تدلت كتفاه، وكأن ذلك الذيل الوهمي قد هوى إلى الأرض.
خشيت أن تتشكل الغيوم في السماء، فأسرعت بالحديث.
“أنا لم يكن لي عائلة من قبل. حتى اسمك لا أعرفه.”
“آموتير وايت.”
كنت أنوي التأكيد على أننا غرباء، لكنه قاطعني بإعلان اسمه فجأة.
حتى أن لقب عائلتهِ ‘وايت’؟ يا للغرابة!
“حسنًا، السيد وايت. لكن حتى قبل قليل، لم أكن أعرف اسمك. وأنت لا تعرف اسمي، أليس كذلك؟”
“إيون.”
“ماذا؟ كيف عرفت؟”
اتسعت عيناي دهشة حتى كدت أفقدهما.
“إيون سارنيا وايت. ابنتي، أعرفكِ جيدًا.”
‘ماذا؟ بل إن اسمي أصبح أطول؟’
فجأة، تردد صوت مافيوس في ذهني.
[آه، نسيت أن أخبرك مسبقًا. سأنقل لكِ معلوماتكِ الأساسية، يا آنستي إيون. إيون سارنيا، أنثى، 7 سنوات، طول 117 سم، وزن 19.2 كجم، مكان الإقامة غير محدد، ملاحظة خاصة: تمت إضافة علاقة عائلية.]
تدفقت الكلمات بسرعة حتى شعرت بدوامة في رأسي.
[وتهانينا، لديكِ أول عائلة الآن! لذا أصبح اسمك إيون سارنيا وايت. تحققي من ذلك: إيون سارنيا وايت. عليكِ التأقلم مع هويتكِ الجديدة. استدعاء شخص بدلًا من شيء في أول جولةِ سحب، مذهل حقًا!]
“……”
‘لا، أنا قلت إنني لا أريد عائلة… ثم، أليس غريبًا أن يخرج شخص من كبسولة وهو لا يبالي بهذا؟’
‘أنا لا أحتاج عائلة!’
صرخت في داخلي بسرعة، خشية أن يختفي مافيوس.
[لا تحتاجين عائلة؟ آه، لأنكِ غير معتادة عليها بعد؟ لا بأس، يمكنكِ استخدامه كأداة أيضًا.]
……ماذا؟
كاد لسانه المعسول أن يقنعني دون أن أدرك.
شخص كأداة؟
[أوه، قد يتم تعديل بياناتك الحيوية إذا أشرف الرئيس على العالم، لذا انتبهي لئلا يُكتشف الأمر.]
“ما هذا؟”
بل، لماذا يطلب مني استخدام شخص كأداة؟
‘كيف تقول هذا؟ أداة؟” ‘
[ماذا؟ آه! أسأتِ الفهم؟ أعني ألا تقلقي وتأخذي الأمر براحة. بما أنكِ حصلتِ على عائلة على أي حال. ههه! إلى اللقاء!]
ثم انقطع الصوت فجأة.
……لا يصدق.
هل هذا حقيقي؟ هل يمكن أن أُمنح عائلة بهذه الطريقة؟
دون حتى أن يسألوني إن كنت أريدها؟
هذا نصب واحتيال!
وما معنى تعديل البيانات الحيوية؟
هدأت الضجة في رأسي بعد اختفاء الصوت، لكن ذلك الرجل الذي يدعي أنه أبي ظل جالسًا بجانبي.
كلما التقيت أعيننا، ابتسم بإشراق، لكنني لم أكن أعرف متى سيعاود البكاء.
الارتباك في ذهني لم يهدأ أبدًا.
آموتير وايت.
إيون سارنيا وايت.
وضعت يديّ على جبهتي.
هل نحن عائلة حقًا؟
“يا صغيرتي، هل يؤلمكِ رأسكِ؟ هل ينظر إليه أباكِ؟”
نزل السيد وايت، الذي يدعي أنه أبي، من المقعد بسرعة، وركع على ركبة واحدة ليفحصني بعناية.
نظرت إليه بتردد.
“لا، لا يؤلمني.”
“إذن؟”
“إنه صداع فكري.”
“ابنتي تعرف حتى الكلام الناضج! مذهلة حقًا.”
“…….”
ما الذي يجب أن أفعله الآن؟
لست جاهلةً بمعنى العائلة.
رأيت عائلات سعيدة، ورأيت كيف يمكن أن تكون العائلة نقطة ضعف أحيانًا.
في الماضي، تمنيت أن أمتلك عائلة يومًا ما.
كان هناك من اقترب مني مدعيًا أنه سيكون عائلتي، لكن تبين أنه كان فخًا من الكنيسة للإمساك بي، أو أشخاصًا سيئين أرادوا بيعي.
لذا، تحطمت أحلامي عن العائلة منذ زمن.
أعرفها بعقلي، لكنني لم أختبرها فعليًا، فكيف يمكن أن أشعر براحة مع هذا الوضع؟
– كرررر!
“…….”
على أي حال، أنا جائعة جدًا الآن، لذا يجب أن أجد مأوى أولًا ثم أقرر ما سأفعل.
نهضت من مكاني بهدوء، تاركة السيد آموتير وايت جالسًا أمامي.
وقف هو الآخر تلقائيًا، فبدت هيئته الضخمة وهو يمتد إلى الأعلى لا يمكن تجاهلها.
استدرت نحوه مترددة، ثم تحدثت بصوت خافت.
يجب أن أخبره على الأقل أنني سأذهب.
لكن، بالتأكيد، ليس لأن كلام مافيوس عن “الأداة” أزعجني أو شيء من هذا القبيل!
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات