عربة عائلة كرويتز هنا؟

‘كان من المفترض أن أبدأ العمل غدًا’

 

فوجئتُ ، لكن ردود فعل الآخرين كانت أقوى بكثير.

كان رد فعل فيليكس هو الأكثر حدة.

 

“ماذا؟ كرويتز؟”

 

قفز فيليكس كسمكة أُلقي عليها الملح.

 

الآن أتذكر ، كانت رغبته الأولى هي الانضمام إلى فرسان كرويتز ، أليس كذلك؟

 

“لماذا يبحث عنكِ دوق كرويتز؟”

 

لماذا؟

‘لأنه الآن من سيدفع لي راتبي’

 

لكنني لم أرد إعطاء فيليكس إجابة واضحة. بدلاً من ذلك ، استخدمت تكتيك المراوغة.

 

“حسنًا ، ما رأيك؟”

 

“ها ، أنتِ حقًا وقحة منذ البداية!”

 

في تلك اللحظة ، رفع فيليكس يده الكبيرة.

 

“… الآنسة فيوليت؟”

تجمد الجميع عند سماع صوت غريب.

 

التفتُّ فإذا بفارس يقف في الردهة بعيدًا ، متجمدًا بمظهر مرتبك ، و شعار كرويتز منقوش على درعه.

 

“إنه ، إنه حقًا من فرسان كرويتز”

تمتم فيليكس بصوت مرتبك و أفلت ياقتي بسرعة.

 

لكن الفارس لم يكن أعمى. اقترب بخطوات واثقة و وقف أمامي بشكل وقائي.

 

“هل كنتِ في موقف خطير ، آنسة فيوليت؟”

 

“هاها ، إنه سوء فهم. موقف خطير؟ كنا فقط نتحدث. أنا خطيبها”

 

لم أره من قبل.

لم أرَ فيليكس بهذا الخنوع من قبل.

 

“خطيب؟ إذن المشكلة أكبر. رجل يعامل خطيبته بهذه الطريقة …”

 

نظر الفارس إلى فيليكس بدهشة ، كما لو كان ينظر إلى مجرم حقير.

 

‘هذه هي نظرة الشخص العادي’

 

في الأكاديمية ، و في منزلي ، كان الجميع يعتبرون معاملة فيليكس لي أمرًا طبيعيًا. قالوا إنني حصلتُ على خطيب أعلى من مستواي ، لذا يجب أن أخدمه جيدًا.

 

لذلك ، شعرتُ برد فعل الفارس ، الذي يُفترض أنه طبيعي ، غريبًا بالنسبة لي.

 

“يبدو أنك تستخدم السيف”

قال الفارس و هو ينظر إلى فيليكس من الأعلى إلى الأسفل.

 

“ما اسمك؟”

 

“ماذا؟”

 

“بما أنك لا تعلن عن انتمائك ، أنت خريج هذا العام ، أليس كذلك؟”

 

ابيضّ وجه فيليكس.

 

كرر الفارس و هو ينظر إليه من الأعلى إلى الأسفل: “من المفترض أن يحمي المقاتل السيدات ، لكنه يحاول إيذائها. ألا تعلم أن انتهاك الفروسية قد يؤدي إلى سحب رخصة الفارس؟”

 

“ما هذا!”

 

‘أوه ، سحب رخصة الفارس؟’

 

إذا حدث ذلك ، فإن كل ما عمله فيليكس خلال ست سنوات في الأكاديمية سيذهب سدى.

 

بالطبع ، أصبحت عائلة فيليكس قوية جدًا ، و قد أتقن فن التملق ، لذا لا يبدو أن هذه الحادثة وحدها ستؤدي إلى سحب رخصته.

 

لكن فيليكس ، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه ، حاول تغيير الموضوع برد فعل متمرد: “بين الخطيبين ، قد تشتعل الأمور أحيانًا ، و هذا لا يعني أن تسحب رخصة الفارس! كلامك مبالغ فيه!”

 

“فيليكس روهايم”

تدخلتُ فجأة و قلت اسمه.

 

“لقد صُدمتُ حقًا عندما حاول ضربي. لو لم تظهر ، سيدي الفارس ، لكنتُ تعرضتُ للضرب بالفعل ، أوه”

 

أشرتُ إلى ياقتي الممتدة بسبب قبضته و قمت بتمثيل دور الضعيفة. حسنًا ، كنتُ بالفعل على بعد ثانية من الضرب ، لذا لم يكن تمثيلًا بالضرورة.

 

“مقاتل يحمل سيفًا يحاول ضرب سيدة هشة!”

نظر الفارس إلى فيليكس بدهشة ، كما لو كان ينظر إلى وغد حقير.

 

“و علاوة على ذلك ، كل هؤلاء الخدم يتفرجون فقط!”

انكمشت أكتاف الخدم عندما مرت نظرة الفارس المذهولة بهم.

 

“نحن، نحن خائفون من السيّد …”

 

“مهما كان خوفكم ، هل هو أكبر من خوف هذه السيدة التي كادت تُضرب بهذه القبضة الحقيرة؟”

 

صرخ الفارس بصوت مذهول ثم تحدث إليّ بأدب: “أعتذر عن التدخل ، لكن أنصحكِ بطرد هؤلاء الخدم في أقرب وقت ممكن”

 

نعم ، هذا بالضبط ما سأفعله.

بمجرد استعادة هذه العائلة!

 

لم يستطع الخدم إخفاء تعبيراتهم المظلومة ، لكنهم لم يجروؤا على الرد على الفارس.

 

أدركتُ مرة أخرى القوة الهائلة التي يحملها شعار ‘عائلة كرويتز’.

 

تدخل فيليكس بوجه قلق: “سيدي الفارس! هناك سوء فهم. كانت هناك ظروف-“

 

“فيليكس روهايم ، أليس كذلك؟”

نظر إليه الفارس بثبات.

“سأتذكر هذا الاسم”

 

“…”

 

ارتجفت عينا فيليكس بشدة.

أتمنى أن يكون هذا قد أنهى فرصته في الانضمام إلى فرسان كرويتز.

 

[منقذتي ، الأمور تسير بشكل مثير!]

 

‘أليس كذلك؟’

 

تبادلتُ أنا و بيبي الأفكار في سرنا بسعادة.

 

استمر فيليكس ، الذي كان مذهولًا للحظة ، في التوسل: “لا ، سيدي الفارس ، انتظر لحظة. استمع إلى وجهة نظري!”

 

لكن الفارس تجاهل فيليكس تمامًا و استدار إليّ.

 

“الآنسة فريجيا ، لقد جئتُ في عجلة من أمري لأننا بحاجة إلى مساعدتكِ في مسألة عاجلة ، و أعتذر عن هذا التطفل”

 

كان موقفه المهذب مختلفًا تمامًا عن طريقته مع فيليكس.

تفاجأ فيليكس و الخدم ، و فتحوا أفواههم.

 

‘ما الذي يحدث؟’

 

كنتُ فضولية ، لكن فيليكس بالتأكيد كان يموت فضولًا أيضًا.

 

لا يمكنني إشباع فضوله بسهولة. قلتُ بجدية: “لا بأس. سأذهب على الفور”

 

“شكرًا لكِ!”

 

“انتظري لحظة”

 

سمعتُ صوت فيليكس يحاول متابعتي ، لكنني أغلقت الباب في وجهه.

 

بانغ—!

 

‘واو ، منعش!’

هكذا هو شعور تجاهل شخص ما أمام وجهه!

 

‘قد أدمن هذا!’

 

لم أنسَ شكر بيبي.

 

‘شكرًا ، بيبي. لولاك ، لكنتُ ترددتُ و تعرضتُ للإهانة مرة أخرى. لم أبدُ مغفلة على الإطلاق ، أليس كذلك؟’

 

[نعم! كنتِ تبدين شريرة و وقحة للغاية!]

 

‘أليس كذلك؟’

 

ضحكتُ بصوت خافت و صعدتُ إلى عربة عائلة كرويتز.

و بعد فترة وجيزة ، وصلتُ إلى …

 

“أوهوو!”

 

“أنا ميت الآن!”

 

كانت فوضى عارمة.

كان هناك أشخاص يبكون و آخرون يركضون بشعر متطاير أمام عينيّ.

 

سألتُ الفارس بذهول: “ما … ما الذي يحدث هنا؟”

 

“هذا-“

 

“مهلاً ، الآنسة فيوليت؟”

ناداني صوت مألوف.

 

كان آرون ، مساعد كايين.

 

لم يكن آرون في حالة جيدة أيضًا. كانت هناك ظلال تحت عينيه كدمات ، و شعره أصبح كعش الغراب من كثرة العبث به.

 

“لماذا أنتِ هنا ، الآنسة فيوليت؟ أليس من المفترض أن تبدئي العمل غدًا؟”

 

“كنتُ أعتقد ذلك ، لكن هذا الفارس جاء ليأخذني و قال إن هناك أمرًا عاجلاً”

 

“آه ، يا للأسف”

نقر آرون بلسانه.

 

“لقد أُمرنا بجمع كل القوى العاملة المتاحة بسبب هذا الحادث الكبير ، لكنني لم أكن أعلم أنهم سيستدعونكِ أيضًا ، الآنسة فيوليت. يبدو أن هناك خللاً في التواصل. أعتذر”

 

اعتذر الفارس أيضًا بمظهر محرج.

 

لا بأس. بمجرد اقتحامك في الوقت المناسب بعربة عائلة كرويتز ، أصبحتَ منقذي.

 

“نحن لسنا مجموعة سوداء لدرجة أن نسحب مبتدئة لم تتسلم مهامها بعد في يوم عطلتها. سنجهز عربة لعودتكِ ، لذا نراكِ غدًا”

 

تحدث آرون بحزم.

لو لم تكن الهالات السوداء تحت عينيه بارزة جدًا ، لكان يبدو كسلف موثوق.

 

نظرتُ حولي إلى الفوضى المحيطة.

 

ثم جمعتُ شجاعتي و تحدثتُ: “سيدي السلف”

 

“نعم؟”

 

“بما أنني هنا بالفعل ، إذا كان هناك أي شيء يمكنني المساعدة فيه ، سأفعل. حتى المهام الروتينية البسيطة قد تكون مفيدة ، أليس كذلك؟”

 

“الآنسة فيوليت …”

 

تلألأت عينا آرون المليئتان بالهالات بالدموع.

بعد لحظة ، مسح عينيه بقبضته بعنف.

 

“أوه ، شكرًا لكِ على قول ذلك”

 

لم أكن أتوقع أن يتأثر إلى هذا الحد!

يبدو أنه عانى كثيرًا.

 

“إذن ، الآنسة فيوليت ، هل يمكنكِ الحضور إلى هنا؟”

 

“نعم!”

 

حسنًا.

أمسكتُ قبضتي سرًا.

 

يقال إن الأزمات هي فرص.

الآن ، بفضل مصادرة عمي لكل شيء ، ليس لديّ ملابس لأرتديها غدًا ولا حتى نقود للطعام.

 

لكنني لن أذهب إلى فيليكس و أتوسل إليه كما يريد عمي ، حتى لو متّ.

 

‘سأساعد في هذه الفوضى و أترك انطباعًا جيدًا. ثم …’

 

سأطلب سلفة!

عزمتُ على هدفي بقوة.

 

* * *

 

نظر آرون بتعبير معقد إلى فريجيا التي تمشي بجانبه.

بالأمس.

 

عندما أخبر زميلًا صغيرًا أنه تم توظيف فريجيا ، قال: ‘فريجيا فيوليت؟ هل تقصد نسخة سندريلا اليائسة؟’

 

‘نسخة سندريلا اليائسة؟ ما هذا؟’

 

‘ثنائي مشهور في الأكاديمية. خريج هذا العام الأول و خطيبته. كانا معًا منذ زمن طويل ، لكن الفتاة أقل بكثير من مستواه ، لذا كانوا يطلقون عليها سندريلا’

 

‘همم’

 

‘و المثير أن الرجل تقدم لفتاة أخرى في يوم التخرج. لقد خُدعت الخطيبة تمامًا. لذا يطلقون عليها سندريلا اليائسة!’

 

من الواضح أن فريجيا كانت مهووسة برجل واحد طوال فترة دراستها في الأكاديمية.

 

بدأ آرون يفهم درجاتها التي بالكاد تجنبت الرسوب.

 

‘بما أنها حصلت على درجة كاملة في اختبار التوظيف ، فمن الواضح أنها ممتازة في حفظ النظريات …’

 

لكن النظرية و التطبيق مختلفان تمامًا.

لم يتوقع آرون أن تتفوق فريجيا في العمل العملي منذ البداية.

 

‘لكن يجب أن تعرف الآنسة فيوليت طبيعة هذا المكان’

لن يكون سيئًا أن تُظهر لها مسبقًا ، كجرعة وقائية ، ما هو هذا المكان.

 

مع هذا التفكير ، فتح آرون الباب.

 

“الدوق سيقتلني … سأُقتل …”

“أمي ، أنا آسف … ابنكِ العاق سيغادر اليوم …”

“أرجوك ، أنقذني ، لقد أخطأتُ ، أنقذني”

 

كان السحرة ينقلون الأوراق بجنون أو يضربون الآلات الحاسبة كالمجانين.

 

كان هناك ساحر يكتب وصيته مسبقًا.

 

سألت فريجيا بهدوء: “ما الذي حدث هنا؟”