“السيدة فريجيا ، أليس عليكِ الآن أن تتصرّفي حيال هذه الشائعات؟”
“هـم؟”
“فقط نفيكِ المتكرّر بقولكِ (نحن لسنا كذلك فعلًا) لم يعد يقنع أحدًا. إن أردتِ إخماد الشائعة فعلًا ، فعليكِ أن تبرهني بالفعل لا بالكلام!”
كانت عينا لونا تمتلئان بالقلق و هي تحدّق بي.
ربّما كانت تخشى أن تؤثر هذه الفضيحة على مستقبلي في الزواج.
“بالفعل؟ و ما نوع (الأفعال) التي تقصدينها؟”
“أمر بسيط. مثلًا ، اذهبي في موعدٍ مع رجلٍ آخر!”
“همم ، صحيح أنّها طريقة فعّالة ، لكن لا يوجد في حياتي رجل يمكنني الخروج معه”
“أوه ، هذا سهل. يمكنني أن أعرّفكِ إلى أحدهم!”
لمعت عينا لونا حماسًا.
“ما هو نوعكِ المثالي؟”
نوعي المثالي؟ هذا بسيط جدًا.
رجلٌ يعاكس فيليكس في كلّ شيء!
“أتمنى أن يكون رجلًا طيّبًا هادئًا و مهذّبًا. لا يرفع صوته مهما غضب ، و يفكّر دائمًا في الطرف الآخر ، ولا يتفوّه أبدًا بالكلمات البذيئة”
“آه ، فهمت تمامًا ، هذا النوع! حسنًا ، أعرف شخصًا مثاليًا لذلك! هل تريدين أن أعرّفكِ إليه؟”
“هاه؟ حقًا؟”
بدت لونا أكثر حماسًا ممّا توقّعت.
“إنّه أحد زملائي القدامى ، مشهور بمهارته في الطبخ ، و حلمه أن يطهو بنفسه الفطور لزوجته كلّ صباح. هوايته العناية بالحديقة ، و هو الابن الثاني فلا يرث أيّ التزامات عائلية ثقيلة”
يا للعجب. يبدو أنّه يجسّد كلّ صفات “الزوج المثالي”.
“يبدو شخصًا رائعًا فعلًا. لكن … لستُ في مزاجٍ للدخول في علاقةٍ جديّة الآن”
“أوه ، لا تأخذي الأمر على محمل الجد! لن تتزوجيه فورًا ، فقط موعد تعارف بسيط لا أكثر!”
صحيح. لم تكن مخطئة.
و لأنّ الزواج وارد في المستقبل ، فلا ضرر من لقاءٍ واحد ، أليس كذلك؟
صحيح أنّ لورينا على قائمة من أريد الانتقام منهم ، لكن عدوّ عدوّي قد يصبح حليفي مؤقتًا.
أخفيتُ نواياي وراء ابتسامةٍ لطيفة ، و أكملتُ شرب الشاي مع لونا.
***
مرّت الأيّام التالية بسرعةٍ و بهدوء.
المشكلة الوحيدة كانت أنّ وقتي و وقت الرجل الذي أرادت لونا تعريفي به لم يتطابقا أبدًا.
“السيد هنري متفرّغ فقط غدًا هذا الأسبوع ، لكنكِ تعملين غدًا ، أليس كذلك؟”
“نعم ، للأسف لا يناسبني أيضًا”
“آه ، يا للأسف”
بدت لونا حزينة ، و كأنّ الأمر موعدها الشخصي. شعرتُ بالامتنان و الحرج في آنٍ واحد.
‘يبدو أنّ القدر لا يريدني أن ألتقي بذلك الرجل’
حين فكّرتُ بذلك ، خفّت وطأة الإحباط بداخلي.
‘هل من الممكن أنني … لا أريد الزواج فعلًا؟’
“السيدة فريجيا!”
ناداني آرون بحيوية و هو يقترب.
“لم تستخدمي أيًّا من إجازاتكِ السنويّة هذا العام ، صحيح؟”
“آه ، نعم. لم تكن هناك حاجة لذلك!”
“هاه ، يبدو أنّكِ لا تعرفين النظام”
ضيّق آرون عينيه ماكرًا و قال: “الإجازات السنويّة تُستخدم حتى لو لم يكن هناك سبب. لا تتحوّل إلى مال في برج السحرة ، لذا إن لم تستخدميها ، ستضيع. يجب أن تبدئي من اليوم و إلّا لن تنتهي قبل نهاية السنة!”
“لكن ليست لديّ أيّ حاجة ملحّة الآن …”
“لا ، لا ، يجب أن تحصلي على حقوقكِ كاملة! و البرج في فترة هادئة حاليًّا”
“حقًا؟”
أومأتُ بتردّد ، لكنّ كلامه بدا منطقيًا.
‘لو ظللتُ متشدّدة في العمل ، قد يراني الزملاء مهووسةً بالعمل’
لقد قرأتُ في كتاب «كيف تنجح في بيئة العمل – 100 نصيحة للموظّف المبتدئ» أنّ العلاقات أهم من الاجتهاد أحيانًا.
كان الإجراء بسيطًا جدًا. كلّ ما عليّ فعله هو تسليم استمارةٍ واحدة لقسم الموارد البشريّة.
‘بما أنّني سأأخذ الإجازة ، يمكنني تحديد موعدي مع السيد هنري في نفس اليوم’
عدتُ إلى مكتب آرون و سألته بخفّة: “سيدي ، قدّمتُ للتوّ طلب الإجازة”
“أحسنتِ! استمتعي بوقتك!”
“لكن … هل يجب أن أكتب سبب الإجازة بالتفصيل؟ هل سيُطلب منّي ذكر كلّ شيء؟”
ضحك آرون بخفة و قال: “لا طبعًا. اكتبي فقط (ظروفٌ شخصيّة) ، هذا يكفي”
‘آه … فهمت الآن’
إذن لم يكن عليّ أن أكون صريحة بتلك الدرجة.
أشعرتني الفكرة ببعض الإحراج ، لكن لا بأس. سأعرف ما أفعله في المرّة القادمة.
ابتسمتُ بحرارة و قلت: “شكرًا لك يا سيدي ، سأرتاح و أعود بكامل نشاطي!”
رفع آرون إبهامه مشجّعًا بدل الردّ.
***
كان آرون يراقب سيده بنظراتٍ حائرة.
تك—! تك—!
كانت أصابع كايين تنقر على المكتب بإيقاعٍ منتظم.
و لم يكن هذا الغريب الوحيد.
‘أنا لا أتخيّل ذلك … صحيح؟’
شفاه كايين ، المرسومة عادة بخطّ صارم ، كانت منحنية قليلًا نحو الأعلى.
بعبارةٍ أخرى ، كان يبتسم.
‘حقًا … يومٌ يستحقّ التسجيل في التاريخ’
من الصعب التصديق ، لكن يبدو أنّ كايين في مزاجٍ جيّد اليوم.
“يا سيدي … كيف كانت رحلة العمل؟”
سأل آرون بتردّدٍ و فضول ، و هو سؤال لم يكن ليجرؤ على طرحه عادة.
لكنّ الفضول غلب الخوف ، كما أنّ كايين اليوم لا يبدو في حالةٍ قد يركله فيها لأنّه تجرّأ على الكلام.
التعليقات لهذا الفصل " 70"