“ربّما يكون الأمر كذلك. إنّها المرّة الأولى التي تثور فيها فضيحة لسيّد البرج مع امرأة إلى هذا الحدّ”
“السّكرتيرة الجديدة مذهلة حقًّا. كم يجب أن تكون ماهرة في عملها لتأسر قلب سيّد البرج إلى هذا الحدّ؟”
“هل أسرته بسبب مهاراتها في العمل حقًّا؟ أم أنّه ببساطة لأنّها جميلة؟ اليوم بدت كشخص مختلف تمامًا ، جميلة جدًّا”
“نعم ، كانت كذلك”
… لم أتخيّل يومًا أن أسمع مثل هذا الكلام في حياتي.
المديرة هيستيا عبقريّة نادرة ، حقًّا.
“يا إلهي ، هل دوقنا من النوع الذي يفضّل شخصًا بناءً على مظهره؟ من الواضح أنّ السّكرتيرة تتعامل مع الأعمال ببراعة خارقة. ففي اليوم الأوّل لانضمامها ، تغلّبت على سحرة من الدّرجة العليا و أرسلتهم للتنظيف”
هل يقصدون الحادثة التي استعدتُ فيها البيانات في يومي الأوّل؟
احمرّ وجهي قليلاً من الثّناء غير المتوقّع. حتّى لو فكّرتُ في الأمر مجدّدًا ، كان أدائي جيّدًا آنذاك.
‘بالمناسبة ، أولئك السّحرة من الدّرجة العليا الذين ضغطوا عليّ آنذاك أصبحوا عمّال نظافة’
لم أكن أعلم ذلك على الإطلاق.
بينما كنتُ أحصل على هذه الإدراك غير المتوقّع ، استمرّ النّاس في الخارج في الدّردشة.
“لكن لماذا كانت درجاتها في الأكاديميّة سيّئة إلى هذا الحدّ مع أنّها ذكيّة جدًّا؟”
“ربّما كانت مجرّد النوع الذي يضعف في الامتحانات. سمعتُ أنّ البروفيسور دنكان قام بتجنيدها شخصيًّا في المعهد الأكاديميّ أمس. قال إنّه كان هناك خطأ ، لكنّه كان ينوي منح بحث الدّخول الجديد درجة A+”
“ماذا؟ ذلك البروفيسور الصّعب الإرضاء؟ الطّالب الذي يحصل على A+ منه يظهر مرّة كلّ عشر سنوات!”
“هذا ما أقوله. يبدو أنّها عبقريّة مخيفة جدًّا. لهذا أعجبت سيّد البرج. ألم يكن السبب في أنّ سيّد البرج لم يواعد أيّ امرأة حتّى الآن هو أنّه في الواقع عاشق للعباقرة؟”
هل يوجد مثل هذا النّوع من العشّاق؟
“بالتّأكيد. من النّادر وجود عبقريّ يرضي معايير سيّد البرج. الآن أفهم لماذا لم تظهر أيّ فضيحة له حتّى الآن”
لم تنتهِ الدّردشة أبدًا.
‘لن أتمكّن من الخروج إلى الخارج …!’
بينما كنتُ محاصرة في كشك الحمّام ، سالت دموعي داخليًّا.
لم يكن لديّ الجرأة للخروج ببرود و غسل يديّ قائلة ‘مرحبًا؟ أنا تلك العبقريّة التي كنتم تتحدّثون عنها’
أينما ذهبتُ ، سمعتُ مثل هذه الهمهمات. عبقريّة هائلة ، أو أنّ قلبي تواصل مع الدّوق بفضل تواصل العباقرة …
‘أشعر بالحرج الشّديد ، حقًّا’
و مع ذلك ، في اللحظة التي قرّرتُ فيها أن يكون كايين شريكي ، كنتُ مستعدّة لعاصفة ما إلى حدّ ما ، لذا كان الأمر بخير.
لكنّ الحدث الذي لم أتوقّعه جاء من مكان غير متوقّع.
“مرحبًا. أيّتها الجديدة”
عندما دخلتُ المكتب ، التفت كايين نحوي.
كانت عيناه الكسولتان أغمق قليلاً من المعتاد.
جبينه المقلّص قليلاً و خطّ فكّه المشدود يثبتان أنّ مزاجه ليس جيّدًا.
كان كما حذّرني آرون.
‘اليوم سيكون مزاج سيّدي سيّئًا جدًّا. دائمًا ما يكون كذلك في الأيّام التي يعود فيها من اجتماع مجلس النبلاء’
كان انطباعه البارد متجمدًا أكثر ، ممّا جعله يبدو مخيفًا إلى درجة تجعل النظر في عينيه صعبًا.
لكن ، هل انتفخ كبدي قليلاً خلال هذه الفترة؟
* أي إنّها صارت أكثر شجاعة
فوق ذلك الوجه المخيف ، تراءت لي عيناه الذّهبيّتان اللتين كانتا تنظران إليّ بهدوء وسط النّغم الجميل اللّيلة الماضية.
حتّى صورتي التي كانت محصورة بالكامل في تلك العينين.
‘… آه. التّفكير في أمور أخرى أمام الرّئيس. استعدّي!’
ضغطتُ على راحة يدي بأظافري و أصدرتُ صوتًا نشيطًا.
“مرحبًا ، صاحب السّمو الدّوق! ما هي المهمّة التي سنبدأ بها اليوم؟”
“هذا”
سلّمني كايين ملفّ المستندات.
أثناء استلامه ، لامس إصبعي إصبعه عن طريق الخطأ قليلاً.
“آه”
سحبتُ يدي فجأة بردّ فعل مفرط.
كانت يد كايين التي لامستها للتوّ ترتدي قفّازًا ، بخلاف اللّيلة الماضية التي كانت عارية.
و مع ذلك ، تذكّرتُ للحظة دفء يده التي كنا نحملها طوال الرّقص اللّيلة الماضية.
عبس كايين قليلاً.
“… ما الأمر؟”
“لا شيء. آسفة. سأعالجه فورًا!”
أجبتُ بسرعة و عدتُ إلى مكتبي مسرعة.
على الأوراق البيضاء ، كان ضوء الشّمعدان اللامع في قاعة الرّقص يومض.
دقّ— ، دقّ—
استمرّ قلبي في الخفقان. إلى درجة تجعل التركيز على العمل مستحيلاً.
كان هذا التّغيّر غير المتوقّع بالنّسبة لي.
‘لا أتوقّف عن التّفكير في أمور أخرى’
كان حفل التّخرّج بالتّأكيد حدثًا يبذل فيه الأكاديميّ جهدًا كبيرًا ، لذا كان رائعًا و ساحرًا.
في مثل هذا المكان ، رقصتُ مع شخص جميل خارج عن المألوف ، لذا لا بدّ من بقاء آثار جانبيّة.
اللّيلة الماضية ، كان كايين مجرّد رئيس يمدّ يد العون لسكرتيرته التي كادت تتعرّض للإذلال بدون شريك.
ذلك اللّطف منحني ليلة خاصّة نادرة في حياتي.
لكن ، لماذا تكون الأمور الخاصّة خاصّة؟
‘لأنّها لن تحدث مرّة أخرى ، لذا هي خاصّة’
الغرق في مثل هذه الأحلام اليقظة أمر يفعله الحمقى فقط.
‘لذا ، يجب أن أعود إلى الرّوتين اليوميّ و أركّز على العمل’
يجب أن أستحقّ الرّاتب و المكافآت!
صفع—!
صفعتُ خدّي بنفسي و نظرتُ إلى المستندات بحماس.
كنتُ منغمسة في العمل.
تشك—
عند سماع صوت لسان يُشبّك ، رفعتُ رأسي فجأة.
كان كايين ، الذي أخرج سيجارة بنفسجيّة تلقائيًّا و وضعها في فمه ، يلتقي بنظري.
آه.
أصدر صوتًا منخفضًا في حلقه و أطفأ السيجارة المشتعلة للتوّ.
أوه. هل بسببي؟
‘كان بإمكانه التّدخين …’
شعرتُ بالارتباك من هذا الاهتمام غير المتوقّع.
بالتّفكير في الأمر ، بخلاف ما كنتُ أتوقّعه عند الانضمام ، لم يكن كايين رئيسًا مخيفًا إلى هذا الحدّ.
الكلب المجنون الدّوق ، شخصيّة شيطانيّة.
مقارنة بالشّائعات السيّئة المنتشرة ، كان ، بشكل مذهل ، قريبًا من رئيس جيّد.
بالتّفكير في الأمر ، لم يكن لديّ شيء لأسجّله عن أعمال كايين الشّرّيرة مؤخّرًا …
‘آه. ليس كذلك’
تذكّرتُ على الفور كيف ضرب فيليكس بقسوة أمس ، و كيف ضغط على البروفيسور دنكان الذي يكبره سنًّا بجيل كعمه بطريقة مخيفة ، فلم يكن ذلك صحيحًا على الإطلاق.
‘لا نهاية للتّعلّم حقًّا’
هل سأتمكّن يومًا من ضرب ذلك الوغد فيليكس بهذه الطريقة؟
“أمـم ، صاحب السّمو الدّوق. لقد أكملتُ كتابة الوثيقة التي أمرتَ بها”
حملتُ المستندات و ذهبتُ إلى مكتب كايين.
في اللحظة التي كنتُ أسلّمها فيها له.
طق—!
اهتزّت زجاجة الحبر التي اصطدمت بيدي بشدّة.
“أوه!”
الحبر على المستندات …
لمنع الكارثة ، قفزتُ بجسدي.
لحسن الحظّ ، أوقفتُ زجاجة الحبر ، لكن بدلاً من ذلك ، كان جسدي على وشك السّقوط على المكتب بفعل الجاذبيّة.
احتضنتني ذراع قويّة.
“ماذا تفعلين؟”
كان كايين ، الذي قام من مكانه دون أن أشعر ، يمسك بي بإحكام تامّ.
شعرتُ بعضلاته الصّلبة عبر القميص. احمرّ وجهي في لحظة.
“آه ، آسفة. خوفًا من انسكاب الحبر …!”
“ها”
تنهّد كايين ثمّ لوّح بيده بخفّة ، فعادت زجاجة الحبر و المستندات المبعثرة إلى مكانها فورًا.
و مع ذلك ، كان جسدي لا يزال مستلقيًا في حضن كايين كما لو كنتُ محمولة.
“آ ، آسفة!”
حاولتُ استعادة توازني بسرعة.
“تقليديّ جدًّا”
سمعتُ صوتًا منخفضًا ممزوجًا بالضّحك من خلفي.
لم أسمع جيّدًا فسألتُ دون وعي.
“نعم؟ ماذا قلتَ؟”
“لا ، شيء. قلتُ إنّه لا داعي للنهوض بسرعة كبيرة”
“نعم؟”
“بما أنّ الأمر قد حدث ، ابقي هكذا قليلاً”
‘ماذا …؟’
ما الذي يقوله بالضّبط …؟
هل لأنّه عبقريّ؟ يقول كايين أحيانًا كلامًا لا أفهمه تمامًا.
على أيّ حال ، لا يمكنني الاستمرار في إزعاج رئيسي السّماويّ.
“أ ، أنا بخير الآن. شكرًا جزيلاً”
خرجتُ من حضنه متردّدة.
“إ ، إذن سأعود إلى العمل!”
ركضتُ إلى مكتبي و برّدتُ وجهي بظهر يدي.
سمعتُ ضحكة منخفضة من الخلف ، ممّا زاد من إحراجي.
‘آه ، محرج!’
يداه اللتين دعمتا ظهري بقوّة ، و جسده العلويّ الصّلب الذي شعرتُ به عبر القماش ، يتردّدان في ذهني باستمرار.
التعليقات لهذا الفصل " 41"