كان الجميع ينظرون إلينا بوجوه مصدومة. لم تكن أي طاولة تجري لقاءات وفقًا للغرض من البرنامج.

“مهلاً!”

فجأة ، تدخل الرجل الأصلع و هو يلهث.

“لقد حجزت هذه المرأة! ما هذا الهراء عن عدم الزواج؟ أنت تثير الفوضى! هذا ليس أخلاقيًا!”

ألقى كايين نظرة خاطفة عليه ، ثم خفض عينيه بغطرسة.

لم يفعل سوى ذلك.

“آه!”

سقط الأصلع على ظهره.

“آه ، ما الذي يحدث لجسدي؟ لا يتحرك!”

كان يتلوى على الأرض كضفدع مثبت بدبابيس.

نهض كايين بهدوء و ضغط بقدمه على بطن الرجل.

استهدف بدقة الجانب الأيمن العلوي من بطنه المنتفخة.

“كبدك منتفخة جدًا. لدرجة أنك تجرأت على استغلال سكرتيرتي كمعلمة خصوصية مجانية”

“آه! آه!”

لقد سمع حديثنا …!

عندما أدركت أن كايين سمع كل هراء الأصلع ، احمر وجهي.

شعرت بنوع من الرضا و أنا أرى الأصلع يُداس ، لكن … ليس هذا الوقت!

البرنامج ينهار تمامًا!

لم أجد زوجي التعاقدي بعد!

لكن حتى المسؤولين بدوا مصدومين و غير قادرين على التدخل.

لا مفر ، يجب أن أتدخل بنفسي!

لا أعرف لماذا كايين هنا ، لكن يبدو أنه لا يريد مني الزواج ، لذا يجب أن أوضح ذلك أولاً.

“سيدي الدوق؟”

اقتربت من كايين بسرعة ، و وقفت على أطراف أصابعي لأهمس في أذنه.

توقفت قدم كايين ، التي كانت تدوس الأصلع بحماس ، فجأة.

استغللت الفرصة و همست بجدية: “لم آتِ هنا لأتزوج بجدية. في الواقع ، لديّ بعض الظروف …”

“ظروف؟”

كرر كايين الكلمة ، ثم ضحك بخفة.

“حسنًا ، كما توقعت”

“ما الذي كنت تتوقعه …؟”

كنت مستعدة لسمعة الدوق كـ”كلب مجنون لا يمكن التنبؤ به”، لكن اليوم كان مرهقًا بعض الشيء.

تحدث كايين بجدية ، كما لو كان ينصحني: “حتى لو كان الأمر كذلك ، فإن الزواج بدون حب هو طريق مباشر إلى التعاسة”

لماذا يفترض أنني سأتزوج بدون حب …؟

“آه ، حسنًا ، هذا مكان للتوفيق ، أليس كذلك؟”

أومأت برأسي مقتنعة للحظة ، لكنه سأل مرة أخرى: “إذن ، ما هي الظروف التي تجعلكِ مضطرة للزواج فجأة؟”

في تلك اللحظة ، مرت أحداث الماضي في ذهني كشريط ذكريات.

عمي ، الذي ارتدى قناع “العم الصارم لكنه محب” لسنوات ليسرق اللقب الذي تركه والداي.

و أنا ، التي لم ألاحظ ذلك و سلمته العائلة بسهولة.

شعرت فجأة بالغضب و الظلم و البؤس على حالتي ، حتى كدت أبكي.

عضضت على أسناني لمنع عينيّ من الاحمرار.

“…”

نظر إليّ كايين بهدوء و أنا صامتة.

ثم تحدث بهدوء: “حسنًا ، إذا كنتِ لا تريدين الشرح ، توقفي”

“ليس أنني لا أريد …”

كنت على وشك القول إنها ظروف لا يمكنني مناقشتها هنا عندما قاطعني.

“سأسأل مرة أخرى”

سأل كايين بتعبير حازم: “كم ثمن ظروفِكِ؟”

“ماذا؟”

“سألتُ ، كم من المال تحتاجين لحل هذه الظروف؟”

* * *

“يا إلهي!”

صاح بنجامين ، موظف تعزيز السكان ، بحماس.

“52% من الكرات البصرية في العاصمة تشاهد برنامجنا!”

نظرت سيرا ، المسؤولة عن تعزيز السكان ، إلى معدل المشاهدة المتصاعد بعيون فارغة.

كانت تعتقد أن 3% سيكون كافيًا للترويج للدورة القادمة.

في الواقع ، حتى قبل لحظات ، كان معدل المشاهدة يتأرجح حول 1%.

“إذا فشلت هذه الدورة أيضًا ، ألن تغضب الإمبراطورة؟ يبدو أنها تهتم بهذا المشروع …!”

كانت أحلام الترقية تتلاشى.

لكن منذ أن اقتحم الدوق كرويتز الباب ، انقلبت الأمور رأسًا على عقب.

صفق بنجامين بحماس و قال: “هل كان هذا هو ‘السمكة’ التي كنتِ تخططين لإدخالها؟”

لا ، ليس كذلك …

“كيف تمكنتِ من اختيار شخصية كبيرة كهذه؟! سيرا ، علاقاتكِ مذهلة!”

مذهلة؟ مستحيل …

لو كان لسيرا مثل هذه العلاقات ، لما تم نفيها إلى هذا العمل الشاق في المقام الأول.

لم تكن لديها أي فكرة عن سبب تواجد هذه الشخصية الكبيرة في برنامجهم الآن.

“كان من المخطط إدخال مشارك في منتصف اللقاء …”

كانت خطة إدخال مشارك جذاب لزعزعة النظام البيئي ، المعروفة باسم خطة “السمكة”.

كانت تأمل أن تجذب هذه الخطوة بعض الاهتمام ، و لو قليلاً.

كنتُ أعد رجلًا عاديًا بشعر كثيف وبدون تاريخ طلاق أو سجل جنائي …

لكن سمكة قرش عملاقة ، لا ، بل وحش بحري ، اقتحم المكان ، ليس فقط لزعزعة النظام البيئي بل لتدميره.

“آه! الدوق يدوس على أحد المشاركين!”

“يا إلهي! هل هذه معركة عاطفية؟!”

تجمع بنجامين و باقي الموظفين حول الكرة البصرية.

كان الدوق كرويتز يضرب الرجل الذي كان يتحدث إلى فريجيا قبل قليل.

“مثلث حب؟!”

لم تتخيل أبدًا أن البرنامج سيصبح مثيرًا لهذه الدرجة!

نظرت سيرا بعيون مرتجفة إلى معدل المشاهدة الذي بدأ يرتفع مجددًا.

جلس الموظفون أمام الكرة البصرية مباشرة.

“الدوق و تلك المشاركة ، فريجيا ، هل كانا يعرفان بعضهما من قبل؟”

“بالتأكيد. وظيفة فريجيا هي سكرتيرة سيد البرج ، و الدوق هو سيد البرج!”

“آه! إذن علاقة رئيس و سكرتيرة؟ هذا أكثر إثارة!”

نسى الجميع أنهم في مكان العمل و انغمسوا في الكرة البصرية.

كانت المشكلة الوحيدة أنه منذ ظهور الدوق ، لم يُبث أي صوت سوى الضوضاء.

“لماذا لا يوجد صوت منذ البداية؟ إنه محبط!”

“يقول فريق التقنية إنهم لا يعرفون السبب! يبدو أن هناك قوة غامضة تعيق الموجات …!”

“يا للعجب! في هذه اللحظة الحاسمة!”

ضرب بنجامين قدمه على الأرض.

لم يكن قلقًا بشأن البث ، بل بسبب فضوله الشخصي.

“ما الذي يتحدثان عنه هناك؟ أنا أموت فضولًا. ليذهب أحدكم و يستمع!”

“هل أذهب أنا؟”

“لا ، سأذهب أنا!”

في تلك اللحظة-

ززت- ، شيييك-!

بدأت أصوات واضحة أخيرًا تنبعث من الكرة البصرية التي كانت تصدر ضوضاء فقط.

في الوقت المناسب ، كان الدوق يمرر شيئًا إلى فريجيا و يتمتم بشيء.

رن صوته المنخفض الجميل عبر الكرة البصرية.

[“لذا ، لا تضيعي وقتكِ مع هؤلاء الرجال الآخرين في أمور تافهة”]

“يا إلهي!”

“يا للروعة!”

ما هذا الكلام المليء بالغيرة!

احمرت وجوه الموظفات ، و حتى الموظفون الرجال هتفوا بحماس.

في ذلك اليوم ، سجل معدل مشاهدة الكرة البصرية أعلى نسبة منذ إدخال الكرات البصرية إلى الإمبراطورية.

* * *

“… واو”

دق- ، دق-

في العربة المتحركة ، حدقت في السقف بذهول.

كان عقلي فارغًا تمامًا.

ما الذي حدث اليوم؟ لم أتخيل أبدًا أن يكون يومًا عاصفًا كهذا.

نظرت إلى يديّ. في يدي اليمنى ، كان هناك صندوق حلويات فاخر أعطتني إياه سيرا.

<شكرًا ، شكرًا … كدت أكتب تقرير اعتذار إذا فشلت هذه الدورة ، لكنكِ أنقذتيني!>

لم أفعل شيئًا …

<كنت أعلم أنكِ شخصية عظيمة تساعد سيد البرج ، لكن أن تجلبيه إلى هنا! لقد قدمتِ لي معروفًا كبيرًا. شكرًا!>

لم أكن أنا من دعاه …

<كوني مع الدوق في حب جميل. أنا أدعمكما!>

أنا و الدوق لسنا في تلك العلاقة!

يبدو أن هناك سوء تفاهم كبير بشأن علاقتي بكايين.

سمعت أن هناك خطأ في البث أثناء اقتحام كايين ، مما جعل الناس يتخيلون محادثتنا بحرية.