“في غرفة الطعام!”

“لنحافظ على الهدوء!”

“عند تناول الطعام!”

“لنركز على الطعام فقط!”

كان السحرة ذوو الشعر الملون بألوان قوس قزح يصرخون بشعارات و هم يقومون و يجلسون.

على الجانب الآخر ، كان كايين كرويتز مستلقيًا على كرسيه بتكاسل.

كان يقلب الأوراق بتعبير ممل ، ثم رفع رأسه قليلاً لينظر إلى السحرة بنظرة متعالية.

مع تلك الحركة البسيطة ، تجمدت الأجواء في الغرفة بشكل مخيف.

“إذا كنتم قد فعلتم هذا بما فيه الكفاية ، فحتى أنتم ، يا من تزينون رؤوسكم القبيحة كما لو كانت زخارف ، يجب أن تكونوا قد اكتسبتم بعض الحس السليم في تلك الرؤوس البشعة”

واو ، مثل هذا الكلام القاسي …

أخرجت دفتري بسرعة و بدأت أدون ملاحظات. قد يكون صعبًا ، لكن ربما يأتي يوم أستخدم فيه هذا؟

إلى جانب ذلك ، فتحت عينيّ على مصراعيهما لأتعلم من نظرة كايين الباردة و زاوية فمه الملتوية بشراسة.

سأمتص كل شيء عن هذا الرجل مثل إسفنجة!

بينما كنت أحدق في كايين بعيون مشتعلة ، التقت عينانا فجأة.

“لماذا تحدقين هكذا؟”

“آه ، أعتذر!”

يا إلهي ، هل كنت أحدق بشكل واضح جدًا؟

خفضت عينيّ بسرعة ، لكن …

“لا ، همم”

سمعت صوتًا يبدو و كأنه محرج بعض الشيء.

“لم أقصد أن تعتذري. ارفعي رأسكِ”

إذن ، لم يكن منزعجًا. فيو.

عندما رفعت عينيّ مجددًا ، رأيت كايين يلتفت بعيدًا عني بسرعة. بدا و كأن شحمة أذنه تتوهج بلون الشمعة بشكل خفي.

هل المكان حار؟

“؟”

“؟!”

نظر السحرة إلى كايين بعيون متسعة ، كما لو كانوا قد رأوا شيئًا لا ينبغي رؤيته.

في اللحظة التالية ، عبس كايين بوجهه الوسيم و حدق في السحرة بشراسة.

“ما الذي تنظرون إليه؟ ألا تفتحون أعينكم جيدًا؟”

“لماذا ، لماذا فجأة علينا فقط …!”

“أغلقوا أفواهكم”

عندما هددهم كايين بصوت منخفض ، ارتعش السحرة خوفًا.

“الآن ، أزيلوا وجوهكم المحطمة من أمام عيني. أعطيكم ثلاث ثوان. أي شخص لا يغادر سأرميه بنفسي من النافذة”

“هييك

ابتلع السحرة بكاءهم و هربوا.

كان هذا على النقيض تمامًا من الضحك المتعجرف الذي كانوا يطلقونه في غرفة الطعام و هم ينتقدونني علنًا.

يا للروعة!

في المكتب الهادئ ، تنهد كايين: “… همف. مثل الحشرات التي تأكل الطعام”

مشط شعره للخلف و نظر إليّ.

حسنًا ، على أي حال ، ليست هذه نيتي ، لكن …

إنه حقًا وسيم.

كنت أعتقد أن فيليكس هو الأجمل في العالم ، لكنه بالمقارنة مع الرجل أمامي كان مجرد قرد.

عيون ذهبية عميقة تحت عظام الحاجب البارزة تلمع بغموض.

أنف مرتفع بشكل مثالي و خط فك حاد. كأن أفضل نحات قد بذل جهده في صياغته.

مظهر مثالي ، أعظم ساحر في القارة ، و موقع الدوق. لو لم تكن هناك سمعته السيئة عن شخصيته ، لكان قد أصبح أفضل عريس في الإمبراطورية بسهولة.

حتى في الأكاديمية ، كان وجوده مشهورًا. كان طلاب السحرة و الفرسان يقولون إنهم يتمنون رؤية وجه الدوق كرويتز ولو مرة واحدة.

كنت مشغولة جدًا بمتابعة فيليكس ، لذا لم أكن مهتمة حينها.

بينما كنت غارقة في أفكاري دون أن أدرك ، فتحت شفتاه الجميلتان.

“إذن ، أيتها الوافدة الجديدة ، هل تطوعتِ للعمل الليلي؟”

“نعم؟ آه ، نعم ، هذا صحيح!”

“لماذا؟”

تفاجأتُ بسلسلة الأسئلة ، لكنني أجبت بهدوء: “لم أستطع تفويت فرصة مساعدة الدوق المحترم عن قرب و التعلم منه!”

“فرصة لا يمكن تفويتها؟”

تمتم كايين بصوته المنخفض الجميل كما لو كان يتحدث لنفسه.

“إلى هذا الحد ، تريدين أن تكوني بجانبي؟”

ها؟  

بدت النبرة غريبة بعض الشيء بسبب فقدان بعض الكلمات ، لكن …

لم يكن خطأ ، لذا أومأت برأسي.

“نعم ، فرصة العمل ليلًا بمفردي مع الدوق هي فرصة أردت اغتنامها ، لذا تجرأت و طلبت ذلك مباشرة من السيد آرون!”

“إلى … هذا الحد؟”

بدا كايين مرتبكًا بعض الشيء و هو يلمس فمه بأطراف أصابعه.

لماذا هذا التعبير؟

فوق ذلك ، بدا و كأن شحمة أذنه المرئية بين شعره الأسود قد احمرت قليلاً.

كما لو كان هناك شيء ما ينحني في زاوية فمه.

“أمـم ، سيدي الدوق”

تحدثتُ بنبرة متوترة.

كان العمل الليلي اليوم عبارة عن محاكاة لتوزيع المانا التي سيستخدمها البرج لمدة عام.

كانت مهمة حيوية جدًا ، حيث يمكن أن يتوقف البرج إذا أخطأت الحسابات.

“كيف يمكنني مساعدتك اليوم؟”

“آه”

فتح كايين فمه قليلاً.

شد زاوية فمه قليلاً ليعود إلى تعبير محايد ، و أشار إلى مكتب في جانب المكتب.

“اجلسي هناك و احسبي المعادلات التي أمررها إليكِ”

“نعم ، مفهوم!”

لحسن الحظ ، لم تكن المعادلات التي أعطاني إياها كايين صعبة جدًا.

بينما كنت أعمل بجد كآلة حاسبة بشرية لكايين ، شعرت بعض الشيء بتيبس في رقبتي.

رقبتي متيبسة … كم من الوقت مضى؟

رفعت رأسي لأنظر إلى الساعة ، لكنني فقدت صوابي أمام المشهد أمامي.

“واو …”

كان هناك دائرة سحرية زرقاء متلألئة مزخرفة في الهواء المظلم.

كلما مرت إيماءة كايين ، تحركت الدائرة السحرية الضخمة كما لو كانت تروس دقيقة.

التشغيل الدقيق للسحر ، الحسابات المحكمة ، التحكم المثالي بالمانا.

شعرت بالإعجاب التلقائي و أنا أشهد هذا المشهد المذهل عن قرب.

أدركت مجددًا مدى عبقرية هذا الرجل.

قالت لونا إن السحرة ذوي الشعر الملون كانوا عباقرة ، لكنهم أمام هذا الرجل مجرد ذباب نار أمام الشمس.

داخل تلك الدائرة السحرية ، يوجد كل المانا التي تحرك هذا البرج الضخم.

إذا تعثر البرج ، ستتعطل العديد من مرافق الإمبراطورية.

ليس من المبالغة القول إن الإمبراطورية بأكملها مدينة له.

كان كايين يتعامل مع هذا العمل الرائع بتعبير ممل ، كما لو كان يقوم بواجب مزعج.

رائع …

مع فمي مفتوح قليلاً ، حدقتُ في المشهد للحظة.

فجأة ، عادت ذكرى من الطفولة.

تلك المأساة القديمة التي لم أرد تذكرها أبدًا.

لو كان لدي و لو جزء من مليون من مانا هذا الرجل في ذلك الوقت …

تنهدت دون وعي.

“هل هناك مشكلة ، أيتها الوافدة الجديدة؟”

انتفضتُ و استدرتُ لأجد كايين ينظر إلي مباشرة.

لقد سمعني.

على الرغم من تفاجئي ، ابتسمتُ بهدوء و قلتُ: “لا ، لا شيء. أنا فقط آسفة لأنني لا أستطيع مساعدتكَ بشكل صحيح سوى بحل هذه المعادلات ، لأنني لا أستطيع استخدام السحر”

“لا تستطيعين استخدام السحر؟ لماذا؟”

ها قد جاء.

سؤال العبقري البريء و القاسي تجاه العامة …!

ابتسمت بإحراج و أخبرته بالحقيقة.

كان من الأفضل عدم إخفاء شيء سيُكتشف على أي حال.

“لأن قنوات المانا الخاصة بي مسدودة”

تساقط عرق بارد.

هل سيتم فصلي بسبب هذا؟

لا بأس ، سيكون على ما يرام. لو كانت الوظيفة تتطلب استخدام السحر ، لكانوا قد اختبروني أثناء المقابلة!

من فضلك ، لا تطردني! لدي زوج مؤقت مستقبلي يجب أن أعيله …!

“ماذا تعنين بذلك؟”

عبس كايين ، كما لو كان قد سمع شيئًا غريبًا.

هل سأُطرد حقًا؟ تجمدتُ من الأفكار المشؤومة.

“ليست مسدودة”

“ماذا؟”

رفعتُ رأسي فجأة بدهشة.

“ماذا قلتَ؟”

“إنها مفتوحة تمامًا”

ماذا؟

قنوات المانا الخاصة بي؟

لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا.

بعد الحادث ، لم أعد أشعر بالمانا التي كنت أتحكم بها بحرية مثل يدي.

أكد الطبيب أن قنوات المانا الخاصة بي انسدت بسبب تداعيات الحادث ، و لم تكن هناك حالة واحدة تم فيها فتح قنوات مانا مسدودة.

لذا ، استسلمي>

أشار كايين إليّ بإيماءة خفيفة.

“تعالي إلى هنا”

على الرغم من أنني كنت لا أزال متجمدة من الارتباك ، لا يمكنني عصيان أوامر رئيسي.

اقتربت بحذر ، فمد كايين كفه نحوي.