“ماذا؟”

 

“ماذا قلتِ؟”

 

نظر السحرة إلى فريجيا بدهشة.

 

“استعدتِ ماذا؟ الأوراق؟”

 

“حتى لو كنتِ خائفة من الدوق ، هذا مبالغة!”

 

كان السحرة متحمسين ، يبدون كما لو كانوا يعتقدون أن فريجيا ، بجذبها الانتباه ، ستقلل من عقوبتهم.

 

“أغلقوا أفواهكم”

 

“هيب”

“هيب”

 

أسكت كايين السحرة بكلمة واحدة و أشار إلى آرون.

 

“آرون ، تحقق”

 

“نعم”

 

هرع آرون و وضع أداة فحص على كومة الأوراق السميكة.

 

زززز—!

بدأت الأداة تهتز عند تشغيلها.

 

ظهرت أرقام على الأداة.

 

0، 1، 2، 3 … بدأت الأرقام ترتفع بسرعة.

 

“…”

 

اتسعت عينا آرون تدريجيًا.

 

بعد لحظة ، صرخ بصوت لا يصدق: “يا إلهي ، تمت استعادة كل شيء بالفعل!”

 

“حقًا؟”

 

“كيف! بدا الأمر ميؤوسًا منه!”

ارتجف السحرة الذين كانوا ينتظرون بوجوه هادئة أنباء فشل فريجيا.

 

لم يصدق أحد السحرة ، فتحقق من الأداة بنفسه ثم صرخ: “هذا جنون ، إنها 100% حقًا!”

 

أشار الساحر إلى فريجيا بوجه شاحب: “مستحيل! استعادة كل شيء في ليلة واحدة مستحيل! ما الذي فعلتِه؟”

 

“هدوء ، هدوء!”

 

صرخ آرون على السحرة و استدار إلى فريجيا: “الآنسة فيوليت ، هل يمكنكِ الشرح؟”

 

“لحظة. فيوليت؟ إذا كانت فيوليت …”

 

أشار أحد السحرة إلى فريجيا.

“هل هي سندريلا اليائسة؟”

 

تجمد وجه فريجيا.

 

“كانت تتبع خطيبها المميز ولا تستطيع مواكبة منهج الأكاديمية ، تلك الغبية التي كادت ترسب كل مرة!”

 

“آه! سمعتُ تلك الإشاعة. سيدي الدوق ، من المؤكد أنها عبثت بالأداة-“

 

فجأة ، أمسك كايين بشفتي الساحر الناعم.

 

“أووب؟ بررب!”

أنَّ الساحر بألم و شفتاه ممدودتان كفم بطة.

 

“كف عن النعيق ، إنه مزعج”

 

“أووب …”

 

كيف يفعل شيئًا كهذا!

أغلق السحرة أفواههم جميعًا أمام هذا المشهد القاسي.

 

‘واو ، مذهل …’

اتسعت عينا فريجيا بدهشة.

لكن لسبب مختلف عن السحرة.

 

‘رائع جدًا. يومًا ما ، يجب أن …’

 

يومًا ما ، سألوي فم فيليكس المزعج هكذا!

مع هذا الحلم الطموح ، أخرجت فريجيا دفتر ملاحظاتها و سجلت بسرعة.

 

رمى كايين نظرة إلى فريجيا.

 

“الوافدة الجديدة ، اشرحي”

 

“آه ، نعم!”

 

أغلقت فريجيا دفترها بسرعة و تحدثت: “بعد تحليل البيانات المفقودة من الأمام و الخلف ، لاحظتُ لحسن الحظ نمطًا ثابتًا. بناءً على ذلك ، تمكنتُ من استنتاج البيانات المفقودة”

 

كانت تتلعثم قليلاً ، لكن الشرح كان واضحًا إلى حد ما.

 

‘نمط؟’

‘كان هناك شيء من هذا القبيل؟’

 

تبادل السحرة نظرات مرتبكة. 

لم يكن هناك مثل هذا التطبيق في الكتب التي حفظوها.

 

‘لا يمكن أن تعرف طالبة متدنية مثلها شيئًا لا نعرفه!’

 

في صمت غريب ، لم يقل كايين شيئًا.

كان جامدًا كتمثال ، يحدق في فريجيا بهدوء.

 

بعد لحظة—

 

“ها”

انحنى طرف شفتي كايين قليلاً.

 

“مثير للإعجاب”

 

قال و هو يمسح فمه ببطء: “ليس سيئًا ، الوافدة الجديدة”

 

اتسعت عيون السحرة بدهشة.

ليس سيئًا! ليس سيئًا!

لم يخرج مثل هذا المديح من فم كايين لأي ساحر من قبل.

 

‘لماذا يُعطي طالبة بمعدل D مثل هذا المديح!’

 

بينما كان السحرة يتلوون من الغيرة ، انتشرت ابتسامة كسولة على شفتي كايين الجميلتين.

 

“يبدو أن شخصًا يتحدث لغة الإمبراطورية قد دخل البرج أخيرًا”

 

“…”

 

فجأة ، أصبح وجوه السحرة ، الذين أصبحوا قردة لا تعرف لغة الإمبراطورية ، حمراء كالدم.

 

“كنتِ جيدة”

 

“…”

 

اتسعت عينا فريجيا و ترددت.

كما لو أنها سمعت شيئًا لم تسمع به من قبل.

 

بعد لحظة ، ألقت فريجيا تحية بصوت محرج: “شـ—شكرًا …!”

 

نظر إليها السحرة بعيون مشتعلة بالغيرة.

كان أحد السحرة صديقًا مقربًا لفيليكس من الأكاديمية.

 

كان فيليكس يتنهد كلما ذُكرت خطيبته: ‘آه … خطيبتي؟ ليست غبية تمامًا ، لكنها تحب التسكع كثيرًا ، لذا درجاتها متدنية. أليس هذا طبيعيًا للفتيات؟ يتجمعن ، يثرثرن بلا معنى ، و يذهبن لتناول الطعام اللذيذ’

 

أن تحصل فتاة تافهة كهذه على تقدير الدوق!

من المؤكد أنها استخدمت وسيلة غير شريفة.

 

بينما كان الساحر ، الذي مُدت شفتاه كالجبن ، يحدق في فريجيا بغضب شديد ، تحدث كايين مرة أخرى: “الوافدة الجديدة ، من الأفضل أن تنامي قليلاً أولاً”

 

لاحظ آرون الآن أن ملابسها هي نفسها التي كانت ترتديها أمس.

كانت شفتاها منتفختين قليلاً ، و بشرتها شاحبة جدًا.

 

‘هل أمضت الليل هنا؟’

 

أومأ آرون إلى فريجيا بسرعة: “اذهبي للراحة. لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا اليوم”

 

“إذن ، سأراكم في العمل غدًا …!”

نظرت فريجيا إلى كايين بحذر ، ثم ألقت تحية و غادرت.

 

استدار كايين إلى السحرة: “و أنتم”

 

كان صوته هادئًا ، بل لطيفًا تقريبًا. انكمشت أكتاف السحرة.

 

“لدي هدية خاصة لمساعدينا غير الأكفاء المليئين بالغيرة”

 

هدية؟

على الرغم من أن الشتائم جرحت قلوبهم ، كلمة ‘هدية’ دائمًا مثيرة.

 

نظر السحرة إلى كايين بأمل يائس.

 

ابتسم كايين و قال: “فرصة للعودة إلى البداية”

 

“ماذا؟”

 

“ماذا …؟”

 

“تم تخفيض رتبتكم جميعًا إلى عمال تنظيف. ابدأوا من الكنس و المسح. سيكون ممتعًا ، أليس كذلك؟”

 

لا ، ليس كذلك؟

أصبحت وجوه السحرة شاحبة و هزوا رؤوسهم بيأس.

ازدادت ابتسامة كايين عمقًا.

 

“بالطبع ، إذا كانت لديكم المهارة ، يمكنكم الترقية مرة أخرى ، لذا اجتهدوا”

 

ربّت كايين على كتف أحد السحرة.

 

ركع السحرة بسرعة: “سيدي الدوق!”

 

“أخطأنا. أعطنا فرصة أخرى!”

 

لقد عاشوا متباهين بلقب سحرة برج السحر ، و الآن يصبحون عمال تنظيف؟ يا للعار!

 

لوح كايين بيده كما لو أنه سئم من الاستماع.

فجأة ، جُرَّت أجساد السحرة بقوة غير مرئية.

 

“سيدي الدوووق!”

“أرجوك ، فرصة أخرى!”

تلاشت توسلات السحرة كصدى بعيد.

 

بابتسامة ، شاهد كايين هذا المشهد ثم تحدث فجأة: “اسم الوافدة الجديدة فريجيا فيوليت ، أليس كذلك؟”

 

“نعم ، صحيح”

أومأ آرون بسرعة.

 

طق ، طق—!

طرق كايين المكتب بأصابعه لبعض الوقت دون كلام.

رسمت أصابعه الطويلة و المستقيمة إيقاعًا بطيئًا.

 

مع اختفاء الابتسامة من وجهه ، قال كايين: “تحقق من خلفيتها”

 

* * *

 

غادرتُ برج السحر و أنا في حالة ذهول.

 

كانت الأمور غير المتوقعة تتفجر ، مما جعلني مرتبكة.

لكن صوتًا واحدًا ظل واضحًا في أذني.

 

‘كنتِ جيدة’

كانت المرة الأولى.

المرة الأولى التي يعترف فيها أحد بي.

 

هكذا هو الشعور.

 

مجرد تذكر تلك اللحظة جعل قلبي يخفق و أذنيّ تحترقان.

أردتُ أن أشعر بهذا الشعور مرة أخرى.

 

[منقذتي ذكية جدًا!]

 

قفز بيبي ، الذي كان صامتًا طوال الوقت ، بحماس في جيبي.

 

[كل ما فعله بيبي هو الحسابات البسيطة! بيبي معجب بقدرتكِ على التطبيق!]

 

شعرتُ بحرارة في وجهي عندما أثنى عليّ بيبي أيضًا.

 

يقال إن من يأكل الطعام الجيد يعرف كيف يأكله ، و تلقي الكثير من المديح فجأة جعلني أشعر و كأنني سأختنق.

 

[في المقابل ، لم يكن بيبي مفيدًا لمنقذتي]

 

فجأة ، أصبح بيبي محبطًا.

 

[اليوم ، كان بيبي مجرد آلة حاسبة ناطقة. منقذتي ذكية جدًا. ربما لا حاجة لبيبي.]

 

‘ما الذي تقوله! بفضل قيامك بالحسابات ، وفرتُ الكثير من الوقت!’

 

أرسلتُ رسالة تليباثية مفاجأة.

 

‘و علاوة على ذلك ، بفضلكَ ، أعطيتُ فيليكس درسًا. شيء لم أستطع فعله منذ سنوات!’

 

[هل تقصدين ذلك؟]

 

أخرج بيبي رأسه من الجيب.

نظر إليّ بعينين صغيرتين كالفاصوليا السوداء من بين الزغب الأصفر.

 

[هل بيبي مفيد أيضًا؟]

 

“بالطبع ، مفيد جدًا!”

 

استعاد بيبي حيويته على الفور.

 

[سيواصل بيبي العمل بجد! حتى لا تستطيعي منقذتي العيش بدوني!]

 

شعرتُ بالرضا و أنا أرى بيبي يستعيد طاقته و يتحرك في جيبي.

 

[بالمناسبة ، منقذتي ، هل يمكنكِ إدخال المزيد من البيانات إليّ؟]

 

‘مم؟’

 

[أريد أن أكون أكثر فائدة لمنقذتي. لكن بصراحة ، رأسي فارغ الآن]

 

أصبح صوت بيبي محبطًا مرة أخرى.

بعد الاستماع ، يبدو أن معظم البيانات داخل بيبي فُقدت يوم حادث الانفجار.

 

‘كيف يمكنني إدخال البيانات؟’

 

[كل ما تعيشينه ، منقذتي ، يصبح بيانات لبيبي! قراءة الكتب ، الاطلاع على الأوراق البحثية!]

 

… يبدو و كأنك تخبرينني أن أدرس؟

 

[أريد أن أساعد في فتح قنوات المانا المسدودة لديكِ يومًا ما من خلال التعلم الجاد!]

 

توقفتُ.

 

‘كنتَ تعلم’

 

كان من الطبيعي أن يعرف ، بما أنه قرأ ذكرياتي.

عندما كنتُ صغيرة ، قبل وفاة والديّ ، كنتُ موهبة سحرية واعدة ، على ما يقال.