مهرجان القرية الريفية (4)

بعد الاستماع إلى الشرح عن المهرجان، عدنا إلى المقهى.

‘أسياخ الموز والفراولة المغطاة بالشوكولاتة’.

خطر على بالي صوت كاشي وهي تتهامس بتردد وتوقع، فخرجت مني ضحكة خافتة. وبدأت سيلفي، التي كانت تمسح الطاولات خلفي، توبخني:

“الفراولة والموز ليسا أقل تكلفة من الأرز. أنتِ تعلمين ذلك، أليس كذلك؟”

“هل تظنينني غبية؟”

على الرغم من مظهري، فقد أدرتُ أكبر مجمع تجاري في البلاد، وهو مجموعة جولدوردي التجارية، لسنوات عديدة. أنا أدرى من غيري بأسعار السلع.

“لدينا شوكولاتة اشتريناها في المتجر. إذا اشترينا الفاكهة فقط، فلن يكون العجز كبيرًا.”

“نحن بالفعل في حالة عجز. على أي أساس تعتقدين أننا سنحقق ربحًا؟”

“هذا، هذا مستحيل؟ كان عدد الزبائن كبيرًا هذا الشهر!”

“لكن عدد الموظفين زاد بمقدار واحد أيضًا. ألا تخططين لتشغيله مجانًا، أليس كذلك؟”

قالت سيلفي ذلك وأشارت بذقنها إلى كال دراين الواقف بلا حراك.

أومأ برأسه.

لماذا أنتَ تومئ برأسك؟

‘أشعر بالظلم. لم أقم بالإعلان عن وظيفة وتوظيفه، بل ظهر فجأة في يوم من الأيام ووقف يحرس المدخل كطوطم، وكل ما فعلته هو إدخاله إلى الداخل…’

لكن كان لوجوده فوائد عديدة. يمكنني شراء البضائع بكميات كبيرة في السوق دون القلق بشأن الوزن، واختفى جميع المتشردين الذين كانوا يتسببون في المشاكل في المقهى من حين لآخر.

‘لكن زيادة نسبة تكاليف العمالة بينما لم تتغير الإيرادات كثيرًا هي ضربة قوية. يجب أن أعيد حساباتي’.

كان الأمر غريبًا بالنسبة لي أن أقوم بإجراء حسابات صغيرة كهذه، بعد أن كنتُ أتعامل دائمًا مع مبالغ ضخمة من المال. جلستُ أمام الأوراق التي كنت قد أجلتُها للمشاركة في اجتماع القرية، وخدشتُ رأسي بطرف القلم، ثم سألت:

“هل ناناري مشغولة؟ يبدو أن رسائلها أصبحت قليلة هذه الأيام.”

لقد طرحتُ هذا السؤال لأن ناناري خطرت على بالي لأسباب مختلفة. فناناري دراين هي التي أرسلت هذه الصخرة إلينا، وأعتقد أنها ستحب أسياخ الموز والفراولة المغطاة بالشوكولاتة أيضًا.

‘كما أن رسائلها قليلة بالفعل هذه الأيام’.

لا أعرف ما هي نيتها، ففي الأوقات التي يكون فيها اليوم غير كافٍ حتى لو كان 48 ساعة، كانت ترسل رسائل مزعجة بكثرة، ولكنها لا ترسلها الآن عندما تكون مرتاحة هكذا.

لم أكن مهتمةً حقًا، بل أردتُ معرفة سبب عدم إرسالها للرسائل، لكنني تلقيت إجابة غير متوقعة.

يهز رأسه.

هز كال رأسه بوجه غير مبالٍ. هل يعقل؟ سألتُ بشك:

“… هل أنتَ على اتصال بناناري؟”

يهز رأسه.

لا، انظر إلى هذا الرجل؟ لقد جاء إلى الريف بفضل معلومات حصل عليها من أخته، ولكنه لا يتواصل معها؟

“ألا تشعر بالذنب تجاه أختك؟ لا بد أن ناناري قلقة عليك.”

يهز رأسه.

حسناً، يا له من عناد.

انسد صدري من الإحباط، ولكنني فقدتُ القدرة على الكلام وأنا أنظر إلى وجهه المتجهم. بينما كنتُ أوبخه لأجل كتابة رسالة إلى ناناري فورًا، تدخلت سيلفي وتهكمت:

“على الأقل، لا أظن أن هذا من حق الآنسة أن تقوله. هل تعلمين أن السيد بنجامين يتجول كالمجنون؟ تقول لي إنه يحدث فوضى ويطالبني بأخذه إلى أخته على الفور.”

“بين كان مجنونًا دائمًا. إذا دار 180 درجة أخرى بعد أن دار 180 درجة، فسيعود إلى وضعه الطبيعي أخيرًا.”

“لماذا أنتِ قاسية جدًا على شقيقك الأصغر؟”

‘لأنني رأيتُه يبتسم بخبث عندما تم فسخ خطوبتي’.

لم أستطع ذكر هذا السبب، لذا تنهدتُ بعمق.

‘حسنًا، أنا أيضًا شعرتُ بالامتنان لأن جورجيانا تولت مسؤولية ولي العهد أدولف’.

لقد حاولتُ جاهدةً سد الفراغ الذي تركته أمي الراحلة حتى لا يشعر شقيقي الأصغر بالحرمان من العاطفة، ونتيجة لذلك، كان بنجامين يميل إلى التعلق بي بشكل مفرط.

تفاقمت “عقدة الأخت” هذه بالتزامن مع موعد خطوبتي، فتحول حرفيًا إلى مجنون. كان يفتعل المشاكل مع ولي العهد أدولف ككلب مسعور كلما رآه.

‘كم كنتُ قلقة من أن يتم القبض عليه بتهمة إهانة العائلة الإمبراطورية’.

بفضل ذلك، أدركتُ أنه من الضروري وجود مسافة معينة لبناء علاقة أخوية صحية.

‘أنا لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية حياته’.

يجب أن يستقل هو أيضًا بهذه المناسبة. ألا يقوم فقط بما أطلب منه، بل أن يجد لنفسه شيئًا يريد القيام به.

تمامًا كما هو المقهى بالنسبة لي.

صفقتُ يدي لتغيير الأجواء.

“على أي حال، بما أنني وعدتُ كاشي، فسأصنع أسياخ الموز والفراولة المغطاة بالشوكولاتة هذه المرة. لنُخرج كل الشوكولاتة الموجودة في المتجر.”

علينا شراء الفراولة والموز الطازجين، لذا سنستخدم الموجود حاليًا للتدريب، ونحتاج فقط لتقدير كمية الشوكولاتة.

فاكهة الفراولة في هذه القرية حامضة وصغيرة، لكنها تنمو جيدًا في كل مكان دون الحاجة إلى استخدام الأسمدة. لن يكون من الصعب الحصول عليها.

‘المشكلة هي الشوكولاتة’.

بما أن حبوب الكاكاو تُنتج فقط في الأراضي الجنوبية البعيدة عن الإمبراطورية، فإن سعرها مرتفع جدًا. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر إضافة مكونات مختلفة والتخلص من رائحة الحليب لإنتاج شوكولاتة لذيذة. إن إتقان إزالة رائحة الحليب هو تقنية، وبالطبع، فإن الشوكولاتة التي يصنعها حرفي تكون باهظة الثمن.

ومع ذلك، ما لدينا في متجرنا هو منتج فاخر. لأن الشوكولاتة هي طعامي المفضل.

عندما أخرجتُ الشوكولاتة التي جمعتها مثل سنجاب يجمع البلوط، كانت الكمية كبيرة. بينما كنتُ أحسبها، سألتُ كال دراين الواقف بجواري بلا حراك:

“هل تحب الشوكولاتة؟”

أومأ برأسه.

بناءً على مظهره، كنتُ أتوقع أن يشرب قهوة مُرّة مطحونة بالرحى فقط، لذا كانت إجابته مفاجأة. ابتسمتُ بسخرية وأجبت:

“أنتَ تمامًا مثل أختك في ذلك. لقد أصبحتُ صديقة لها عندما كنا نأكل حلوى المارشميلو المغطاة بالشوكولاتة. هل سمعتَ هذه القصة أيضًا؟”

“…”

عندما ذكرتُ ناناري دراين، تيبس وجه كال دراين وحوّل نظره. كانت إيماءته تعبر بوضوح عن رغبته في عدم التحدث عن ناناري. أملتُ رأسي.

‘ما زلتُ لا أفهم هذا الرجل تمامًا’.

ألم يأتِ إلى هنا بسبب ناناري دراين؟

سبب وجوده هنا أصبح أكثر غموضًا. وبينما كنتُ أعبس، وضعت سيلفي حزمة الشوكولاتة الأخيرة وقالت:

“هذه الكمية لن تكفي أبدًا لصنع أسياخ ليأكلها كل أهل القرية.”

كما قالت، كانت كمية الشوكولاتة غير كافية على الإطلاق لصنع أسياخ للمهرجان. كان هذا أمرًا طبيعيًا لأنني اشتريتها لأكلها قليلًا عندما أشعر بالاكتئاب.

“سأعطيها للأطفال فقط. سأبيع شيئًا آخر للكبار.”

“هل لديكِ أي شيء في ذهنكِ؟”

“هممم…”

طعام يمكن توزيعه على أهل القرية. سيكون الخيار الأكثر أمانًا هو توزيع القهوة أو الشاي مجانًا، وهي قائمة المقهى الأصلية، ولكن بما أنه يوم خاص، كنتُ أرغب في توزيع شيء مميز.

يبدو أن طمعي ظهر على وجهي، فقالت سيلفي بضجر:

“رجاءً، فكري في قدراتكِ في الطهي يا آنسة. أن تقولي شيئًا يخطر على بالك ويقوم شخص آخر بتنفيذه هو أمر ممكن فقط للأميرة جولدوردي.”

“ما هذا، أنتِ قاسية جدًا.”

لكن سيلفي لم تكن مخطئة. كان لدى دوقية جولدوردي طاهٍ يمكنه فهم ما أقوله حتى لو كان كلامي غير متماسك ويكمل الطبق بشكل ممتاز، لكن هذا مستحيل في مقهى يديره ثلاثة أشخاص أنا وسيلفي وكال.

‘هل كان يجب أن أحضر الطاهي معي؟’

أو هل يجب أن أوظف طاهيًا لائقًا الآن؟

‘لكن بصرف النظر عن الإيرادات، فإن المقهى يعمل جيدًا دون مشاكل… ونحن ننمو من خلال مواجهة التحديات بطريقتنا’.

ألا يرتفع مستوى المهارة وتتحسن الخبرة عندما تدير عملًا تجاريًا؟ أنا أقوم بذلك كمشروع جانبي، لكن لا ينبغي أن يتم العمل التجاري الحقيقي بهذه الطريقة. لا ينبغي أن تدخل السوق في حالة غير مكتملة عندما يكون مصدر رزقك على المحك.

على أي حال، كان للمقهى بالنسبة لي معنى قوي في تحقيق الذات. لذلك، قررتُ أن أخاطر بلا تردد في هذا المهرجان أيضًا.

“لنصنع جيلاتو الأرز!”

“…”

عقدت سيلفي جبهتها، وكأنها تكتم كلماتها عن تكلفة الأرز وما إلى ذلك.

قد يبدو جيلاتو الأرز فخمًا، لكن طريقة صنعه ليست صعبة جدًا في الواقع.

المكونات هي: الأرز، والحليب، والملح، والعسل. أربعة مكونات فقط!

طريقة التحضير هي كما يلي:

يُغسل الأرز ويُنقع لمدة 6 ساعات أو أكثر.

يُطحن الأرز جيدًا.

يُخلط دقيق الأرز مع الحليب ويُغلى لمدة 40 دقيقة تقريبًا.

يُترك ليجمد في الفريزر لمدة 3 ساعات تقريبًا، ثم يُكشط ويُخلط، ثم يُعاد للتجميد.

الخطوة الأهم هي الخطوة الرابعة والأخيرة، فكلما تكررت عملية الكشط والتجميد عدة مرات، أصبح الجيلاتو أكثر مطاطية ونعومة.