نظرت إيفينا بشرود إلى أخيها الذي كانت تحبه، لا، الذي كانت قد أحبته، ثم خفضت رأسها نحو كايدن.
‘قلبه ينبض ببطء شديد. لا، يكاد لا ينبض على الإطلاق. حتى لو كان قد طُعن بسكين، أيمكن أن يحدث هذا بهذه السرعة…’
أيموت؟
الدم اللزج استمر في تبليل يديها. كان ذلك الإحساس مروعاً لدرجة أن عقلها أصبح مشوشاً.
“لماذا أنتَ من طُعنت! الس-السكين… سكيني!”
“……”
“لا أزال بخيرٍ. لا تزال هناكَ فرصة……”
تمتم كايرون بشيء ما ونهض متعثراً.
يعرج ويعرج. كما لو أن ساقه المشوهة بالرصاصة لا تؤلمه.
“الـ-الذي يجب أن يموت ليس أنتَ!”
اندفع فجأة وأمسكَ بمقبض السكين المغروس في ظهر كايدن بقوة.
“أعطني إياه! الذي يجب أن يموت هي إيفينا!”
“……توقف.”
“لـ-لماذا لا يخرج. أرجوك. أرجوك!”
السكين المغروس بإحكام في الجسد لم يخرج، بل زاد من تمزيق الجرح.
“قلت توقف، يا كايرون.”
“أرجوكَ، أرجوكَ! ليرين. انتظري قليلاً، حسناً؟ ك، كل ما قلته عن حبكِ لهذا الرجل كان كذباً، أليس كذلك؟ أنا أعرفُ كل شيء. أنا……”
في اللحظة التي كان كايرون على وشك أن يضرب ظهر كايدن بقوة.
“توقف، أيها الكلب.”
سحبت إيفينا المسدس من حزام كايدن. ثم بدون أي تردد-
“آآآآآآه!!”
أطلقت النار بدقة نحو كتف كايرون.
“آآآآه! إيفينا أيتها المرأةُ اللعينة!”
أطراف أصابعها تخدر. الآن أصبحت إيفينا تعرف من هذا الإحساس وحده.
أن الموهبة قد ظهرت.
‘ترى موهبة من هذه المرة.’
لا أعرف.
لا أعرف أي شيء. كل ما أعرفه الآن هو أن جسد كايدن يبرد تدريجياً.
“هل ستقتلين أخاكِ؟ هل ستتركينه يموت!”
“……”
عندما لم تنجح محاولاته اليائسة، بدأ كايرون بالزحف على الأرضِ.
“موتي. حسناً؟ أرجوكِ موتي، يا إيفينا. أرجوِك. أتوسلُ إليكِ.”
عند هذه النقطة، أصبحت متسائلة.
لماذا. لماذا تذهب إلى هذا الحد…
“لماذا تفعل كل هذا؟”
“بدلاً من إضاعة الوقت في طرح مثل هذه الأسئلة، أرجوك موتي! انظري إلى ليرين. ستموتُ قريباً!”
أدارت إيفينا رأسها قليلاً.
نعم، إنها على وشك أن تُلتهم تماماً من قبل السحر الأسود.
“هق هق، أختي الكبرى… أرجوكِ أعيديها.”
عادت نظراتها الخالية من المشاعر لتحدق في كايرون.
“وما المشكلةُ في ذلك؟”
“……ماذا؟”
“ليرين على وشكِ الموت، وما المشكلةُ في ذلك؟”
ربما يكون هذا الشخص قد مات بالفعل.
‘لا أستطيع الشعور بنبضات قلبه…’
آه. هذا فظيع.
بالكاد استطاعت إيفينا أن تدعم جسدها الذي كان على وشك الانهيار.
ماذا سأفعل إذا كنت قد مت حقاً. كايدن، إذا كان الأمر كذلك، فماذا سأفعل؟
“كيف يمكنكِ أن تقولي شيئاً كهذا. بعد أن سرقت موهبة ليرين!”
“……”
“حـ-حسناً. سأخبركِ، حسناً؟ لأنني أحبكِ. لأنني أحبكِ! لذا أرجوكِ أعيدي الموهبة إلى ليرين.”
الحب.
تقول إنك تُحبني؟
“هاها……”
ضحكت إيفينا ضحكةً جافة. ارتعشت يدها التي كانت تحتضن ظهر كايدن بغضب هادئ.
“ذلك حبٌ قذر وبائس حقاً.”
من أجل شيء تافه كهذا، هذا الرجل…
ثم خرج صوت متشقق.
“لا.”
“……ماذا؟”
كان وجه إيفينا التي رفعت رأسها متجمداً ببرود.
“قلت إنني لا أريد أن أموت.”
“أيتها الأنانية…!”
“وماذا بعد؟ إذا كنت أنانية، فماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ ليرين التي تحبها يلتهمها السحر الأسود بشهيةٍ. وأنت مليء بالرصاص في جسدك ولا تستطيع حتى النهوض.”
تتدفق الإدانات اللاذعة بشكل مفاجئ حتى أنها فاجأت نفسها.
“هل أنت خائفةٌ، يا ليرين؟”
“إيفينا! تعالي هنا. سأقتلكِ، هق هق، سأقتلكِ!”
“كيف ستفعلين ذلك؟ يبدو أن سحركِ يستمتعُ بكِ كثيراً.”
“قلت تعالي هنا!”
يبدو أنها مدت يدها. بالنظر إلى الشيء الأسود المتموج.
لكن إيفينا تراجعت ضاحكةّ لتمنع ذلك الشيء القذر من لمس كايدن.
“وداعاً، ليرين.”
“أعيديها. أعيدي موهبتي!”
“لا تولدي مرةً أخرى أبداً.”
“لا. لا!”
توقفت الصرخات المتألمة فجأة.
عندما خفضت ليرين رأسها، كانت قطرات الدموع تتساقط على الأرض.
في اللحظة التالية، كان وجهها الذي رفعته فجأة يلمع بالشر.
“أنت. هل تعرفين ما هي تلك الموهبة التي تحاولين الاحتفاظ بها؟”
“……”
“لا تعرفين، أليس كذلك؟ هل تريدين أن أخبركِ؟”
“أعرف.”
“……ماذا؟”
“أعرف جيداً. إنها أرواح النساء.”
تعرفين؟ تقولين إنك تعرفين؟
هذه المرأة إيفينا تعرف؟
لقد تلاعبت بي وهي تعرف. لا، ما زالت تتلاعب بي!
“……”
في لحظة موتي، أنا…
‘آه.’
أنا أموت.
“أوه. كخ… هق هق.”
ضحكت ليرين كالمجنونة. كان ذلك يأس شخص على وشك الموت.
“إيفينا أختي الكبرى. هل تعرفين؟”
الآن أصبحت الأشياء السوداء كتلة تتموج حول فمها.
“النساء العظيمات لا يُسجلن في كتب التاريخ. حتى عندما يتم اختطافهن وقتلهن، يسارعون إلى إخفاء الأمر.”
عبر أنفها إلى عينيها.
أخيراً، في اللحظة التي اخترق فيها الشيء الأسود عينها المتبقية.
“لذلك تخيلي كم كانت تلك النساء موادً جيدةً!!!!!”
دوت صرخة الفرح المليئة بالشر في الكهف.
ثم،
“……”
اختفت في لحظة دون أن تتركَ أثراً.
لا صوت. لا شكل. كما لو أنها لم تكن موجودة في هذا العالم.
تناثر السحر الأسود الذي فقد سيده في كل مكان كالرماد.
كم هو سخيف ضعفه، يلتهم عندما يريد، لكنه يختفي فوراً عندما لا يجد مضيفاً ليتطفلَ عليهِ.
إلى جانبها، انهار كايرون وعيناه مفتوحتان على اتساعهما.
“آه، آآه… ليرين. ليرين!”
طق.
سقطت خاتم القديسة المحترق بالأسود في المكان الذي كانت فيه ليرين.
عرفت على الفور. أن هذا هو الدليل الذي تحدثت عنه.
لكن هذا ليس مهماً الآن.
“……كايدن.”
“……”
“كايدن، افتح عينيكَ. حسناً؟ سيدي الدوق.”
لقد ماتت ليرين. لقد وجدت الدليل. كل شيء انتهى.
لذا افتح عينيكَ.
“أرجوكَ……”
يداها المرتعشتان تحتضنان رقبةَ الرجل.
كيف يمكن لبشرة إنسان أن تكون باردةَ هكذا.
“كايدن……”
في تلك اللحظة.
اندفع أشخاص يرتدون زي الإمبراطورية الرقابية السحرية إلى داخل الكهف.
“القائد! القائد!”
“هـ-هنا. سيد كارل. هق……”
“الآنسة إيفينا! هل أنتِ بخير؟ القائد-“
توقف كارل فجأة عندما رأى الرجل المتهدل بلا حراكٍ.
“……هل هو القائد؟”
“نعم……”
من الخلف، كان هناك من يساعد كايرون على النهوض.
وشخص آخر يضيء الكهف.
وآخر يفحص دائرة السحر الأسود.
“سيدي الدوق أصيب بطعنة سكينٍ ولا يستيقظ، سيد كارل……”
حتى في تلكَ اللحظةِ، ظل قلب الرجل الذي كان ملاصقاً لها بإحكام لا ينبض.
* * *
[صادم! الكشف عن أن القديسة ليرين كانت ساحرة سوداء!]
[الوجه القبيح لحزب النبلاء. والحقيقة.]
طوت إيفينا الصحيفة بهدوء ووضعتها.
أمامها كان كايدن مستلقياً. عيناه مغلقتان. بلا أي تعبير.
‘إنه اليوم الثالث بالفعل.’
تلمس يدها الجافة معصمه.
“سيدي الدوق. استيقظ.”
“……”
“إنه الليل الآن، لكن استيقظ على أي حال. حسناً؟”
لا توجد أي حركة.
‘……لا بأس.’
لقد كنت مستعدة. بما أنه طُعن بسكين ملوث بالسحر الأسود، فقد يحدث هذا.
سقوطه كالميت فور طعنه، وتوقف قلبه للحظةٍ، وعدم استيقاظه حتى الآن.
كل ذلك كان لا مفر منه بسبب السحر الأسود.
“تم ترتيب الكثير من الأمور خلال الأيام الثلاثة الماضية.”
تمتمت إيفينا ودفنت وجهها في معصمه.
في معصمه البارد الذي لا يستجيب لها.
“أولاً، تم وضع كايرون في غرفة التحقيق، وعائلة وينديستر ستخضع قريباً لإجراءاتِ الطرد.”
“……”
“ربما كان هذا متوقعاً بما أن الموهبة تبين أنها صُنعت بالخيمياء غير القانونية. كان الكونت وينديستر مرعوباً للغاية.”
وليس هذا فحسب. صرخ باسكال كشخص يُخنق.
“إيفينا. أين كنتِ بحق السماء!”
“……هل أصبتِ بأذى؟”
“هذا ليس مهماً. بدلاً من ذلك، دعينا نهرب معاً. يمكننا أن نبدأ من جديد هناك. ستأتين، أليس كذلك؟ ها؟ أخي أعد كل الأوراق.”
“حقاً؟ إذن مزقها. لن أذهب.”
بعد انهيار العائلة، أصبح طلب الانفصال عن العائلة بسيطاً كشرب الماء.
“وأيضاً……”
ليرين ماتت بالفعل، وأنا احتفظتُ بالدليل.
أريد الذهاب معك إلى جبال غردكرس، فـ أستستيقظ، حسناً؟
‘أريد أن أسالكَ.’
في اللحظة التي خفضت فيها رأسها، فُتح الباب ودخل الدكتور هيلبل. كان الطبيب الخاص للدوق.
لكن لماذا تعبير الدكتور…
“الآنسة إيفينا.”
نهضت إيفينا من الكرسي.
دق. دق. قلبها ينبض بقلق.
لا، لا يمكن أن يكون. إنه مجرد قلقي. الدكتور حذرٌ فقط.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 122"
كنت ابغا تموت ليرين عشان ارتاح نفسيًا
بس مامداني ارتحت والدوق كذا مايصحى..
تكفى ما استمتعت بلحظات انك البطل تكفى اصحى😞
واو ماتت بس قهرر ماتعذبت قبل تموت😞😞 كنت ابغا موته شنيعه وتغبنها اكثر من كذا
كايرون يقول لها انانية عشانها ماتبغى تضحي بنفسها عشان الكلبة ليرين؟ واو
ماغيركم الانانيين
وايفيناا تعجبنيي وربي
ياليتها طلقت جوا فمه عشان معد ينطق ازعجنا
ايوههه عطيهههه وربيي كفووو خذي المسدس وحطيهه براس هالكلب والكلبة معه