─────────────────────
🪻الفصل الحادي عشر🪻
─────────────────────
“هل جئتَ لي لسبب آخر؟”
“نعم.”
“لمَ لم تقل ذلك من قبل؟ جعلتني أخاف عبثًا!”
“هل أعطيتني فرصة للكلام؟”
عجزت روزيتا فرهين عن الرد، فأغلقت شفتيها مجددًا. أعادت تعديل وضع السلاح الذي كاد يسقط من يدها.
“أعطني إياه.”
تنهد الأكبر هارتر وأخذ سلاح روزيتا. خفّ حملها الجسدي، لكن قلبها أصبح أثقل.
هل أهرب الآن؟ لم تكد هذه الفكرة تخطر ببالها حتى جاء تحذيره:
“لا تهربي. لديّ شيء أسألك عنه.”
“حسنًا…”
بعد أن أمرها بعدم الهروب لأنه يريد سؤالها، التزم الأكبر هارتر بالصمت بشكل غريب. ظل يعبث بسلاح روزيتا، واقفًا دون حراك. لم تتحمل روزيتا السكون، فأخرجت كلامًا بنبرة متصنعة المرح:
“لم تعرف ذلك حتى قلتُ؟ أعني تقليدي لك.”
“لا، كنت أعرف. لا أعتقد أن هناك من لا يعرف في الوحدة.”
“… حقًا؟”
“الزملاء، المبتدئون، الأكبر مني. الجميع يعرف، دون استثناء.”
“لكن كيف يعرفون؟ لم أخبر سوى زملائي المقربين!”
“لا أعرف كيف.”
يا للإحراج! تمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها!
هزت روزيتا رأسها، مفكرة في خيال سخيف. لو ظهرت حفرة عميقة فجأة، لسقط الأكبر هارتر أيضًا. هناك خطر الإصابة، والجسم بالنسبة للجندي كالثروة. إذن، لا حفرة.
كيف يمكنها تبديد هذا الجو المحرج؟ بينما تعمقت أفكار روزيتا، فتح الأكبر هارتر فمه أخيرًا. كان صوته المرتجف غريبًا جدًا.
“أحبكِ.”
“نعم.”
عاد الصمت. أجابت روزيتا باختصار، غارقة في أفكارها، لكنها شعرت بشيء غريب، فرفعت عينيها.
كان وجهًا لم تره من قبل. لم يكن الوجه ذو الابتسامة الهادئة المعتادة، بل تعبيرٌ متصلب، خدود محمرة قليلاً… وأذنان مشتعلتان بالحمرة. فركت روزيتا عينيها، وكأنها تحلم وهي مستيقظة.
حتى بعد أن وضحت رؤيتها، لم يتغير وجهه كثيرًا. بل بدا أكثر احمرارًا.
هل يعترف لي بحبه؟ لا، مستحيل.
نظرت روزيتا إلى السلاح الذي يحمله، ثم أومأت كأنها فهمت أخيرًا.
“سمعتُ أنك تستخدم السلاح القديم كسلاح رئيسي، لكنكَ بارعٌ أيضًا بالسلاح الحديث. لكن بالطبع، تُفضّل ما اعتدتَ عليه، أليس كذلك؟”
“هل تفعلين ذلك عن قصد؟”
“ماذا؟”
“هل تدورين حول الموضوع لترفضيني؟”
أدركت روزيتا أن الحديث يدور في حلقة، لكنها مالت رأسها بحيرة. إن لم يكن السلاح، فمن المفترض ألا يكون هناك شيء آخر يحبه في هذا الموقف.
أمسكَ الأكبر هارتر السلاح بيد، ووضع يده الأخرى على جبهته، ثم أنزل رأسه قليلاً. ترددت روزيتا، تفتح فمها وتغلقه، ثم فكرت في هز كتفيه لكنها أعادت يدها خلف ظهرها. كان قلبها يخفق بعنفٍ بشكل غريب.
بعد فترة، خفض يده، وكان وجهه أكثر احمرارًا. حدقت روزيتا فيه بدهشة، عاجزةً عن إشاحة عينيها.
“أحبكِ.”
خشية ألا تفهم، أضاف الأكبر هارتر دون أن يعطيها فرصة للرد:
“ليس السلاح القديم ولا الحديث، أحب روزيتا فرهين. كيف تفكرين بالسلاح في هذا الموقف…”
“لحظة، لحظة واحدة، سيدي الأكبر.”
لم تصدق روزيتا، فقرصت خدها بقوة. تسرب ضحكٌ سخيف من الألم. كانت تعتقد أن مشاعرها مجرد إعجاب، لكن لحظة سماع اعترافه، أدركت اسم هذا الشعور بوضوح. حان وقتُ الاعتراف بالحقيقة.
“أنا أيضًا… أحبكَ، سيدي.”
توقعت أن يرد الأكبر هارتر باعتراف مشابه، لكنه أطلق ضحكة مندهشة. تراجعت روزيتا من رد الفعل غير المتوقع، وسألت بحذر:
“لكن لمَ تحبني؟ أحبكَ لأنك رائع. طويل القامة، وسيم، بارع في إطلاق النار، ومعدل نجاحك في المهمات يقترب من المئة بالمئة. لهذا أعجبُ بك. كما قلت للتو، أحبكَ أيضًا.”
بينما كانت روزيتا تعترف بحماس، احمر وجه الأكبر هارتر أكثر. بنفس الوجه، اعترف بهدوء:
“أنا فقط أحبكِ.”
شعرت روزيتا ببعض الإحباط، فشخصت شفتيها. خدش الأكبر هارتر قفاه وتنهد.
“جهودكِ لطيفة، وحملكِ لسلاح لا يناسبكِ لتقليدي لطيف أيضًا… كأكبر، يفترض أن أوبخكِ، لكنكِ لطيفة. لكن عندما تذهبين لمهمة، تكونين أكثر تركيزًا من أي شخص. لا أعرف. فقط أحببتكِ.”
كلماته الهادئة نُقشت في قلب روزيتا بعمق.
حتى بعد أن أصبحا حبيبين من زميلين، لم يتغير الروتين كثيرًا. تدربا معًا، نفذا المهمات، وخططا للعمليات. اتفقا على إبقاء علاقتهما سرًا عن الزملاء. لم يكونا حمقى لتعريض المهمات للخطر.
لكن أصبحت فترات تبادل النظرات أطول، والعناق قبل المهمات أعمق. عندما كانا يُرسلان لمهمات منفصلة، قلقا على بعضهما. وعند العودة من مهمة ناجحة، كانا يستقبلان بعضهما بحرارة أكثر من أي شخص. في أحضان بعضهما، شعرا بالدفء، وتأكدا من أنهما على قيد الحياة بقبلاتهما.
كانت رغبتهما في سلامة الآخر أقوى من رغبتهما في سلامتيهما. عندما كانت روزيتا ترى ظهره وهو يتجه إلى أرض العدو، كانت تودعه بهذا الشعور.
كانت تأمل أن يعود سالمًا، دون إصابات، مبتسمًا كعادته. أن يعودا ليتلاقيا مجددًا.
هل كان ألم الخيانة من الشخص الذي أحبته ووثقت به عظيمًا جدًا؟ كانت روزيتا تتوقف عن السير كلما رأت رجلاً طويل القامة ذا شعر أسود. إذا كانت عيناه زرقاوين، كانت تسحب سلاحها المخفي وتصوبه نحوه.
أصبح ذلك تلقائيًا دون وعي. وكانت تسأل، مع علمها أن الجواب لن يأتي:
“لمَ… خانني؟”
تردد الصوت الخافت الذي لا يصل لأحد كشوكةٍ في قلب روزيتا، وعقلها، وروحها. كانت تكرهه بقدر حبها العميق له. لعنته وأبغضته. لم تكن تستطيع تحمل هذا الواقع القاسي دون ذلك.
كانت تكرّر أن تنساه، أن تتوقف عن التفكير به، لكنها لم تستطع التخلي عن شيء. لم تنسَ وجهه، صوته، أو حضنه الدافئ. كلما عزمت على النسيان، كبرت آثار وجوده داخلها أكثر.
لماذا أتشبث بآثاره رغم قسوتها وفظاعتها؟ لمَ أنت؟ كيف يمكن أن تكون أنتَ من بين الجميع؟
كان ألمُ خيانته لروزيتا فرهين أشدّ وطأة من خيانته للوطن. أن تضع البلاد فوق نفسك، بل فوق عائلتك، تلك القاعدة التي يجبُ على كل جندي الالتزام بها، لم تستطع روزيتا حتى التفكير فيها.
لماذا؟ كان هذا السؤال العقيم يملأ رأسها.
كيف استطعتَ خيانتي؟ لمَ خُنتني؟ كيف يمكنك، أنت، أن تخونني…؟
تاهت روزيتا يومًا بعد يوم بحثًا عن إجاباتٍ لن يقدمها أحد. لا يمكنها مسامحته. بعد أن احترقت كل مشاعرها وتحولت إلى رماد، لم يبقَ سوى فكرة واحدة.
سأقتلكَ بيدي.
عاشت لهذا الهدف وحده. جفت دموعها، فلم تعد قادرة على البكاء.
* * *
فتحت روزيتا عينيها، محاولة التشبث برؤيتها الضبابية ووعيها المتلاشي، فعضت لحم فمها من الداخل. شعرت بطعم الدم المعدني، لكن إحساس التيه في حلم استمر.
لم يكن هناك مكان خالٍ من الألم. هل هناك جزء لم يُصَب بالكدمات؟ ربما، إذا بحثت، قد تجد مكانًا واحدًا. آه، ظهر الكرسي يحمي ظهرها، فلعله لا يزال سليمًا نسبيًا.
تداعت إلى ذهنها أفكار متشابكة. تسرب ضحك جاف كتنهيدة يائسة.
هل لا زالت في حلم؟ كانت الحدود بين الحلم والواقع ضبابية. كان عقلها مغشيًا بضباب كثيف، هادئًا بشكل مخيف. فقط الرائحة النتنة التي تلسع أنفها منحتها بعض الإحساس بالواقع، لكن ذلك لم يكن كافيًا.
آه، ظروف مثالية لفقدان الوعي.
جروح تنزف دون علاج. أذنان تطنان بصوت مكتوم. وعي مشوش يعيق اتخاذ قرارات سليمة. أفكار تنحرف إلى مسارات غريبة، تحث على خيارات غير لائقة.
مثل هذا الموقف لا يؤدي إلا إلى الهزيمة. لقد هددها ذلك الوغد بأنه إن انتحرت، لن يترك هوينتس. ذلك الكلب الحقير.
بسبب خطأ فادح ارتكبته في شبابها، أصبح الانتحار أمرًا صعبًا. لا تستطيع التحكم بجسدها كما تريد. هل هناك شيء أكثر عبثية من هذا؟
“آه…”
لم تستيقظ روزيتا تمامًا إلا عندما واجهت وجه تيفلون هارتر الخالي من التعبير. استعادت وعيها قليلاً، لكنه كان واضحًا نسبيًا.
بل، بطريقة ما، شعرت وكأنها لا تزال تتجول في حلم.
هل هو وهم نابع من الضغينة؟ أم أن الشوق العنيد المتواري في زاوية قلبها قد انفجر؟ أيًا كان، تمنت لو يُزال هذا الوجه.
لأنها قابلته في أحلامها كل ليلة. لأنها لم تنسه لحظة. لذا، توسلت، ارحل الآن، اختفِ من فضلك.
─────────────────────
🪻سوالـــف🪻
مو مصدقة إنهم اعترفوا بسهولة، اعترافهم مرة كان يونّس يمههه (╥﹏╥)
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 11"