لقد عرفت أكثر من مجرد حقيقة تبرئة بيت لويد من التهمة.
لقد كشفت من الحقائق ما يفوق التصور.
“أوغاد مجانين حقًا.”
فايتشي والإمبراطورة.
شياطين لا يجوز تركهم أحياء.
لقد جعلا الإمبراطور يقتل أعز أصدقائه بيده.
ولم يكتفيا بذلك، بل حمّلا المرأة التي أحبها تهمة محاولة قتله.
ثم تركاها تتعذب بالسم حتى ماتت.
وابنه تكرر معه نفس المصير.
‘نحس مستحضري الارواح من المستوى الأعلى…… عنوان بالغ الدقة.’
إن كانت تلك الصفحات الممزقة من الكتاب قد روت هذا بالفعل، فإنها لم تكن مجرد نحس بل لعنة.
ليست محبة الأرواح، بل لعنة العالم بأسره.
حتى حياة أورلاندو ماكا التي خُتم بها الكتاب، كانت هي الأخرى مليئة بالنحس.
نعم، هذا يصدق.
تنفست إيزابيلا طويلًا، ثم اعتدلت في جلستها.
الآن وقد عرفت الحقيقة كاملة، حان الوقت لتذهب إلى ثيو وتكشفها له وتزيل عنه الظلم.
‘لكن كيف أروي له أمرًا بهذه الضخامة؟’
هل ستتمكن من شرح هذه اللعنة؟
وكيف ستفسر مسألة ثورة الأرواح؟
وبينما كانت إيزابيلا غارقة في التفكير، وقع بصرها على سجل آخر.
كان أسفل المجلد الذي قرأته للتو عن السنة 706 من التقويم الإمبراطوري.
مدّت يدها كالمسحورة وسحبته وفتحته.
「يُسجل في هذا الموضع جميع من حظوا بنعمة الإمبراطور.」
كان فيه ذكر الإمبراطورة، بل وحتى عشيقاته.
وكأنما كان فخرًا أن يُدوَّن اسم من حظي بعطف الإمبراطور.
ابتسمت إيزابيلا بسخرية.
وحتى هذا يدونونه؟’
ومع ذلك، استسلمت لفضولها وأخذت تقلّب الصفحات.
كان هناك أمر لم يتم التحقق منه بعد.
وجود غامض بلا سجلات تقريبًا، تمامًا مثل أسرة الدوق لويد.
قلّبت الصفحات حتى وصلت إلى الجزء الذي من المفترض أن تكون فيه تلك المرأة.
「ألكسندر صامويل فون دويتشلان، الإمبراطور الثاني والأربعون.」
ظهرت الصفحة التي تبحث عنها، فتجاوزت إيزابيلا صورة الإمبراطورة الأولى ذات الشعر البلاتيني.
ثم تجاوزت سريعًا صورة الإمبراطورة الثانية، الأخت الشبيهة بها.
وتوقفت أمام صورة لامرأة لم تُسجل كإمبراطورة ولا كجارية، بل وُصفت بأنها “امرأة الإمبراطور”.
“أه…؟”
هبط قلبها بعنف.
「قيل إنها نجت من حريق هائل. ويُعتقد أنها أصيبت آنذاك بحروق شديدة في وجهها.」
كانت تعلم القصة من قبل، لكنها هذه المرة بدت مختلفة.
「المرأة التي عاشت في القصر الفرعي الذي منحه لها الإمبراطور كانت ترتدي قناعًا دائمًا. ولم يتمكن أحد من رؤية وجهها تحت القناع سوى الإمبراطور والإمبراطورة.
وقد أُتيح لنا من أجل سجل دويتشلان، فرصة نادرة لرؤية وجهها تحت القناع.」
ارتداء القناع كان أمرًا لم تعرفه من قبل. بل حتى لو كانت تعرف، لم تكن لتتوقع هذا.
وتابعت الشرح المضاف:
「يُعتقد أنها لم تكن تريد إظهار وجهها المحترق للآخرين. وحتى مع القناع، كانت تخفي وجهها برداء فاخر يغطيه.」
حروق.
قناع.
حروق في الوجه.
توقف نفس إيزابيلا.
أوفيليا.
مستحضرة أرواح الأرض.
لا تعرف عنها الكثير.
لكن “حروق الوجه”…
قبل لحظات فقط حين قرأت ذلك في السجل لم تشعر بأي غرابة.
حتى موضوع محو وسم العبودية تجاوزته سريعًا.
لكنها الآن لا تستطيع أن تفهم كيف تجاهلت ذلك.
وقفت أمام صورة تلك المرأة، عاجزة عن التنفس.
هذا مستحيل.
إنها مستحضرة أرواح… لكن الشخص الذي تتذكره لم يكن كذلك.
أم تراها كانت كذلك؟
لا… لم ترها تستحضر الأرواح أبدًا. ربما لو لم تفعل ذلك، لما انكشف الأمر.
ارتجف قلب إيزابيلا.
الاختناق والدوار خنقاها حتى كادت تجنّ.
صورة تلك المحظية المرسومة هناك.
مستحضرة أرواح الأرض.
وجهها المحترق.
شعرها البني الطويل المفرود.
أوفيليا، مستحضرة أرواح الأرض.
“أمي… لماذا أمي موجودة هنا؟”
لقد كانت والدتها.
****
في قاعة سجلات دويتشلان التي زارتها إيزابيلا.
دخل شخص آخر.
وسيم الطلعة، يبدو أنه قادر على كسب إعجاب أي شخص.
لكن عينيه الحمراوين كانتا مخيفتين إلى حد لا يُطاق.
“ما الذي أرادت مستحضرة أرواح الأرض أن تراه هنا يا ترى~؟”
تمتم فايتشي بصوت خافت وهو يتفحص السجلات.
كل من يزور هذا المكان يجب أن يترك أثرًا.
متى جاء ومتى غادر، وماذا اطلع عليه.
ذلك لأنه مكان مليء بالأسرار الثمينة.
“همم~ من سنة 698 إلى 706 إذن.”
توقف إصبعه عند سنة 706.
سنة 706 وفق تقويم الإمبراطورية تعني حدثًا لا ينساه أي مواطن يعرف شيئًا عن التاريخ.
“لماذا كانت مهتمة جدًا بإبادة أسرة دوق لويد؟”
تلألأت عيناه بحدة تحت ضوء المصباح الخافت.
فجأة، تذكر كلام أمير هيلّيبور:
‘بما أنك قلت إنه مجرد مستحضر من المستوى الاعلى لأرواح الماء، فقد تذكرت ذاك الدوق الذي زار مملكتنا مع الإمبراطور منذ عشرين عامًا.
اسمه… آه نعم، الدوق لويد. ما زلت أذكر العرض المدهش الذي قدمه في حلبة المصارعة يومها.’
كان قد اعتبر ذلك حينها أمرًا عابرًا.
لكن الآن، مع تحقيقها في أمر أسرة لويد، بدا الأمر مثيرًا للاهتمام.
“اثنان من الاستثناءات في نفس دار الأيتام.”
في هذه الإمبراطورية الشاسعة، كم هي احتمالية حدوث ذلك؟
“أم أن التوافق الروحي القوي قد انتقل بالوراثة؟”
هل يمكن أن يكون وريث أسرة لويد قد نجا رغم المذبحة محميًا من الجميع حتى يستمر؟
“همم~”
أطلق فايتشي أنفاسًا متباطئة، وارتسمت ابتسامة راضية على وجهه.
لقد شعر وكأنه عثر على عمود آخر يمكن أن يهدم به تلك المرأة.
***
الفصل الخامس.
لم يكن فايتشي ممن يضيعون وقتهم.
سارت التحقيقات بسرعة.
وبعد أيام قليلة توصّل إلى نتيجة.
“يبدو أنني على حق.”
ببساطة…
إذا قلبنا الفكرة لمرة واحدة فقط، يتضح كل شيء.
الوريث لم يمت.
ابن الدوق الذي ظن الجميع أنه قُتل… لم يمت.
أمر غاية في البساطة.
غادر فايتشي بخطوات مفعمة بالسرور.
كانت وجهته بحيرة خارج أسوار القصر.
المكان المفضل لدى ثيو والذي كان متواجدًا فيه اليوم أيضًا.
وما إن اقترب، حتى شعر ثيو بوجوده وسط السباحة في البحيرة.
“أحيي سمو الأمير.”
“أجل، سررت برؤيتك مجددًا يا كونت لامارتي.”
ابتسم فايتشي بود وهو يتجه نحو ثيو.
استأذن قيو وارتدى قميصه، ثم واجه فايتشي.
“اليوم وحدك؟”
ابتسم فايتشي ابتسامة خفيفة.
وكما قال، لم يكن إلى جانب ثيو أي نووم.
حتى لو كان روحاني من المستوى الأعلى، فإن حدود الاستحضار تنحصر داخل العاصمة.
ولأن ثيو جاء إلى بحيرة خارجها، لم يتمكن نووم روح إيزابيلا من اللحاق به.
ولهذا السبب بالتحديد جاء فايتشي لمقابلته هنا.
إذ لم يكن هناك احتمال لظهور تلك المرأة فجأة.
****
ترجمة : سنو
انشر الفصول في جروب التيليجرام أول. وممكن لو انحظر حسابي بعيد الشر بتلاقوني هناك
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات