‘لكنه لم يأتِ للانتقام مباشرة بعد خروجه من السجن…’
كنت ألمس شعري الذي عبث به رايان وأفكر بعمق.
‘ربما السبب في عدم مجيئه مباشرةً هو….’
على الرغم من أن رايان يمتلك قدرة خاصة مخيفة،
إلا أن تلك القدرة، مثل جميع القدرات الخاصو، لا تكون مكتملة منذ البداية.
بل تحتاج إلى استخدامها مرارًا وتكرارًا حتى تزداد قوتها.
‘بالتأكيد، لم يكن بوسعه تطوير قدراته في السجن.’
لذا فمن المرجح أنه، منذ خروجه من السجن،
خطط لتدريب نفسه ليصل إلى المرحلة التي يستطيع فيها حصد الأرواح دون أن يحرك إصبعًا.
لقد حدث انتقامه عندما كنت في العشرين من عمري.
‘هذا يعني أن الأمر استغرق منه ثماني سنوات لإكمال قدرته بما يكفي لإبادة العائلة.’
ثماني سنوات.
ثماني سنوات حتى يصبح رايان قاتلًا لا يمكن لأحد إيقافه.
ثماني سنوات، وهي فترة كافية لي لمنعه.
لأنني، على عكس رايان، أملك ذكريات الماضي، وقد عدت بالزمن.
حسنًا.
ماذا لو أوقفتُ رايان هنا وعدتُ إلى العائلة؟
يمكنني أن أعيش حياة فاخرة ومستقرة كما كنت من قبل، دون أيِّ خطرٍ.
أعرف ذلك جيدًا. ولهذا السبب طلب مني حبيبي قبل عودتي أن أوقف انتقام رايان.
“عندما تعودين بالزمن، امنعيه من الانتقام، فانيسا.”
كان لحبيبي أمنيّةٌ واحدة فقط لم يعترف بها.
ومن الغريب أنها كانت نفس امنية رايان إسقاط عائلة فاسنبيرغ الفاسدة التي تلتهم البلاد.
ومع ذلك، رغم أن رايان قد حقق أمنيته،
اختار حبيبي أن يعيد الزمن إلى الوراء ويمحو كل شيء.
كل ذلك… فقط لينقذني.
“وأيضًا… لا تبحثي عني.”
لماذا؟
كنا نعيش حبًا ممنوعًا.
حبيبي كان من العائلة المالكة، التي تحمل واجب حماية البلاد من الفساد.
وأنا كنت جزءًا من العائلة الفاسدة التي كانت تدمر هذه البلد.
“لأنني سأظل دائمًا الشخص الذي يدمرُ حياتكِ.”
ومع ذلك، بإعادته الزمن إلى الوراء في ذلك اليوم،
تخلى عن بلاده التي عاشَ مُكرِسًا نفسه لها من أجلي.
إن أوقفتُ رايان وعدتُ إلى العائلة،
فإن عائلة فاسنبيرغ الفاسدة ستبقى قائمة، تلتهم هذا البلد مجددًا.
كان حبيبي يعلم ذلك جيدًا.
ورغم ذلك، أرادني أن أنسى كل شيء.
أن أُغلق عيني وأُغلق أذني.
وأن أعيش بسعادة داخل قفص تلك العائلة الفاسدة.
‘أحمق…’
أفعل كل ذلك بسبب الحب؟
‘رجلٌ غبي.’
خيانة مبادئك التي حافظت عليها طوال حياتك؟
و خيانة بلدك؟
فقط من اجلِ ابنةِ عدوكَ الذي أحببَّتها؟
“لن أحبَّ أحدًا غيركِ أبدًا فانيسا.”
رفعت رأسي ونظرت إلى رايان.
“سأساعدك.”
3. معرفة نوايا رايان → تم بنجاح!
4. بعد معرفة نواياه إذا كان هدفه ساميًا أبرمي تحالفًا معه.
أنا آسفة لحبيبي الذي لم يكن يتخيل أنني سأختار هذا الطريق.
ولكن منذ عودتي، لم تكن لدي نية للعيش كعضوة خاملة في العائلة الفاسدة.
“ماذا؟”
سأل رايان بوجه مصدوم كما لو أنه لم يصدق ما سمعه.
“قلتُ، سأساعدك.”
سأساعد هذا الرجل. سأساعده في انتقامه.
“دعنا ننتقم معًا.”
لأن انتقامه ليس فقط من أجل قضية سامية، بل أيضًا أمنية حبيبي.
لكن يجب ألا يكون الانتقام كما كان في السابق، دون مبرر شرعي.
إذا تكررت تلك المأساة، فسيختفي المعنى الحقيقي للانتقام،
وستسجل كتب التاريخ رايان كقاتل فقط.
“أنتِ مجنونة؟ ألا تعرفين من هو والدنا؟”
“أعرف.”
“إذا فشلنا، سنموت.”
“إذا فشلنا… فلا بأس.”
أمسكتُ بيد رايان واقتربت منه.
“حينها… لنمُتْ معًا.”
اتسعت عينا رايان بدهشة.
“أنتِ…”
ارتجفت شفتاه وهو غير قادر على مواصلة كلامه.
“أنتِ، أنتِ…”
“نعم.”
نظرتُ في عينيه مباشرة، لأوصل إليه صدق مشاعري.
وأخيرًا، تحدث رايان.
“مرعبةٌ للغاية.”
“……”
آه.
كما توقعت، لا يمكنني الحفاظ على جوٍّ جادٍ مع هذا الرجل لأكثر من عشر دقائق.
“فتاة صغيرة تتحدث عن الموت بهذه السهولة!
هل أنتِ حقًّا في الثانية عشرة من عمركِ؟ أم أنكِ تعيشين حياتكِ الثانية؟”
تجمدت للحظة.
“أيُّتها المشبوهة الصغيرة، هل أنتِ جاسوسةٌ لوالدنا؟
هل أُرسلتِ لمراقبتي أو شيء من هذا القبيل؟”
“ماذا؟ أليست لديكَ ثقةٌ زائدة بنفسك؟”
أجبته لتوضيح الواقع أمامه.
“أبي مجرد شخص “عادي” في نظر الدوق،
ولا يملك إلا دماغًا من العضلات، فلماذا قد يرسل جاسوسًا لمراقبتك؟”
“هذا-؟!”
لو كان والدي قد وضع شخصًا لمراقبة رايان في حياتي الأولى،
لما حدثت تلك الكارثة…
“للأسف، ما قلتيه صحيح…”
اعترف بذلك، رغم أنه غضب قليلاً.
“حتى لو ذهبتُ وأخبرته الآن صراحةً أنك تخطط للانتقام، فلن يرفَّ له جفن…”
“……”
“هذا كقولِ نملةٍ صغيرة إنها ستعود أقوى، هل سيخاف أحد من هذه النملة…؟”
“آه، كفى! توقفي عن طعني بالحقائق!”
“بما إننا فتحنا الموضع اخبرني كيف ستنتقم وأنت لا تملك القوة،
ولا المال، ولا حتى المكانة؟ ليس لديك أيُّ شيءٍ.”
“……”
ساد الصمت بينما كنت أواجهه بالواقع بحدة.
ثم بدأ رايان يصدر أصواتًا بفمه بينما يلكم الهواء بيديه المقبوضتين.
“ألا ترين عضلاتي؟ ألا ترين هذه اللكمات السريعة؟
الرجلُ يعتمد على قبضته.لذا سأنتقم بيديَّ.”
شعرتُ بالراحة من تصرفه.
‘كما توقعت. من الطبيعي أنه لا ينوي الكشف عن قدراته الخاصة امامي.’
كان تصرفًا حكيمًا.
القاعدة الأولى للانتقام الناجح
يجب أن تظل العائلة تعتقد حتى النهاية أن رايان مجرد شخص عادي بلا قدرات.
“ايضًا. ومع أنه ليس شيئًا مميزًا، لكن لدي قطعة أرض أيضًا.”
قال رايان وهو يُخرج شيئًا من حقيبته.
كانت وثيقة نقل ملكية الأرض التي حصل عليها من المستشار بعد الإفراج عنه.
“أنا الآن سيد هذه الأراضي! لا تستهيني بي يا طفلة.”
“واو، هذا مذهل!”
صفقتُ بيدي متظاهرة بالإعجاب.
‘يا ترى هل يعرف كم عانيت للحصول على تلك الأرض البسيطة؟’
بالطبع، رايان لا يمكن أن يتخيل هذا.
بفضلي، وبفضل استعدادي لمدة عامين بعد عودتي إلى عمر العشر سنوات،
بدأ وضعه بهذه السهولة.
“لكن يا طفلة، أنتِ من ليس لديكِ أيُّ شيءٍ. كيف ستساعدينني؟
ما الذي يمكنكِ فعله غير أن تستهلكي الطعام؟”
“…لن أكون عبئًا. سأعتني بنفسي وأتولى أموري بشكل جيد، فلا تقلق.”
“هاه.”
“وبالمناسبة، هل يمكن لأبي،
الذي لا يملكُ سوى عضلاتٍ أكثر مني على الأقل، أن يعتني بنفسه حتى؟”
“أنتِ حقًا وقحة.”
“أنا مفيدةٌ للغاية! أفضل من لا شيء على الإطلاق!”
“حقًا؟ إذن خذي هذه وحوّليها إلى نقود.”
فجأة، أخرج رايان ثلاث سبائك ذهبية حصل عليها كنفقات تربيتي
ووضعها في حقيبة صغيرة وسلمها لي.
“ألم تسمعي سابقًا أن تحويل المال هنا مربح؟”
“صحيح، لكن هل أذهب بمفردي؟”
“وهل تودين أن نذهب معًا؟ ما زلت أشعر بالغثيان من دوار البحر. أسرعي واذهبي.”
“هذا المكان هو منطقةٌ مزدحمة مليئة بالأجانب، والناس كثرٌ هنا.
وهناك لصوص. لا أعتقد أن طفلةً مثلي تحمل سبائك ذهبية يمكنها التجول بمفردها.”
“لا بأس. لن تموتي. يوجد حرس أو شرطة في كل مكان هنا، أليس كذلك؟”
“أنت تخطط للهرب بعد أن ترسلني، صحيح؟ أنا أعرف نواياكَ.”
“……”
رمش رايان بضع مرات، ثم حكّ جبينه وضحك قليلاً.
“آه، أنتِ ذكية جدًا.”
بعد أن ضحك لفترة قصيرة، مسح الابتسامة عن وجهه وتحدث بجدية.
“يا طفلة، قد لا تصدقينني، لكنني جاد حقًا بشأن الانتقام.”
“أصدقك.”
“إن كنتِ تجدينني قاسيًا، فأعتذر. لكنني أحاول أن أبعدكِ قبل أن نتعلق ببعضنا أكثر.
لأنك إذا أصبحتِ عزيزةً عليَّ، فستصبحين عبئًا عليَّ.”
“……”
“لا يمكنكِ مساعدتي في الانتقام. وحتى لو استطعتِ،
لن أستغلكِ. وجودكِ بجانبي أخطرُ عليكِ من عيشكِ بمفردكِ.
لذا، من الأفضل أن ننفصل الآن.”
“فهمت… فهمت ما تعنيه…”
“جيد.”
أدار رايان ظهره لي وبدأ في حزم أغراضه.
“إذا فهمتِ، فارحلي.”
“لديّ شيء أريد الاعتراف به.”
“لن أستمع لهذا.”
“في الحقيقة، أنا لستُ عديمة القدرات.”
توقف رايان فجأةً عن ترتيبِ أغراضه، وتجمد مكانه.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"