“هل ماتت؟”
“ماذا؟”
فاجئني سؤاله
“أعني أختي الكبرى الثالثة، ديانا. ربما لم تري وجهها،
لكن لا بد أنكِ سمعتِ عنها، أليس كذلك؟ ألا تعرفين ديانا؟”
“نعم… أعرفها. لماذا؟”
“هل ماتت؟”
“لا.”
“حقًا؟”
ارتسمت على وجه رايان ملامح غريبة.
“القوة التي استخدمتيها للتو هي قدرة ديانا، أليس كذلك؟”
“وماذا في ذلك؟”
“هل لديكما نفس القدرة؟”
“نعم.”
كنتُ أظن أنه سيفرح، لكن ردة فعله أثارت الشك داخلي.
“يا طفلة.”
ابتسم رايان بخبث وانحنى ليهمس في أذني.
“القدرات لا تتكرر.”
في تلك اللحظة، شهقت من شدة المفاجأة.
صوته الواضح والمباشر جعل قشعريرة تسري في جسدي.
“إذا كانت ديانا لا تزال على قيد الحياة،
فلا يمكن لأحد سواها استخدام هذه القدرة. فما الذي تمثلينه أنتِ؟”
“…….”
[لا يمكن لشخصين أو أكثر امتلاك نفس القدرة.]
هذه إحدى قوانين القدرات التي لا يزال الباحثون في عائلتنا،
يعملون على دراستها ولم يتيقنوا منها تمامًا بعد.
‘لكن، كيف يكون رايان واثقًا هكذا؟’
هذا القانون نفسه ليس يقينيًا بالنسبة ليَّ أيضًا.
لماذا؟ لأن تاريخ عائلتنا ليس طويلاً بما يكفي.
ظهور القوى ليس شيئًا قديمًا، وعدد الحالات التي دُرست حتى الآن قليلٌ جدًا.
لماذا ظهرت هذه القوى فجأة؟ ولماذا تُورَّث عبر دماء عائلة فاسنبيرغ فقط؟
كل شيء عن هذه القوى لا يزال مجهولاً حتى بالنسبة لنا، نحن أصحابها.
لكن تصرف رايان كان غريبًا، كأنه يعلمُ شيئًا عن هذه القوى لم يعرفه أحد من قبل…
“هل أنتِ طفرة؟ أم أن هناك شيئًا آخر تخفينه؟”
ابتسم رايان بخبث ونظر إليَّ بعمق.
“هل هناك المزيد مما تخفينه؟”
خفق قلبي بقوة.
وفجأةً..
-دوووم، دوووم، دوووم.
كانت هناك خطوات ثقيلة وغير منتظمة تقترب من الخارج، وفُتح الباب بقوة.
“يا زعيم!”
استدرتُ بسرعة نحو الرجل الذي اقتحم الغرفة فجأة.
كان شعره أبيض قصيرًا ومنظمًا عند الأطراف، وكأنه مقصوص بدقة.
‘شعرٌ أبيض! لا شك في هذا! إنه ريڤان!’
رفيق رايان من أيام السجن.
ومن المُرجَّح، على حدِّ تخميني،
أنّه كان أقرب مُساعدٍ له طوال الفترة التي قضاها في تنفيذ انتقامه.
لحسن الحظ، لم يكن توقيت ظهوره سيئًا على الإطلاق…
“أوه؟”
نظر ريڤان إليَّ برأسٍ مائلٍ و باندهاش.
“من تكون هذه الفتاة الصغيرة اللطيفة؟”
على سؤاله، وقف رايان وأعاد استقامته بعد أن كان منحنيًا،
ونظر إليَّ بصمت.
“……”
“……”
سادت لحظة صمتٍ مشحونة بالتوتر بين نظراتنا المتقاطعة.
“هذه هي ابنتي.”
“مــاذااااا!!!؟”
“أووووف، القصة تعود إلى وقتٍ بعيد…”
تنهد رايان وبدأ يتقدّم بخطواتٍ ثقيلة نحو ريڤان
، ثم وضع يده على كتفه.
“قبل دخولي السجن،
كنتُ قد وقعتُ في علاقةٍ عابرة مع امرأةٍ مجهولة الهوية لليلةٍ واحدة.”
“علاقةٌ عابرة؟ عَمَّ تتحدث؟ إذا كان هذا قبل دخولك السجن،
فلا بد أنك كنتَ بالكاد تتكلم كطفل!”
ثم استدار رايان نحوي ومدّ يده للإشارة إليَّ.
“دعني أعرّفك. إنها ابنتي،
التي وُلدت من علاقةٍ عابرة لم أكن أعرف بوجودها.”
ساد الصمت قليلًا… ثم انفجر ريڤان بالضحك.
“يا لها من هراء سخيف!”
“هاهاهاها!”
“هاهاهاها!”
ضحك الاثنان بصوتٍ عالٍ ملأ الغرفة، بينما ابتلعتُ ريقي بصعوبة.
ربما يجدر بي مجاراتهما في هذه المسرحية.
“تشرفتُ بلقائك! أنا ابنة أبي، فانيسا!”
“إنها لطيفةٌ مثلي، أليس كذلك؟”
“ما الذي تقوله ايُّها الوغد!”
صرخ ريڤان بغضب مصطنع وهو ينظر إلى رايان المُتظاهر بالبراءة.
“هل تحسبني غبيًا؟! هل تتوقع مني أن أُصدِّق هذا الكلام؟”
“وإن لم تُصدِّق، فماذا ستفعل؟”
على الرغم من أن هذه كانت أول مرة يلتقيان فيها منذ عام،
إلا أن صداقتهما بدت وكأنها لم تتغير، وكأنهما كانا معًا حتى يوم أمس.
لم يكن ذلك غريبًا. فقد نشأ كلاهما في السجن في سن صغيرة،
وكانا أقرب من الإخوة المرتبطين بدماء واحدة.
لكن هذا الشخص لديه طريقة كلام غريبة… هل هو من الجنوب؟
رحتُ أراقب ريڤان بعناية في أثناء ذلك.
“على أيِّ حالٍ، أعتقد أنه يجب أن أضربكَ قليلًا.”
“آه! لماذا؟ ماذا فعلت؟!”
أمسك رايان بعنف مؤخرة عنق ريڤان، وابتسم ابتسامةً لطيفة غير مطمئنة.
“ما هذا اليالي يالي يالشون؟ هل تريد أن تموت حقًّا؟
هل تعرف كم كان محرجًا لي أن أُردد تلك الشيفرة الغبية؟”
“هاه؟ هل قلتها بصوتٍ عالٍ؟ لماذا فعلتَ ذلك؟
كان بإمكانك أن تُظهر الورقة فقط لمالك النزل!”
“…!”
هل أدرك هذا الغبي الأمر للتو؟ بدا رايان لوهلة مذهولًا،
كمن اكتشف حقيقةً صادمة.
“حقًا؟ هل أنت بهذا الغباء؟”
“اصمت!”
“أوه!”
لكم رايان، الذي كان يشعر بالحرج على ما يبدو،
بطن ريڤان بخفة قبل أن يستدير بعيدًا. وعندما وقعت عيناه عليَّ، توقف فجأة.
“……”
لا… لا تنظر إلى وجهي.
كنت أحاول جاهدةً كتم ضحكتي و اعض شفتيّ.
“هل تجدين هذا مضحكًا؟”
“لا…”
بدأ رايان بتوضيب أمتعته بعنف، وعندما أنهى،
ارتدى حقيبته الثقيلة على ظهره وربط سيفه،
الذي كان قد استولى عليه من فارس عند خروجه من السجن، بحزامه بإحكام.
“هيا بنا. سنركب السفينة الآن ونتجه مباشرة إلى المنطقة.”
“أجل!”
انطلق ريڤان بحماس في المقدمة، وتبعه رايان.
أما أنا، فكنت أتردد ولا أعرف ما يجب عليَّ فعله.
“ما الذي تفعلينه؟”
التفتَ رايان، الذي توقف عند الباب، إليَّ وسأل.
“هل ستتأخرين؟”
“آه!”
***
نسيم البحر البارد يتسلل برفق.
سربٌ من طيور النورس البيضاء يصرخ فوق البحر المتلألئ.
السفينة لافيري، التي كانت متجهة إلى اليابسة، تُبحر بسلاسة.
وهناك على متن السفينة، وفي وضح النهار على ظهرها،
كان هناك ثلاثة ركاب مشبوهين للغاية.
رايان (24 عامًا، الميزة: مجرم من الدرجة الأولى أُطلق سراحه اليوم بعد 12 عامًا من السجن، الجريمة: القتل الجماعي وإشعال الحرائق)
ريڤان (23 عامًا، الميزة: مجرم من الدرجة الأولى أُطلق سراحه قبل عام بعد 11 عامًا من السجن، الجريمة: إجراء تجارب غير قانونية)
فانيسا (12 عامًا، الميزة: تَدَّعي أنها ابنة مجرم، لكنها في الحقيقة أخته غير الشقيقة)
واو. ما هذا المزيج العجيب؟
حبستُ أنفاسي للحظة.
من أميرةٍ نبيلة تنتمي إلى عائلة مرموقة و حبيبةٌ لفردٍ من العائلة الحاكمة،
إلى عضوةٍ في عصابةٍ من المجرمين السابقين… يا له من سقوطِ مكانةٍ مفاجئ!
“آه، إذًا طُردتِ من العائلة بسبب عدم امتلاككِ أيِّ قدراتٍ؟”
عبّر ريڤان، الذي علم بقصتي بمجرد ركوبنا السفينة، عن أسفه لحالي.
كان اجتماعيًّا للغاية.
رغم مرور ساعة فقط على لقائنا، عرفتُ منه أنه من الجنوب،
وتحديدًا من روتشيلد، وأن تسريحة شعره الغريبة كانت شائعة في موطنه،
كما علمتُ أن لديه أختًا انفصل عنها في صغره.
“انتهيت. تبدين لطيفةً!”
“شـ-شكرًا لك.”
ابتسم ريڤان،
الذي قام شخصيًا بتصفيف شعري وربطه بأناقة من الجانبين، ثم ضحك.
“هاهاها!”
“هاها، هممم.”
آه… أشعر بالتوتر.
بشرة بيضاء شاحبة كأنها لم تتعرض للشمس أبدًا،
جسد نحيف ووجه جميل. مع شعره القصير.
لكنني أعلم جيدًا مدى خطورة هذا الرجل الذي يبدو بريئًا وضعيفًا…
كان مشهورًا قبل عودتي بالزمن.
لم يكن اسمه معروفًا بقدر لقبه الشهير “عالِمُ الهندسة السحرية الأبيض”.
أصغرُ تلميذٍ في قسم الهندسة السحرية في الأكاديمية الإمبراطورية سابقًا.
مخترعٌ عبقري.
والمُصمم لعشرات الأسلحة المدمرة المصممة لقتل البشر.
قبل عودتي بالزمن، رأيتُ قوات الجيش الخاصة بعائلتنا وهي تنهار أمام أسلحته المبتكرة.
كنتُ أتساءل لماذا هاجم عائلتنا فجأة…
وبسبب فضولي، بدأتُ فور عودتي بالتحقيق بشأنه.
اكتشفتُ أثناء بحثي أنه، تمامًا كرايان، كان من نزلاء سجن أبيسوس.
والآن، بعد لقائي به، تأكدت شكوكي تمامًا.
كما توقعت.
من البداية، كان ريڤان حليفًا لرايان.
علاوة على ذلك، ريڤان…
“أوه، الجو حار. دعونا نذهب إلى غرفنا.”
ابتسم ريڤان لي بخبث، ثم سار متقدمًا. تبعه رايان،
بينما توقفتُ لالتقاط أنفاسي المثقلة بالتوتر.
ريڤان، على عكس رايان المتهم ظلمًا…
كان بالفعل…
مجرمًا حقيقيًّا.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات