على عكس التوأم، بشرتهم كانت باهتة من قلة الشمس، وشعرهم وبشرتهم غير معتنى بها.
وفوق ذلك، كان أحدهما أطول من التوأم بقبضة ونصف، والآخر بنصف قبضة فقط.
ومع ذلك، عرفتُ هويتهما فورًا.
“رون. جيفري.”
الصبيّ الأطول بدا ودودًا، بينما الأصغر، والذي يبدو في نفس عمر التوأم، كان يقطّب حاجبيه بعدم رضا.
عندما نطقت الدوقة باسميهما، ازدادت تعابير رون تجهمًا، أما جيفري، فقد سارع في تعديل ملامحه ليبدو أكثر تهذيبًا.
رون. رون بلير.
الابن الوحيد للدوق كيشامير بلير والدوقة.
بعد سنوات من العقم، أنجبت هذا الطفل، ولهذا توليه كل حُبها واهتمامها.
ولهذا السبب، كان فاسد الطبع، وكان في الرواية الأصلية يُعذب التوأم باستمرار.
أما جيفري بلير، فهو ابن الدوق السابق وشقيقُ الدوق الحالي.
وُلِد من زواج مبكر، لكن والدته توفيت أثناء الولادة، ووالدهُ مات باكرًا دون أن يراه يكبر.
فعندما أصبح كيشامير الدوق، تبنّى جيفري.
طفل بلا مكان. يشعر أنه زائد عن الحاجة. لذا، كان يحاول دائمًا أن يُرضي الجميع، بمن فيهم التوأم.
لكن عُقدة النقص التي ترعرعت بداخله بدأت تظهر بسلوك سيء كلما كبر، حتى صار عبئًا كبيرًا بعد أن بلغ التوأم سن الرشد.
“مرحبًا. من أنتما؟”
قالها جيفري مبتسمًا، بينما كان رون يُحدّق إلينا بعداءٍ واضح.
طعنت الدوقة رون في خاصرته:
“حيِّ الأطفال كما يفعل أخوكَ، رون.”
“…لماذا تُحضرون هذه الأوساخ من الشارع؟ لا يعجبني حتى وجود تلك الفتاة، فما بالكِ بهؤلاء؟”
حتى مع كراهيته، لم أتوقع هذه الدرجة من العداء.
حتى الحيوان حين يُسحب منه طعامه، لا يُظهر هذا القدر من الكراهية القاتلة مباشرة.
لكن رون كان مختلفًا.
مشاعره كانت غريزية. عداءه للتوأم ينبع من أعماقه، ولم يُخفِه على الإطلاق.
“تقول عنهم ‘هؤلاء’؟ إنهم إخوتك. عليك أن تُرحب بهم.”
ربتت الدوقة على كتفه، وكأنها اعتادت على هذا التصرف منه.
“آه، كُفوا عن هذا. اطردوهم.”
“رون.”
“لا أحد يعلم من هم. فقط شحاذون أحضرتموهم.”
حتى في هذه المرحلة، لم يُحاول أحد ردعه، لا الدوقة ولا الدوق.
وهذا ما كان يحدث في الرواية. الدوق كان غائبًا دائمًا وقت الحاجة.
كان دائمًا يُحاول أن يكون شخصًا جيدًا أمام الغرباء، لكنه جبان أمام أطفاله.
“رون.”
الآن بدا الارتباك على وجه الدوقة.
“هل قلت شيئًا خاطئًا؟”
“أنت لا تُخطئ يا ولدي، لكن لا تُعبر عن مشاعركَ بهذا الشكل.”
‘ولهذا كبر الطفل ليُصبح بهذا السوء.’
الشتائم كادت أن تفلت من فمي. مهما أحببته، فالتربية الخاطئة ستُخرّب كل شيء.
“على كل حال، هل ستُدخلونهم؟ ستُبقون على أولئك الشحاذين؟!”
“نعم، يجب ذلك. لقد أحضرهم والدك، وهم من أطفال عائلة الدوق.”
“وماذا لو خُدع؟!”
“من يخُدع هكذا، فهو أحمق.”
وفجأة، قاطع أحدهم هذا الجنون.
توجهت كل الأنظار نحو مصدر الصوت.
كان لوهين.
بكل استرخاء، وضع يديه خلف رأسه وتقدّم للأمام وكأن لا شيء يُهمّه.
سادت الصدمة والذهول. الجميع كان يُحدّق فيه بنفس التعبير تقريبًا.
“ماذا؟ هل قلت شيئًا خاطئًا؟”
ما قاله لم يكن خاطئًا… لكن لم يكن الوقت مناسبًا لتقوله أنت.
رغم ذلك، لم يبدو عليه أي توتر.
“مـ–ماذا؟”
كان رون هو أول من تفوّه بشيء وسط هذا الصمت.
“لماذا أنت مرتبك هكذا؟ لم أُخطئ في شيء، صحيح؟ إن خُدع أحدهم، فهو أحمق، أليس كذلك؟”
“…يعني هذا أنك مزيف؟”
“آه، تفكر بهذه الطريقة لأنك غبي. لم أتوقع هذا منكَ.”
واحمر وجه رون غضبًا، كأنه على وشك الانفجار.
لكن لوهين لم يهتم بحاله، بل حول نظره نحو الدوق.
“إلى أين أذهب؟”
“…إلى أين تذهب؟”
“قلت إنني ابنكَ، وأحضرتني إلى هنا، أليس كذلك؟”
“صحيح.”
الدوق بدا مرتبكًا فجأةً.
تنحنح وتحرك كأن جسده ثقيل.
“إذاً أرني الطريق.”
“حسنًا.”
تحرك الدوق أمامهم، بينما أمسكني لوهين من ذراعي.
“هيا.”
“هاه؟”
“هل لديك شيء آخر لتقوليهِ؟”
“لا، لا شيء.”
رغم أن رون بدا وكأن لديه الكثير ليقوله، إذ لم يُبعد نظره عنا لحظةً واحدة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 29"