“لا تقلق. إن لم يُفلح الأمر، سألعب وأغادرُ بهدوءٍ، لا أكثر.”
“لا! لا يُمكنكِ المغادرة! يجب أن تبقي بجانبي دومًا!”
“صحيح! أختي الكبرى يجب أن تعيش معنا للأبد! سأَتَـزَوَّج أختي الكبرى!”
بعد لوهين، جاء دور لاري لتُضيف بحماسٍ وجهلاٍ لغباءِ ما تقولهُ، لكنها في النهايةِ طفلةٌ جاهلةٌ بذلكَ.
وبالطبع، كانت كلماتها صادمة للدوق، الذي بدا على وجهه الارتباك، لكن لا أحد لاحظهُ.
التوأم لم يُلقوا إليه بالًا مطلقًا.
“غبي. حتى لو كنتُ أنا، هذا مستحيل…”
“لوهين. لا داعي للتفكير كثيرًا. إن لم ترد قولها، فلا تفعل. قلتُها دومًا، لن أُجبِركما على شيء.”
“…”
“وسموّ الدوق لم يقل إنه سيطردني.”
بدا وجه لوهين غير راضٍ على الإطلاق، فأرحت ظهري إلى المقعد.
“حسنًا، حان وقت النوم. لوهين، لاري، لننم.”
أمسكتُ بيد لوهين بإصرار، رغم أنه حاول سحبها، ثم أغمضت عينيّ عنوة.
لوهين، الذي قاوم في البداية، ولاري، التي ألقت بجسدها عليّ بسعادةٍ، سرعان ما استسلما للنوم وبدأ بالتنفس بعمق.
بالطبع، لا مجال لأن أنام في وضعٍ كهذا.
أغلقتُ عينيّ وتظاهرتُ بالنوم، لكن كل جزءٍ فيّ كان يصرخ بالبقاء يقِظًا.
فالرجل الجالس أمامي هو “الدوق المجنون”.
لا مجال لأن أُعطيه ولو ثغرةً واحدة.
‘رغم أنني بالفعل أعطيتُه واحدة…’
الشرط الذي قبلتُ به لأجل الأطفال ظلّ يتردّد في رأسي بلا توقف.
لولا وجود التوأم، لكنتُ قد قُتِلتُ لحظة نطقي بذلك الشرط.
‘أنا حقًّا مجنونةٌ…’
كلما تورّطتُ أكثر مع التوأم، شعرت أن حلمي بالعيش بهدوء وأمان يتبدد.
يبدو أنني من الأشخاص الذين لا يعيشون طويلًا لأنهم لا يتركون مكانًا إلا ويتدخّلون فيه.
لكن…
لا أستطيع ترك التوأم وشأنهم.
فهم مثل الأزهار البرية، تُدهس وتُعاود التفتح.
وإن بدَوا كزهورٍ قويّة، فهم في الحقيقة هشّون كزهور الدفيئة.
وربما… لهذا السبب أنا هنا.
“هاه…”
“إن لم تستطيعي النوم، فلا حاجة لإغلاق عينيكِ عنوة.”
لا أدري كيف سمع تنهدتي، لكن بدا أنه كان ينتظرها.
هل لا ينام هذا الرجل؟ فتحتُ عينيّ قليلًا لأنظر إليه، فكان ثابتًا كتمثال، لم يتحرك قط.
“لا، أنا ناعسة.”
“ممتع…”
“…”
قد يكون الأمر ممتعًا بالنسبة إليكَ، لكنّه ليس كذلك بالنسبة إليّ.
لكن، خشية أن أتجاوز الحد، أغمضتُ عينيّ مجددًا بإحكام.
وهكذا، واصلت العربة رحلتها.
لا أعلم إن كانت العربةُ تـُدرك ما يجري داخلها من فوضىَ، لكنها استمرت بالسير.
وأخيرًا، وبعد وقتٍ بدا لي طويلًا لدرجة أن ألمي من الجلوس تجاوز كل راحة، بدأت العربة تبطئ.
كان وقتًا مناسبًا للنوم، لكني لم أذق طعمهُ.
لقد شعرت فعلًا وكأنني جالسة على سريرٍ من الشوك.
“سنصل قريبًا. استعدّوا للنزول.”
من بين كل ما سمعته مؤخرًا، كان هذا أجمل ما سَمعتهُ.
صحيح أنني لن أرتاح في منزل الدوق، لكن على الأقل سأرتاح من هذه اللحظة.
فأنا بالكاد أستطيع التنفس.
أيقظتُ التوأم الذين لم يكونا مستعدين للاستفاقة.
“لقد وصلنا. استيقظا.”
“لم أكن نائمًا…”
بخلاف لاري التي استيقظت واحتضنتني، فتح لوهين عينيه وحدّق فيّ وهو يهزّ رأسه.
“أحقًّا لم تنم؟”
“نعم. لم أغمض عيني لحظة.”
لكنّ عينيه المتثاقلتين والهَميَة كذّبتا كلامه.
ومع أن الدوق معروف بأنه لا يملك مشاعر، إلا أنه بدا مأخوذًا بجمال ملامح لوهين وهو يتثاءب.
وابتسم بلا صوت.
بالطبع، وحدي من لاحظ ذلك.
“لكـن أنا ناعسةٌ…”
“إن كنتِ ناعسةً…”
تدخل الدوق فجأة في حوارنا، وكأنه يريد الانضمام إليه بأيّ ثمن. ولما تكلّم، التفتت إليه ثلاثة رؤوس دفعةً واحدة بدهشة.
كأننا جميعًا نتساءل: ولمَ تتدخّل الآن؟
ربما أدرك ذلك، فتنحنح بارتباك، ثم وقف بتصنّع.
“كنتُ فقط أنوي القول إنني أستطيع حملكِ إن كنتِ ناعسة. مع أنني أظن أنكِ لن تحتاجي لذلك.”
لا أحد يولد أبًا مثاليًا، والدوق خير مثال.
يبني جدرانًا بينه وبين الجميع، لكنه يحاول هدمها أمام أطفاله فقط.
بالطبع، لا أحد منهم استجاب له.
“لا داعي. أنا سأبقى ملتصقةً بأختي!”
“حسنًا، فليكن.”
ربما أزعجه تجاهلهم لعرضه، فتقدم نحو باب العربة المفتوح ونزل أولًا.
“هيا، انزلوا.”
“حسنًا.”
نزل لوهين أولًا، ثم نظر إلينا ونحن نتهيّأ للنزول. حينها، مدّ يده إليّ فجأة.
“خذي يدي.”
“أوه… هل تقلق عليّ؟”
“لا. فقط لا أريدكِ أن تتعثرين وتُسقطينني معكِ. إن لم تريدي، فلا بأس.”
كالعادة، كلماته جافّة.
لكن تصرفه كان غايةً في الرقةِ.
وعلى عكس توقعي، لم يسحب يده، بل ظلّ منتظرًا حتى أمسكتُها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 27"