( اتضح جنس المصمم ( تشاركو مينغ ) في هذا الفصل وهي أمرأة )
***
حَبس ألبيرت روزيه أنفاسه وهو يُصغي إلى كلام لويسا ثم شهق فجأة واتسعت عيناه.
“……آنسة! إنكِ حقًّا عبقرية. كيف تخطر لكِ أفكار مذهلة كهذه؟!”
كان يتململ في مقعده وكأنه يريد أن يذهب فورًا ليُجرّب الأمر، فما كان منها إلا أن ابتسمت بخفة.
“لا عجلة من الأمر، فلنُنجزها برويّة. الأهم الآن أن نُثبّت ما أنجزناه من قبل.”
“آه، صدقتِ. سأركّز أولًا على العمل القائم!”
“حسنًا، إذن لندع موضوع النبيذ الفوّار لوقت آخر، ولنتحدث أخيرًا عن حفل التهنئة الإمبراطوري المقبل.”
“نعم.”
“أفكّر أن نزوّدهم بنبيذ روزيه عبر أسرة الكونت داليو.”
لم يبدُ عليه في الماضي إلا أنّه لا يعرف سوى النبيذ، غير أنّه أدرك فورًا ما قصدت به من هذه العبارة وأومأ موافقًا.
كانت عيناه تتلألآن وكأن الفكرة أعجبته غاية الإعجاب، فابتسمت لويسا بهدوء.
“حتى لو كان مجانيًّا، فمجرّد ظهوره في حفل إمبراطوري سيرفع من شعبيته أكثر مما هو عليه الآن. وربما ستجد نفسك أكثر انشغالًا بعد ذلك.”
إذن، فاعتنِ بصحتك جيدًا.
***
بعد تعديلات متكررة، غدا الفستان مُرضيًا للغاية.
لم يكن مصمّمًا شهيرًا عبثًا؛ فـ تشاركو مينغ كان حقًّا محترفًا، وإذا وجد فيه أي نقص ولو يسير أعاد تصميمه بلا تردّد.
تأملت لويسا صورتها في المرآة ببطء.
كان الفستان الأزرق الفاتح يتسع عند ذيله في انسيابية ناعمة أشبه ببتلات زهور متراكبة، فيما تكشف فتحة العنق عن عظام الترقوة وتغطي نهايات الكتفين والذراعين أكمام منتفخة قصيرة، يتناغم معها شريط أبيض مطرَّز يلفّ الخصر.
أدارت جسدها قليلًا إلى اليمين واليسار لترى كيف تعكس الجواهر الصغيرة المرصعة في الدانتيل الضوء.
‘في قاعة الحفل ستتلألأ بشكلٍ أرقّ وأكثر جاذبية، أليس كذلك؟’
مع أنّ الحفلات لم تكن بالنسبة لها سوى سلسلة من الإزعاج، إلا أنّ ارتداء هذا الفستان الجميل أشاع في نفسها بعض البهجة.
أرادت أن تبتسم للمصمّمة، ثم توقفت فجأة.
“براڤو─! هذه حقًّا أروع أعمالي… آه آه… يمكنني أن أموت الآن ولا حسرة لي! لكن! اكتشاف تراثٍ أجمل هو قدري.”
كان واضحًا أنّها امرأة مفرطة في نرجسيتها. وهي تطلق عبارات الانبهار بتكلّف مررت يدها على عينيها الجافتين متظاهرة بالبكاء، ثم وضعت يدها على فمها بمبالغة.
“أتشوّق من الآن لرؤية أي فستان سترتدينه لاحقًا يل آنستي… آه، قلبي يخفق، يخفق─!”
‘لعلها تحظى بمكانتها كأفضل مصمّمة لا بمهارتها بل بقدرتها الفائقة على المديح!’
أدارت لويسا رأسها بفتور.
شعرت أنّها إن تركتها على حالها ستظل تلاحقها طول اليوم بعبارات الإطراء.
كان الأمر مُرهقًا حتى إنها فكرت في الانسحاب إلى غرفة الاستقبال لالتقاط أنفاسها.
وبينما تهمّ بتمشيط خصلاتها البنية الفاتحة لآخر مرة استعدادًا لمغادرة الغرفة، وصلتها رسالة تُخبرها بوصول رافاييل في اللحظة المناسبة.
ما أطيب أن يأتي يوم تفرح فيه بقدومه! حقًّا لا أحد يعلم ما يُخبئه المستقبل.
ورغم أن الحذاء جديد ترتديه لأول مرة، فقد أسرعت قدر ما استطاعت نحو الطابق السفلي.
ارتدّت خطواتها في الفضاء فيما كان رافاييل الواقف وسط القاعة يستدير ببطء.
“مساء خير يا صاحب السمو.”
ارتسمت على شفتيها ابتسامة رقيقة.
كان شعره البلاتيني الذي اعتاد أن يسرّحه باستهتار قد صُفّ هذه المرة بعناية إلى الوراء، فبانت عيناه الزرقاوان الصافيتان تتلألآن.
‘كما توقعت، ارتدى زيّ فرسان الهيكل. إنه رجل يحب أن يُذكّر الإمبراطور دومًا بانتمائه، لذا فمن المستحيل أن يرتدي زيًّا للحفلات.’
مدّت إليه يدها كما توقّعت، غير أنّه ظلّ ساكنًا على غير عادته وكأنه شارِد الذهن.
مع أنّ عينيه كانتا موجّهتين نحوها، بدا وكأنّه غائب عن الواقع.
عندها خفضت يدها قليلًا وأمالت رأسها.
“صاحب السمو؟”
“آه…”
رغم أنّها كانت همسة، فقد بلغته بوضوح.
انتفض رافاييل قليلًا وأخذ يرمش ثم عاد تركيزه إلى مكانه.
“هل حدث أمر ما؟”
“……لا، لا شيء.”
لكن ملامحه لم تكن تدلّ على ذلك.
أيمكن أن يكون مريضًا؟
راقبت لويسا طرف أذنه الذي كان يعبث به بتأمل، ثم مدّت يدها مرة أخرى.
“إن كان هناك ما يثقل صدرك، فأخبرني. لا بأس عندي.”
“ليس ثمّة ما يدعو للقلق.”
أمسك رافاييل بحذر بأطراف يدها.
لمست خشونة جلده وحرارة دفئه في الوقت نفسه.
‘اممم، الموقف محرج قليلًا… ليتني ذهبت مع أخي بدلًا من ذلك.’
وهي تتجه إلى العربة خطرت ببالها صورة ديميان.
كان قد قال لها إنّ الأمر طبيعي، وأن من الطبيعي أن تذهب مع خطيبها، لكن في عينيه لمحت خيبة ظاهرة.
والأغرب أنّ للدوق بليك الذي كان يجلس بجواره، أظهر بدوره شيئًا من الانقباض في ملامحه.
وربما لا يلحظ الآخرون هذا الفارق، لكن عينيها اعتادتا رصده مؤخرًا بعد أن قضت معه بعض الوقت على موائد الطعام.
“آه، بيرفكت─! أنتما ثنائي في غاية الروعة! يا له من انسجام! أتمنى يومًا أن أُصمّم بنفسي فستان زفافكما!”
‘أجل، يبدو أن لسانها أكثر مهارة من إبرتها…’
التفتت لويسا بوجه لا مبالٍ نحو تشاركو مينغ التي كانت قد أخرجت منديلاً وأخذت تمسح ما ادّعت أنه دموع تأثر.
داخل العربة الساكنة، كانت لويسا تحدّق بشرود إلى الخارج.
الغيوم البيضاء تلطّخت في السماء الحمراء وكأنها ضربات فرشاة.
ولحسن الحظ، لم يكن الهواء اليوم حارًا خانقًا، بل كان نسيمًا دافئًا يخفف من وهج الطقس.
“……كيف حال صحتكِ؟”
‘كنتُ أتساءل لِمَ هو صامت اليوم… هذا الواعظ الصحي مجددًا.’
أجابت لويسا بفتور:
“بخير.”
“حمدًا لله. إذن، ما رأيك أن أزورك غدًا لأشرح لك طريقة استخدام الأداة السحرية؟”
“على أي حال، لا بد من الالتزام بالموعد الأسبوعي، أليس كذلك؟”
صحيح، كان هناك ذلك الموعد.
لكنها اعتادت رؤيته في الشمال شبه يومٍ بعد يوم حتى أنها نسيت الأمر تمامًا.
“صدقت. وأين نلتقي إذن؟”
“سآتي إلى القصر. من الأفضل أن تتعلمي في مكان يقل فيه الناس.”
“همم، هذا صحيح. إذن، هل تود أن نتناول الغداء معًا؟”
“بكل سرور.”
أومأ رافاييل، ثم ظلّ يحدّق في لويسا قليلًا قبل أن يتكلم فجأة:
“إن أزعجك الأمير ساينف في الحفل، فأخبِريني.”
“نعم؟”
رمشت لويسا بدهشة وشهقت خافتة.
فما إن سمعت اسم ساينف حتى تذكّرت أنها لم تُجب على الهدية التي بعث بها.
‘ألن يعتبر هذا إهانةً للعائلة الإمبراطورية؟ لقد كان كلامه من قبل مزعجًا، يتحدث عن شعوري بالقوة المقدسة أو شيء من هذا القبيل…’
‘لكن الوضع الآن مختلف، يمكنني التحكم فيها… مع ذلك، هل سيشعر بوجودها؟’
انهمرت الأسئلة في ذهنها بلا توقف.
عضّت شفتها السفلى قليلًا، ثم سألت رافاييل:
“إن لم أرد على هديته… هل يمكن أن يُسبب ذلك مشكلة؟”
“الرد؟ آه… تقصدين أنك لم تجيبي على الهدية التي وصلتك من قبل؟”
“……نعم.”
أجابته بفتور، فرفع رافاييل يده إلى فمه قابضًا عليها، وضغط بإبهامه على شفتيه كمن يُصلح نبرة صوته، بينما ظلّت هي غارقة في قلقها.
“لا تقلقي. وإن حاول أحدهم أن يتذرع بالأمر، فقولي إنني أنا من أخبركِ أن الرد غير لازم.”
“اعتذر باسمك يا صاحب السمو؟”
“نعم. قولي إنني أنا من قلت ذلك.”
“حقًا لا بأس؟”
“أجل، لا بأس.”
“آه… شكرًا جزيلاً.”
تنفست لويسا الصعداء، وحدّقت فيه لحظة قبل أن تصرف بصرها نحو النافذة. ثم عادت تتأمله مرات عدة، وفي كل مرة تعضّ شفتها السفلى قبل أن تهمس:
“لكن… هل يملك سمو الأمير الثاني القدرة على الإحساس بالقوة المقدسة؟”
في الحقيقة، أرادت أن تسأله ‘لماذا أنت لطيف معي هكذا؟’ لكن لم تطق أن تقولها صراحة. فما زال قلبه عصيًّا على الفهم، وعاقبة هذه العلاقة باتت تضيق شيئًا فشيئًا.
وبما أنها كانت متجهة لملاقاة البطلة الحقيقية التي ستغيّر مسار القصة، لم تُرِد أن تفتح جرحًا لا داعي له، فاكتفت بالسؤال عن ساينف الذي حيّرها طويلاً.
“سمعت أنه يستطيع أن يشعر بها بشكل ضعيف، لكن لا بد أن يكون قريبًا جدًا كي يتحقق ذلك… هل حدث شيء؟”
“لا؟ فقط، ذات مرة حين كنت أحتفظ بماء مقدس قال إنه شعر بالقوة المقدسة تتسرب مني قليلًا، فأثار فضولي.”
“هل قصدتِ أنك ترغبين في معرفة إن كانت القوة المقدسة تُحسّ بك فعلًا؟” ( يعني اي شخص يمديه يحس فيها او لا زي ساينف )
“همم… نعم.”
“يمكنني أن أجيبك على ذلك. نعم، يمكن الإحساس بها. لكنها لم تعد كما كانت من قبل؛ الآن أشعر بها بقدرٍ طفيف جدًّا.”
اتسعت عينا لويسا بدهشة.
لقد قالتها على سبيل الحديث العابر، لكنه أخذها بجدية، والأسوأ أنه اعترف فجأة بأنه شعر بها بالفعل! هذا الخبر صدمها حتى ارتجّ عقلها.
“……متى بدأ هذا؟”
“في العاصمة لم يكن واضحًا، لكن منذ التقينا في الشمال أيقنت بالأمر.”
“ولماذا لم تُخبرني؟”
“لأنكِ بدوتِ كأنكِ ترغبين في إخفائه. أليس كذلك؟”
وجه رافاييل إليها نظرة حادة بعينيه الصافيتين كأنه يخترق روحها.
لم يكن في عينيه أي ذرة شك، وذلك جعل لويسا تشعر بمشاعر متناقضة يصعب وصفها.
****
فتحنا انا وصديقاتي المترجمات قناة خاصة بتسريب الروايات واعلانات الفصول وفعاليات وأيضا طلبات وحروقات … واذا اختفيت بتلاقوني هنيك
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات