الفصل السابع
*************
كايلا، مستندة إلى درابزين الشرفة، رفعت بصرها إلى السماء.
كانت النجوم المتلألئة، المنثورة كغبار الألماس في فضاء الليل الأسود القاتم، تتلألأ بلا عدّ.
لم يمضِ خمس دقائق على مغادرة جايدن حتى شعرت بحركة شخص يخرج إلى الشرفة.
ظنت للحظة أنّ جايدن قد عاد مبكرًا، لكن عندما التفتت، لم يكن هو.
كان هناك شاب يتعثر عند الباب.
نظرت إليه كايلا، مفكرة أنه قد يكون مريضًا.
كان رباط عنقه مفكوكًا بشكل فوضوي، ووجهه محمرّ، وعيناه بلا تركيز. كان واضحًا أنه ثمل.
أدارت كايلا بصرها سريعًا، متجاهلة إياه.
لم يكن من الحكمة تبادل النظرات مع مثل هذا الرجل.
قررت أن تدخل قاعة الحفل بمجرد مروره لتنتظر جايدن هناك.
لكن الرجل بدأ يقترب منها ببطء.
“يا للنحس!” فكرت كايلا، وقررت أن تتجنبه بالتوجه نحو الجهة المعاكسة.
لكن خطواته تسارعت خلفها، وفجأة، لحق بها وسدّ طريقها.
“هيييه… يا آنسة… لماذا تهربين هكذا…؟” قال الرجل بكلام متلعثم ونطق غير واضح.
كيف يمكن لشخص ثمل إلى هذا الحد أن يكون أسرع منها؟ شعرت كايلا باليأس وقبضت يدها الفارغة.
“منذ قليل… مع جايدن وسايلس، أولئك الأوغاد… شعرتِ بالإحباط، أليس كذلك…؟”
حاولت كايلا فهم كلامه، فنظرت إلى وجهه عن كثب.
كان أحد الرجال الذين طلبوا الرقص معها سابقًا لكن جايدن منعهم، فلم يتبادلوا حتى كلمة واحدة.
كان واضحًا أنه يريد الآن أن ينتقم منها لجرح كبريائه.
نظرت كايلا في عينيه بحدّة وبدأت تتراجع ببطء.
على أي حال، لو حاولت الهرب، سيلحق بها بسرعة.
“لا أفهم ما تقصده. أنا أنتظر أخي للقائه هنا.”
ألمحت إلى أن جايدن سيعود قريبًا، آملة أن يفهم الرجل ويغادر.
“لا، يا آنسة… هل تتظاهرين بالجهل، أم تحاولين المراوغة؟ رأيت جايدن يغادر إلى الردهة… إذا زاد تمردك، ستفقدين جاذبيتك.”
ضحك الرجل بسخرية وقرب وجهه منها.
تفوح منه رائحة خمر قوية.
شعرت كايلا بالغثيان وتجعد وجهها تلقائيًا.
عندما أدارت رأسها بعيدًا، أمسك الرجل بذراعها بقوة.
“هل هو مجنون؟ أم أنه يظنني سهلة لأنني ابنة بالتبني؟ أم أنه من الأوغاد الذين يتحولون إلى وحوش عندما يسكرون؟”
فكرت كايلا.
حاولت نزع يدها، لكن قبضته كانت تزداد قوة.
“أتركني! سأصرخ!” رفعت كايلا صوتها.
“اصرخي إذًا. ستتلوث سمعتكِ فقط… هههه.”
أمسك الرجل ذراعها بيد ولفّ يده الأخرى حول خصرها، ثم جذبها بعنف إليه.
كان الأمر بشعًا.
شعرت كايلا بالقشعريرة، وحاولت دفعه بكل قوتها.
لم تكن تهتم بسمعتها، لكن ماذا إذا تسبب ذلك بضرر لأمها، أو أبيها، أو حتى جايدن؟
“فقط لنستمتع قليلاً… لا داعي للتعالي… أنتِ في قرارة نفسكِ تريدين ذلك… أليس كذلك؟”
قال الرجل، ثم أمال رأسه ودفن وجهه في عنقها.
شعرت كايلا وكأن مئات الحشرات تزحف على جسدها.
ضربت الرجل بقبضتيها وبذلت جهدًا للتحرر، لكنها لم تستطع التغلب على قوته.
غمرها الخوف من أن يفعل بها شيئًا بشعًا.
قررت أن تهرب من هذا المجنون بأي وسيلة.
كان هناك خيار واحد فقط، ويجب أن تنجح من المرة الأولى.
عضّت على أسنانها، جمعت كل قوتها في ساقها اليمنى، ثم ركلت ربلة ساقه بقوة.
صرخ الرجل “آه!” وتراجع خطوة. استغلت كايلا الفرصة، رفعت طرف فستانها، وضربت بين ساقيه بكل قوتها بركبتها.
******************
راقب سايلس كايلا وجايدن وهما يتوجهان نحو الشرفة.
“هل يريدان استكشاف الحديقة؟ أم يرغبان فقط باستنشاق الهواء على الشرفة؟”
لم يكن ذلك من شأنه، لكن كلام مجموعة الرجال السخيفين عن كايلا ظلّ يزعجه.
فكر أنه إذا سمعت كايلا مثل هذه الثرثرات الوضيعة، ستصاب بصدمة كبيرة.
ابتسم سايلس بسخرية لنفسه.
“جايدن سيتعامل مع الأمر بكفاءة، فلماذا أتدخل؟”
بينما كانت بينيلوبي تعدل مكياجها، كان سايلس يحتسي الشمبانيا في زاوية، يراقب الناس.
لكن بعد قليل، عاد جايدن من الشرفة إلى القاعة، تحدث إلى خادم، ثم غادر نحو الردهة.
توقع سايلس أن يعود جايدن سريعًا، لكنه لم يفعل.
بدأ يشعر بالقلق وهو يراقب الردهة.
أراد التأكد من أن كل شيء على ما يرام، حتى لو من بعيد.
“ليس من السيء إظهار بعض اللطف لأخت صديقي”، فكر.
وضع كأس الشمبانيا على الطاولة وتوجه إلى الشرفة.
فتح الباب وخرج، لكنه لم يرَ أحدًا. نظر يمينًا ويسارًا، فرأى من بعيد زوجًا يتعانقان بحميمية.
بدا كأنهما عاشقان شابان طائشان.
عبس وهو يهم بالالتفاف، لكنه شعر فجأة أن ظهر المرأة مألوف.
ثم سمع صرخة رجل مدوية.
كان الرجل الذي يعانق المرأة يصرخ.
انفصل الرجل عن المرأة، التي رفعت طرف فستانها وضربته بقوة في مكان حساس.
“آه…!” سقط الرجل على الأرض، متكورًا، يتأوه من الألم دون أن يستطيع الصراخ.
“آه… هذه المجنونة…”
تابع الرجل، يكاد لا يكمل شتيمته، يلهث بصعوبة.
كانت المرأة تتراجع متعثرة.
عندما استدارت، أضاء وجهها ضوء مصباح الشارع.
كانت هي.
كايلا فيلدينغ.
شعرها المرفوع بعناية كان مشوشًا، ووجهها شاحب كالموتى، وذقنها ترتجف.
كانت تلهث، وعيناها الزرقاوان مفتوحتان على وسعهما، تعكسان خليطًا من الخوف والغضب.
بدأ الرجل الممدد على الأرض يتحرك ببطء، وأمسك طرف فستان كايلا بقوة.
“هل تريدين الموت…؟ بعد كل هذا… إلى أين تهربين…؟”
كان وجهه مشوهًا من الألم، لكنه ظل ممسكًا بفستانها.
تقدم سايلس نحوهما بخطوات واثقة. “أتركها.”
ارتجف الرجل من صوت سايلس المنخفض والقوي.
دون تردد، داس سايلس على يد الرجل بحذائه.
“آه!” صرخ الرجل وأفلت الفستان.
أمسك سايلس ذراع كايلا ليمنعها من السقوط.
نظر إلى وجهها.
كانت تبذل جهدًا لعدم الانهيار، ودموعها تنهمر.
“سايلس! هذه الفتاة… ركلتني!”
صرخ الرجل، يدُه تحت حذاء سايلس.
نظر إليه سايلس ببرود.
“وماذا بعد؟ هل ستبث شكواك أن امرأة ضعيفة هزمتك؟ أليس هذا ما تريده؟”
ابتسم سايلس بسخرية.
“حسنًا، إذا أردت ذلك، يمكنني مساعدتك.”
ضغط بحذائه على يد الرجل، فتردد صوت تكسر عظام.
صرخ الرجل كوحش جريح.
“آه! لا… ليس هذا…!” تابع يتوسل، وجهه مغطى بالدموع والمخاط.
“إذن، لا تريده؟”
“نعم، صحيح…!” تابع يبكي.
“إذن، اختفِ.”
رفع سايلس قدمه. زحف الرجل على أربع، متألمًا، ثم نهض بصعوبة وهرب متعثرًا.
كانت كايلا تلهث، تراقب هروبه بعيون زجاجية. جفت دموعها.
“شكرًا… سيدي الدوق.”
كان صوتها هادئًا بشكل لا يصدق.
“لست متأكدًا. لم أفعل الكثير ،،،الشخص الذي يجب أن يشكرني هو ذلك الهارب، أليس كذلك؟”
“ماذا تقصد…؟”
“لو تأخرت قليلاً، لكان ذلك الرجل قد مات دون زواج. ربما يتزوج، لكن دون وريث.”
نظر سايلرز إلى كايلا بابتسامة جانبية.
احمرّ وجهها، وكانت تبدو أفضل من لحظات بكائها.
“ركلتِه في مكان حساس!” ضحك سايلس.
كانت يائسة، لكن خلف وجهها الهادئ كانت تختبئ روح قتالية.
تذكر جرأتها عندما التقاها أول مرة.
“لا تخبر أخي… سيهتم كثيرًا.”
“إذا كنتِ ترغبين بذلك.”
“شكرًا.”
أطرقت كايلا قليلاً، وأهدابها الطويلة ترتجف.
عدّلت فستانها المشوش وشعرها، لكن كان واضحًا أنها لم تعد كما كانت.
تساءل سايلس إن كان جايدن سيلحظ هذا الفرق.
فجأة، فُتح باب الشرفة، وتدفق الناس من القاعة.
ركض بعض الشباب إلى الحديقة.
امتلأت الشرفة بالحشود، وقرب سايلس كايلا منه
نظر إليها. كانت تتفحص المكان بحيرة، غير مدركة لما يحدث.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"