قد يبدو الأمر قاسيًا، لكن في هذه اللحظة بالذات، شعرت بالامتنان لأن جوزيف لم يكن يشاركني العربة ذاتها.
لو كان معي، لكان مكانه في هذه العربة، التي تحولت إلى مكتبة صغيرة، ضيقًا ومحرجًا للغاية.
“الآن وقد تذكرت… السير جوزيف…”
بعد أن أنهى سيرغي الفصل الذي كان يقرؤه، أغمض عينيه.
كانت عيناه تؤلمانه بشدة.
على مدار العشر سنوات الماضية، أنهك بصره بسبب انهماكه في الدراسات الأكاديمية، والآن، بعد أن فقد إحدى عينيه، تفاقم الوضع.
كان طبيب دايرن الخاص قد حذره مبكرًا من مخاطر تحمل عينه المتبقية لكامل العبء.
لقد نصحه بإراحة عينيه كل ساعة على الأقل أثناء القراءة، لكن سيرغي، الذي كان يغرق في عوالم الكتب، لا يدرك الواقع إلا بعد ساعات طويلة، عندما تبدأ عيناه بالإرهاق.
وهكذا كان الحال الآن.
عندما استعاد وعيه، وجد أن الظلام قد هبط على العالم خارج العربة.
كان يعلم أن هذا ليس بالأمر الصحيح، لكنه لم يستطع التوقف.
حتى لو كان ذلك يتطلب بعض التضحية، فإن ليزيلوت وجوزيف كانا بحاجة إلى معرفته في هذه اللحظة.
إذا كان الأمر مجرد جهد طفيف…
“ما زلت أتساءل إن كان لا يزال يساء فهمي.”
سمع أن جوزيف لم يكن يتجنبه فحسب، بل حتى ليزيلوت.
كيف لا يقلق؟
فجوزيف، لكي يُعترف به كخليفة شرعي، كان بحاجة ماسة إلى اتصال جسدي مستمر مع ليزيلوت.
ومع غياب هذا الاتصال الآن، لا بد أنه يعاني من صداع مروع.
“كنت سأقترح أن يبقى السير جوزيف إلى جانب ليزيلوت كرفيق لها…”
كان هذا اقتراحًا عقلانيًا وعمليًا في آن.
بالنسبة لسيرغي، الذي يحب ليزيلوت بلا حدود، كان هذا القرار بمثابة تنازل عظيم وتضحية مؤلمة.
ربما شعر، للحظة، بمرارة شبيهة بتلك التي تعتصر قلب إمبراطورة تقبل بوجود محظية.
لكن، ماذا عساه يفعل؟
بالنسبة لسيرغي، كانت علاقته بجوزيف لا تقل أهمية عن حبه.
لم يكن ليتحمل أبدًا أن يرى جوزيف يُبتلع ويموت على يد كرونومنسي.
لكن أن يُتهم بالخيانة دون أن يُسمح له بإكمال حديثه…
تنهد سيرغي بحسرة وأخذ استراحة قصيرة.
بينما كان يفرك عينيه الجافتين بقسوة، شعر بأن العربة، التي انطلقت صباحًا، بدأت تبطئ سرعتها تدريجيًا.
يبدو أنهم وصلوا إلى المكان الذي سيمضون فيه الليل.
“ماذا…؟”
أثناء تنظيمه للأوراق المحيطة به، لاحظ وجود مذكرة غريبة موضوعة بلطف فوق الكتاب الذي كان يقرؤه.
*خصص لي بعض الوقت، من فضلك.*
كانت جملة قصيرة مكتوبة بخط أنيق، لكن ما إن قرأ سيرغي محتواها حتى تحولت المذكرة إلى غاز واختفت.
آه، سحر.
الآن فقط أدرك من قد يكون مرسلها.
“السير جوزيف!”
نظر سيرغي حوله بلهفة بحثًا عن صاحب المذكرة.
لحسن الحظ، لم يحتج إلى البحث طويلًا.
“آه… لقد أفزعتني. متى وصلت إلى هنا…؟”
هدأ سيرغي قلبه النابض بسرعة ونظر إلى المقعد المقابل، مبتسمًا براحة.
هناك، كان يجلس رجل ذو جمال خيالي، يضع ساقًا فوق الأخرى بمظهر يحمل شيئًا من الغرور.
ظهوره كان مفاجئًا، بلا أي إشارة مسبقة، وكأنه لم يكن موجودًا قبل لحظات.
لكن سيرغي، كعالم يدرس السحر، استمر في الحديث بهدوء.
“على أي حال، أنا سعيد لأنك جئت إليّ أولًا، السير جوزيف. كيف حال الصداع؟ سمعت أنك أحرقت رسائلي دون قراءتها، فقلقت…”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 150"