الفصل 107: خطة إعادة بناء قصر العاصمة الإمبراطورية  

 

 

 

 

“يبدو أن هناك سوء فهم ما، السيد جوزيف. صحيح أنني استعنت بهم على عجل، لكنهم خدم مخلصون قضوا عشر سنوات في خدمة قصر دايرن. إنهم أشخاص عزيزون على قلبي.”  

 

رفعت عيني بنظرة تحذيرية. من أين له أن يطمع في خادمين أعتز بهم؟  

 

“لهذا السبب قلت ما قلت.”  

 

لكن السيد جوزيف استقبل نظرتي ببرود وكأن شيئًا لم يكن.  

 

انحنى بجذعه ووضع كوب الشاي الذي أعده للتو أمامي، ثم همس في أذني:  

 

“على أي حال، بمجرد أن نتزوج، ستعيشين معي كسيدة ألفيرون، فأليس من الأفضل أن يعيش الخدم المفضلون لديكِ معنا أيضًا؟”  

 

“……؟”  

 

تسببت همهمته في أذني بحكة جعلتني أرتجف مفاجأة. ألا يمكنه أن يتحدث بطريقة أكثر بساطة؟  

 

بسبب ذلك، تأخرت قليلًا في استيعاب ما قاله للتو. بدأت أصابعي تتصلب تدريجيًا. كان ذلك استفزازًا صريحًا.  

 

“مَنْ، مَنْ قرر ذلك؟ أنا أنوي البقاء في قصر دايرن بالعاصمة الإمبراطورية إلى الأبد.”  

 

“همم…”  

 

ما الذي يعنيه؟ لماذا؟ ماذا؟  

 

هل لديك اعتراض؟ ضيّقت حاجبي كمن يتحدى.  

 

فتح السيد جوزيف شفتيه كأنه يريد قول شيء، ثم ذاب فجأة في ابتسامة رقيقة تملأ وجهه.  

 

“إن كانت هذه خطتكِ، فلا بد أن أتبعها أنا أيضًا.”  

 

يبدو أن هذا لم يكن ما أراد قوله في الأصل. لكن قبل أن أجد فرصة للاستفسار، تابع كلامه:  

 

“كما تعلمين، أنا في موقف يجبرني على البقاء معكِ دائمًا.”  

 

ثم، بسلاسة، طبع قبلة خفيفة على خدي.  

 

في لحظة الارتباك التي أعقبت الحرارة المفاجئة، نهض بجذعه كأن شيئًا لم يحدث.  

 

“سيد جوزيف!”  

 

“نعم، سيدتي.”  

 

“’الدوقة’، إن لم تُخطئ. والآن نحن في وضح النهار، سيد جوزيف. نحن في المكتب، وفي خضم العمل.”  

 

“آه، أعتذر.”  

 

اعتذر السيد جوزيف دون مواربة، مما أسكت فمي الذي كان يتهيأ لمزيد من التوبيخ.  

 

بهذه السهولة؟ السيد جوزيف الذي أعرفه أكثر وقاحة من ذلك.  

 

لكن كما هو متوقع، كان هو نفسه. لقد فاق وقاحته توقعاتي.  

 

“إذن، لا بأس في الليل. فهمتُ. سأفعل ما ترغبين به من الآن فصاعدًا.”  

 

“ماذا، ماذا قلت؟”  

 

“لكن أرجو معذرتكِ. لقد شعرت للتو بصداع خفيف.”  

 

“……”  

 

انحنت زاوية عينيه كالثعلب. في تلك اللحظة التي قابلت ابتسامته، لم أعد قادرة على مواجهته.  

 

لعنة تُسبب الصداع للسيد جوزيف تقع خارج نطاق فهمي.  

 

ورغم أن الظروف تجعل من الصعب تصديقه، فإن افتراض صدقه كان المبدأ الذي يحكم علاقتي به.  

 

“إن تبين لي لاحقًا أنه كذب…”  

 

حينها لن أتركه دون عقاب. ثمن استهزائه بي سيكون باهظًا.  

 

“حسنًا، سأتجاوز الأمر هذه المرة. لكن أتمنى أن تكتفي بلمسة خفيفة في المرة القادمة.”  

 

في البداية، قال إن مجرد إمساك يدي يكفي، لكن الجرأة تزداد شيئًا فشيئًا.  

 

لو لم أنتبه لتسخين الماء، لكنت انتهيت مسلوقة دون أن أدرك.  

 

“في الحقيقة…”  

 

رتبّت الأوراق بينما استمعت إليه. وبعد تردد طفيف، تابع بنبرة متعثرة:  

 

“الصداع كان يزداد سوءًا مع مرور الوقت… لذا، الوقت الذي يمكنني فيه تهدئة الألم بلمسة خفيفة معكِ سيصبح أقصر تدريجيًا.”  

 

“أقصر؟ كم بالضبط؟ وكيف يشتد الألم؟”  

 

“ربما من الأفضل أن أوضح بالأرقام…”  

 

“لا، انتظر. لا تجب، يكفي.”  

 

قاطعته ووضعت يدي على صدغي.  

 

أدركت أن سؤالي كان سخيفًا. أي إنسانية في مطالبة شخص يتألم بتقدير شدة ألمه بالأرقام؟  

 

لكن، السيد جوزيف أيضًا مخطئ. لماذا يجيب بجدية على مثل هذا السؤال؟  

 

“……”  

 

نقرت بلساني ونهضت.  

 

“فهمت الأعراض. سأهتم بهذا الأمر أكثر من الآن فصاعدًا.”  

 

“تهتمين؟”  

 

برقت عيناه الحمراوان اللامعتان بالتساؤل. كيف؟ كأنه يسأل عن الطريقة.  

 

وما الذي يمكنني فعله؟ خلعت قفازي وأمسكت يده بقوة.  

 

“بمعنى آخر، أليس كافيًا أن نكرر مثل هذا الاحتكاك الخفيف باستمرار؟”  

 

“آه؟”  

 

“ما لم يكن ذلك بلا جدوى. على أي حال، سيزداد مرافقتك لي في المستقبل، فإن اهتممت قليلًا، لن تعاني من الصداع، أليس كذلك؟”  

 

تجمدت ملامحه للحظة. شفتاه المفتوحتان قليلًا ترتجفان كمن يريد قول شيء، فتركت يده.  

 

“أليس عليك مرافقتي الآن؟ استعد، سيد جوزيف. لم يتبقَ سوى القليل على موعدنا مع مهندس البناء.”  

 

نادت ليزلوت على الفور، فأحضرت معطفي ووشاحي.  

 

“ماذا تفعل، سيد جوزيف؟”  

 

“……ها.”  

 

وقف السيد جوزيف مذهولًا للحظات، ثم ضحك بصوت خفيف كالنسيم وارتدى معطفه.  

 

* * *  

 

أكمل السيد جوزيف مخطط قصر دايرن في العاصمة الإمبراطورية كما وعد في يوم واحد.  

 

وعندما رأيت المخطط، أذهلني حقًا.  

 

إن تم تنفيذه هكذا، فسيكون عملًا معماريًا مذهلاً لا يسع المرء إلا أن ينبهر به.  

 

لا بد أن أعترف بأن بصيرة فيلهلم يورك بادن جديرة بالإشادة.  

 

لكن الاعتراف شيء، والقبول شيء آخر. لم أكن أنوي استخدام المخطط كما هو.  

 

وهذا أمر طبيعي. ففي الأصل، صُمم هذا القصر لتباهي فيلهلم يورك بادن ورفاهيته، دون أي اعتبار لاحتياجاتي أو احتياجات أطفالي.  

 

لذا، قررت إضافة بعض العناصر للمبنى.  

 

أولاً، ساحة تدريب تحت الأرض لكاردييل.  

 

كنت أشعر بالأسى وأنا أرى الطفل يتدرب في الخارج من الفجر حتى المساء، مهما كانت الأمطار أو الثلوج أو البرد القارس.  

 

لو أصيب بنزلة برد قوية، لكان ذلك كارثة. إفساد صحته أمر غير مقبول.  

 

“خاصة أنه دوق دايرن المستقبلي.”  

 

أنوي بناء ساحة تدريب عميقة تحت الأرض، مريحة ومجهزة.  

 

ثانيًا، دفيئة زجاجية ليوفيمينا.  

 

كانت الدفيئة القديمة، التي بناها أحد الأجداد لمجاراة الموضة، أقرب إلى قطعة زينة.  

 

“بقليل من المبالغة، كأنها حوض زجاجي صغير.”  

 

قررت استغلال الفرصة لاستثمار المال بجرأة في بناء دفيئة لائقة من حيث الحجم والوظيفة، بفضل ثروة الإمبراطور أيضًا.  

 

ثالثًا، غرفة موسيقى لتشيلسيان. كان هناك مساحة مناسبة في المخطط بالفعل.  

 

قاعة صغيرة للحفلات مغطاة بقبة زجاجية، مثالية لتردد الأصوات، وهو أمر حاسم لغرفة الموسيقى.  

 

“مع عزل صوتي جيد أيضًا.”  

 

ليعزف البيانو طوال الليل دون أن يعترض أحد.  

 

أوه، وسأضيف أرغن أنبوبي أيضًا. أطفال دايرن لم يتح لهم فرصة لمثل هذه الرفاهية من قبل.  

 

وبالطبع، حرصت على تحسين مرافق الخدم أيضًا.  

 

غرفة استراحة خاصة أمر بديهي، وقررت تخصيص غرفة منفردة لكل فرد.  

 

“بالطبع، ستصغر الغرف بسبب ضيق المساحة.”  

 

لذا استشرت باقي الخدم، فكانوا أكثر سعادة مما توقعت.  

 

قالوا إن سريرًا وخزانة وطاولة وكرسيًا في الغرفة كافٍ تمامًا.  

 

“أما بالنسبة لمساحتي…”  

 

في الحقيقة، لم أفكر في شيء خاص. ربما أضفت لمسة إلى ديكور المكتبة التي سأستخدمها كمكتب أيضًا.  

 

“لأنها ستُورث لكاردييل لاحقًا على أي حال.”  

 

همم، الآن وأنا أفكر، هذا صحيح.  

 

لم أفكر قط في مساحة خاصة بي. ربما الحمام هو المكان المفضل لدي؟  

 

أعجبت بمسبح فندق كرونوس الداخلي.  

 

لذا، فكرت أنه حتى لو لم يكن بحجم الحمام العام الكبير الذي كان مكانًا للتجمعات الاجتماعية سابقًا، فسيكون من الرائع وجود حوض كبير للاستحمام بالينابيع الساخنة للعائلة بأكملها.  

 

“بالطبع، مع ارتداء ملابس خفيفة على الأقل.”  

 

مع إضافة هذه المرافق، لم يعد مخطط فيلهلم يورك بادن الأصلي مرضيًا.  

 

ماذا فعلت؟ بالطبع…  

 

“أعدت التصميم.”  

 

لحسن الحظ، بفضل المخطط الأساسي، لم تستغرق الإضافات وقتًا طويلًا.  

 

في أقل من أسبوع، تلقيت اتصالًا من المهندس. وكان ذلك اليوم هو اليوم.  

 

“حتى مع مراعاة ذلك، العمل أسرع مما توقعت.”  

 

وصلت العربة إلى حي الحرفيين حيث ورشة المهندس.  

 

نزلت بمساعدة السيد جوزيف ونظرت إلى المبنى.  

 

كان الحي مليئًا بالمباني الخشبية القديمة، وهذا المكان بالذات في زاوية نائية من منطقة الورش.  

 

من المدهش أن يكون هناك مهندس بارع يوصي به السيد جوزيف بشدة في مثل هذا الموقع.  

 

“هل هذه قوة معلومات العائد من المستقبل؟”  

 

تشتت أنفاسه البيضاء في الهواء مع ضحكته الخفيفة.  

 

“لن أنكر ذلك. في الواقع، الشخص الذي صمم المخطط الأصلي هو هذا المهندس.”  

 

“آه…!”  

 

إذا كان الأمر كذلك، فإن السرعة تصبح أكثر منطقية.  

 

حتى لو كان عملًا مستقبليًا لم يُكتب بعد، فإن أسلوب المهندس وعاداته محفورة فيه.  

 

“بالمناسبة…”  

 

همس السيد جوزيف في أذني ونحن نصعد إلى الورشة:  

 

“هذا المهندس كان أحد الذين تلقوا دعمًا من فيلهلم يورك بادن حتى وقت قريب.”

 

 

° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆｡ .° ◌ • .●