“والآن بعدما فكرت، حين فحصنا ماء البئر العكر وُجدت فيه آثار حجر الشفق الأزرق.”
عندما فتح أحدهم التقرير الذي جُلب، كان مدونًا فيه أن المكون الرئيسي هو نواةٌ سحرية، لكن أسفل ذلك لفت الانتباه تسجيلٌ يفيد باكتشاف كميات ضئيلة جدًا من حجر الشفق الأزرق.
“هل يمكن أن تكون الطاقة المقدسة مختزنةٌ فيه أيضًا؟”
عند سؤال ميلودي، جاءت ويني تحمل قارورةً زجاجية محكمة الإغلاق. و في أسفل الماء الشفاف كان هناك مسحوقٌ أسود مترسب.
“هذا ما تبقى من التحقيق وقتها.”
أعادوا تحليل الماء، وبالنتيجة عرفوا أن في حبيبات اللازوريت أثرًا طفيفًا لكنه واضحٌ للطاقة المقدسة.
“حتى هذا يحتوي على طاقةٍ مقدسة.”
قالت ميلودي ذلك وهي ترفع مسحوق الحجر نحو الضوء.
“قيل أن الناس بدأوا يمرضون بعد شرب هذا الماء. ربما لم يكن مسحوق النواة السحرية هو السبب بل….”
توقفت ميلودي عند هذا الحد، وتبادل صانعو الأدوات السحرية النظرات.
و كان واضحًا أن الجميع يفكر في الشيء ذاته.
لو صحت هذه الفرضية، فسيكون أمرًا صادمًا بحق.
“ليس هناك سوى طريقةٍ واحدة للتأكد، أليس كذلك؟”
وكانت تلك اللحظة التي مدت فيها ويني يدها نحو مسحوق حجر الشفق الأزرق.
“ويني! لا تفعلي!”
حاولت ميلودي أن تمسك بها، لكن الأوان كان قد فات. فويني ألقى بالمسحوق في فمها دون أي تردد.
“إن كان هذا حقًا سبب داء التحول السحري، فعلينا أن نتحقق بأنفسنا. هذا غير عادل، أن نفقد وظائفنا بين ليلة وضحاها، والناس يلوموننا على أننا سبب الوباء.”
“ألم تكوني أنتِ من قالت أنه لا يمكن الوثوق بالكاهنة التي جلبت هذا؟”
ردت ويني بهزة كتف وكأن الأمر لا يهم.
“أشعر أنه لا بأس. هل يُعقل أن تؤذي الطاقة المقدسة البشر؟”
اقترب أحد صانعي الأدوات السحرية بوجه يملؤه القلق وربت على كتفها.
“مـ- من الأفضل أن تذهبي وتستلقي قليلًا. لا تفعلي أي شيءٍ اليوم.”
“أنا من النوع الذي يضجر حتى لو بقي هادئًا لدقيقة واحدة.”
ابتسمت ويني وهي تتفقد آلة تحضير الدواء وتعتني بعشب الظلام، متصرفةً كما تفعل دائمًا.
و بعد يومين، بدا أن الورشة استعادت هدوءها وخرجت من الاضطراب. وكان الجميع على وشك التخفف من شكوكهم تجاه حجر الشفق الازرق، حين سُمع فجأةً صوت تحطم زجاج في زاوية الورشة.
توقفت ميلودي عن عملها والتفتت إلى مصدر الصوت، لتجد ويني تنظف قارورةً مكسورة بوجه مرتبك.
“يبدو أنني لستُ بخير. كأنني محمومة. ربما لأن ضغط العمل كان شديدًا ثم خف فجأة.”
قالت ويني ذلك بابتسامةٍ محرجة، فاقتربت ميلودي لمساعدتها. عندها فقط لاحظت بقعًا حمراء باهتة تظهر على وجه ويني.
“ويني، وجهكِ….”
“هاه؟ وجهي؟”
تحسست ويني وجهها، وكانت أطراف أصابعها هي الأخرى متشققةٌ وجافة.
فأمسكت ميلودي يدها بصدمة لتتأكد.
“إنه داء التحول السحري.”
أسرعت ويني إلى المرآة، وما إن رأت انعكاس وجهها حتى شهقت.
“إذاً حقًا حجر الشفق الأزرق هو…..”
ساد الصمت المعمل كما لو سُكب عليه ماء مثلج. ثم قطعت ويني السكون وتكلمت.
“واو، من حسن الحظ أن المكان معملٌ لتحضير الأدوية على الأقل.”
عندها فقط استعادت ميلودي وعيها وأسرعت تقدم لها الدواء.
“لقد كان تصرفًا أحمق.”
“لو لم أفعله أنا، لكنتِ أنتِ من فعل ذلك.”
وكان الأمر ليكون هكذا فعلًا.
صحيحٌ أنه كان الملاذ الأخير، لكنه كان الطريقة الأصدق للتأكد من حدوث الإصابة.
“مع ذلك، كان يستحق التجربة.”
ابتسمت ويني ابتسامةً متماسكة وأكملت كلامها.
“لأننا عرفنا أن المعبد هو من جعل الناس يمرضون عمدًا.”
لقد اتضح أن السبب في داء التحول السحري هو حجر الشفق الأزرق، لا سيما الحجر المشبع بالطاقة المقدسة.
ولم يكن ثمة من يملك تلك الطاقة سوى الكهنة.
ما كان يُظن أنه مجرد تلوث عالق في مخازن الأدوات السحرية اتضح أنه خيطٌ بالغ الأهمية.
“لماذا يا ترى أقدموا على مثل هذا العمل؟”
“لعلهم أرادوا إمراض الناس ليجعلوهم يلجؤون إلى المعبد؟”
لم يكن الجواب يسيرًا على أحد.
“لكن كيف نكشف هذا للعلن؟”
لقد عرفوا السبب، لكن طريقة إثباته بدت عصيّة. فكلماتهم وحدها لم تكفِ لهز كيان المعبد.
اشتدت أصابع ميلودي وويني حول قارورة الدواء.
“حتى لو كان المعبد قد تسبب حقًا في إمراض الناس، فلن يصدقنا أحدٌ بكلامنا وحده.”
“لا يمكننا أن نظل صامتين. فمن المؤكد أن إدخال الطاقة المقدسة لم يكن مجرد خطأ عرضي.”
“لكن من دون دليل دامغ سيقلب الكهنة الطاولة علينا.”
وما إن أنهت ويني كلماتها حتى بدأت تسعل، وقد تفصّد جبينها بالعرق.
“تباً، المرض يتقدم أسرع مما توقعت.”
قالت ذلك وكأنها تمزح، لكن صوتها كان مرتجفًا.
“ما الذي تفعلينه؟ اشربي الدواء بسرعة.”
أدركت ميلودي متأخرةً أن القارورة ما زالت في يدها كما هي، فألحّت عليها، لكن ويني هزت رأسها نافيـة.
“لا. فأنا الآن الدليل الحي. لو شُفيت، سيضيع علينا أي سبيل لإثبات الحقيقة، أليس كذلك؟”
يبدو أنها شربت ذلك الماء المجهول بدافع هذه الفكرة أصلًا.
لم يمض وقتٌ طويل على تعلم ميلودي الرقص، فكانت خطواتها متواضعة، لكنها على الأقل كانت ترتدي فستانًا أخّاذًا.
وقفت تتأمل انعكاسها في المرآة بإعجاب.
شعرها المرفوع أضفى عليها أناقة سيدات القصور، وفستانها البنفسجي الداكن انسجم ببراعة مع خصلات شعرها الخضراء كلون الأوراق.
كان تصميم الفستان بسيطًا يبرز خط الكتفين برشاقة، أما وجنتاها المتورّدتان وشفاهها الحمراء اللامعة فزادت من فتنتها.
وقد بدا أن عناء الاستعداد منذ الفجر لم يذهب سدى.
“حتى لو استعنا بأدواتٍ سحرية للتجميل، فلن نصل إلى مثل هذا الجمال.”
“ذلك أروع ثناءٍ أسمعه.”
رفعت آنا إبهامها بإعجاب.
“إنكِ حقًا رائعةٌ اليوم. تبدين كابنةٍ من بيوت النبلاء.”
وما إن خرجت حتى وجدته في انتظارها.
كان ديونيس هو الآخر يرتدي حلّةً بنفسجية داكنة تشبه فستانها. و خصلاته الفضية المنسدلة إلى جانب واحد منحتْه هالةً آسرة من السحر والفتنة.
ظل يحدّق فيها مأخوذًا، ثم ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتيه.
“أنتِ رائعة الجمال.”
_________________________
مدحها على طول 🙂↕️✨ ماقعد يلف ويدور انفداهم زوجوهمممممم
يوم خاف عليها اذا شربت الحجر ولا لا🤏🏻 يعني كان ودي صدق هي الي شربته ونلقى ديونيس مكسّر المعبد بسحره وتنتهي احداث المعبد ونتفضّى باقي الفصول للرخص🥰
Dana
“والآن بعدما فكرت، حين فحصنا ماء البئر العكر وُجدت فيه آثار حجر الشفق الأزرق.”
عندما فتح أحدهم التقرير الذي جُلب، كان مدونًا فيه أن المكون الرئيسي هو نواةٌ سحرية، لكن أسفل ذلك لفت الانتباه تسجيلٌ يفيد باكتشاف كميات ضئيلة جدًا من حجر الشفق الأزرق.
“هل يمكن أن تكون الطاقة المقدسة مختزنةٌ فيه أيضًا؟”
عند سؤال ميلودي، جاءت ويني تحمل قارورةً زجاجية محكمة الإغلاق. و في أسفل الماء الشفاف كان هناك مسحوقٌ أسود مترسب.
“هذا ما تبقى من التحقيق وقتها.”
أعادوا تحليل الماء، وبالنتيجة عرفوا أن في حبيبات اللازوريت أثرًا طفيفًا لكنه واضحٌ للطاقة المقدسة.
“حتى هذا يحتوي على طاقةٍ مقدسة.”
قالت ميلودي ذلك وهي ترفع مسحوق الحجر نحو الضوء.
“قيل أن الناس بدأوا يمرضون بعد شرب هذا الماء. ربما لم يكن مسحوق النواة السحرية هو السبب بل….”
توقفت ميلودي عند هذا الحد، وتبادل صانعو الأدوات السحرية النظرات.
و كان واضحًا أن الجميع يفكر في الشيء ذاته.
لو صحت هذه الفرضية، فسيكون أمرًا صادمًا بحق.
“ليس هناك سوى طريقةٍ واحدة للتأكد، أليس كذلك؟”
وكانت تلك اللحظة التي مدت فيها ويني يدها نحو مسحوق حجر الشفق الأزرق.
“ويني! لا تفعلي!”
حاولت ميلودي أن تمسك بها، لكن الأوان كان قد فات. فويني ألقى بالمسحوق في فمها دون أي تردد.
“إن كان هذا حقًا سبب داء التحول السحري، فعلينا أن نتحقق بأنفسنا. هذا غير عادل، أن نفقد وظائفنا بين ليلة وضحاها، والناس يلوموننا على أننا سبب الوباء.”
“ألم تكوني أنتِ من قالت أنه لا يمكن الوثوق بالكاهنة التي جلبت هذا؟”
ردت ويني بهزة كتف وكأن الأمر لا يهم.
“أشعر أنه لا بأس. هل يُعقل أن تؤذي الطاقة المقدسة البشر؟”
اقترب أحد صانعي الأدوات السحرية بوجه يملؤه القلق وربت على كتفها.
“مـ- من الأفضل أن تذهبي وتستلقي قليلًا. لا تفعلي أي شيءٍ اليوم.”
“أنا من النوع الذي يضجر حتى لو بقي هادئًا لدقيقة واحدة.”
ابتسمت ويني وهي تتفقد آلة تحضير الدواء وتعتني بعشب الظلام، متصرفةً كما تفعل دائمًا.
و بعد يومين، بدا أن الورشة استعادت هدوءها وخرجت من الاضطراب. وكان الجميع على وشك التخفف من شكوكهم تجاه حجر الشفق الازرق، حين سُمع فجأةً صوت تحطم زجاج في زاوية الورشة.
توقفت ميلودي عن عملها والتفتت إلى مصدر الصوت، لتجد ويني تنظف قارورةً مكسورة بوجه مرتبك.
“يبدو أنني لستُ بخير. كأنني محمومة. ربما لأن ضغط العمل كان شديدًا ثم خف فجأة.”
قالت ويني ذلك بابتسامةٍ محرجة، فاقتربت ميلودي لمساعدتها. عندها فقط لاحظت بقعًا حمراء باهتة تظهر على وجه ويني.
“ويني، وجهكِ….”
“هاه؟ وجهي؟”
تحسست ويني وجهها، وكانت أطراف أصابعها هي الأخرى متشققةٌ وجافة.
فأمسكت ميلودي يدها بصدمة لتتأكد.
“إنه داء التحول السحري.”
أسرعت ويني إلى المرآة، وما إن رأت انعكاس وجهها حتى شهقت.
“إذاً حقًا حجر الشفق الأزرق هو…..”
ساد الصمت المعمل كما لو سُكب عليه ماء مثلج. ثم قطعت ويني السكون وتكلمت.
“واو، من حسن الحظ أن المكان معملٌ لتحضير الأدوية على الأقل.”
عندها فقط استعادت ميلودي وعيها وأسرعت تقدم لها الدواء.
“لقد كان تصرفًا أحمق.”
“لو لم أفعله أنا، لكنتِ أنتِ من فعل ذلك.”
وكان الأمر ليكون هكذا فعلًا.
صحيحٌ أنه كان الملاذ الأخير، لكنه كان الطريقة الأصدق للتأكد من حدوث الإصابة.
“مع ذلك، كان يستحق التجربة.”
ابتسمت ويني ابتسامةً متماسكة وأكملت كلامها.
“لأننا عرفنا أن المعبد هو من جعل الناس يمرضون عمدًا.”
لقد اتضح أن السبب في داء التحول السحري هو حجر الشفق الأزرق، لا سيما الحجر المشبع بالطاقة المقدسة.
ولم يكن ثمة من يملك تلك الطاقة سوى الكهنة.
ما كان يُظن أنه مجرد تلوث عالق في مخازن الأدوات السحرية اتضح أنه خيطٌ بالغ الأهمية.
“لماذا يا ترى أقدموا على مثل هذا العمل؟”
“لعلهم أرادوا إمراض الناس ليجعلوهم يلجؤون إلى المعبد؟”
لم يكن الجواب يسيرًا على أحد.
“لكن كيف نكشف هذا للعلن؟”
لقد عرفوا السبب، لكن طريقة إثباته بدت عصيّة. فكلماتهم وحدها لم تكفِ لهز كيان المعبد.
اشتدت أصابع ميلودي وويني حول قارورة الدواء.
“حتى لو كان المعبد قد تسبب حقًا في إمراض الناس، فلن يصدقنا أحدٌ بكلامنا وحده.”
“لا يمكننا أن نظل صامتين. فمن المؤكد أن إدخال الطاقة المقدسة لم يكن مجرد خطأ عرضي.”
“لكن من دون دليل دامغ سيقلب الكهنة الطاولة علينا.”
وما إن أنهت ويني كلماتها حتى بدأت تسعل، وقد تفصّد جبينها بالعرق.
“تباً، المرض يتقدم أسرع مما توقعت.”
قالت ذلك وكأنها تمزح، لكن صوتها كان مرتجفًا.
“ما الذي تفعلينه؟ اشربي الدواء بسرعة.”
أدركت ميلودي متأخرةً أن القارورة ما زالت في يدها كما هي، فألحّت عليها، لكن ويني هزت رأسها نافيـة.
“لا. فأنا الآن الدليل الحي. لو شُفيت، سيضيع علينا أي سبيل لإثبات الحقيقة، أليس كذلك؟”
يبدو أنها شربت ذلك الماء المجهول بدافع هذه الفكرة أصلًا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 88"