نظرت ليهيلين للحظة إلى ما وراء التل ثم أومأت برأسها.
“حتى في اليوم الذي غادرت فيه إلى العاصمة، كنت أتجول في الغابة التي أراها هناك. لم أكن أعلم حينها أن هذا المكان قد تدهور إلى هذا الحد.”
خفضت عينيها وكأنها تشعر بالحرج.
“أعتقد أن السيد المبعوث أخذني في الحملة لأنّه اعتقد أنني أعرف تضاريس هذه المنطقة وغاباتها جيداً. لكنني لم أكن عوناً، بل كنت عبئاً فقط. لا أعلم لماذا أكون بهذا الغباء.”
كانت ميلودي قد خمنت سبب خروجها من خيمة ديونيس منذ قليل؛ يبدو أنها كانت تتحقق من الجغرافيا أو تناقش الخطط العملية.
“مجرد قدرتكِ على شفاء الناس بقوة القداسة أمرٌ رائع بالفعل.”
“أليس كذلك؟ أن تُختار من قبل المعبد هو معجزةٌ بحد ذاتها. ما زلت أفتقد الكثير من الخبرة، لكن شعوري بمساعدة الآخرين يسعدني للغاية.”
فمدّت ليهيلين يدها وأضافت،
“أنا ليهيلين.”
“و أنا ميلودي.”
صافحت ميلودي يدها وهزتها بخفة.
“إذا أصبتِ بأي شيء، ابحثي عني. آه، ولكن من الأفضل ألا تصابي من الأساس.”
ابتسمت ليهيلين بمرح ثم توجهت سريعاً إلى فارس آخر.
كانت ابتسامتها جميلةً حقاً، حتى ميلودي التي بلا مشاعر شعرت بتأثر مفاجئ. لكن بالنسبة لأولئك الذين يحملون لها الحب، كانت أشبه بالتفاحة المسمومة.
في الرواية، شعرت ليهيلين بالشفقة على أهفين، الذي عاقب نفسه، ولم ترفض الاقتراب منه، ولم تبعد عن رايون الذي اقترب منها أيضاً.
‘وهناك، كانت تلتقي مع ديونيس باستمرار.’
بالرغم من أن ديونيس رفض التواصل، فلم يحدث شيء. لكن لو حاول ديونيس إغرائها مثل الشخصين الآخرين، هل كانت ليهيلين ستقبله أيضاً؟
‘ربما أبعدته لأنه ساحر.’
بينما كانت تفكر، رفعت رأسها لتجد ليهيلين لا تزال تعالج الفرسان رغم مرور وقت طويل.
“أيتها الكاهنة، أود إزالة ندبة قديمة، هل هذا ممكن؟”
“نعم، بالطبع.”
“المكان الذي عالجتني فيه سابقاً ما زال يؤلمني قليلاً، هل يمكنني طلب علاج مرة أخرى؟”
“وأنا أيضاً أرجو ذلك!”
ظهرت لمحة ضوء خافت عند أطراف أصابعها، أضعف بكثير وغير مستقر مقارنةً من قبل.
فأوقفت ميلودي ليهيلين، التي انتهت من علاج شخص واحد وتوجهت إلى الفارس التالي. وقد بدا التعب على وجهها الجميل.
“هل أنتِ بخير؟”
“بالطبع. أنا فقط متعبةٌ قليلاً.”
“ألا يجب أن تأخذي بعض الراحة؟”
“أنا بخير. القوة التي مُنحت لي……أُعطيت لأستعملها من أجل الجميع.”
لكن بما أن حملة القضاء على الوحوش لم تبدأ بعد، معظم الجرحى كانوا بإصابات بسيطة فقط.
“…:لكن هل يجب أن يكون كل شيء من أجل الجميع فقط؟ لمجرد أنكِ مُنحت القداسة.”
“نعم. هذا ما تعلمته عن إرادة المعبد.”
“وماذا لو تأذى شخصٌ تحبينه بسبب ذلك؟”
رفعت ليهيلين عينيها بدهشة من السؤال المفاجئ، ثم فكرت قليلاً قبل أن تجيب،
“سيستوعب ذلك. لأنه سيعرف أنني أنفذ إرادة المعبد. إذا كان يحبني، فسيتبع إرادة المعبد معي.”
أما ديونيس، ألم يكن الشخص الذي يحمل ضغينةً تجاه المعبد أكثر من غيره؟
كان كل ما ينبعث من كلامها المخلص مجرد تنهيدات. فالتفتت ميلودي بهدوء ثم توصلت إلى استنتاجها،
‘الشيء الوحيد الذي يجب أن أفعله لحماية حياتي هو ألا يزيد الحُب الفاشل سوءاً.’
***
منذ ذلك اليوم، بدأت ميلودي تتبع ليهيلين. لأن المشاعر كانت متغيراً لا يمكن السيطرة عليه، فقررت أن تمنع أي فرصة لظهور تلك المشاعر.
المتغير الذي لم تتوقعه، هو أنها خلال ذلك قد تقترب من ليهيلين نفسها.
“هل تريدين تناول هذا معي؟”
سألت ليهيلين وهي تقدم لها قطعة من الخبز.
“آه……شكراً لكِ. هل انتهيتِ من اجتماع الصباح؟”
“نعم.”
كانت ليهيلين شخصاً مجتهداً ومخلصاً. في الصباح، كانت تبقى في خيمة المعبد، ثم تبدأ العلاج فوراً. وعندما تكاد تنفد طاقتها، تعود إلى المقر لتغفو.
حتى عند توقف الفريق في الطريق أو عندما يحالفها الحظ لتبيت في قرية، لم يتغير روتينها أبداً.
لكن الغريب، أنه خلال هذا الروتين المتكرر، تصادمت مع الشخصيات الذكورية باستمرار.
“هل أنتِ هنا أيضاً اليوم؟”
كانت ميلودي ترى وجه أهفين يومياً منذ ثلاثة أيام من مغادرة الحملة، وهو أمرٌ طبيعي لأن ليهيلين تتحرك مع رجال الكهنة.
“لا أفهم لماذا تجلسين هنا لتناول الطعام رغم النظرات الغاضبة.”
كانت ميلودي تصادف ديونيس أيضاً كثيراً، الذي جاء لمقابلة رئيس الكهنة.
هل هي مجبرةٌ على مواجهة ما وُضع كحبكة؟ لكن لحسن الحظ، كانت خطتها أن تتدخل أولاً وتعيق أي تداخل بينهما.
كان ديونيس يطيل في انتقادها ويضغط لسانه. فصحيحٌ أن الكهنة كانوا يبدون غاضبين في كل مرة يرونها، لكن لحسن الحظ كانت تلك النظرات بلا تأثير عليها.
“ربما لأنني نشأت بين الوحوش. ما لم تبصق السم من عينيكَ، فلن أتعرض لأي أذى.”
من بين الوحوش، هناك كائنٌ يُدعى سلونيا يطلق السم من عينيه بالفعل. و قد كادت ميلودي أن تموت عندما أصابها ذلك السم.
“ألستَ مشغولاً؟ هناك السيد روهان ينادي عليكَ.”
طردت ميلودي ديونيس من مجال رؤية ليهيلين. فقد كانت ليهيلين تبدو غير مرتاحة وهي تخفض رأسها تجاه ديونيس. لذلك—
“من هو الدوق؟”
سألت ليهيلين، حينها شعرت ميلودي أن شيئاً ما يسير بشكل خاطئ.
ربما كان لا مفر منه، أو ربما كانت جهودها بلا جدوى، لكنها وجدت ليهيلين—مهما كان—مهتمةً بديونيس.
“همم، شخصٌ أعمل لديه.”
“ليس هذا، أقصد كإنسان. بصراحة، إنه مخيفٌ بعض الشيء بالنسبة لي.”
“في البداية خفت منه أيضاً……”
توقفت ميلودي عن الكلام وعبست.
“و الآن……”
لم تستطع ميلودي أن تصف ما شعرت به تجاهه بكلمة واحدة.
شعرت أنه يستحق الشفقة، وأنه جديرٌ بالرحمة، وربما بالفرح. فهل هو شعورٌ بالشفقة حقاً؟
لكنها لم تشعر بأنها تشفق عليه. بل شعرت بشيء آخر.
‘ماذا إذاً؟’
بينما كانت تبحث عن إجابة، تحدثت ليهيلين،
“لأنه يبدوا ودوداً أحياناً. و لا يغضب مني كما يفعل مع غيري من الكهنة. ألن يكون هذا معناه أنه لا يكرهني؟ بما أنه لا يعامل الكهنة الآخرين هكذا.”
كان عليها أن تجيب بوقاحة “نعم”، لكن شفتاها لم تتحركا. فاضطرت ميلودي أخيراً أن تقول الحقيقة،
“لن يكرهكِ. أبداً.”
هاه، إذا كان من قدر ديونيس أن يحب ليهيلين، فلنجعل ليهيلين تحبه وحدها.
ثم ابتسمت ميلودي ابتسامةً مريرة.
***
نظر ديونيس إلى القفاز المعلق عند مقر الجنود.
“ما هذا؟”
“لقد عاد القفاز.”
“هل هذه دعوةٌ لمبارزة من شخص ما؟”
“مستحيل.”
خلع ديونيس القفاز الذي كان يرتديه ولبس القفاز الآخر غير المطابق. فنظر له لوهان بدهشة.
في تلك الليلة، كاد ديونيس أن يلمس ميلودي عن غير قصد.
“احتضنني.”
عندما لمس نهاية القفاز كتفها دون قصد، استجمع قواه بسرعة وسحب يده على وجه السرعة.
لكن عندما بدأت هي تلمس وجهه وهي مستلقيةٌ فوقه، لم يتبق له أي مجال للتفكير في شيء آخر.
انتفض برغبة قوية للإمساك بيدها التي كانت تمر على عينيه وأنفه وعضها حتى العظم.
و لحسن الحظ لم يكتمل ذلك، لكنه شعر بالتأكيد بما حدث: الإحساس للشعور بدفء ميلودي الذي كان يعجز عن مقاومته.
________________________
ياخي كان ضميتها طيب كفار عالفاضي
المهم ليهيلين صدق ما افهمها هي تستس ولا بريئة زياده؟ بعدين شقومها ناشبة لديونيس؟
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 50"