هدّأت ميلودي شعورها المحرج وهزت رأسها بالنفي. فلا يمكن لرايون، الذي تحالف مع المعبد، أن يساعد عمل السحرة.
“يا صاحب السمو، سأقبل بالجواهر كهدية وداعٍ فقط إن سمحتَ.”
“لا تتحدثي عن وداعٍ كهذا.”
قال رايون ذلك وهو يدفع إليها صندوقًا يحوي الجواهر كما لو كان يلقِه عليها.
“بعد أن أساعدكِ، أجيبي بعد ذلك. يجب أن تفكري بحذر.”
قدّمت ميلودي كلمات الشكر واحتضنت صندوق الجواهر. بينما شرب رايون الشراب الموضوع على المائدة في لمح البصر ثم ملأ كوبها أيضًا. فتكوّن مجلس شرب بصورة طبيعية.
أن تجلس مع أهفين ورايون ويشربون سوية، يا لها من ليلةٍ غريبةٍ حقًا.
نظرت ميلودي إلى الشخصين الجالسين أمامها ورتشفت من كوبها. و بمرور الوقت بدأت الثمالة تتصاعد، وبدأ جسدها يتأرجح.
لا، ما كان مهتزًا هو العالم من حولها.
فجأة سمعت صوت طقطقةٍ وسقط شيءٌ ما، و عندما نظرت إلى جانبها وجدت صندوق الجواهر يتدحرج على الأرض.
فالتقطت ميلودي الصندوق ووضعته على المائدة. وبينما كانت تضرب بالسوط لفتح القفل المتين،.
“ماذا لو جرحتِ يدكِ؟ لماذا تقبلين بأشياء كهذه.”
هبط صوتٌ بارد إلى أذنها. كان صوت ديونيس.
“لا بد أنني أحلم. لماذا لا أرى الدوق؟”
ظهر ديونيس الذي اقترب بسرعة وأصابعه تنقر بأناملها فلم تكد تصل أنفاسه حتى تحول السوط الذي كانت تمسكه ميلودي إلى رمادٍ واختفى.
الحدث وقع في طرفة عين. وقد كانت هناك الآن عيونٌ حمراء تحدق في الثلاثة بنظرةٍ شديدة القسوة.
يوم واحد. لا، مجرد يومين منذ اللقاء، ومع ذلك كان يحمل هالةً خطيرة مختلفة عن السابق.
كان كوحش مفترس خرج للصيد.
و سرعان ما اسودت الظلال فوق أهفين ورايون. فقفز الفواق من فمها المندهش.
“أحرقتي قلبي وها أنتِ تشربين معهم.”
شربت لتنساه، لكن شعرت كأنها أصبحت مجرمةً كبرى.
هل قلق وهو ينتظرني الى هذا الحد؟
“كيف تجرؤ على أن تستخدم السحر أمامي؟!”
صرخ رايون وهو ينظر إلى الرماد المتطاير. فأدركت ميلودي متثاقلة الرأس متأخرًا قليلاً.
لقد استخدم السحر داخل الحاجز، وفي منتصف القرية.
حتى لو كانوا يعرفون الحقيقة، فالسحر ما زال محرّمًا. ولحسن الحظ كان رايون قد طرد كل زبائن الحانة.
“ميلودي، ابتعدي خلفي..…”
و كان أهفين على وشك أن يحجب طريقها.
قُعقع!
حينها غُرز سيف ديونيس في المائدة.
هل عاد بعد صيده لمخلوقٍ ما؟ فقد كان دم الوحش الأسود ينساب على نصل السيف الفضي.
“لم يبقَ لي رغبةٌ في الإخفاء.”
هبّت رياحٌ سوداء مفاجئة كالسيف شديدة العنف وطردت كل ما حولها.
و أثناء شتم رايون، سحب أهفين سيفه ووجّهه نحو ديونيس.
“ابتعد فورًا عن السيدة ميلودي. لا أستطيع احتمال وجود كائن خطير مثلكَ بجانبها.”
“إن لم أبتعد، هل ستقتلني؟ مناسبٌ جدًا. على أي حال، كنت في مزاجٍ لقتل أحدهم.”
عيناه التي كانت تنظر إلى أهفين بوحشة التفتت إلى ميلودي و هدأت نظرتها بلطف.
“كنتُ أتساءل كم سأجن لو اختفيتِ بصمت.”
ثم لوّح بسيفه في الحال.
كَعَنكَع!
فتصادم نصل السيف أمامها.
كع، كع!
مع صوت احتكاك النصلين، التفّ وهجٌ أبيض وأسود في كل الاتجاهات. ومع اهتزاز رأسها المثقل، بدا العالم وكأنه انقسم إلى أنواع متعددة.
“يا مجانين! ألا ترون أنني هنا…..آه!”
صرخ رايون وتمايل. بينما ضيقت ميلودي عينيها محاوِلةً رؤية ما حولها.
لم يكترث الاثنان وثابرا يقابلان السيوف، بينما انهار أثاث الحانة وجدرانها كأنها مشهدٌ من الخيال.
“تعرّض الفرسان المقدسون لمضايقاتٍ من الكهنة، لكن الرئيس هنا.”
“هل تقول أن الكهنة عذبو الفرسان؟”
ضحك ديونيس وهو يحدق بعينين مرتعشتين.
“ألا يجب عليكَ أن تذهب لإنقاذهم؟”
تراجع أهفين متباعدًا مع تبادل الشفرات وهو يتخبط.
ثم حلقت رمادٌ أسود فوقه. وهبّ صدى عالٍ ودوامة هوائية.
لم تستعد وعيها إلا بعد أن اختفى السقف. و اختفت الحانة بالكامل وبقيت الطاولة التي كانت جالسةً عندها سليمةً بمفردها.
“كفى! ماذا تفعلون الآن…..آه.”
نهضت ميلودي متمايلةً فأمسك أهفين وديونيس بها ليدعمانها. وفي نفس اللحظة شعّل النصل أمامها شررًا.
“أخفضوا سيوفكم الآن. كلاكما. أنا..…”
انحنت ممسكةً بذراعيهما وهي تقول.
“أشعر أنني سأتقيء.”
نفخ أهفين قوته المقدسة في جسدها. و ظنّت أنها ستتحسن قليلًا، لكن جسدها ارتفَع فجأة إذ حملها ديونيس على الفور.
“ابتعد.”
“لو كنتَ تريد إيذاءها فلن أسمح أبدًا..…”
“هل تظن أنني سأؤذيها؟”
نظر أهفين إليه ثم أعاد سيفه الى غمده.
“ليكن، عُد يا صاحب السمو حتى تنتهي المراسم. و يجب أن تُعالج هذه المشكلة.”
“لا أستطيع ترك ميلودي في عهدتكَ.”
“إذًا سيكلفكَ ذلك حياتكَ. فأنا لا أرى شيئًا يمنعني الآن.”
بصوتٍ غامضٍ ومخيفٍ، تراجع رايون خطوةً إلى الوراء مترددًا. بينما تابع ديونيس وهو ينظر إليه.
“يبدو أن نبلاء المعبد يبحثون عنكَ بجنون يا صاحب السمو.”
“أولئك المتورطون مع المعبد لا يمكن اعتبارهم بشرًا!”
“ألم تشارك في حفل التتويج؟”
“ذلك لأنني…..تلقيت أمرًا من جلالته ولم يكن بوسعي الرفض.…!”
أراد رايون قول شيءٍ، لكنه أغلق فمه على الفور.
“لا، لا بأس. سأعود إلى العاصمة. سأتكفل بالتخلص من كل ما يسبب الإزعاج. وأنتِ، لا تذهبي إلى أي مكان آخر، تعالي إلى القصر. سأساعدكِ في أمر والدكِ.”
استمر في الصراخ بشيءٍ بعد ذلك، لكن ميلودي لم تعد تسمع صوته، لأن ديونيس بدأ يسير مبتعدًا عنهما.
رمى الصندوق الذي كانت ميلودي تحمله إلى صاحب الحانة الذي كان مختبئًا خلف شجرة، ثم واصل سيره بخطواتٍ متراخية.
وما إن وصلا حتى وجدا نفسيهما في غرفةٍ كبيرة.
وضعها برفقٍ على السرير، وكانت نظرته الثابتة نحوها حادةً تكاد تحرق.
“يا دوق.”
“ديونيس.”
صحح هو عبارتها بنبرةٍ حازمة.
“لقد تخلّيت عن لقبي، عليكِ أن تناديني باسمي.”
“تخلّيتَ عن لقبك؟”
“نعم.”
على عكس دهشتها، بدا ديونيس هادئًا تمامًا. و لم يظهر على وجهه أي أثرٍ للندم، مما جعل ميلودي تعقد حاجبيها بانزعاج.
“هل يعني هذا أنكَ أصبحتَ من العامة الآن؟”
تسللت من بين شفتيها ضحكةٌ صغيرة وهي تفكر أنه الآن لم يعد قادرًا حتى على التمرد.
“جيد.”
“كنت أظن أنكِ ستكرهين الفقر.”
“لكنني غنيةٌ الآن. فقد كنتُ أتقاضى راتبًا كبيرًا.”
“آه، إذًا بما أن معكِ المال، لم أعد ذا فائدة.”
تظاهرت ميلودي بأنها لم تسمع ما قاله، وقدّمت له صندوق راتبها الذي كانت قد وضعته في متاعها.
ثم ابتسمت بخفة وأشارت إليه أن يقترب. و حين انحنى برأسه نحوها، همست في أذنه.
“وهذا سر، لكنني ذكيةٌ جدًا.”
“أعرف.”
“وأجيد صنع الأدوات السحرية أيضًا. أوه، انظر! هذا من صُنع يدي.”
صفّقت ميلودي حين رأت جهاز تعطيل الطاقة السحرية المثبّت على ساعده. و رمشت بعينيها في محاولة لتركيز نظرها، فقد بدا أن النقوش السحرية تتماوج قليلًا.
“لقد اكتشفت أخيرًا طريقة استخدام صيغة النور..…”
سحبَته ليجلس بجوارها وبدأت تتمتم بالمعادلات التي استخدمتها على جهاز تعطيل الطاقة. واستمر الحديث إلى كيفية صناعة الأدوات السحرية.
“…..يجب نقش هذا كله بدقةٍ متناهية، دون أي خطأ مهما كان بسيطًا. وهذا أيضًا سر، فالحقيقة أن الأهم في صناعة الأدوات السحرية ليس النقش السحري، بل المطرقة نفسها. يجب أن يكون إحساس الإمساك بها جيدًا حتى تكون الضربات مثالية…..مهلاً، لماذا هذا الشيء كبيرٌ إلى هذا الحد؟”
حاولت ميلودي أن تمسك بشيءٍ دافئٍ وسميكٍ بيدها. وقد كان ساعد ديونيس.
“يبدو حقًا أنكِ لا تعرفين معنى الحذر.”
أبعد ديونيس يدها بلطف، لكنها لم تأبه وتعلّقت بذراعه. فتنهد مرارًا قبل أن يمدّ لها ساعده.
“هل يمكنني أن أعضّه قليلًا لأتحقق من صلابة المعدن؟”
“…..أتنوين عضّي؟”
“لا، هذه المطرقة. اسمح لي للحظة فقط.”
عندما غرست أسنانها في ساعده الأملس، دوّى صوت ضحكٍ خافتٍ وعميقٍ بدا وكأنه استمتع بالأمر.
فقضمت ميلودي الجلد اكثر دون أن تنتبه.
______________________
احسبها قامت طلع توها سكرانه؟ تـء الكفار ياخي
المهم عادي اهم شي اجتمعوا وقاعد يضحك عليها يانااااس وليدي🤏🏻
بعد طرد الباعوصين ذوليك انفدا الجنتل
باقي الاعتراف ههعههههههاااااااااع
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 126"