كان بارعًا في مواساتها، سواءً حين كانت تقلق بأنها ربما بدّلت مصير ليهيلين، أو كما هو الآن.
“صحيح……أنا موجودة، أليس كذلك.”
“الجراح التي يسببها الناس، لا تُنسى إلا بالناس أنفسهم.”
قال ديونيس ذلك، ثم أمسك بيدها الموضوعة على خده ورفعها إلى شفتيه، ليطبع قبلةً خفيفة على راحة كفها. فأحست بلمسة رطبة جعلت قلبها يرتجف.
“حين التقينا أول مرة، كنت أعلم مسبقًا أنني سأبرم عقدًا معكَ يا دوق.”
عندما تذكرت ذلك، بدا الأمر عجيبًا لها. فلم تصدق أنها تجلس الآن مع من كانت تتمنى الفرار منه آنذاك.
“في الحقيقة……لم أكن مرتاحةً لذلك.”
“يبدو أنها لم تكن مجرد (قليلًا) من الكراهية.”
قطّب حاجبيه، ربما لاستعادته يوم أُجبرت على إبرام العقد.
“لقد قاد الدوق تمردًا.”
“أنا؟”
اتسعت عيناه دهشةً عندما اعترفت ميلودي بالحقيقة بصوتٍ حذر.
“وفي النهاية فشلتَ. لكن، ألم تحلم يومًا حقًا بالتمرد؟”
“ليس بعد.”
بعد لحظةٍ من التفكير، أجاب بصوتٍ منخفض.
“لو قدّر لي أن أتمرد، فسيكون عندما يصعد رايون العرش. لأنه حين يصبح إمبراطورًا، لن يُبقي على حياتي.”
كأنه يقول أن ذلك التمرد لم يكن سوى سبيل للبقاء. وربما كان الأمر كذلك حتى في القصة، إذ اندلع التمرد بعد وفاة الإمبراطور.
“مؤسفٌ أمر ذلك الدوق ديونيس في التوقع.”
تصلبت ملامح ديونيس عند سماع كلماتها.
“ربما سيكون عليّ اتخاذ القرار ذاته قريبًا.”
“هل تنوي حقًا أن تتمرد؟”
تساءلت بقلق، غير مصدقة أن لا سبيل آخر. فأجابها بسؤالٍ آخر بدل الرد.
“أتكرهين أن أكون غير الدوق؟”
“ما الذي تعنيه بهذا فجأة؟”
“لدي مالٌ وفير……لكن لن أكون دوقًا بعد الآن.”
“المنصب لا يهمني.”
ابتسم ديونيس برضا.
“إذاً لن أضطر إلى ارتكاب الخيانة.”
“هل تنوي التنازل عن اللقب؟”
“حين يحين الوقت.”
“لكن ألم تكن ترغب في حماية فالكاراس؟”
الرجل الذي عرفته ميلودي كان دومًا يسعى لحماية الإمبراطورية.
“كنت أفعل ذلك فقط لألا أصبح وحشًا.”
التقت عيناه بعينيها، وقد تخللهما اضطرابٌ عابر.
“إن تخلّيتُ حتى عن هذا الاسم، فسأكون كما يقولون……سأصبح وحشًا بحق.”
كان في عينيه عمقٌ مظلم كهاوية بلا قاع. هزّت ميلودي رأسها.
“أنتَ لستَ وحشًا.”
“الآن أعلم. لأنكِ لا يمكن أن تنظري إلى وحشٍ بتلك العينين.”
أي عينين كانت تملك لتجعله يقول ذلك؟
ثم قبّل يدها مرةً أخرى.
“هل ستشفقين عليّ إن أصبحت لا دوقًا ولا حاكمًا، بل مجرد ساحرٍ عادي؟”
انفرجت شفتيها المرتجفتان قليلًا.
“لماذا تريد أن أراكَ مسكينًا؟”
“لأنكِ تمنحين قلبكِ دومًا لمن تريهم بائسين.”
فأسرعت ميلودي إلى نفي ذلك.
“قلبي ليس لكَ لأنكَ مثيرٌ للشفقة، بل لأنني—”
______________________________
واو اعتراف غير مباشر؟؟😭😭😭😭😭😭
ونااااااسااااااااااه الفصل حلو
طبعا مع اكثر الروايات كل ماقربت النهايه زاد الالحاد 🙂↔️
Dana
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 114"