“…..لقد تمكّنا من القبض عليه فورًا بفضل الأداة السحرية.”
بدت على وجهه كآبة وهو يضيف.
“كانت الكاهنة ليهلين.”
“مستحيل!”
هزّت ميلودي رأسها بحدّة.
ليهلين تقتل أحدًا؟ لا يُعقل! كانت أقرب إلى بطل محبوب في حكايات الناس.
“يبدو أنه حادثٌ عارض. تصادف أن التقت بالكاهن الهارب داخل المعبد..…”
مدّ ديونيس يده وربّت برفق على كتف ميلودي المرتجف.
“فلنرَ الأداة أولًا.”
قال ذلك بصرامة، فبدا الارتباك على ديرين وهو يتنقل بنظره بينهما وبين الكاهن المرافق، كأنه لا يجرؤ على الحركة دون إذنه.
“هـه…..الأمر صعب قليلًا، كونه شأنًا داخليًا للمعبد..…”
فتجمّد بصر ديونيس عليه ببرود قاتل.
“هل تظنني أطلب منكَ رجاءً؟”
لقد وُلد وهو يكسو كبرياءً فطريًا. فما كان من الكاهن إلا أن أطرق رأسه ثم أومأ، وقادهم إلى الأسفل.
“إن ذهبتم إلى المبنى الرئيس ستلتقون بالكهنة الدي هم الآن في القاعة. من الأفضل أن تسلكوا هذا الطريق.”
قادهم إلى القبو حيث كان مقرّ صناعة الأدوات السحرية. و قد بدا المكان فوضويًا، آلاتٌ محطمة وغبارٌ يعلو الطاولات.
“انتظروا قليلًا، سأجلب الأداة.”
“وأين أهفين؟”
“منشغلٌ بتجهيز جثمان الكاهن.”
رمقه ديونيس بنظرةٍ فاحصة حتى غاب عن أنظاره، ثم تمتم.
“أمره مريب إلى حدّ بعيد.”
وأومأت ميلودي موافقة.
كان تصرفه غريبًا منذ البداية، ومع كاهن مجهول إلى جانبه…..لم يكن الشك غريبًا.
مسح ديونيس الغبار عن المقعد بيده، ثم بسط منديلاً ووضعه لها لتجلس.
“الكاهن الذي كان برفقته…..رأيته في الرحلة، أليس كذلك؟”
“أجل، أحد من كانوا يلازمون الكاهن الأكبر كالظل. أظنه يُدعى بينديكت.”
“فهل يعني هذا أنه متورطٌ مع أهفين منذ البداية؟”
“ربما.”
ظلت ميلودي تدور في مكانها عاجزةً عن الجلوس، بينما رأسها يزدحم بالأفكار. فابتسم ديونيس بخفة وتحدّث ليهدئها،
“فلنستمع لكل ما يمكن أولًا. ثم نفكر بعد ذلك.”
وبعد قليل عاد ديرين حاملًا أداة التسجيل السحرية.
و حاول أن يعبث بها بارتباك، لكن ميلودي مدّت يدها.
“دعني أجرب.”
وقبل أن يعطيها إياها، التفت مرة أخرى إلى بينديكت كأنه ينتظر إذنه. وما إن أومأ الكاهن حتى قدّمها إليها أخيرًا.
قبضت ميلودي عليها، وأدارتها بخبرة في يديها. و حين شغّلت الأداة السحرية، انبعثت أصواتٌ خافتة سرعان ما تكوّنت منها كلمات، و كانت بدايتها صوت الكاهن الأكبر،
• “هو…..لم يجب على أي شيء؟ عندما ذهبت، هل كان الماء المقدس قد اختفى بالفعل؟”
كان الوكيل في خضم حديث سري مع شخص ما، وارتعشت كلماته بوضوح من الخوف،
• “نعم، لم يكن هناك شيء على الإطلاق. ألم يأمر سيادتكَ بإحضاره؟”
• “الأوضاع تغيّرت. لا أحد يستطيع إنقاذ حياتي سوى ذلك الشخص. يجب أن أتوجه إلى القاعة فورًا.”
همست ميلودي وهي تركز على الأداة،
“ذلك الشخص..…؟”
ما هذا الكيان الذي يخشاه الكاهن الأكبر إلى هذه الدرجة؟ وما معنى اختفاء الماء المقدس؟
ثم اقتحم شخصٌ آخر المحادثة بصوت أنثوي مرتفع وعالي، مألوف لفت انتباهها فورًا،
• “كيف…..أنتَ هنا؟!”
• “ليهلين.”
حين نطق الكاهن الأكبر باسمها، تصاعد صوت أنفاسها بسرعة.
• “يجب أن تكون محتجزاً في السجن…..فلماذا أنتَ هنا؟”
• “لقد ساعدني الحظ.”
• “لا وجود لحظٍ يساعد شخصًا مثلكَ…..أيها القاتل!”
ارتجفت كلماتها بعنف، بينما حاولت مناداة الحراس،
• “لا ينبغي أن تكون هنا! هنا، ساعدوني..…”
لكن فجأة وقع صوت خبطٍ ثقيل، وتبعته أنفاس مختنقة مختلطة. ثم علا صوت الكاهن الأكبو بغضب،
• “ألم تقتلي شخصًا أيضًا؟ و إذا كان عليّ أن أُعاقب…..ليهيلين، عليكِ أيضًا أن تتحملي العقاب.”
• “لا….أنا..…”
• “هل تعلمين أن أم الجندي الذي مات في الحملة تأتي للتمنّي كل صباح؟ ماذا ستقولين لها إذا عرفت قصتكِ؟”
• “آه، لا….أرجوكَ..…”
استمع الثلاثة إلى صراخها المكتوم، بينما سخر الكاهن الأكبر منها،
• “وهل نسيتي تنسي بالفعل وفاة ابنة البارون؟”
دام صمتها الحزين لحظة، ثم تلا ذلك صوت مدوٍ مفزع، وانقطع التسجيل فجأة.
ثم تحدّث أحد الكهنة.
“هذا كل ما تم تسجيله.”
أعاد الكاهن الأداة السحرية إلى مكانها، وظلت ميلودي مذهولةً من الأمر. و لم تصدق أن ليهيلين قد تسببت بموت أحدهم حقًا.
فسألت فوراً،
“هل تم تحديد الأشخاص الذين ذُكروا في التسجيل؟”
فأجاب ببنديكت بصوت هادئ،
“كانوا جميعًا مرضى بوباء السحر.”
“يبدو أنهم ماتوا بعد تفاقم الأعراض أثناء محاولة شفائهم.”
تنفست ميلودي الصعداء قليلًا، ثم سألت،
“هل يمكنني مقابلة ليهيلين؟”
و ردّ ديرين هذه المرّة،
“الآن صعب، فقد وُجدت فاقدة الوعي وهي تُعالَج.”
لاحظت ميلودي تجهم وجه الكاهن، وأوضح ديرين،
“هذه حادثة وقعت داخل المعبد. ويجب أن يُعالج وفق قوانين المعبد، فلا ينبغي لكِ التدخل أكثر من اللازم.”
فإذا ارتكب الكاهن ذنبًا، فإن حكم المعبد وعقابه سيكون حصريًا من مسؤولياته، حتى القصر الإمبراطوري لا يملك حقّ التدخل المباشر.
همست ميلودي:
“فهل يمكنني الاستماع إليه مرة أخرى؟”
رمقه الكاهن بنظرة مستاءة، لكن حين لاحظ بصر ديونيس الحاد، أخرج الأداة مجددًا،
“…..حسنًا، افعلي.”
أمسكت ميلودي بالأداة فترة أطول من المرة السابقة، وركزت على تفاصيلها، ولاحظت أن الرموز السحرية على البلورة كانت غير مستقرة بعض الشيء. ثم تجاهلت ذلك وأعادتها لتشغيلها مرة أخرى.
ثم سألت بفضول،
“هل تعرف من هو الشخص الذي ذكره الكاهن الأكبر؟”
و أجاب ديرين بعد تفكير،
“لا، بحثت في غرفة المعبد بعد ذلك، ولم يكن هناك أحد.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات