قالت ليديا بكل ثقة، قبل أن تخطو داخل المنزل بلا أي استئذان.
في القصة الأصلية، لم تكن شخصيتها بارزة بما يكفي لاكتشاف هذا الجانب منها، لكنها لم تكن شخصية عادية.
“لو كنتُ أعرف هذا، لجعلتُ شخصيتها أكثر طاعة ولطفًا مع أختها الكبرى.”
لكن الوقت قد فات على ذلك.
تجولت ليديا في أرجاء المنزل وكأنه منزلها الخاص، وهي تشتمّ الهواء كما لو أنها تقيّم المكان.
“إذًا، هربتِ من المنزل، لكنكِ لم تحصلي حتى على أثاث؟ كيف تمكنتِ من العثور على منزل إذن؟”
“لقد اشتريت أثاثًا، سيتم توصيله قريبًا.”
أجابت كورنيليا بلا وعي، مستخدمة نبرة مريحة بشكل غير متوقع.
على الرغم من أن هذه كانت أول مرة تلتقي بها مع ليديا فعليًا، إلا أنها شعرت وكأنها شقيقتها الحقيقية.
“ربما لأن ليديا لا تتكلف في تعاملها معي.”
“لكن، كيف علمتِ أنني هربتُ من المنزل؟”
“أتى والدي وأدريان إلى المعبد اليوم، وسألاني إن كنتُ قد سمعتُ شيئًا عن اختفائكِ.”
“ماذا؟!”
عندما صُدمت كورنيليا، ارتسمت على شفتي ليديا ابتسامة شريرة، أشبه بابتسامة ساحرٍ خبيث.
“أخبرتهم أنكِ هربتِ إلى الريف.”
“أوه، الحمد لله. يبدو أنكِ لستِ غافلة تمامًا.”
“الأغبى هنا هما والديّ وأخي.”
نطقت ليديا بتلك الكلمات الجريئة بلا تردد، مما جعل كورنيليا تتوتر، إذ كان من الممكن أن ينطبق الأمر عليها أيضًا.
فسألتها بحذر:
“وكيف وجدتِ مكاني؟”
“ذهبتُ إلى الإدارة وسكبتُ دموعًا مدعية أنني أبحث عن أختي المفقودة، فحصلت على شهادة تسجيل سكنكِ.”
“…….”
“قد أكون متدربة، لكنني استغللت بعض سلطات الكهنوت.”
كان بإمكانها الحصول على تلك الوثيقة دون الحاجة إلى استغلال سلطتها، ولكن الأهم من ذلك… ماذا عن كل الرسائل التي أرسلتها؟!
لم تطرح كورنيليا هذا السؤال بصوتٍ عالٍ.
“لكن، تعلمين ذلك، صحيح؟ إن لم يكن المنزل قد نال مباركة كهنوتية، فبإمكان أي شخص الاعتراض على إقامتكِ فيه.”
قالت ليديا ذلك، وهي ترتدي تعبير السلطة للمرة الأولى.
حدّقت بها كورنيليا بوجهٍ يحمل بعض التذلل.
“كنتُ على وشك المجيء إليكِ لهذا السبب.”
“مفاجئ… يبدو أنكِ تمتلكين القدرة على التفكير.”
“هيه، أنتِ…”
“على أي حال، جئتُ إلى هنا لأقوم بالمباركة. لكن، ماذا كنتِ ستقولين بعد ‘أنتِ’؟”
“شكرًا لكِ، أحبكِ.”
أخرجت ليديا زجاجةً صغيرة من بين طيات ملابسها، وكانت تحتوي على ماءٍ مقدس من المعبد.
“بمجرد أن قال والدي وأدريان: ‘لقد تركت كورنيليا رسالةً وهربت’، أدركتُ الحقيقة على الفور.”
“…….”
“أخيرًا، ذلك الساذج أدرك الواقع.”
بدأت ليديا ترشّ الماء المقدس في أرجاء المنزل، بينما قبضت كورنيليا يديها بإحكام.
“كان عليكِ أن تهربي من ذلك المنزل في وقتٍ أبكر. إنه منزلٌ كان سيستنزف بناته حتى الرمق الأخير. لقد أدركتُ ذلك مبكرًا، ولهذا أصبحتُ كاهنةً منذ أن كنتُ في العاشرة.”
“لقد كنتِ طفلة ناضجة.”
“أما أنتِ، فكنتِ ساذجة.”
“هيه، أنتِ…”
“لهذا السبب كنتِ تتمسكين بدوق برودي إيفانز.”
“لم أعد أتمسك به.”
فجأة، سكبت ليديا كميةً من الماء المقدس على كورنيليا مباشرة.
“آه! ما هذا؟!”
“تمّت المباركة.”
مسحت كورنيليا وجهها بسرعة وهي تصيح:
“هل رشّ الماء المقدس على المقيم هو الإجراء الأخير في المراسم؟”
“لا، أردتُ فقط القيام بذلك.”
“هل تريدين الموت؟!”
لكن ليديا غيّرت الموضوع ببراعة كما لو كانت سمكة زلقة:
“إذن، هل تم فسخ خطوبتكِ أخيرًا من دوق إيفانز؟”
“أنا التي فسختها.”
“أوه؟”
حدّقت ليديا بها وكأنها تقول بوضوح: “بالطبع، هذا كذب.”
“أنا جادة.”
“نعم، نعم.”
“أنا جادة حقًا!”
حكّت ليديا أذنها بلامبالاة وأومأت برأسها بلا اهتمام. كانت مهذبة في حديثها، لكنها لا تُحتمل.
“كورنيليا!”
في تلك اللحظة، دوّى صوتٌ مزعجٌ من الخارج. كان صوت وينستون.
اتسعت عينا كورنيليا، ثم نظرت إلى ليديا.
“لماذا والدي هنا؟ ألم تخبريه أنني ذهبتُ إلى الريف؟”
لكن فجأة، انفتح الباب بعنف.
“شعرتُ أن هناك أمرًا مريبًا، لذا تتبعتُ ليديا!”
دخل أدريان أولًا، وخلفه تبعه وينستون.
“كورنيليا! كيف تجرئين على مغادرة المنزل وأنتِ غير متزوجة؟!”
صرخ وينستون بغضب، بينما أخذ أدريان يتفحص المنزل بعناية.
“كيف حصلتِ على هذا المنزل؟ هل اشتريتهِ أم استأجرتِه؟”
“لا يهم. إن كان ملككِ، فسنبيعه، وإن كنتِ قد استأجرتِه، فسنستعيد أموالكِ ونستثمرها في مناجم الغرب.”
“هؤلاء الحمقى يظنون أن أموالي ملكٌ لهم.”
نظرت كورنيليا إليهما ببرود وقالت بحزم
“أنا لم أهــــــرب…بل استقللت.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "16"