━━━●┉◯⊰┉ الفصل 9 ┉⊱◯┉●━━━
بعدَ ذلكَ، بدأتْ رينا بأكلِ المونت بلانك بشوكةٍ بنهمٍ، وكأنَّها لمْ تتردَّدْ للتو لحظةً.
كايدن، الذي كانَ يراقبُها بعنايةٍ، ارتشفَ قهوتَه وضحكَ بهدوءٍ.
“يبدو أنَّها لذيذةٌ.”
“نعمْ! لذيذةٌ جدًّا. تناولْ شيئًا أيضًا، أيُّها الدوقُ.”
“أكرهُ الحلوياتِ.”
عندما رفضَ كايدن بنفورٍ، سألتْ رينا بدهشةٍ:
“إذنْ، لمَ أعددتَ كلَّ هذا؟”
“لمْ أعرفْ ماذا تحبّينَ، فأمرتُ بن بإعدادِ كلِّ الأنواعِ.”
“كلُّ هذا منْ أجلي؟”
“نعمْ. لذا، يمكنُكِ أكلُه كلِّه أيتها الأميرةُ.”
ضحكَ كايدن وكأنَّه يتساءلُ لماذا تتفاجأُ بهذا.
وحينما نظرتْ رينا بعينيْن متردّدتيْن إلى الصَّينيّةِ المليئةِ بالحلوياتِ المكدَّسةِ قالت:
“لكنْ، هذا كثيرٌ جدًّا لأكلِه وحدي.”
كانتْ كميّةٌ تكفي للشِّبعِ منْ طبقةٍ واحدةٍ فقطْ.
نظرتْ إليهِ وكأنَّها تتساءلُ: ‘هلْ ينوي جعلَ بطني ينفجرُ؟’ فبدا كايدن متعجّبًا.
“حسنًا، في نظري، يبدو أنَّ الأميرةَ بحاجةٍ إلى أكلِ المزيدِ.”
ثمَّ قاسَ طولَها بيديْه تقريبًا. فغضبتْ رينا:
“لقدْ كبرتُ بما فيهِ الكفايةُ!”
“حقًا؟ يبدو أنَّكِ بحاجةٍ إلى النُّموِّ أكثرَ.”
تمتمَ كايدن بجديّةٍ، فأصبحتْ رينا مُحبطةً.
‘هلْ أنا نحيفةٌ لهذهِ الدَّرجةِ؟”
تذكَّرتْ أنَّه في حياتِها السَّابقةِ، كانَ يقولُ إنَّها مثلُ خيارٍ جافٍّ.
نظرتْ رينا إلى معصمِها فشعرتْ بالأحباطِ والحزنِ أكثرَ.
رغمَ أنَّها اكتسبتْ بعضَ الوزنِ مقارنةً بحياتِها السَّابقةِ، بدا معصمُها كقبضةٍ صغيرةٍ مقارنةً بمعصمِه الكبيرِ.
فضلًا عنْ ذلكَ، كانَ طويلَ القامةِ جدًّا، فبجانبِه، شعرتْ بأنَّها تبدو أصغر بكثيرٍ.
وعلى غرارِ هذا…تمتمتْ رينا بتمرّدٍ خجولٍ:
“…حقًّا، أنتَ تقول كلامًا وقحًا بأستمرارٍ هذا يبدو أشبه بالتنفس بالنسبةِ لكَ…”
“كثيرًا ما أسمعُ هذا.”
لكنْ عندما رُدَّ عليها، لمْ تجدْ رينا ما تقولُه.
“ما الذي تفعلينهُ؟ ألن تأكلي؟”
معَ كايدن الذي لا يُهزم في نقاشٍ قط، قرَّرتْ رينا التَّركيزُ على الحلوياتِ مجدَّدًا.
عندما شعرتْ أنَّها لا تستطيعُ أكلَ المزيدِ، بدأ كايدن الموضوعَ الرَّئيسيَّ:
“الآنَ، يجبُ أنْ نتحدَّثَ عنْ حياتِنا الزَّوجيّةِ بتفصيلٍ. لكنْ، أحذّرُكِ مُسبقًا، الشَّمالُ أقسى ممَّا تتخيّلينَ.”
ربَّما يقصدُ ألّا تتوقَّعي معاملةً أميريّةً.
لكنْ رينا، التي عاشتْ عشرَ سنواتٍ في قبوٍ في حياتِها السَّابقةِ بما يكفي فقطْ للبقاءِ على قيدِ الحياةِ، لمْ تكنْ تهتمُّ إلّا بالحرّيّةِ الآن.
“لا يهمُّ.”
“هذا ليسَ قرارًا بسيطًا…”
“إنْ كانَ الطَّعامُ ناقصًا في الشَّمالِ، يكفيني وجبةٌ واحدةٌ يوميًّا. يمكنُني الصّيامُ لبضعةِ أيّامٍ أيضًا.”
بردِّها العابرِ، أصبحَ الجوُّ باردًا.
أدركتْ رينا غرابةَ هذا الموقفِ متأخرةً، فرفعتْ رأسَها ورأتْ وجهيْ كايدن وبن المتجمّديْن.
سألَ كايدن ببرودٍ:
“هلْ جوعوكِ في القصرِ الإمبراطوريِّ؟”
“ماذا؟”
“لا، على حدِّ علمي، لا يا سيدي.”
أجابَ بن بحزمٍ، فنظرَ كايدن إلى رينا بوجهٍ أكثرَ ترويعًا.
“هلْ ظننتِ أنّني سأجوعُكِ؟”
“آه، لا! أردتُ فقطْ إظهارَ استعدادي…”
أدركتْ رينا متأخّرةً سوءَ التَّفاهمِ وحاولتْ تَّصحيحَ الأمر، لكنْ دونَ جدوى.
“لا حاجةَ لهذا الاستعدادِ. منْ هو المجنونُ الذي يطلبُ منْ امرأةٍ سيتزوَّجُها أكلَ وجبةٍ واحدةٍ فقطْ؟”
أرادتْ رينا القولَ إنَّها أعتادت على عدم الأكل منْ قبلُ، لكنَّها أغلقتْ فمَها.
كانتْ تخشى أنْ تزيدَ غضبَه.
“…آسفةٌ.”
عندما اعتذرتْ رينا بحزنٍ، هدأَ كايدن.
“على أيِّ حالٍ، قبلَ الذَّهابِ إلى الشَّمالِ، رتّبي معَ بن ما تحتاجينَه. لحسنِ الحظِّ، سمحَ جلالتُه برحيلِكِ معي، فإنْ احتجتِ شيئًا، أخبري بن مُسبقًا.”
“إذنْ، متى نعقدُ قسمَ العهدِ؟”
“لا يمكنُ عقدُه إلّا في الشَّمالِ، فإنْ غيَّرتِ رأيكِ، أخبريني لاحقًا.”
“إنْ غيَّرتُ رأيي؟”
“إنْ غيَّرتِه، فلا حيلةَ لدي. أساسًا لنْ تستطيعي العودةَ إلى العاصمةِ وحدَكِ، لذا لنْ أخسرَ شيئًا.”
في تلكَ اللحظةِ، تمتمتْ رينا بدهشةٍ:
“هلْ يعني ذلكَ أنَّكَ تثقُ بي دونَ تجديد العهد حتى؟”
نظرَ كايدِنْ إلى بِنْ، عاقدًا حاجبيْه، مندهشًا منْ ردِّها غيرِ المتوقّعِ.
سألَ كايدن بن بتردّدٍ:
“ألمْ أهدّدْها للتَّوِّ؟”
“نعمْ، وبشدَّةٍ.”
أجابَ بن وكأنَّ السُّؤالَ بديهيٌّ.
هدَّدَها، لكنَّها فرحتْ.
هلْ هي مجنونةٌ؟
لمْ يفهمْ كايدن ردَّةَ فعلِ رينا، فمالَ برأسِه.
“ما هذا الرَّدُّ؟”
بابتسامةٍ ودودةٍ، أجابَ بن:
“حسنًا، يبدو أنَّ الأميرةَ تحبُّ التَّهديدَ…آه. كلا، أمزحُ.”
لكنْ، تلقَّى نظرةً حادَّةً منْ كايدن، فغيَّرَ كلامَه بسرعةٍ.
حينها تنهَّدَ كايدن.
كانتْ ردَّةُ فعلِها غريبةً بوضوحٍ.
‘هلْ هي لا تخافُ التَّهديدَ؟ أم أنَّ العهد مجرَّدُ وسيلةٍ لإظهارِ إرادتِها؟ لتجعلَني أثقُ بها؟’
مهما كانَ الأمر، كانَ موقفُها يائسًا بشكلٍ متهوّرٍ.
لمْ يكنْ يبدو أنَّها تهربُ فقطْ منْ مضايقاتِ الأمراءِ لها، فقدْ كانَ عزمُها على الرحيلِ ثقيلًا جدًّا.
نظرَ كايدن إلى رينا بحذرٍ.
بالتَّأكيدِ، كانتْ رينا مختلفةً عنْ النّساءِ النَّبيلاتِ الأخرياتِ.
عادةً، يحاولنَ إرضاءَه أو يخفنَ منهُ.
منذُ البدايةِ، كانتْ خارجةً عنِ المألوفِ عندما جاءتْ دونَ موعدٍ وطلبتْ الزواج.
كانتْ رينا مختلفةً. كانَ شعورُها بالألفةِ تجاهَه محيّرًا.
“على أيِّ حالٍ، حتّى حفلِ الوداعِ، سأزورُكِ لنُظهرَ أنَّنا نتواعدُ.”
“حسنًا.”
“وأنا أستخدمُ اللَّهجةَ العاميّةَ غير الرسمية معَ منْ أرتاحُ لهُ. بما أنَّنا سنتزوَّجُ، ينبغي أنْ نفعلَ ذلكَ. هلْ هذا مناسبٌ؟”
“آه نعم…كلا، لحظة ماذا؟ لحظةً، اللَّهجةُ العاميّةُ معَ منْ ترتاحُ لهُ؟”
ردَّتْ رينا كالببغاءِ، ثمَّ اتَّسعتْ عيناها بدهشةٍ
في الماضي، كانَ يتحدَّثُ إليها بشكلٍ غير رسمي منذُ البدايةِ.
بدتْ مندهشةً كأرنبٍ يُقابل عينيْ صيّادٍ، حتى بدت لطيفةً جدًّا.
غطَّى كايدن شفتيْه المبتسمتيْن بيده وقالَ:
“نعمْ، لخداعِ الإمبراطورِ، يجبُ خداعُ الجميعِ.”
“حسنًا، فلنفعلْ ذلكَ.”
“إذنْ، ابدئي بالتحدث بأسلوب غير رسمي أوّلًا.”
“لا، سأفعلُ هذا عندما أرتاحُ أكثرَ.”
“…هلْ أنا الوحيدُ الذي سيتحدثُ
بأسلوب غير رسمي إذن؟”
سألَ كايدن بحذرٍ، فاقترحتْ رينا:
“بدلًا منْ ذلكَ، هلْ يمكنُني مناداتُكَ باسمِكَ؟ وأتمنَّى أنْ تناديني باسمي أيضًا.”
“إنْ أردتِ.”
“نعمْ، كايدن.”
عندما غيَّرتْ رينا المناداةَ بسرعةٍ، اتَّسعتْ عينا كايدن.
كانتْ تشتاقُ لمناداةِ اسمهِ منْ حياتِها السَّابقةِ، لكنَّه لمْ يعرفْ هذا.
“…هذا جيّدٌ.”
ضحكَ كايدن بدهشةٍ.
كانتْ رينا، ترفضُ التحدث بشكل غير رسمي ولكنها تناديهِ باسمِه بسهولةٍ، عجيبةً.
“وبالنّسبةِ للوحوشِ…”
عندما ذكرت رينا الوحوش، أصبحَ وجهُ كايدن جديًّا.
***
بعدَ ذلكَ، زارَ كايدن رينا في القصرِ الإمبراطوريِّ كثيرًا.
تجوَّلا معًا وتناولا الحلوياتِ معًا، فأصبحَ زواجُهما حديثَ النَّاسِ.
وعندما بدأ الإمبراطورُ يهتمُّ برينا علنًا، تحوَّلتْ منْ أميرةٍ منسيةٍ إلى الأكثرِ شهرةً بينَ ليلةٍ وضحاها.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات