━━━●┉◯⊰┉ الفصل 19 ┉⊱◯┉●━━━
“أصبحتَ الآن تعاملني كمجنونٍ؟”
“لا، لكن ما الذي تعتقده عن الزواج؟ هل تزوجتَ بهذه السرعة فقط بسبب كاهنة؟ ألم تقل يومًا إنك لن تتزوج أبدًا؟”
كان كايدن قد أثار قلق والديه منذ الصغر بإصراره على عدم الزواج.
لحسن الحظ، كان إيدن يرغب في الزواج، فتم الاتفاق بينهما بشأن مسألة الوراثة.
لكن أن يعود فجأة متزوجًا أثار استياء شيوخ الشمال.
وكل ذلك بسبب كاهنة؟
شعر إيدن لأول مرة بالشك في قرار أخيه.
كان يثق به دائمًا لأن قراراته، حتى لو بدت متهورة، كانت تحمل دائمًا معنى عميقًا.
لكن استخدام الزواج، وهو أمرٌ مهم، بهذه الطريقة لم يُرضِ إيدن قط.
عندما أبدى إيدن اعتراضه بوضوح، حكَّ كايدن خده وقال:
“حسنًا، إنه زواج مفيد لكلينا. وبالمناسبة، تلك المرأة ممتعة نوعًا ما.”
ابتسم كايدن وهو يتذكر رينا، فبدت على إيدن تعبيرات الامتعاض.
“هل الزواج مزحة بالنسبة لك؟”
“نعم. أنت محظوظ لأنك عشت حبًّا ملتهبًا.”
“لا تسخر مني. هذا ليس أمرًا ينتهي بالمزاح هكذا.”
احمر وجه إيدن وهو يتذمر.
كان الحديث عن الحب محرجًا لهُ بالفعل.
على عكس كايدن، الذي كان يؤخر الزواج، تزوج إيدن مبكرًا بحبٍ عارم.
ورغم أن النهاية كانت الفراق، لم يندم إيدن يومًا على لقائه بإيمي.
وجود ثمرة حبهما داليا جعل الأمر أكثر تأكيدًا.
كان يأمل في قرارة نفسه أن يجد أخوه حبًّا دافئًا وحنونًا أيضًا، لذلك كانت خيبة أمله الآن لا توصف.
ومن ناحية أخرى، شعر أن هذا الزواج يناسب كايدن أكثر.
لم يكن مهتمًّا بالنساء، فلولا هذه الظروف، لما فكر في الزواج أصلًا.
ومع ذلك، كان انطباع إيدن عن رينا، التي التقاها بالأمس، إيجابيًّا، لذلك استعاد هدوءه تدريجيًّا.
بعد قليل، سأل إيدن بنبرة خفيفة:
“أيُّ نوعٍ من الأشخاص هي الأميرة رينا؟”
“لماذا تسأل فجأة؟”
“في الحقيقة، التقيتها بالأمس بالصدفة. يبدو أن داليا ظنتها إيمي.”
“آه.”
تنهد كايدن بهدوء، ففرك إيدن مؤخرة رأسه وقال:
“يبدو أن داليا أزعجتها كثيرًا، لكنها لم تبدو متضايقة على الإطلاق. بدت تحب الأطفال.”
“حقًّا؟”
بدت على كايدن ملامح الاهتمام عند ذكر رينا، ثم أضاف كمن يمر على الموضوع بلا مبالاة:
“إنها امرأة لا يمكن توقع تصرفاتها. لن تشعر بالملل أبدًا وأنت تراقبها.”
“همم.”
فرك إيدن ذقنه وهو يستمع إلى كايدن.
لم يبدو الأمر مجرد علاقة تعاقدية، فقد كان اهتمام كايدن بالنساء نادرًا جدًّا.
حينها تحدث إيدن بعفوية:
“إن لم يكن لديك مانع، هل يمكنني إزعاج الأميرة قليلًا؟ أنا فضولي بشأن الكاهنة، وأريد أن أعرف إن كانت تناسبكَ أيضًا.”
“لماذا؟ هل ستطردها إن لم تكن مناسبة لي؟”
“حسب الوضع.”
“لا تطردها. ليس لديها مكانٌ تذهبُ إليه.”
“كيف ليس لديها مكانٌ تذهبُ إليه؟ والدها إمبراطور هذه الإمبراطورية.”
“يبدو أن علاقتها بالإمبراطور ليست جيدة.”
تذكر كايدن فرحة رينا وهي تغادر القصر، وتمتم بهدوء:
“لذا من فضلك تقبلها برحابة صدر.”
“لن أطردها حقًا. أريد فقط إذنك لأتقرب من الأميرة.”
“أوه، متى كنتَ بحاجةٍ إلى إذني؟”
“إنها زوجتك على أي حال.”
“إن لم تمانع رينا بنفسها، فلا بأس.”
عندما أعطى كايدن موافقته، ابتسم إيدن بمرح.
صراحةً، كان كايدن يرحب بأن يكون لأخيه، الذي انغمس في الأبحاث بعد فقدان زوجته، رفيق جديد للحديث.
“لا تزعجها كثيرًا.”
“هل تعتقدُ أنني مثلك؟”
عبسَ إيدن وأعاد إرتداء النظارات التي يرتديها أثناء أبحاثهِ عادةً. إشارةً إلى عدم إزعاجهِ بعد الآن.
عند رؤيةِ هذا، خرج كايدن بهدوء من المكتب.
في تلك اللحظة، تقدمت روز، التي كانت تنتظر بالخارج، خطوة نحو كايدن:
“كايدن، سمعت أنك عدت. يبدو أنك قمت بعمل مذهل.”
***
بعد لعبة الغميضة القصيرة، رأت رينا داليا جالسة على مقعد تستريح.
اقتربت رينا بحذر حتى لا تفزعها، وقالت:
“مرحبًا؟”
ارتجاف.
نظرت داليا التي أرتجفت بدهشةٍ إلى رينا بعينين مستديرتين.
ثم رأت دفتر الرسم في يد رينا، فمدت يديها:
“أعـ…أعطِني إياه.”
بدا أنها تتجنب النظر إليها، ربما لأنها توبخت من والدها بسبب ما حدث بالأمس.
جلست رينا بجانبها وقالت:
“إن لم يكن هناك مانع، هل يمكنني النظر إليه؟”
أومأت داليا ببطء، ففتحت رينا دفتر الرسم.
كان الدفتر مليئًا برسومات لوجه امرأة شقراء بأشكال مختلفة.
كان واضحًا أن قلب الطفلة يشتاق إلى أمها، لكنها تحاول إخفاء ذلك.
كانت في الخامسة تقريبًا.
لا تزال بحاجة إلى أمها.
كان من المؤسف أن تكونَ طفلةٌ مثلها في هذا السن تهتم فقط في مراعاة مشاعر الكبار لكي لا ينزعجوا منها، في حين أن الأطفال في سنها يحتاجون إلى الحب والدلال فقط.
وعلى غرارِ هذا…سألت رينا بحذر:
“من رسمتِ؟”
لم تستطع داليا الإجابة فورًا، فانتظرت رينا بهدوء حتى سمعت صوتًا خافتًا:
“إنها أمي.”
“والدتكِ جميلةٌ جدًا. إذن كيف كانت أمكِ؟”
أضاء وجه داليا فجأة عند ذكر أمها، وبدأت تتمتمُ بشوقٍ غامرٍ:
“أمي أجملُ امرأةٍ في العالم. عندما كانت بصحة جيدة، كانت تتمشى معي يوميًّا، وتقرأ لي قصصًا قبل النوم. وأيضًا…”
لكن حديثها لم يدم طويلًا.
أغلقت شفتاها تدريجيًّا، وبدت كئيبة وهي تتمتم:
“قالت المربية ألا أتحدث عن أمي…”
“لماذا؟”
“لأنني إذا استمريت في البحث عن أمي، سيحزن أبي. وقالت إن عليَّ الصبر من أجل من حولي.”
يبدو أن المربية وبختها لأنها تستمر في البحث عن أمها.
لكن مطالبة طفلة فقدت أمها منذ فترة قصيرة بذلك كان قاسيًا بعض الشيء.
منعها من قول إنها تشتاق إليها سيؤدي إلى كبت مشاعرها أكثر.
“يمكنكِ التحدث معي.”
“حقًّا؟”
“نعم.”
ابتسمت رينا بلطف، فبدأت داليا تتحدث عن أمها بتردد.
كانت رينا تستمع إلى صوتها الصافي كالكناري، عندما قالت داليا بحزن:
“لكنني لن أرى أمي بعد الآن. لقد تركتني وذهبت بعيدًا.”
ارتجف صوتها وكأنها ستبكي.
كانت عيناها الدامعتان مملوءتين بالشوق إلى أمها.
كان منظرها، وهي لا تزال غير قادرة على تقبل موت أمها، مؤسفًا.
تذكرت رينا كيف تعلقت داليا بها ليلة أمس ظنًّا أنها أمها، فازدادت حزنًا.
ناولتها رينا منديلًا بحذر وقالت:
“أمكِ بالتأكيد تشتاق إليكِ أيضًا.”
“هذا كذبٌ. لو كان الأمر كذلك، لما تركتني وذهبت. أنتِ كاذبةٌ!”
صرخت الطفلة وأخفت رأسها في صدرها.
رأت رينا الدموع تتساقط على ركبتيها، فطبطبت على ظهرها بصمت.
حينها انفجرت داليا بالبكاء وهي تقول:
“اهئ… أنا أعلم. أعلم أن أمي اهئ… كانت مريضة جدًّا، هئ… ولم تستطع الوفاء بوعدها لي. أعلم كل شيء…”
“…”
“الناس يتوخون الحذر عند الحديث عن أمي أمامي…هئ… والمربية تمنعني من ذكر أمي أمام أبي.”
“حقًّا؟”
“أبي يحزن كلما ذُكرت أمي. لذا، حتى لو اشتقت إلى أمي، لا أستطيع قول ذلك. أشتاقُ إليها كثيرًا، لكنني لا أريد أن يحزن أبي أيضًا.”
كانت الطفلة تفكر في والدها حتى وهي تشتاق إلى أمها.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات