━━━●┉◯⊰┉ الفصل 18 ┉⊱◯┉●━━━
بسبب تذكّيرهِ بهذا الماضي الحزين، اعتذرت رينا قائلةً:
“أه، أعتذر. لقد تسببتُ في تذكيركَ بموضوعٍ مؤلم.”
“لا عليكِ. بل أنا من يجب أن يعتذر حولَ ما إذا كانت داليا قد أزعجتكِ.”
“أبدًا. أنا أفهمها، فبعد اختفاء أخي، كنتُ أتبع كل من يشبهه. في الحقيقة، كنتُ أعلم أنه ليس هو، لكن شوقي له دفعني لتلك التصرفات المفاجئة.”
“حقًّا؟”
“نعم. ربما تعلم داليا ذلك أيضًا. لكنها تبحث عن أي شبَه بأمها بسبب شوقها لها.”
تذكرت رينا أخاها المفقود، فظهرت على وجهها نظرةٌ حزينةٌ.
بينما كان إيدن يراقبها بهدوء، حاول أخذ داليا، فقالت رينا:
“إن لم يكن هناك مانع، هل يمكنني أن أوصل داليا إلى غرفتها؟ أخشى أن تبكي إن تركتها.”
“هل تستطيعين ذلك؟”
“بالطبع. لكن، هل يمكنك أن تحضر ذلك الكتاب هناك؟”
أشارت رينا إلى كتاب تركته داليا جانبًا، فحمله إيدن.
وهكذا، بدأت رحلة غريبة بينهما. تفحص إيدن رينا بحذر في سرّه.
عندما أعلن أخوه زواجه فجأة، ظن إيدن أن للإمبراطور دخلًا في الأمر.
كان يعتقد أن الزواج كان وسيلة لمراقبة الشمال.
لكن المرأةُ التي أمامهُ لم
تبدو مهتمّةً بمثل هذه الأمور.
بل كان مدهشًا أنها لم تلم داليا على تصرفها غير اللائق.
كان معظم الناس يتضايقون من وصول أنفِ الطفلة أو لعابها أو حتى دموعها إلى ملابسهم، لكن رينا بدت هادئة دون أي تغيّر في تعبير وجهها.
بعد قليل، وصلوا إلى غرفة داليا. أخذ إيدن الطفلة وودعَ رينا بخفةٍ.
“شكرًا لكِ. أوه، وهل تعرفين طريق العودة؟”
“نعم، أحمل دائمًا الخريطة التي أعطاني إياها دايف.”
“ومع ذلك، من الأفضل أن أوصلكِ…”
“كن بجانب داليا بدلًا من ذلك. هذا العمر يجعل الوحدةَ مخيفةً وموحشةً لطفلةٍ، أليس كذلك؟”
رفضت رينا بلطف، ومسحت عيني داليا المبتلتين.
لحسن الحظ، كانت الطفلة نائمة بعمق، فلم تستيقظ.
نظرت رينا إلى عينيها المنتفختين بأسى، ثم قالت:
“إن بحثت داليا عن أمها مرة أخرى، أرسلها إليَّ. إن كانت تقبل بي.”
“أنتِ لطيفة جدًّا.”
أطرق إيدن رأسهُ بابتسامةٍ خفيفةٍ، ثم قال:
“أتمنى أن تكون لنا فرصةٌ للحديث قريبًا. أمسيةٌ هانئة.”
“أمسيةٌ هانئة.”
رفعت رينا طرف تنورتها قليلًا بأدب، ثم
غادرت بهدوءٍ.
ظل إيدن يراقبها حتى اختفت، وعلى وجهه تعبير غريب.
شعر بفضول داخلي لأنها كانت مختلفة عما تخيّل.
قرر تأجيل التفكير بنواياها لاحقًا، متأملًا في نفسه لأنه قد استبعدها فقط بسبب كونها من العائلة الملكية قبل معرفتها حقًا.
***
في اليوم التالي، بينما كانت رينا تتمشى، زارها ضيفٌ صغيرٌ جذاب.
كانت داليا تتردد في الاقتراب، مختبئة خلف عمودٍ، تطلُ برأسها وتراقبها.
كانت تحمل دفتر رسمٍ في يديها.
يبدو أنها كانت ترسم، ثم أسرعت للخارج وهي ترتدي نعلًا داخليًّا عشوائيًا فقط لرؤية رينا.
ترددت رينا في مخاطبتها أو التظاهر بعدم ملاحظتها.
إذا تحدثت معها، ربما ستصاب الطفلةُ بالقلق.
في تلك اللحظة، سبقتها ليلي وخاطبت الطفلة:
“أوه، الآنسة داليا؟ ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟”
“هيك!”
فزعت داليا من النداء المفاجئ وأصدرت صوتًا مندهشًا.
ثم أرخت دفتر الرسم الذي في يدها وركضت بعيدًا.
مالت ليلي رأسها متعجبة:
“هل أخطأتُ في شيء؟”
“مستحيل.”
رفعت رينا كتفيها بخفة والتقطت دفتر الرسم.
كانت قطع من الأقلام الشمعية منثورة واحدةً تلو الأخرى في الاتجاه الذي هربت إليه داليا وكأنه فتاتُ خبزٍ من حكايةٍ ما.
كأنها تركتها عمدًا كي تتبعها رينا، فابتسمت بخفة وهي تقول:
“يبدو أن طريق التمشي اليوم هو تلك الجهة.”
“هل ستتبعينها؟”
“يجب أن أعيد هذا أيضًا.”
حملت رينا دفتر الرسم بعناية واتجهت نحو المكان الذي اختفت فيه داليا.
***
في هذه الأثناء، كان كايدن في مكتب إيدن.
بخلاف كايدن، الذي كان متميزًا في الفنون القتالية منذ الصغر، كان إيدن يحب الكتب والبحوث.
كان مهتمًّا خصوصًا بالمخلوقات الوحشية، فبدأ بحوثه منذ الصغر، مكتسبًا معرفة واسعة، وكان ماهرًا في صناعة الأدوات السحرية.
على الرغم من أنهما ينتميان إلى سلالة التنين، إلا أنهما تميّزا في مجالين مختلفين، وكانت علاقتهما قوية لدرجة عدم وجود نزاعات حول الوراثة حتى.
نظر كايدن إلى إيدن بقلق.
بعد فقدان زوجته قبل أشهر، كان إيدن مكتئبًا، والآن أصبح يعيش في مكتبه تقريبًا. فهو لا يُغادر أبدًا.
على الرغم من علمه أن انغماس أخيه في شيء ما قد يكون أفضل من التفكير في زوجته، إلا أن قلقه لم يتوقف.
سأل كايدن إيدن، الذي كان يفحص بيضة وحش غوريت في كأس زجاجي:
“هل تنام أصلًا؟”
“بالطبع.”
“لكن على مكتبك الكثير من المنبهات والقهوة.”
عبس إيدن، محاولًا اختلاق الأعذار لسؤاله المُلِحّ:
“ألم تفكر أن رئيسي ربما قد أعطاني مهمة ملحة تتطلب الكثير من العمل؟”
“وهل رئيسك هذا هو أنا؟”
“من غيركَ أعلى مكانةً مني هنا؟”
“لم أعطك مهلة محددة أو عملًا كهذا.”
“على أية حال، لديَّ أعمالٌ متراكمة.”
تذمر إيدن دون أن يرفع عينيه عن الكأس.
نظر كايدن إلى أخيه الذي بدا متجاهلًا، ثم سأل:
“كيف الوضع؟ هل يمكنك إزالتها بأمان؟”
“يبدو أنه بالإمكان ذلك. ساعدنا كثيرًا توفر أداة سحرية لمنع الفقس مسبقًا، وبفضل توفيرك عينات كافية، ستتقدم الأبحاث عن وحش غوريت بالتأكيد.”
تحمس إيدن لسؤال البحث، فخلع نظارات التجربة وأضاف:
“بالمناسبة، بيض وحش غوريت يصعب تتبعه قبل الفقس. كيف وجدته بهذه السرعة؟ هل حصلت على أي دليل؟”
نظر إيدن إلى أخيه طالبًا إجابة.
كان يتساءل كيف أرسل كايدن فرقة الفرسان
إلى الموقع الدقيق بعد وقت قصير من اكتشاف جلد وحش غوريت.
لم يكن ذلك مجرد صدفة، فظن أن هناك دليلًا.
لكن الإجابة كانت مخيبة:
“تعرفت على كاهنة تتوقع بدقة بالصدفة. يبدو أن الإله يقف إلى جانبي.”
ضحك كايدن متهكمًا، ففزع إيدن:
“كاهنة؟ هل تعني أنك أرسلت تلك الفرقة الكبيرة بناءً على كلام شخص دون دليل؟”
“كانت النتيجة دقيقة في النهاية، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح، لكن… كنت أظن أن هناك سببًا آخر.”
بدا إيدن خائب الأملِ جدًّا، فقال كايدن:
“يبدو أن حماسك للبحث قد نشط.”
“من هي تلك الكاهنة؟ هل جئت معها؟ أود محادثتها إن كانت هنا.”
سأل إيدن بفضول، لكن كايدن توقف عن الكلام.
كان قد وعد بأن تظل قدرات رينا سرًّا بينهما.
لذلك غيّر كايدن الموضوع:
“لا، لم تأتِ. لكنني أحضرت شخصًا مقربًا من الكاهنة.”
“شخص مقرب… ليست الأميرة رينا، أليس كذلك؟”
فغر إيدن فمهُ مذهولًا من عدم نفي كايدن.
“هل تعني أنك تزوجتها لهذا السبب؟”
“أنت وحدك من يعلم.”
وضع كايدن إصبعه على شفتيه مبتسمًا إشارةً لكون هذا سرًا، فكادَ فمُ إيدن ينشقُ لدهشتهِ.
كان قد خمّن أن الزواج كان لسبب آخر غير الحب، لكن لم يتوقع هذا السبب.
قطب إيدن وجهه وبدأ يوبخه:
“أخي، هل جُننتَ؟”
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات