فمجرّد أن دخلتُ غرفة الضيوف ورأيتُ الرجلين يقفان لتحيّتي، شعرتُ بشيءٍ مريب وظهر أمامي أوّل تعبيرٍ مصطنع.
“يا لها من سعادة بلقاء زهرة عائلة بلاين المتألّقة. أنا هيستن من دار نشر بريين.”
حاولتُ أن أتجاهل تلك الإشارات الطفيفة وأتابع الحديث.
“أنا والتر من دار ريو. لقد كان لي الشرف بلقائكِ بفضل هذه الفرصة الكريمة.”
الرجل الّذي كرّر اسم ريو عدّة مرّات، كان يرمقني بنظراتٍ متكرّرة ومزعجة.
‘يبدو أصغر سنًّا قليلًا.’
بينما كان يتبادل النظرات مع هيستن، الضخم الّذي يرتدي بدلةً بنّيّة.
“كتب ريو يفضّلها النبلاء الشابّات غالبًا.”
هاه.
انتشر ضحكهم المصطنع في الأرجاء، وانتهت بذلك كلمات التعارف السطحيّة.
كنت أعلم أنّه لا بدّ من محادثةٍ خفيفة قبل الدخول في جوهر النقاش، لكن……
“في الآونة الأخيرة، كتب السيد فالتر تحظى بشعبيّةٍ كبيرة في العاصمة، هل قرأتها يا آنسة؟”
لم أتوقّع أن يستمرّ ذلك الحديث الفارغ لأكثر من ساعة.
حتى حين حاولت التلميح إلى الحديث عن العمل، لم أجد أيَّ استجابة.
فقدتُ نيّتي في إطلاعهم على المخطوط، وحين لم أعد أحتمل، بادرتُ بالقول:
“أودّ مناقشة تفاصيل شروط التعاقد الآن.”
“كم هو مذهل أن تمتلك الآنسة بلاين هذا الجمال المتوهّج والعقل الراجح في آنٍ واحد!”
هل تظنّ هذا مديحًا؟
يبدو أنّهم يظنّون أنَّ الإعجاب وحده يكفي.
حدّقتُ بالرجل من ريو بوجهٍ فاتر، لكن الآخر لم يكن أفضل حالًا.
كأنّي لم أكن أمام موظّفين بل أمام……
“إنّكِ كزهرة وردةٍ فريدة. لم أرَ بين كلّ النبلاء من تضاهي الآنسة بلاين في الجمال والذكاء.”
مُتزلّفَين اثنين.
كلّما طال الوقت، فقدتُ بريق عينيّ.
أردتُ فقط معرفة إلى أين سيصلان بكلامهما، فتمسّكتُ بالصّبر وحدّقتُ في الفراغ.
وأخيرًا، أظهرا موقفهما من التعاقد.
“إن حقّق الكتاب أرباحًا، فسنمنح الآنسة كلّ الأرباح!”
‘وكأنَّ كتابكُم سيُباع أصلًا؟’
“لو احتوى الكتاب على صورة الآنسة بلاين، فسيشتريه كلّ شبّان العاصمة.”
‘ربّما لو بعنا وجهي، سيتضاعف المبيع.’
لم أتمكّن من كتم ضحكٍ ساخر، وقد تحطّمت ما تبقّى من إرادتي.
‘لم يفكّرا بي ككاتبة أصلًا.’
كان ذلك واضحًا من إقحامهما الدائم لمديح المظهر في كلّ حديث، وكأنّهما يتعاملان مع فتاةٍ أرستقراطيّة مدلّلة، مع إخفاء واضح لاستخفافهما بي.
رغبةٌ يائسة في التقرّب منّي مع إظهار الاستعلاء الخفيّ.
“أشعر أنَّ حالتي الصحيّة ساءت فجأة، لذا سأغادر.”
سخيف.
نزلت زوايا فمي بعد أن كنت أجبر نفسي على الابتسام، وتغيّرت ملامحي فجأة.
حاول ممثّل ريو إنقاذ الموقف حين شعر ببرودة الأجواء.
“مؤخرًا، هناك إكسسواراتٌ جديدة رائجة بين نبلاء العاصمة من الشابّات…….”
لكن حتّى النهاية، لم يحصل أيُّ تغيّر.
تجاهلتُ هراءه، وقفتُ من مكاني، ونظرتُ إليهما من علٍ:
“أتمنّى لكما طريقًا آمنًا في العودة.”
فما كنت لأبذل جهدًا في تصحيح نظرتيهما المسبقة.
سمعتُ صوتهما يلاحقني وكأنّهما يريدان منعي، لكنّي خرجتُ من غرفة الضيوف بقوّة.
‘ربّما الأفضل أن أؤسّس دار نشرٍ بنفسي.’
سيأخذ الأمر وقتًا لو بدأت من الصفر، لكن لو اشتريتُ دارًا قائمة بالفعل، قد أتمكّن من إدارتها كما أريد.
بعد ما رأيتُه من هذه الدور، لم يتبقّ لي شيء من الأمل.
في الواقع، سقطتُ بالفعل في الهاوية.
ومن دون أيّ تردّد، وجدتُ نفسي أمام مكتب والدي.
نظرتُ إلى الحارس أمام الباب، وقلتُ بهدوء:
“أريد التحدّث مع أبي لبعض الوقت.”
لقد اتّخذتُ قراري.
لن أضع طفلي الأدبيّ بين أيدي أمثال هؤلاء.
‘حسنًا، حتّى لو تخلّيتُ عن كلّ شيء، يكفيني أن أنشر الكتاب فقط.’
لو استخدمتُ خبرتي من حياتي السابقة في التسويق والترويج، فلن يكون فشلي حتميًّا.
“الكونت يدعوكِ للدخول، آنستي.”
دخلتُ المكتب ووجهي أكثر تصميمًا من ذي قبل، وقد عقدتُ العزم.
《 الفصول متقدمة على قناة التيلجرام المثبتة في التعليقات 》
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"