كانت الليلة الأخيرة في سلسلة كوابيسٍ متراكمة. الغرفة غارقة في ظلامٍ كثيف، حتى القمر اختفى خلف سُحبٍ سوداء، وكأن السماء نفسها رفضت أن تشهد ما يحدث.
جلست ليانا قرب النافذة، يداها تتشبثان بإطارها الحديدي البارد. كانت تفكر بالقفز، بالهروب ولو إلى موتٍ محتوم. أي شيءٍ قد يكون أهون من أن تبقى سجينة راين وظلاله.
لكن الباب فُتح دون إنذار. دخل راين بخطواتٍ هادئة، ومع ذلك حملت حضوره رهبة جعلت أنفاسها تتسارع. أغلق الباب خلفه ببطء، وصوت القفل المعدني تردّد في أرجاء الغرفة كجرس حكمٍ أبدي.
قال بصوتٍ منخفض، لكن مشبع بالثقل: — “تفكرين بالهروب… أليس كذلك؟”
ارتجفت أصابعها على حافة النافذة، لم ترد. لكنه ابتسم، ابتسامة باردة تحمل جنونًا مكبوتًا: — “جربتِ مرارًا، وكل مرة تعودين إلي. ألا تدركين بعد؟ لا خلاص لكِ مني.”
استدارت نحوه، عيناها تلمعان بالدموع، وصوتها مختنق: — “أنا أختنق… أنتَ تسلبني حياتي. هذا ليس حبًا يا راين… إنه قتل بطيء.”
اقترب منها بخطواتٍ ثقيلة، حتى صار أمامها مباشرة. رفع يده، لامس شعرها بأصابع مرتعشة، كأن بين اللمسة حنانًا وتهديدًا في الوقت نفسه. — “الحب… هو أن أراكِ كل يوم. أن أتنفسكِ. وإن كان قتلًا بطيئًا كما تقولين… فليكن. سأموت معكِ.”
صرخت وهي تدفعه بعيدًا بكل قوتها: — “لن أكون ملكًا لك! أفضل أن أذوب في هذا الظلام على أن أربط نفسي بك!”
حينها انفجر راين غضبًا، عيناه احمرّتا بلونٍ متوحش، والجدران ارتجّت من قوة صوته: — “أنتِ ملكي! منذ أن التقت نظراتنا، ختمتِ قدركِ بي! ولو رفضتِ ألف مرة… سأجعل دمكِ يصرخ باسمي!”
اندفعت الظلال من زوايا الغرفة، تلتف حول جسدها، تربط قدميها وذراعيها. حاولت المقاومة، لكن القيود الخفية شدّت عليها حتى شعرت بأنها تختنق.
اقترب منها راين، رفع وجهها بيده بقسوة، عيناه تضج بالهوس والجنون: — “انظري إلي، ليانا… آخر ما سترينه في حياتك… هو أنا.”
الدموع انهمرت من عينيها، لكنها مع ذلك همست بصوتٍ مبحوح: — “حتى لو ربطتني بقيودك… روحي لن تكون لك أبداً.”
تجمّد في مكانه لحظة، كأن كلماتها اخترقت صدره. لكن ابتسامته سرعان ما عادت، أكثر جنونًا من ذي قبل. أحاطها بذراعيه وسط الظلام الكثيف، وهمس في أذنها: — “إذن سأمزق روحكِ… وأخلقها من جديد باسمي.”
في تلك اللحظة، انطفأ آخر أثر للضوء في الغرفة. لم يبقَ سوى عناق مميت بين عاشقٍ مهووس وضحيةٍ مقيدة… وصوت الظلال وهي تبتلع كل شيء.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 20"