كانت ليانا تشعر أنّ الهواء من حولها صار أثقل، كأن جدران القصر تتنفس معها وتبتلع أنفاسها ببطء. خطواتها في الممر الحجري تتردد بصدى عميق، وكلما حاولت المضيّ قدمًا أحست أنّ الأرض تُسحب من تحتها.
راين لم يكن بعيدًا عنها؛ عينيه كانتا مثبتتين على ظهرها، لا يترك لها مهربًا حتى في الصمت. لم يتكلّم كثيرًا، لكن حضوره وحده كان يكفي ليخترق أعماقها ويجعلها تدرك أنها محاصرة، حتى لو لم يمد يده.
قال بصوتٍ منخفضٍ كالوخز: – “إلى متى ستظلين تحاولين الهرب؟ لقد جربتِ مرارًا، والنتيجة واحدة.”
توقفت، التفتت نحوه، عيناها تحملان خوفًا لا تستطيع إخفاءه، ومع ذلك نبرة تحدٍّ ضعيف: – “لن أبقى أسيرةً لك، مهما حاولت.”
ابتسم ابتسامة باهتة، لم تكن فرحًا ولا غضبًا، بل شيئًا أثقل: – “أنتِ لستِ أسيرة… أنتِ مرتبطة بي، وهذا ليس شيئًا يمكنكِ كسره.”
اقترب منها، خطوته بطيئة لكنها محكومة بثقلٍ كالسلاسل. حاولت التراجع، إلا أن الجدار كان خلفها. ارتفع ظلّه عليها حتى غطّى نصف وجهها، ثم رفع يده ببطء، كأنه لا يلمسها بل يضع حواجز غير مرئية حولها.
شعرت ليانا بانقباضٍ في صدرها، وكأن قيودًا من هواءٍ مظلم تلتف حول معصميها وقدميها. لم ترَ شيئًا، لكن الألم والضغط كانا حقيقيين. حاولت الصراخ، لكن صوتها خرج مبحوحًا ضعيفًا.
اقترب أكثر حتى صارت المسافة بينهما نفسًا واحدًا، وقال بنبرة خافتة غريبة: – “كلما قاومتِ… كلما ازددتِ التصاقًا بي. هذا هو قيد الظلال يا ليانا. إنه اختيارك منذ البداية.”
اغرورقت عيناها بالدموع، تذكرت الليالي الأولى التي التقت فيها به، كيف بدا غريبًا يمد لها يده في الظلام، وكيف وثقت به للحظة واحدة فقط… لحظة كافية لتقيد روحها إلى الأبد.
همس في أذنها، صوته أشبه بوعدٍ مشؤوم: – “لن أترككِ، حتى لو مزقتِ هذه الجدران بأكفكِ.”
انطفأت أضواء المشاعل في الممر فجأة، لم يبقَ سوى العتمة والهمسات الثقيلة. ووسط الظلام، لم تسمع ليانا إلا نبضها المتسارع وقيودًا خفية تشدّها إليه أكثر فأكثر.
يتبع…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 18"