كانت ليانا تشعر بثقلٍ يطبق على صدرها وهي تُساق بين ممراتٍ ضيقة، الجدران الحجرية الباردة تتنفس رطوبةً خانقة، والمصابيح المعلقة تذوب ضوءها الباهت مثل شموعٍ تحتضر. خطواتها ترتطم بالأرضية المبللة، يرافقها صوت السلاسل التي كبّلت معصميها، كأنها موسيقى الظلال التي لا ترحم.
أُدخِلت إلى زنزانة مظلمة، بابها الحديدي يصرخ حين أُغلق خلفها. رائحة العفن والصدأ امتزجت مع بردٍ يلسع عظامها. جلست على الأرض، ظهرها ملتصق بالحائط، وعيناها تتشبثان بالفراغ الذي ابتلع كل نور.
لكنها لم تكن وحدها. كان هناك همس، خافت أول الأمر، ثم أخذ يقترب، يلتف حولها مثل خيوط دخان: — “ليانا…” صوت راين، أجشّ كأنه خرج من عمق الظلال نفسها.
انتفضت، تحاول أن تبحث عنه بعينيها، لكن السواد كان كثيفاً. ارتجف قلبها، مزيج من خوفٍ قاتل وغضبٍ يشتعل في دمها. — “لماذا؟! لماذا كل هذا يا راين؟ ما الذي تريده مني؟!”
اقترب صوته، حتى شعرت بأنفاسه الساخنة على أذنها: — “أنتِ… مِلكي. منذ اللحظة التي نظرتُ فيها إلى عينيكِ، أدركتُ أن الظلال اختارتكِ لي. لا مفرّ لكِ مني.”
شدّت قبضتها على السلاسل، وصرخت في وجه الظلام: — “أنا لستُ لعبتك، ولن أكون أسيرةً لهوسك!”
ضحك راين، ضحكةً خافتة، كأنها تخرج من أعماق الأرض. ثم فجأة، اشتعلت نارٌ صغيرة في زاوية الزنزانة، شعلةٌ أظهرت ملامحه: عيناه المتوهجتان بظلامٍ حيّ، ابتسامةٌ تحمل جنون العاشق، وظلال تتحرك حوله كأنها أطرافٌ حية.
جلس أمامها، يمد يده الباردة إلى خدها، يمرر أصابعه كأنما يرسم علامة ملكيته. — “كلما قاومتِني، ازددتُ رغبةً بكِ. ليتكِ تدركين كم يجعلني هذا الجنون أسيراً لكِ أكثر منكِ.”
أبعدت وجهها، لكن قلبها كان يرتجف باضطرابٍ غريب: خليط من الرعب والاضطراب الذي يثيره قربه القاسي. كانت تعرف أن الهروب من زنزانة الظلال أصعب من الهروب من قلب راين.
وفي تلك اللحظة، ارتجّ المكان بأكمله. صوت ارتطامٍ ضخم، وصدى صراخٍ بعيد. الظلال التي تحيط بزنزانتها بدأت تتشقق، كأن قوةً ما خارجة عن سيطرة راين تتدخل.
التفت هو بعينين مضطربتين، ثم عاد إليها، ابتسامته تتحول إلى قسوةٍ لا رحمة فيها: — “لن أدعهم يأخذونكِ. إذا حاولوا، فسأمزق العالم كله لأجلكِ.”
ليانا أدركت حينها أنها عالقة بين شبحين: ظلام راين الذي يملكها، وقوة أخرى مجهولة تقترب… ربما أخطر منه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات