لم يكن الألم هو ما يثقل صدره في هذه الليلة، بل الرجاء. رجاءٌ خافت، هش، كوميضٍ عبر شاشة مراقبة… لمح فيه وجهاً مألوفاً وظن أنه نسي ملامحه.
في القصر الكبير، حيث اعتادت الأوامر أن تُطاع بلا جدال، بدأ الشك يتسلل إلى الجدران… وصار الماضي، بكل ما فيه من ذنوب وخيانات، يعود كصوتٍ لا يمكن كتمه، أو كظلٍ يظهر للحظة… ثم يختفي.
كانوا يقولون إن الموت نهاية، لكن الجد كان يعرف – أحياناً، الغياب أقسى من الفقد.
أسطنبول – منزل عائلة آصلان – مكتب الجد – مساء شتوي
أصوات الرياح تتسلل عبر النوافذ العتيقة، تتصادم مع جدران المكان كما لو كانت تحاول إيقاظه من صمته الطويل. في المكتب، تتراقص ألسنة النار في المدفأة، لكن الدفء لا يصل إلى وجه الجد الصارم.
جلس على كرسيه، ظهره مستقيم، عينيه متعبتان تحدّقان في شاشة الكومبيوتر أمامه، تعيد بث لقطة من كاميرا الحديقة.
الجد (بهمس، وكأنّه يتحدث مع طيف): “أنت كنت هنا… لدقائق فقط… ثم اختفيت.”
يدخل الحارس الشخصي بهدوء، يُنكس رأسه:
الحارس: “سيدي… أعدنا فحص كل الكاميرات المحيطة بالحديقة… لم يظهر له أي أثر بعد تلك اللقطة.”
الجد يضغط على زر الإيقاف، يتجمد وجه جان في الصورة: خفيف اللحية، بملامح متعبة، يقف للحظة قرب الشجرة التي اعتاد الجلوس تحتها مع مارت وهم أطفال.
الجد (بصوت خافت، متماسك رغم ألمه): “وكأنني رأيت شبحه فقط… وكأنّ الله منحني لحظة لأكفر عن ذنبي، ثم سحبها مني.”
الحارس (بقلق): “هل ربما توهمنا ؟”
الجد يصمت قليلا، ثم يهمس:
“لكنه كان هو… أعرف نظرة عينيه، طريقة وقوفه، حتى ثقل خطوته… لا يمكن أن أخطئ فيه.”
الجد (يكمل بصرامة): “ستعثرون عليه… بطريقة أو بأخرى. لا أريد أعذاراً، ولا تقارير روتينية. ابحثوا في كل زاوية، افتحوا كل سجل، راقبوا كل شخص خرج من هنا أو دخل.”
الحارس (بتردد): “حتى أفراد العائلة…؟”
الجد (ينظر إليه بحدة): “الجميع. من يغادر هذا القصر دون علمي يُعتبر موضع شك.”
صمت ثقيل خيم على الغرفة، حتى أن أزيز المدفأة بدا كأنه هدير بعيد. الحارس انحنى بهدوء، وغادر.
بقي الجد وحده، يعود بنظره إلى الشاشة. يمرر أصابعه على صورة جان المجمدة، كأنه يلمس طيفه فقط.
الجد (بهمس): “إذا كنت حياً … فامنحني فرصة واحدة فقط، يا بني… فقط واحدة.”
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
لم يكن الصلح بينهما حواراً ولا مواجهة. لم يكن بحثاً عن إجابة ولا محاولة لتوضيح ما انكسر. كان فقط رجوعاً… رجوعاً صامتاً، يذكّر بأن الخوف من الفقدان أقوى أحياناً من كل خلاف.
جان عاد متعباً، يحمل على كتفيه أثر الغياب، وأوزان لم يستطع أن يقرر إن كان عليه أن يغضب أكثر أم يفرح. كل ما عرفه أنه في الليالي الماضية لم يكن ينام إلا قرب الباب، كأن انتظار صديقه سيعيده .
لم يتناقشا في المشكلة، لم يضعا شروطاً، لم يفتحا ملفات الأمس. اكتفيا بالجلوس معاً، بالصوت الهادئ واللقيمات المبعثرة والابتسامة الخجولة التي عادت لتطلّ بينهما.
كان رجوعاً بلا شروط… لا يمحو الخلاف، لكنه يمنح الصداقة فرصة أخرى لتتنفس، قبل أن يبتلعها الصمت إلى الأبد.
نيويورك – شقة جان وأوزان: الثالثة بعد منتصف الليل – بعد يومان من اختفاء جان
ساد الصمت في الشقة، إلا من صوت عقارب الساعة التي تدقّ في العتمة، وكأنها تذكّر أوزان بكل ثانية مرّت ببطء منذ غياب جان. كان يجلس على الأريكة، منحنٍ قليلاً، يمسك هاتفه بيده، يحدّق في شاشة خالية، وجهه شاحب وعيناه نصف مغلقتان من الإرهاق.
…يدور مقبض الباب.
فتح جان الباب بهدوء، تسلّل إلى الداخل كمن يعود من معركة خاسرة، خطواته حذرة، وعيناه تبحثان عن شيء لا يعرفه.
فجأة، يقف أوزان من مكانه، كأنّ الكهرباء سرت في جسده. يحدّق به مصدوماً.
أوزان (بصوت مبحوح): “جان؟!”
لم يُجِب. فقط وقف هناك، صامتاً .
وفجأة، اندفع أوزان نحوه، ولكمه بقوة على كتفه.
أوزان (بغضبٍ يكاد يختنق بالبكاء): “أيها الغبي… أين كنت؟! لقد متُّ ألف مرة وأنا أتخيّل ما حلّ بك! أرسلتك للخارج لألتقط أنفاسي… لا لأختنق بهذا الشكل!”
ظل جان ساكناً، يضع يده على كتفه، ثم يهمس بصوت خافت:
“كنت بحاجة إلى وقت… ليزول غضبي …..لأفهم نفسي.”
أوزان (وهو يضرب صدره): “تفهم نفسك؟! وأنا؟! كنت أنام بجانب باب الشقة حتى لا يفوتني صوتك إن عدت!”
(لحظة صمت ثقيلة)
اقترب جان خطوة، عيناه تلمعان بندم خافت، ثم قال بصوت خفيض: “أنا آسف، أوزان.”
لكن أوزان دفعه قليلاً بعيداً، نظراته مشبعة بالتعب:
“أسفك هذا لن يغيّر شيئاً.”
جان ابتسم، ابتسامة خفيفة فيها من الحزن أكثر مما فيها من الدعابة، وقال:
“إذاً… غادر. أتركني و غادر.”
جلس أوزان على الأريكة، ألقى بجسده كما لو كان يحمل سنوات على كتفيه، ثم تنهد وقال دون أن ينظر إليه:
“تعلم أني لن أفعل.”
تردّد جان، ثم جلس على الأريكة المجاورة، بصمتٍ.
أوزان (بعد لحظة): “اطلب لي طعاماً… لم آكل شيئاً تقريباً منذ غيابك.”
ثم استلقى، وأغمض عينيه بتعبٍ ظاهر، كأن ما جرى استنزف آخر ما بقي فيه من مقاومة. . »»»»»»»»»»»»»
أوزان كان قد غفا على الأريكة، نصف ممدد، وغطاء خفيف فوقه. يفتح عينيه ببطء على صوت خطوات ناعمة، فيجد جان واقفاً قربه يهز كتفه بلطف، يحمل كيس طعام.
جان (بابتسامة باهتة، فيها شيء من السخرية): “كنت على وشك نسيان نفسي، لا أنت.”
ينهض أوزان بتثاقل، ويجلس إلى الطاولة الصغيرة. يفتح جان الأكياس ويبدأ بتوزيع الطعام بصمت ثم يبدأ بتناول طعامه .
أوزان (بعد لحظة صمت تمتم ساخراً): ” شهيّته جيدة رغم كل شيء.”
جان (يرفع حاجبه بخفة): ” مضى وقت طويل منذ أن أكلت وجبة لائقة.”
يتبادلان نظرة قصيرة، صامتة، لكنها أقل توتراً من قبل. ينظر أوزان إلى الأطعمة أمامه، همبرغر، بيتزا، وجبات سريعة، ثم يتنهد:
أوزان (مازحاً اوهو يأخذ قطعة): “لو كنتَ طلبت سوشي، لاعتبرتها محاولة للصلح.”
جان (وهو يفتح علبة المشروب): “سأحاول المرة القادمة…” اخذ رشفة
أوزان ينضر بعيداً (بصوت منخفض ): أنا آسف على ما قلته تلك الليلة.
جان (ينظر إلى الطاولة دون أن يرفع عينيه): وأنا آسف… على كل شيء.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
إسطنبول – جامعة بوغازيتشي – مبنى واشبورن هال
كان مارت واقفاً أمام لوحة الإعلانات، يتنقل بعينيه بين القوائم الطويلة بحثاً عن اسمه، كمن يفتّش عن شيء أكثر من مجرد نتيجة.
اقترب إيرهان من الخلف، بصوتٍ واثق: “لقد نجحت… لا داعي لأن تُرهق عينيك بالبحث.”
أجابه مارت دون أن ينظر إليه، بنبرة خافتة: “شكراً.”
استدار ليغادر، لكنه توقف عند كلمات إيرهان التي خرجت بنبرة عتاب خفيفة: “هل قطعت علاقتك بي أيضاً؟ فهمتُ أنك انفصلت عن شاغلا… لكن، هل انتهت صداقتنا كذلك؟”
وقف مارت لثوانٍ، ظهره لإيرهان، كأنه يزن الكلمات التي يجب أن تُقال، أو يتساءل إن كانت تستحق أن تُقال أصلاً.
مارت (يلتفت ببطء، بصوت خافت): “لا… لم أقطع علاقتي بك. فقط… قطعت علاقتي بكل شيء.”
إيرهان (بهدوء): “بما في ذلك نفسك؟”
مارت (يبتسم بسخرية باهتة): “ربما.”
إيرهان: “حسناً … تعال لنشرب قهوة، كما كنا نفعل دائماً بعد النتائج.”
مارت (يتردد، ثم يهز رأسه): “ليس اليوم.”
إيرهان (بابتسامة متفهمة): “إذن متى؟ السنة القادمة؟ بعد التخرّج؟ بعد نهاية العالم؟”
تظهر ابتسامة خفيفة على وجه مارت، وكأنها أول شرخ في جدار الحزن.
مارت (بنبرة أقل قسوة): “حين أجد سبباً للحديث… لن أتأخر.”
إيرهان: “وأنا سأكون هنا… حتى بدون سبب.”
يربت على كتفه بلطف، ثم يستدير ويغادر، يترك مارت مع أفكاره… لكنه يترك أيضاً خيطاً دافئاً من الماضي لا يزال ينبض.
»»»»»»»»»»»»»»»»»
المكان: نيويورك – حي كوينز – شقة جان وأوزان – صباحاً
ضوء الشمس يتسلل عبر النافذة ليغمر طاولة الطعام الصغيرة في الزاوية. صوت خافت لأكواب الشاي وهدوء نسبي في المكان بعد عدة عواصف في الأيام الماضية .
جلس جان مقابل أوزان، يتناولان فطوراً بسيطاً ،بعض التوست، وجبن، وشاي دافئ.
أوزان (بصوت هادئ وهو يرفع نظره من كوبه): – هل ستأتي للعمل اليوم؟
جان (متردداً، يعبث بشريحة الخبز بين أصابعه): – لا أعلم… الشيف دانييل… أعتقد أنه سيقتلني إن رآني.
ابتسم أوزان، وكأن الذكرى مرت أمامه كفيلم قصير.
أوزان (بمزاح ناعم): – لا أحد يمكنه التعامل مع غضبك غيري.
خفض جان عينيه، وظهر الخجل على وجهه.
جان (بصوت خافت): – أعتذر… لقد بالغت كثيراً هذه المرة.
أوزان (مطَمئناً، يمد يده نحو كوبه): – لا عليك… ثم إن الشيف دانييل لم يعلّق على ما حدث.
جان (يعقد عاجبيه ): – أشعر أنه يتساهل معي كثيراً… حتى عندما أعطاني الوظيفة، لم يكونوا فعلاً بحاجة إلي.
أوزان (بهدوء وصدق): – ربما فقط… أراد مساعدتنا.
ساد صمت قصير، فقط صوت عقرب الساعة في الزاوية يدقّ، وكأن الزمن يمنحهما لحظة تأمل.
»»»»»»»»»»
المكان: نيويورك – مانهاتن – المطعم – ذات اليوم
دخل أوزان إلى المطبخ بخطوات واثقة، يتبعه جان بهدوء ظاهر لا يخفي التوتر في ملامحه. رآهما الشيف دانييل من طرف المطبخ، وألقى نظرة سريعة نحوهما، دون أن يغيّر تعبير وجهه الصارم.
توجّه أوزان مباشرة إلى طاولة التحضير، يلفّ المريول حول خصره كأن شيئاً لم يكن، بينما انحرف جان بخطاه نحو الشيف، يحاول جمع شجاعته.
جان (بصوت خافت، يكاد لا يُسمع وسط ضجيج المطبخ): – شيف دانييل… أنا أعـتــ…
لكن الشيف قاطعه، دون أن ينظر إليه: – توجّه لعملك فوراً يا جان… الصحون تنتظرك منذ ثلاثة أيام.
تجمّد جان لوهلة، بعينين متسعتين من الدهشة، ثم قال سريعاً: – حاضر.
واندفع إلى مكانه بخطوات سريعة، بينما لم تتغير ملامح الشيف، وكأن العاصفة قد مرّت… وتركته واقفاً في منتصفها، بلا كلمة.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»
المكان: إسطنبول – منزل عائلة آصلان – المساء
اجتمعت العائلة في الصالة الواسعة، حيث تعانقت ضحكات الكبار مع صخب الصغار. كان الجد يجلس في مقعده المعتاد، وإلى جانبه ابنه وزوجة ابنه، والدا ساردار. وعلى الجهة الأخرى، جلست ابنته وزوجها، والدا إيليف، يتبادلان أطراف الحديث معاً.
في وسط الغرفة، كان مارت يحمل ماهر، الطفل الصغير ، ويتأمله بعينٍ يملؤها دفء نادر.
إيليف اقتربت منهما بابتسامة، وضبطت غطاء الطفل على كتفيه بلطف، ثم جلست قرب مارت وهي تراقب أفراد العائلة بتأمل.
كان الأحفاد الأكبر سناً منهمكين في هواتفهم، وفجأة، اقترب شقيق إيليف أركان من ساردار، وهو يلوّح بهاتفه:
أركان (بحماسة): “ساردار! انظر… هذه هي الأغنية التي أخبرتك عنها!”
ألقى ساردار نظرة على الشاشة، بينما تسلّل شقيقه الأصغر مراد وقال بعفوية:
مراد (ضاحكاً ): “إنها ترند، الكل يستخدمها هذه الأيام!”
ضحك ساردار بدوره، وهزّ رأسه قائلاً:
ساردار: “صارت في كل مكان… حتى في فيديوهات الطبخ!”
رد الجد بنبرة تحمل مزيجاً من الدعابة والحنين:
الجد: “زماننا لم يكن فيه ‘ترند’، كان فيه راديو وأغانٍ تحفظ بالقلب… أما الآن فكل شيء مؤقّت.”
ضحك الجميع، فيما التقط ماهر فجأة أحد ألعاب الطاولة وأسقطها، فتفرّقت القطع على الأرض، فاندفع الجميع في نوبة ضحك جديدة، بينما انحنى مارت ليلتقطها، وهو يهمس:
مارت (مبتسماً لماهر): “أنت أيضاً تريد أن تصبح نجم الترند؟”
اعترضت جميلة شقيقة ساردار، وهي تمرّر الهاتف إلى من حولها :
“كلا، كلا، لقد اشتهر لهذا المغني أكثر من أغنية! هذه هي الرابعة التي تصل إلى الترند .. اعتقد ان أول أغنية اشتهرت له قبل سنة .”
مارت (مؤكّداً): “صحيح… والأغرب من ذلك أنه لم يُسجّل أيّاً منها بشكل رسمي. كل ما فعله أنه صوّر مقطعاً لنفسه، يغنّي ويعزف على الغيتار، ونشره على اليوتيوب.”
ساردار (وقد لمعت عيناه): “لكنه موهوب للغاية… من أول نغمة تسمعها، تشعر بأنك أمام شيء مختلف تماماً.”
إيليف (بفضول): “لكن… لم يظهر وجهه حتى الآن، أليس كذلك؟ دائماً ما يرتدي كمّامة سوداء وقبعة تُخفي ملامحه تماماً.”
أركان (ضاحكاً ): “ربّما لديه هوية سرّية! مغنٍّ في الليل، وموظّف في بنكٍ بالنهار!”
مراد (ساخراً ): “أو قد يكون أحد معارفنا، لا يريدنا أن نطلب منه أن يغنّي لنا بعد العشاء!”
تعالت الضحكات من جديد، حتى إنّ الجد خفَض رأسه قليلاً، وكأنّه يُخفي ابتسامة لم يشأ لها أن تُرى.
مارت (يهمس لإيليف): “الغريب في الأمر… أن صوته يُشبه صوت شخص أعرفه.”
إيليف (بصوت منخفض): “أتعني…؟”
مارت (هازاً رأسه): “لا… لا أدري. ربما هي مجرد أوهام.”
ثم نهض فجأة، وسار ببطء نحو النافذة، حيث بدا الليل وقد أسدل ستاره على المدينة، وراحت أضواء الصالة تنعكس على الزجاج كأنها نجوم حائرة.
ومن خلفه، كان الجد يراقبه في صمت… عيناه شاخصتان، ويده تقبض على عصاه بهدوء.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»
المكان: نادي الملاكمة – بعد الظهيرة
تتردّد ضربات القفازات على أكياس الملاكمة في أرجاء القاعة، تصاحبها أنفاس ثقيلة وصوت صفارات المدرب. يقف جان وأوزان في الزاوية، يتدرّبان معاً على اللكمات والدفاع، وكل منهما مغمور بعالمه.
أوزان (يمسح جبينه بيده المغطاة بالقفاز، ينظر إلى جان بجدية): “جان، فكّر في الأمر… إنهم يقدمون عرضاً جيداً. سينتجون لك ألبوماً كاملاً.”
جان (يتوقف عن اللكم، يلتقط أنفاسه ويخفض رأسه قليلاً ): “نعم، أعلم يا أوزان… لكني وضعت شرطاً واحداً . لن أقبل أن تُكشَف هويتي.”
أوزان (يرفع حاجبه، ثم يبتسم بثقة وهو يربت على ذراع جان): “أعتقد أنهم سيوافقون. من الغباء أن يضيّعوا فرصة بسبب قناع.”
وفجأة، يرنّ هاتف جان. يتوقّف عن الحركة، يخلع قفازه بسرعة، ويُخرج الهاتف من جيب سترته الرياضية. يردّ بصوت خافت، مبتعداً خطوة إلى الخلف:
جان (يتمتم): “نعم… أجل… حسناً … سآتي غداً.”
بينما يقف أوزان بجانبه، يتابع ملامحه بانتباه. الحذر يتلاشى تدريجياً عن وجه جان، لتحلّ مكانه صدمة هادئة.
جان (يغلق الهاتف، يتجمّد لحظة، ثم يلتفت نحو أوزان بذهول): “لقد… وافقوا على شرطي. سأذهب للاجتماع معهم غداً.”
أوزان (تتسع ابتسامته، ويضع يده على كتف جان): “سـنحتفل، يا نينجا الروك.”
جان (يضحك بخفة، يهزّ رأسه): “لا تُنادِني هكذا أمام الناس…”
أوزان (يرمش له بمكر): “غداً… العالم كله سيعرف هذا الاسم.”
جان (ضاحكاً، لكنه يحاول الجديّة): “أوزان… لا مزاح في هذا.”
أوزان (يضحك ويقول بخبث): “إذاً… لا مزيد من الوجبات السريعة. أريد طعاماً حقيقياً . سنطلب شيئاً مختلفاً اليوم.”
جان (يضحك وهو ينزع قميص التدريب): “أي شيء تريده… حتى لو كانت سلطة سيزر.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات