في زوايا إسطنبول القديمة، حيث تتعانق أصوات الباعة مع نداءات المآذن، وحيث تتبدل الفصول على مهل كما لو أنها تخشى أن تجرح ذاكرة المدينة… تمضي الحياة على نحوٍ مختلف لكل واحدٍ منهم.
مارت، الذي بدا في السابق على شفا الانهيار، أخذ يخطو بثبات على الطريق الطويل نحو التماسك. يحمل حزنه في عينيه، لكن خطواته لم تعد تتعثر. لا يتكلم كثيراً، لكن في صمته عزيمة جديدة، كما لو أن داخله يرفض أن ينهار مرة أخرى.
إيليف، تمسك بيد طفلها الصغير، وتحاول أن تنتشل مارت من حزنه كما تنتشل زهرة من وحل، برقة وإصرار. ترافقه بهدوء، تصغي لصمته، وتنتظر أن يثق بها كما يثق الطفل بأمه حين يخطو أولى خطواته.
شاغلا، ما تزال في صراع مع ذاتها. أحيانا، تفهم موقف مارت وتغمرها مرارة الفقد، وأحياناً أخرى تشتعل داخلها نيران الغيرة والحقد، لا على مارت وحده، بل على إيليف أيضاً. تكرهها حيناً وتشفق عليها حيناً، وتبقى عالقة بين الماضي الذي لم يُغفر، والحاضر الذي لا يُحتمل.
الجد، في شيخوخته المهيبة، لم يهدأ قلبه بعد. لا يمر يوم دون أن يسأل عن جان. ما يزال يبحث… بعناد يليق برجل فقد كل شيء عدا الأمل.
أما في نيويورك، تحت سماء غريبة وشوارع لا تعرفهم… يتقدم جان بخطى خجولة. يحاول أن يعبر عن نفسه، أن يعيد لروحه نبضاً فقده منذ زمن. يكتب، يعزف… وكل تفصيلة صغيرة يعيد اكتشافها كأنها حياة جديدة. إلى جانبه أوزان، لا يتركه، يسنده بكلمة، بنظرة، بصمت. يحلم أن يعود كل شيء إلى نصابه، وإن كان النصاب قد تغير إلى الأبد.
نيويورك – حي كوينز – شقة جان وأوزان
الساعة الخامسة فجراً
الصالة شبه مظلمة، إلا من وهج شاشة اللابتوب.
جان يجلس متقاطع الساقين على الأرض، الغيتار على حجره، وأوراق النوتات مبعثرة حوله كأنها تنفست معه ليلة كاملة من العزف والتفكير.
يضغط على زر “حفظ”، يتنهّد بعمق، ترتسم ابتسامة صغيرة على وجهه، ابتسامة إنجاز.
جان (يتمتم وهو ينهض):
” أخيراً… انتهيت منها.”
يتجه بخفة نحو غرفة النوم، يفتح الباب بخفّة، يقترب من السرير ويبدأ بهز كتف أوزان.
جان (بحماس هامس):
“أوزان… استيقظ… هياااا.”
أوزان (بصوت ناعس مغمض العينين):
كم الساعة؟
جان:
” الخامسة.”
أوزان (متأففاً وهو يغطي رأسه بالوسادة):
“جااان… عليك اللعنة… دعني أنم، لدينا عمل صباحاً.”
جان (بابتسامة طفل لا يحتمل الانتظار):
” أوزان، قُمْ! لقد أنهيتها!”
ينتفض أوزان جالساً اعلى السرير، شعره مبعثر وعيناه نصف مفتوحتين.
أوزان:
” أغنيتك؟”
جان (يومئ له بحماس):
” نعم!”
ينهض أوزان بتثاقل يتبعه جان نحو الصالة.
يجلس جان أمام اللابتوب، يلتقط السماعات ويضعها على أذني أوزان برفق.
جان (بهمس وهو يضغط “تشغيل”):
” اسمع…”
يعزف اللحن…
الصمت يملأ الغرفة سوى من صوت الموسيقى الخارج خافتاً جدآ من السماعة، وجان يراقب وجه أوزان بتوتر خفيف، كأن مصيره يتوقف على ردة فعله.
أوزان يبدأ بهزّ رأسه مع النغمة، ثم يهمهم بكلمات الأغنية، وتعلو زاوية فمه بابتسامة هادئة.
ينتهي التسجيل.
ينزع أوزان السماعات، يلتفت إليه.
أوزان (بصدق):
” إنها رائعة، جان.”
جان (بتردد وهو ينظر في عينيه):
” لا تجاملني…”
أوزان (يمسك بكتفه):
“أقسم لك… الأغنية تشبهك تماماً.”
تظهر على وجه جان ابتسامة خجولة، عميقة.
جان (بصوت منخفض):
” ظننتُ… أنك ستقول إنها حزينة.”
أوزان (بنظرة هادئة):
” هي حزينة… لكنها صادقة. وهذا أجمل ما فيها.”
(لحظة صمت لطيفة، فيها امتنان متبادل)
جان (ينظر إلى أوراقه المبعثرة ثم يعود بنظره إليه):
” كتبتها بعد تلك الليلة… حين قلت لي أنني أهرب دائماً.”
أوزان (بصوت دافئ):
” وهل توقفت عن الهرب؟”
جان (ينظر إليه بابتسامة شاحبة):
” لا أعرف… لكن هذه الأغنية، كانت المرة الأولى التي شعرت أني أواجه شيئاً… ولو على الورق.”
أوزان:
” أحياناً، الورق أصدق منّا.”
(يصمتان لحظة، ثم يتكئ أوزان على الأريكة بتعب)
أوزان:
” الآن هل تسمح لي بالنوم؟ أم ستبدأ مشروع ألبوم كامل؟”
جان (يضحك بخفة):
” فقط اسمح لي بحلم صغير… والباقي عليّ.”
أوزان (بابتسامة ناعسة):
” احلم قدر ما تشاء ، ولكن بعد القهوة.”
يضحكان معاً، ويذوب الفجر بين ظلال الضوء والموسيقى والنوم المتأخر.
»»»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – مطبخ المطعم – صباح هادئ بعد عدة ايام
كانت رائحة الخبز المحمص والقهوة الطازجة تعبق في أجواء المطبخ، فيما تسلّلت أشعة الصباح الأولى عبر النوافذ الواسعة، تغمر المكان بضوء ناعم دافئ.
جلس جان إلى الطاولة الخشبية الصغيرة في زاوية المطبخ، منكباً على شاشة حاسوبه المحمول، وملامحه تنوس بين الارتياح والتوتر، كمن يُنهي شيئاً لطالما خشي عرضه على العالم.
دخل أوزان، يمسح يديه بمنشفة قطنية بيضاء، واقترب ليرى ما يفعله صديقه.
أوزان (بنبرة فضولية):
“هل أنهيتَ المونتاج؟”
جان (أومأ دون أن يحوّل نظره عن الشاشة):
“نعم… عدّلت مستويات الصوت ورتبت المقاطع. هذه النسخة النهائية.”
جلس أوزان الى جانبه ، وأخذ يشاهد المقطع من بدايته. كان تناغم الغيتار مع صوت جان بسيطاً، غير أن صدقه جعل وقعَه عميقاً، كما لو أن الموسيقى تنقل شيئاً لا تقولُه الكلمات.
انتهى العرض، وساد صمت قصير.
أوزان (بابتسامة صغيرة):
“لن نتركها حبيسة هذا الحاسوب… أليس كذلك؟”
دخل جيمس من الباب الخلفي، يحمل صندوقاً من الفاكهة الطازجة، وما إن التقط طرف الحديث حتى قفز متحمّساً كعادته:
جيمس:
“تيك توك! أو يوتيوب! الأغنية ستلقى رواجاً كبيراً!”
التفت جان إليه، وقد ارتسم على وجهه شيء من التردد.
جان:
“تيك توك؟”
جيمس:
“نعم! نأخذ مقطعاً قصيراً من الأغنية، نضيف مشهداً بصرياً بسيطاً… الناس تميل للأصوات الصادقة، وصوتك يحمل الكثير من المشاعر.”
أوزان (نصف ضاحك):
“يعني سنحوّلك إلى نجم على مواقع التواصل؟”
رفع جان حاجبه، ما زال غير مقتنع تماماً.
جان:
“لكنني لا أعرف شيئاً عن هذه الأمور…”
جيمس (بحماس):
“دع الأمر لي. سأُنشئ الحساب، وأمنتج أول فيديو. وإن احتجنا، ندفع شيئاً بسيطاً للترويج. لا تقلق.”
في تلك اللحظة، كان الشيف دانييل واقفاً قرب المجلى، يقطع البصل بهدوء. التفت إليهم ورفع حاجبه باستغراب:
دانييل (بنبرة جادة):
“تيك توك؟ هل هو تطبيق للطبخ أم للغناء؟”
انفجر الثلاثة بالضحك، بينما اكتفى دانييل بابتسامة خفيفة، وإن بدا عليه أنه لم يفهم تماماً سبب الضحك.
جان (بصوت خافت، وهو ينظر إلى الشاشة):
“وماذا لو فشلنا؟”
أوزان (بنبرة دافئة مطمئنة):
“أسوأ ما قد يحدث… أننا نعود لنغني للمطبخ وحده.”
ضحك جان بخفة، ثم نظر مجدداً إلى حاسوبه، وكأن شيئاً بداخله بدأ يصدّق أن ما كتبه بصوته… قد يكون بداية لشيء أكبر.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
إسطنبول – منزل عائلة آصلان – ظهيرة هادئة
جلَس مارت على الطاولة الخشبية الصغيرة في زاوية الغرفة، كتبٌ وأوراقٌ مبعثرة أمامه، ويده تقبض القلم دون أن يحرّكه. عينا مارت شاردة، تنظر إلى نقطةٍ في الفراغ، وكأن عقله عالقٌ في مشهدٍ بعيد… وجه جان، صوته، ضحكته… كل شيء فيه كان يشوش تركيزه، يُثقل صدره ويشتت أفكاره.
قطع شروده صوت خطوات خفيفة، تبعها دخول إيليف وهي تحمل الصغير “ماهر” بين ذراعيها. كان الطفل يناغي بلطافة، ويداه تتحركان في الهواء، وعيناه تبرقان ببراءة.
ابتسم مارت تلقائيا، مدّ ذراعيه قائلاً:
مارت (بحنان): هاتِه إليّ، أحتاج استراحة من هذا الصداع.
ناولته إيليف الطفل بابتسامة، وجلس مارت يُقلبه برفق بين ذراعيه، ثم أجلسه في حجره وبدأ يلاعبه بأنامله.
إيليف: كيف تسير تحضيراتك للامتحانات؟
مارت (بتنهيدة خفيفة وهو يلاعب ماهر):
“لن أكذب… سيئة جداً.”
إيليف:
” لمَ لا تدرس مع أصدقائك؟ ربما يكون ذلك أسهل.”
خفض مارت نظره إلى الطفل، ثم ابتسم وهو يتحاشى النظر إليها:
مارت:
“صديقتي الوحيدة الآن… أنتي.”
(يصمت لحظة ثم يضيف ممازحاً)
“لكن صديقتي لا تزال طالبة ثانوية.”
رفعت إيليف حاجبيها وقالت بتحدٍّ خفيف، وعلى شفتيها ابتسامة واثقة:
إيليف:
” لم يتبقَّ إلا امتحانٌ واحد… وسأدخل الجامعة.”
(تنظر إليه مباشرة)
“حينها، لن يكون لك عذر، وسأصبح زميلتك.”
ضحك مارت بهدوء، وهزّ رأسه دون أن يعلّق، بينما كان الصغير يضحك بين يديه، وكأن ضحكته تخفف ثقلاً كان يضغط على الغرفة.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – مطبخ المطعم – ظهيرة مزدحمة
صوت المقالي يتصاعد، والأوامر تتناثر بين الطهاة، في فوضى منظمة تشبه إيقاع المدينة نفسها. ورغم الضجيج، جلس جان على صندوق خشبي عند الزاوية، هاتفه في يده، يحدّق بشاشة تيك توك، ملامحه ساكنة لكنها تحمل بريقاً خفيفاً من الدهشة.
اقترب منه جيمس بحماس، يحمل هاتفه هو الآخر، وقال بابتسامة عريضة:
جيمس:
“أقسم أني رأيت هذا الفيديو على ثلاث صفحات مختلفة اليوم! الناس مهووسون بالأغنية، اسمع هذا التعليق: ‘صوته مثل الليل الهادئ… نريد أن نراه!'”
أوزان كان يقلب شريحة لحم فوق المشواة، ثم التفت بنصف جسده وهو يمسح عرقه بكمّه:
أوزان (بصوت جاد):
“أخبرتكما… لا وجه. دعوا الأمر كما هو. الغموض هو ما يجعلهم يعودون مراراً.”
جان (بهدوء):
“أنا لا أريد أن أُرى.”
جيمس (متفاجئاً):
“لكن هذا قد يفتح لك أبواباً! شركات إنتاج، حفلات، حتى دعوات للتلفاز!”
اقترب أوزان منهما، ووضع الملقط جانباً، ثم جلس بجوار جان، ناظراً في عينيه مباشرة:
أوزان:
“الشهرة ليست علاجاً يا جيمس. هذا ليس هدفه.”
جان (بصوت خافت):
“أنا فقط أردت أن أتنفس… دون أن أُسأل من أنا.”
صمت للحظة، ثم أضاف، وهو ينظر لصورة الكيتار التي ترافق المقطع:
جان:
“هذه الصورة تقول كل شيء. لا حاجة لوجهي.”
جيمس (بتنهيدة):
“كما تريد… لكن على الأقل دعنا نرفع مقطعاً آخر. صوتك يستحق أن يُسمع.”
أومأ جان برأسه ببطء، وهمس كمن يعترف:
جان:
“ربما قريباً… بصوتٍ فقط، لا أكثر.”
نظر إليه أوزان بابتسامة خفيفة، وربت على كتفه:
أوزان:
“خطوة بخطوة، جان… لا عجلة في الأمر.”
»»»»»»»»»»»»»»»»
جامعة بوغازيتشي – واشبورن هال – قاعة الامتحانات
ظهيرة هادئة، الجو مشحون بالتوتر والتركيز
جلس مارت في مقعده داخل القاعة الواسعة، أوراق الامتحان أمامه، والهدوء يخيّم على المكان لا يقطعه سوى صوت أقلام تتحرك بخفة على الورق، وهمسات المراقبين وهم يتجولون بين الصفوف.
تنفس بعمق، أمسك القلم، وبدأ يقرأ الأسئلة بتركيز. كان يحاول أن يضع كل ما مرّ به خلفه، أن يغلق على نفسه باب التفكير، ويركز فقط على هذه الورقة البيضاء.
لكن في لحظةٍ عابرة، رفع رأسه…
عبر الصفوف، كانت شاغلا تجلس بهدوء، رأسها منكّس، تكتب بتركيز، أطراف شعرها تتمايل فوق كتفيها، وفي عينيها ظل من تعبٍ لا يُخفى.
توقف قلبه للحظة.
تأملها دون أن يشعر…
ثم سرعان ما تنبّه، أدار وجهه بسرعة، وأجبر نفسه أن يعود للورقة.
(في داخله:)
“ليس الآن يا مارت… لا مجال للضعف الآن.”
شدّ على القلم من جديد، وراح يكتب.
بعد أن أنهى امتحانه، توجه مارت مباشرة نحو مدرسة روبرت. أوقف سيارته قبالة البوابة الرئيسية، ثم ترجل منها ليستند إليها بصمت، ناظراً إلى الخارج بترقب.
كانت مجموعات من الطالبات يخرجن بين الحين والآخر، تتعالى ضحكاتهن وتخفت، بينما تتناثر خطواتهن على الرصيف. راح مارت يتأمل الوجوه المارة دون أن يعثر بينها على الوجه الذي ينتظره.
ألقى نظرة سريعة إلى ساعته، تنهد بقلق خفيف، ثم رفع رأسه مجدداً … وفي تلك اللحظة، ظهرت إيليف.
وجهها بدا له كفاصل بين صخب العالم وطمأنينة القلب، كانت تمشي بخطى واثقة، تحمل حقيبتها على كتفها، وابتسامة خفيفة تلوح في عينيها.
إيليف (بمرح وهي تقترب):
“هل انتظرت طويلاً؟”
مارت (وقد انتقل إليه الاهتمام فوراً ):
“هل أديتِ جيداً في الامتحان؟”
إيليف (تبتسم بثقة وهي تزيح خصلة من شعرها خلف أذنها):
“نعم، لا تقلق. كل شيء كان كما توقعت.”
مارت (يبتسم براحة):
“إذاً… هل نحتفل بنجاحك؟”
إيليف (تضحك بخفة، بنبرة مفعمة بالثقة):
“أكيد! كن واثقاً… سأنجح بعلامات جيدة، وستضطر للاحتفال أكثر من مرة .”
ضحك مارت وهو يفتح لها باب السيارة قائلاً:
مارت:
” إذاً سأبدأ بالتفكير في هدية النجاح من الآن.”
»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – نادي الملاكمة – مساء متأخر
كان الجو مشحوناً بالحركة، أوزان وجان يضربان أكياس الملاكمة بإيقاع سريع. صوت ضربات القبضات يتردد، والعرق يتصبب من جباههما، يغسل التعب والإحباط في آنٍ واحد.
توقف جان فجأة، استند إلى الحبال بثقل، يتنفس بعمق، عيناه ترمقان أوزان الذي كان يلتقط أنفاسه بجانبه.
أوزان (مبتسماً وهو يمسح عرق جبينه):
“جان، … لا تُظهر وجهك في مقاطع الفيديو.”
جان (يربت على صدره بثقة هادئة):
” لا تقلق، لا أريد أن يعرف أحد من أنا.”
أوزان (يتجه نحو المقعد، يلتقط زجاجة ماء ويرتشف منها):
” إذًا علينا أن نكون أذكياء. لنجد طريقة تخفي بها وجهك تمامًا؟”
جان (يقف أمامه، عاقداً ذراعيه بتفكير):
” هل أرتدي خوذة الدراجة؟ يمكن أن تكون غريبة، لكنها فعالة.”
ضحك أوزان (مستفزاً بطريقة ودودة):
” خوذة؟ وهل ستغني وأنت تلبس خوذتك؟! هل تريد أن تحوّل نفسك إلى سوبر هيرو الموسيقى؟”
جان ( يحك رأسه و يبتسم بسخرية متواضعة):
“ربما… لم أفكر في التفاصيل بعد.”
أوزان (ينظر إليه بجدية متناهية):
” ارتدِ كمامة سوداء وقبعة عريضة الحواف، هكذا لن يظهر منك سوى صوتك.”
جان (ينظر له،ارتسم على وجهه تفكير عميق، توّجه ابتسامة هادئة كمن وجد في الفكرة ما يرضيه ):
“فكرة ممتازة! وسأبدو كالمحقق في فيلم بوليسي.”
أوزان (يضحك، ثم يرفع يده ليصفع كف جان بخفة):
” الليلة نبدأ التسجيل.”
جان (يرفع تيشيرته ليغطي به نصف وجهه ، ويشد كتفيه بمزاح):
“مستعد لأكون النجم المجهول.”
أوزان (بابتسامة مشجعة، فيها دفء يوحي بأن كل شيء سيكون على ما يرام.):
” النجم المجهول الأشهر صوتاً في المدينة.”
يمتد صوت ضربات القبضات ثانيةً، ولكن الآن مع حماس جديد ينبع من فكرة سرية ووعد بمغامرة مختلفة.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
منزل العائلة – غرفة الطعام – مساء أول أيام عطلة السنة الدراسية
تجمّعت العائلة حول طاولة العشاء، حيث اختلطت رائحة الأطباق الساخنة بأصوات الأحاديث والضحكات. جلس مارت إلى الطاولة وهو يحمل ماهر في حجره، يحيط به بذراعيه كأنما يحتضن عالماً صغيراً لا يريد أن يفلت منه.
اقتربت المربية بلطف وقالت باحترام:
” سيد مارت… دعني آخذه لأطعمه، قد يتعبك.”
مارت (يبتسم دون أن يرفع نظره عن ماهر):
“لا، دعيه… أنا سأطعمه. أليس كذلك، صغيري؟”
ضحك ماهر وهو ينظر إليه بعينين لامعتين وقال بمرح:
ماهر:
“أبا!”
إيليف (تراقب المشهد بابتسامة مشوبة بالقلق):
“سيُوسخ ثيابك، مارت.”
مارت (ضاحكاً):
“لا بأس… المهم أن يأكل براحة.”
راح يُطعمه الحساء بلطف، بينما الصغير يعبث بيديه في الصحون أمامه، يُسقط الملاعق، ويمسح يديه المبللتين على كم قميص مارت دون أن يشعر بأي ذنب.
إيليف (بنبرة مرحة لكن حازمة):
“مارت، لا تُدلّله هكذا… لقد حوّل طبقك إلى فوضى.”
مارت (يضحك وهو يزيل قطعة خبز علقت على ذقنه):
“دعيه يستكشف… لا حاجة للقيود مع طفل في هذا العمر.”
إيليف (تشير بعيونها إلى آثار الطعام على ملابس مارت):
“تمام، لكن أنت من سيحمّمه
بعد العشاء!”
مارت (ينظر إليها ويضحك):
“حاضر! سأحمّمه وأغسل ثيابي أيضاً، لا تقلقي.”
وفي تلك اللحظة، تدخل سردار من الجهة الأخرى للطاولة، رافعاً قطعة خبز وهو يغمز مازحاً :
“لا تنسَ تنظيف الأرض من بعده أيضاً، وإلّا فسنضطر إلى إنزالك إلى رتبة المتدرّبين في عالم الأبوة”
ضحكت العائلة، بينما الجد اكتفى بهز رأسه بإعجاب، يراقب حفيده وقد بات أباً بكل ما تعنيه الكلمة من صبر وحنان.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 37"