تتردد إيليف لحظة، تنظر نحو ابنها مرة أخيرة، ثم تتنفس بعمق.
من خلفها، يظهر مارت عند باب المدخل، يضع يده في جيبه وينادي:
مارت (بنبرة خفيفة لكن فيها استعجال):
“إيليف، هيا… ستتأخرين، دروسك ستبدأ بعد قليل.”
.
تنفّست إيليف بعمق، ثم سارت نحو الباب بخطى مترددة، قبل أن تتوقف للحظة أخيرة وتنظر خلفها. ملامحها مزيج بين القلق والامتنان… ثم تابعت طريقها، ومارت بجانبها، يرافق خطواتها بهدوء وصبر.
يصلان إلى السيارة، فيفتح لها الباب بلطف.
مارت (وهو يفتح الباب):
“عندما تنتهين من دروسك، اتصلي بي… سآتي لأصطحبك.”
إيليف (تتردد قليلاً ):
” ومحاضراتك؟”
مارت (ينظر لها مطمئناً ):
“لا تهتمي… فقط اتصلي بأي وقت.”
إيليف بأبتسامة :
” هذه السنة لن نضيعها كسابقتها.”
يومأ لها مارت :
” نعم لن أترك الامتحانات هذه السنة مهما كانت الظروف “
تدخل إيليف السيارة بصمت، لكنها تبتسم وهي تغلق الباب.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
جامعة بوغازيتشي – الحرم الجامعي – واشبورن هال – بعد الضهر
كانت الشمس تميل نحو الغرب، تلقي بظلالٍ خفيفة على ممرات الجامعة المزدانة بأشجارٍ خضراء كثيفة.
مارت يسير بخطى ثابتة نحو قسمه، حقيبته متدلية على كتفه، ووجهه ساكن، لكن عينيه كانتا مرهقتين.
من بعيد، لمح إيرهان قادماً من الاتجاه الآخر، وبرفقته شاغلا.
توقفت خطوات مارت للحظة قصيرة، ثم تظاهر بالهدوء وأكمل طريقه.
هي أيضاً لمحته… تباطأت خطواتها، والتصقت نظرتها به، وكأنها لم تتوقع رؤيته بهذه السرعة.
إيرهان (مبتسماً، يلوّح بيده):
“مارت! أهلاً… أخيراً قررت الحضور؟”
اقترب الثلاثة من بعضهم، لكن المسافة بينهم بقيت أكبر مما يجب.
مارت (بصوت هادئ):
“أهلاً… أجل، هذا ما يبدو.”
نظر إلى شاغلا نظرة خاطفة، ثم أعاد عينيه إلى إيرهان رغم أنه لم ينظر إليها طويلاً، إلا أن شيئاً في نظرتها ارتطم بجدار في داخله، جدار ظن أنه رمّمه مؤخراً لكن يبدو أنه لا يستطيع اخراجها من قلبه .”
.بينما بدت شاغلا متوترة، يداها متشابكتان أمامها، ونظراتها لا تستقر.
إيرهان (يتنقل بنظراته بين الاثنين، مستشعراً شيئاً غريباً ):
“أنتم… بخير؟”
(يبتسم بتهكّم خفيف)
“الجو هنا مشحون فجأة.”
ابتسمت شاغلا بخجلٍ مصطنع، وخفضت عينيها.
شاغلا (بصوت خافت):
“… كل شيء على ما يرام.”
ضغط مارت على حزام حقيبته، تنفس بهدوء، ثم قال دون أن يلتفت إليها:
مارت:
“نعم، لا داعي للقلق.”
حلّ الصمت للحظة.
صوت طائر بعيد، ضحكة أحد الطلاب في الجهة المقابلة… كل شيء بدا عادياً، إلا نظرات إيرهان التي بدأت تضيق بترقب.
إيرهان (بصوت منخفض):
“هل… فاتني شيء؟”
نظر إليه مارت، وابتسم ابتسامة خفيفة، لكنها متماسكة، وقال:
مارت:
“فقط… أشياء لا تُقال على عجل.”
ثم وجه نظره إلى شاغلا لحظة قصيرة، لحظة كافية لتقرأ فيها كل ما لم يُنطق، قبل أن يستأذن بهدوء:
مارت:
“عليّ أن أذهب… لديّ محاضرة بعد قليل.”
مضى، وخطواته هادئة، رغم العاصفة التي خلّفها خلفه.
وقف إيرهان في مكانه، ينظر إلى ظهر مارت يبتعد، ثم التفت إلى شاغلا وعيناه تمتلئان بتساؤلات لم تُطرَح.
إيرهان (بصوت منخفض):
“هلا شرحتِ لي ما يحدث؟”
تأملت وجهه لبرهة، ثم خفَضت عينيها، وقالت بهدوء بارد:
شاغلا:
“لقد انفصلنا.
ولا تسألني لماذا.”
ثم استدارت ومضت، تاركة إيرهان واقفاً في الممر، والدهشة تتسلل إلى ملامحه شيئاً فشيئاً.
»»»»»»»»»»»»»»»
نيويورك – مانهاتن – مطبخ المطعم- بعد عدة أيام
كان صوت الماء يتدفّق، والأواني تُغسل بتواتر رتيب، فيما امتزجت رائحة الصابون برائحة الطعام العالقة في الهواء.
كان جان واقفاً أمام المجلى، يضع آخر صحن في الحوض ويبدأ في غسله بهدوء.
إلى جانبه كان جيمس ينظّف الطاولة المعدنية بقطعة قماش مبللة.
جان (دون أن يرفع نظره):
“أين أوزان؟ لم أره منذ الصباح.”
جيمس (يتوقف لحظة عن العمل، ثم يجيب ببساطة):
“استأذن من الشيف دانييل… وغادر .”
جان (بملامح عابسة، يتمتم):
“غادر دون أن يقول شيئاً…؟”
جيمس:
“قال إنه بحاجة إلى بعض الهواء… بدا عليه الانزعاج.”
توقف جان عن فرك الصحون، وبقي لحظة يحدّق في الفراغ أمامه.
ملامحه شُدَّت بصمت، وكأن الغياب بدأ يترك أثره… أكثر مما كان يتوقع.
بعد نصف ساعة،كان جان منهمكًاً في غسل الصحون، يتبادل حديثاً مقتضباً مع جيمس، حين انفتح باب المطبخ ودخل أوزان بخطوات واثقة، يحمل بيده حقيبة كيتار جلدية أنيقة. كانت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه، وكأنه يحمل خبراً سعيداً.
جيمس (يرفع حاجبيه بدهشة):
“كيتار؟ ما الذي تنوي فعله به؟ أوزان، هل تنوي تقديم عرض موسيقي هنا؟”
الشيف دانييل (من خلف الطاولة وهو يقطع الخضار):
“هل تغيّرت قائمة الطعام اليوم؟ أم أننا نضيف فقرة عزف مباشر للمطعم؟”
ضحك أوزان بخفة، ثم نظر نحو جان، الذي كان يحدّق في الحقيبة بنظرات متوترة ومندهشة.
أوزان (موجّهاً الحديث لجان، بصوت هادئ ودافئ):
“لا تقلقوا… هذا ليس لي…. هذه لك، جان.”
صمت المطبخ للحظة، وساد جو من الفضول.
جيمس (بهمس لجان):
“لك؟ هل كنت تعزف من قبل؟”
لم يجب جان، فقط بقي ينظر إلى الحقيبة كأنها تحمل ماضيه كله. مدّ أوزان الحقيبة نحوه برفق، ثم أردف:
أوزان (بنبرة صادقة):
“أعلم أن الكيتار كان جزءاً منك… وتوقفتَ عن العزف بعد الحادث. لكن، إن كنتَ ستعود إلى الحياة، فلتبدأ من هناك… من حيث توقف الحلم.”
ظل جان ينظر إلى الحقيبة، وكأنها شيء يخص شخصاً آخر… “…كأنه يرى نسخة قديمة من نفسه، نائمة داخل الحقيبة، تنتظر من يوقظها.
اقترب ببطء، رفع يده بتردّد، ثم تلمّس الجلد الأملس للحقيبة، مرّ بأصابعه فوق السحّاب، لكنه لم يفتحه بعد.
جان (بصوت خافت، يشبه الهمس):
“ظننتُ أن هذا الجزء مني انتهى… دفنته مع والديّ.”
نظر إليه أوزان بصمت، لم يقاطع، فقط ترك له المساحة ليقول ما يشاء.
جان ( ينظر لأوزان ،يتنفس ببطء):
“كنت أحلم أن أكون مغنياً… أن أعتلي المسارح… أن يسمع الناس صوتي ويشعروا بما أكتبه. لكن بعد الحادث… كل شيء بدا سخيفاً، مستحيلاً.”
خفض جان نظره نحو الحقيبة مرة أخرى، فتحها أخيراً ببطء، وكأنّه يفتح باباً قديماً في قلبه.
ظهر الكيتار بلونه الداكن ولمعانه الخفيف، بدا كأنه لم يُمسّ قط. مدّ جان يده وتحسّس الأوتار، انطلقت منها نغمة خفيفة، ناعمة، ارتجف معها قلبه.
رفع جان نظره نحو أوزان، ابتسامة خجولة تتشكل على شفتيه، وعيناه تلمعان بمزيج من الدهشة والامتنان.
جان:
“أوزان… شكراً. لا أعرف إن كنتُ قادراً … لكني سأحاول.”
أوزان ( يضع يده على كتف صديقه ،بثقة):
“وهذا كل ما أردته منك… أن تحاول.”
»»»»»»»»»»»»»»»»
بعد بضعة ايام
اسطنبول – منزل عائلة آصلان – غرفة المكتب – بعد الظهيرة
كان الضوء الرمادي يتسلل من زجاج النافذة الكبير، فيما تكدّست الأوراق على مكتب الجد، وصوت عقارب الساعة يتردد في الغرفة شبه الصامتة.
فُتح الباب فجأة، دون طرق، ودخل مارت بخطى ثابتة.
رفع الجد رأسه باندهاش، فقد مر زمن بعيد منذ أن تبادل كلمة واحدة مع حفيده.
الجد (بارتباك خفيف):
“أهلاً بك، مارت…”
مارت لم يجب. تقدم بثبات، وجلس على الكرسي المقابل، واضعاً يديه على ركبتيه، وصوته خرج بارداً، خالٍ من الانفعال:
مارت:
“متى ستدلني على قبره؟”
تجمدت ملامح الجد. انخفض نظره قليلاً، وكأن الكلمات ارتطمت بجدارٍ داخلي من الذنب والارتباك.
ماذا يمكن أن يقول؟
أن لا وجود لقبر أصلاً؟
بقي صامتاً، يتفادى نظرات حفيده.
مارت (وقد نفد صبره):
“يبدو أنك لا تخطط لإخباري بمكانه…”
نهض من مقعده، وقال بحزم:
مارت:
“أنا سأغادر هذا المنزل.”
الجد (بصوت خافت لكنه مضطرب):
“مهلاً، مارت… الأمر ليس كما تظن… لكن… الحقيقة أنني لا أعلم مكان قبر جان أصلاً… قلت ذلك فقط… لأجعلك تبقى معي…”
توقف مارت، استدار ببطء، حاجباه معقودان، وصوته متوتر:
مارت:
“يعني… أنت لست متأكداً من موته؟”
الجد (يتنهد، ناظراً إليه بعينين مرهقتين):
“هذا صحيح… هل تريد أن نبحث عنه معا؟”
ساد صمت ثقيل… قبل أن يهز مارت رأسه ببطء، ابتسامة مريرة ترتسم على فمه، ودمعة صغيرة لمعت في عينيه:
مارت:
“مستحيل… لو كان حياً، لأشتاق إليّ…
لأتى لرؤيتي، حتى لو من بعيد…
هو لن يكرهني مهما فعلت به … هذا مستحيل.”
ثم مضى نحو الباب، خطواته أبطأ هذه المرة… وفي قلبه، انفتح شرخ جديد، لا يُرى… لكنه كان هناك.
ظل الجد يحدّق في الفراغ، ثم تمتم في سرّه، بصوت لا يسمعه أحد:
“لقد أتى لرؤيتك، مارت… من بعيد… لكنه اختفى من جديد.”
»»»»»»»»»»
نيويورك – نادي الملاكمة – وقت متأخر من الليل
ساد الصمت أرجاء النادي، لا يُسمع سوى صوت القفازات وهي تضرب الكيس الثقيل بإيقاع منتظم.
جان، مرتدياً قفازيه، يواصل التدريب بتركيز، قطرات العرق تنساب على جبينه، لكنه لا يمنع نفسه من خطف نظرة جانبية نحو أوزان، المستلقي على المقعد الخشبي في الزاوية، رأسه مائل، وعيناه شبه مغلقتين.
ابتسم جان بخفة، ثم عاد يلكم الكيس بقوة.
في نفس اللحظة… صوت طفيف عند الباب.
أدار جان رأسه بسرعة، فرأى المدرب يفتح الباب. ارتبك لثانية، ثم أسرع نحو أوزان وركله برفق في ساقه وهمس بصوت مستعجل:
جان (هامساً):
” أوزان، أفق… المدرب هنا!”
قفز أوزان من مكانه كأن تيار كهربائي مرّ بجسده، جلس منتصباً وفرك عينيه في عجلة، وفي اللحظة ذاتها دخل المدرب بخطوات هادئة وابتسامة على وجهه.
المدرب (ضاحكاً):
” أوزان؟ جئت لتنام؟”
أوزان (بتنهيدة مرهقة):
” آسف، أيها المدرب… كان يوماً طويلاً في العمل، وجان أجبرني على المجيء للنادي…”
لكزه جان في خاصرته دون أن يلتفت نحوه.
ضحك المدرب وهو يهز رأسه:
المدرب:
” حسناً ، لا بأس. استرح قليلاً… وأنت، جان، أنهِ تدريباتك بسرعة وخذه للمنزل.”
جان (بجدية مصطنعة):
“حاضر، سيدي.”
وما إن غادر المدرب حتى وجه جان لكمة خفيفة إلى كتف أوزان:
” وهل أستطيع تركك وحدك؟ أنت تجذب المشاكل كالمغناطيس…”
جان ضحك بخبث، ثم التقط قنينة الماء، فتحها بهدوء، وسكبها على وجه أوزان.
أوزان (يشهق فجأة):
“أيها السافل!”
جان (ضاحكاً ):
“جرّب كيف يكون شعوري كل مرة تفعل هذا بي!”
أوزان (ضاحكًا، بنبرة متوعدة):
“سأنتقم يا جان… بطريقة لن تتوقعها.”
جان (يضحك وهو يعدّل قفازه):
” لا يهم… هيا لنذهب… قبل أن تنام كالعجائز.”
أوزان (يرفع حاجبه بخبث):
“العجائز؟ إذاً فلنبدأ بحصة الجري، خمس جولات مضاعفة!”
جان (يتراجع خطوة):
” لحظة لحظة… كنت أمزح!”
أوزان (يندفع باتجاهه ضاحكاً ):
” فات الأوان!”
يركض جان بين الحلبات محاولاً الهرب، بينما يلاحقه أوزان بخفة
بعد دقائق
جان (يتوقف لاهثاً، ينحني ممسكاً ركبتيه بتعب):
“أوزان… قدمي بدأت تؤلمني… توقف.”
أوزان (يقترب منه، يفتح قنينة الماء بابتسامة ماكرة):
“ليس قبل أن أنتقم.”
جان (يضحك وهو يلتقط أنفاسه):
“الجو بارد… سأمرض… وأنت من سيبلى بي.”
أوزان (يمد له الماء، وعيناه تلمعان بمكر):
“لا يهم… سيكون عقابي العادل.”
وفجأة، يرمي الماء عليه.
جان (يصرخ وهو يشهق):
“أيها الغبي!”
أوزان (يضحك بحرارة، يشير إليه بيده):
“لا تعبث معي ثانية… هيا، غيّر ثيابك لنغادر.”
بعد قليل – خارج نادي الملاكمة – ليل ممطر
الشارع شبه خالٍ، تلمع بقع الماء على الإسفلت تحت ضوء المصابيح الخافتة. الدراجات مصطفّة بجانب الرصيف، والهواء يحمل برودة خفيفة.
(جان يجلس على الدراجة، يضع يديه على المقود، بينما يصعد أوزان خلفه، يلف ذراعيه حول خصره بتلقائية.)
أوزان (بصوت هادئ، وعيناه تتأملان الطريق المبتل أمامهما):
“جان… مضت بضعة أسابيع ولم تلمس الغيتار بعد.”
جان (يرد بصوت منخفض، دون أن يلتفت):
“سأفعل، أوزان… عندما أشعر أني مستعد.”
أوزان:
“حسناً …”
لحظة صمت تمر بينهما، يملؤها فقط صوت خرير الماء من أنابيب المطر، وهمسات الريح بين الأبنية.
أوزان (يضع يده على كتف جان، وهمس خافت ينبض بالصدق):
“أنا فقط… أفتقد صوتك.”
جان (يشدّ على المقود قليلاً، ثم يهمس دون أن يلتفت):
“وأنا أفتقد الشعور… الذي يجعلني أرغب في الغناء.”
يمر الوقت ببطء. لا كلمات، فقط دفء صامت بينهما وسط برودة الليل.
أوزان (بصوت مائل للعطف):
“لا بأس… فقط لا تتخلَّ عنه نهائياً، جان. ليس بعد كل هذا.”
جان (يغلق عينيه للحظة، ثم يفتحها وينطلق بالدراجة بهدوء):
“لم أتخلَّ… فقط علّقته مؤقتاً .”
تنطلق الدراجة على الشارع الرطب، تتحرك ببطء أولاً، ثم تزداد سرعتها تدريجياً، تتمايل بخفة بين الأزقة، وظلالهما الطويلة تمتد خلفهما.
أوزان (متذمرا ):
“هل سنموت برداً قبل أن نصل، أم ستحاول قيادتها أسرع قليلاً؟”
جان (يضحك، ثم يرد بخفة):
“إذا سقطنا… فأنت من يتحمّل المسؤولية.”
أوزان (يضحك ضحكة مرتاحة):
“صفقة عادلة.”
الدراجة تواصل طريقها عبر المدينة النائمة، تتركان خلفهما آثار عجلات خفيفة فوق الماء… وربما، أثراً آخر لا يُرى – خيطاً صغيراً من الأمل، يمتد بصمت.
»»»»»»»»»»»»»»»»»
منزل عائلة آصلان – إسطنبول – ظهيرة هادئة
تجمّعت العائلة في غرفة المعيشة كعادتهم، حيث جلست إيليف إلى الطاولة تقلب صفحات كتابها بتوتر واضح. مارت بجانبها يشرح لها مسألة معقدة استعداداً لامتحانها المقبل.
في الزاوية، جلس والد ساردرا بجوار الجد يراقبان المشهد بصمت.
والد ساردار (بصوت خافت وهو يحدّق بمارت):
“يبدو أن مارت أصبح أكثر هدوءاً هذه الفترة… أتمنى فقط أن يكون قد تجاوز ما حدث.”
الجد (يُلقي نظرة قلقة نحو حفيده):
“لا أعلم… صحيح أنه لم يغادر المنزل، لكنه لا يقول شيئاً… أتمنى أن يتحسن.”
مارت (ينظر إلى إيليف بابتسامة خفيفة):
“هل فهمتها الآن؟”
إيليف (تومئ برأسها وهي تبتسم):
“نعم، أوضحته جيداً.”
مارت (مشجعاً ):
“جربي حل المسألة الثالثة أذاً.”
إيليف (بحماس هادئ):
“حسنًا… سأحاول.”
نهض مارت من مكانه واتجه نحو الشرفة، يستنشق النسيم المتسلل من بين أوراق الأشجار، كأنما يبحث عن شيء من الهدوء.
لحظة تأمل (يفكر مع نفسه ):
“كل شيء يبدو طبيعياً … هادئاً أكثر من اللازم. إيليف تبتسم، والطفل ينام بسلام. لكنني أعرف أن شيئاً بداخلي لم يُغلق بعد. كيف يمكن لقلب أن يبدو مستقراً من الخارج، بينما في داخله أبواب مفتوحة على وجع قديم؟ هل كان جان ليتصرف هكذا لو كان مكاني؟ هل كان سيقدر هذه اللحظات الصغيرة؟”
لحقه ساردار بعد لحظات، يضع يده على كتفه بخفة.
ساردار:
“مارت… كيف حالك؟”
مارت (بابتسامة دافئة):
“أهلاً ساردار.”
ساردا
ر (ينظر إلى يديه الفارغتين من السيجارة):
“يبدو أنك تركت التدخين مؤخراً.”
نظر مارت عبر الزجاج نحو إيليف، التي كانت منهمكة في حل المسألة، بينما كان ماهر نائماً بجانبها على الكنبة، يتنفس بهدوء كالملاك.
مارت (بصوت خافت):
“لا أستطيع التدخين بجواره… حتى لو دخنت في الخارج، تبقى الرائحة في ملابسي، وأنا أحمله طوال الوقت. لا أريده أن يتأذى.”
ساردار (يبتسم بتأثر):
هذا جيد يا مارت… ربما هذا الصغير هو حبل نجاتك.
مارت (بصوت خافت، ):
“ربما…”
»»»»»»»»»»»»»»»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 35"