في خضمّ الوضع الغريب، تمتم لوكيوس وهو يغطي عينيه بيده: “ألن تنزلي؟”
بالطبع، كانت فريا ترغب في النزول.
فمن يا ترى قد تُفكّر بسحق جسد رجل مخيف كهذا؟ لكن لم يكن في جسدها ذرة قوّة تتحرك بها.
قالت بصوت مرتجف وهي توشك على البكاء: “أعتذر … لا أستطيع أن أتحرّك.”
اقترب هيرو مسرعًا ليحاول مساعدتها على النهوض، لكنه كان ضعيف البنية فلم يُفلح.
“جيميني، ساعدني.”
بجسد متيبّس، أمسك جيميني بذراعها الأخرى. وتمكّن الاثنان أخيرًا من إنقاذ فريا و إجلاسها على كرسي في الخيمة.
“ها، اشربي الماء أوّلًا.”
ناولها هيرو ماءً ومعه دواء مهدّئ.
“شـ … شكرًا لك.”
قال هيرو بنبرة هادئة: “إذا ارتعب المرء كثيرًا، فقد يُصاب بنوبة.”
أمّا لوكيوس، الذي كان ممددًا على الأرض، فقد كان الموقف بالنسبة له غريبًا لدرجة لم يستطع معها أن يضحك.
‘من هو المريض هنا بالضبط؟’
حين رآها توشك أن تسقط من على المنصة، مدّ ذراعه بلا وعي. لكنه فقد توازنه وسقط أرضًا. فريا كانت فوقه، لذا لم تُصب بأذى يُذكر.
“… همم.”
حين تنحنح لوكيوس بصوت مسموع، التفت هيرو نحوه.
“سيدي، هل أنت بخير؟”
في عزاء شكلي كهذا، لم يستطع لوكيوس أن يُخفي استياءه.
بعد أن عادت فريا إلى خيمة آرتشر، ظلّ لوكيوس يرمق رجاله بصمت طويل.
هيرو الساحر الغامض الذي لا يُدرى ما الذي يدور في خلده، و جيميني الفارس الصامت الذي يستحيل قراءة ما في صدره.
قال لوكيوس بصوت بارد: “لقد أثّر فيّ ولاؤكما كثيرًا.”
ارتجف جيميني ضخم الجسد ، بينما لوّح هيرو بيده مبتسمًا ببطء: “سيدي، لقد رأيتك عن قرب، وبما أنك صلب البنية فقد خرجت سالمًا. أمّا أنا فقد تأثرت أكثر حين رأيتك تُعرّض جسدك للخطر من أجل آنسة رقيقة.”
قبض لوكيوس يده بقوة وهو يتأمل هيرو الذي يتكلم بجرأة.
“هيرو … أحيانًا أظنك تصلح ممثلًا أكثر من كونك ساحرًا.”
ضحك هيرو وهو يحرّك شعره الأسود الطويل اللامع: “بالفعل، وسامتي لا تليق أن تُخفى تحت عباءة ساحر. لا أعلم إن كنت تعلم، لكنني على الأرجح الأشهر هنا.”
قطّب لوكيوس جبينه: “لو أنك تصمت فحسب …”
لكن هيرو أسدل عباءته ببطء، فغابت ابتسامته الهازئة، وجمع أصابعه وقال بجدية: “لكن تلك الأمور ليست مهمّة. يا سموّك.”
“ولماذا تُخفض صوتك هكذا؟”
“أنت تعلم جيدًا ما أعنيه.”
“… لقد سئمت.”
لوّح لوكيوس بيده محاولًا قطع الحديث، لكن هيرو واصل كلامه: “وماذا ستفعل بشأن قضية الكونت إيديليون؟”
“ولِمَ تتصرف وكأنني ارتكبت خطأ؟”
كان لوكيوس قد بدّل ملابسه استعدادًا لاستقبال موكب الكونت إيديليون. وهو يعلم أنّ الأمر لا يقتصر على ارتداء ثياب أنيقة وشرب الشاي. مجرد التفكير في ذلك جعله وجهه يظلم.
فلم يكن من النبلاء الكثيرين مَن يُؤيده. وكان بحاجة ماسّة لدعم أسرة إيديليون العريقة في الجنوب.
‘لكنني ما زلت لا أرغب بذلك.’
كان دعم الكونت قائمًا على سببين: أن والدة لوكيوس الراحلة كانت من الجنوب وعلى صلة وثيقة بعائلة إيديليون، والسبب الآخر أنّ ابنة الكونت تُكنّ له إعجابًا شديدًا.
كانت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر — صاحبة اسم يصعب تذكّره — تتبعه منذ صغرها ، ثم أعلنت بوضوح رغبتها في الزواج منه قبل أعوام.
‘ألم يصله خطاب رفضي؟’
رغم رفضه، لم تتراجع سيلينا، فجاء الكونت بنفسه ومعه ابنته.
‘لكن مَن يدري إن كان ذلك الحبّ حقيقيًا أصلاً.’
ارتسمت على ملامح لوكيوس ابتسامة مرّة.
وزاد من امتعاضه كبرياء الكونت، الذي بدا واثقًا من أنّ لوكيوس لا يجرؤ على رفض هذا الزواج.
‘لقد بدا بوجه مقزّز.’
وهذا ما جعل لوكيوس يزداد رغبة في إغاظته.
قال هيرو: “الآنسة سيلينا أنسب امرأة لتقف إلى جوارك.”
فأجاب لوكيوس بخفوت: “ربما.”
فمن حيث الشروط، لم يكن هناك أفضل منها. بقبولها، سيحصل على دعم الجنوب وقوة مالية هائلة.
أردف هيرو: “سموّك، تعلم أنّ تكاليف السلاح والخيول واستئجار المرتزقة في ساحة القتال هذه باهظة.”
زفر جيميني وهو يُعدّل سيفه. فالوضع لم يكن لصالحهم من نواحٍ كثيرة. فالاستراتيجية والقتال لم يكونا كافيين وحدهما.
قال هيرو وهو يترك جملته مُعلّقة: “على الأقل طوال فترة بقاء الكونت هنا …”
وفهم لوكيوس مغزى الكلام.
***
“ستخرج للصيد؟”
“… نعم.”
نظرت فريا إلى لوكيوس باستغراب وهي تُلبسه درعًا جلديًا.
فخلال ما رأته في هذه الفترة القصيرة، لم يكن من المهتمين بالصيد ولا باللهو.
ولم تسمع عنه ما يُشاع من شرب الدماء أو قتل الناس للتسلية.
‘مجرد شخص غريب الطبع.’
لا … ذلك غير كافٍ.
‘إنه … مجنون بعض الشيء.’
وبينما هي غارقة في أفكارها، قال لها: “استعدّي أنت أيضًا.”
“…أنا؟ لكنني لا أجيد ركوب الخيل ولا رمي السهام.”
“ومَن قال إنك ستفعلين؟”
“…آه.”
بعد قليل، فهمت السبب.
‘كان بحاجة إلى حمّالة أمتعة.’
أخذت فريا مجموعة كبيرة من الملابس استعدادًا للخروج، و كانت حقيبة الجلد ثقيلة حتى كادت تجرّها على الأرض.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات