بسبب ظهور لوكيوس في حفل رقص آل ديبيرتو، أصبح زواجه من فريا أمرًا مفروغًا منه.
لكنّ الكونت لم يُخفِ انزعاجه من تصرّف الإمبراطور الذي بدا متسلّطًا إلى حدٍّ ما.
‘يبدو أنّ الزواج الفوريّ سيكون صعبًا.’
عندما قال الكونت ذلك بصراحة تامّة، ارتسمت على وجه لوكيوس ملامح من شعر أنّ السماء قد سقطت فوقه.
‘ما المشكلة بالضبط؟ فريا وأنا نُحبّ بعضنا.’
لم تدرك فريا مدى الإحراج الذي شعرت به ذلك اليوم بسبب جرأة لوكيوس الذي قال تلك الكلمات الفاضحة بوقاحة.
‘سأراقب حبّكما الجميل، لكن الآن … لا يمكن.’
‘هل لي أن أسأل عن السبب، أيها الكونت؟’
ضغط الكونت على صدره بهدوء ثمّ قال بصوتٍ منخفض: ‘إنّها ابنتي التي فقدتُها قبل أن أراها تخطو خطوتها الأولى. لم أسمعها تناديني “أبي” ولو مرّة واحدة. والآن بعد أن وجدتها بعد عشرات السنين، أرغب في قضاء بعض الوقت معها … أليس هذا سببًا كافيًا؟’
بعد سماع كلمات الأب التي امتلأت حبًّا حقيقيًّا لابنته، لم يجد لوكيوس ما يبرّر الإصرار.
‘لكن، لا يمكن ترك منصب إمبراطورة مورسياني شاغرًا.’
ظنّ لوكيوس أنّ بعض الضغط سيجعل الكونت يتراجع، لكن المفاجأة أنّ الكونت أصرّ على موقفه.
‘إن كنتَ تبحث عن من تشغل منصب الإمبراطورة، فثمّة من هنّ غيرها.’
عندها قطّب غابرييل، الذي كان يقف خلف الكونت بصمت، حاجبيه بشدّة.
كانت فريا بالنسبة إليه النور الذي أزال الظلال التي غطّت بيت ديبيرتو. ولم يُعجبه أبدًا أنّ الإمبراطور يحاول أخذها منهم بعد كلّ ما عانوه.
ولو لم يكن الطرف الآخر هو الإمبراطور نفسه، لما اكتفى غابرييل بهذا القدر من الاعتراض.
قال غابرييل بنبرة هادئة أضاف بها إلى كلام الكونت: ‘وبالمثل، قد تكون لفريا أيضًا فرصة جديدة.’
اتّسعت عينا لوكيوس بدهشة ممزوجة بالصدمة.
‘فرصة جديدة؟’
هل كان يقصد أنّ فريا يمكن أن تلتقي رجلًا آخر بعد فسخ الخطوبة؟
لقد كان واضحًا أنّهم لا يرحّبون بلوكيوس أصلًا.
‘لا يمكنني أن أعادي عائلة فريا.’
قالها لوكيوس وهو يتلعثم، وكأنّه سلّم بالأمر.
‘مستحيل … ما أريده هو فريا نفسها، لا منصب الإمبراطورة.’
ابتسم الكونت ابتسامة صغيرة بعد أن أنهى لوكيوس كلامه.
‘أودّ فقط أن أقضي عامًا آخر مع فريا.’
كان الكونت يعرف جيّدًا أنّه لا يستطيع الاحتفاظ بابنته إلى الأبد، وكان يتمنّى أن يراها يومًا تُكوّن أسرة سعيدة.
‘كونت، ألا تظنّ أنّ سنة كاملة وقت طويل؟ لقد مضى وقت منذ خطوبتنا …’
وبينما كانا على وشك الدخول في جدال لا نهاية له، قاطعت فريا الكلام بينهما.
‘لنقضِ هذا العام معًا بشكلٍ صحيح. ما زال هناك الكثير من الأشياء التي لم نجربها بعد، ألن يكون ذلك ممتعًا؟’
أومأ الكونت برأسه موافقًا، فيما بدا على لوكيوس ملامح امتعاض.
وهكذا بدأ الاثنان قصة حبٍّ مشتعلة.
كان اليوم يوم زيارة فريا للقصر، لكن لوكيوس لم يصبر حتى قدومها، فذهب بنفسه لرؤيتها.
التعليقات لهذا الفصل " 105"