“وكيف حال إيثيل؟ قال مارتن إنّ دورانتي غاضبٌ جدًّا بسبب تلك المسألة. ليس من طبعه أن يكون هكذا.”
“دورانتي يصبحُ… مندفعًا بعض الشيء عندما يتعلّق الأمر بأخته.”
ضحكت سيسيليا بإحراجٍ وهي تسحب يدها برفق من قبضة الكونتيسة فولتير.
كان سببُ تباعدهما خلال الفترة الماضية هو المحادثاتُ الزواجيّة بين عائلتي فولتير ونيوبيل.
لم تُرد الكونتيسة فولتير إثارةَ أيّ مشكلة مع عائلة نيوبيل، التابعة لماركيز أتوود، ولم تُرد سيسيليا أن يُساء فهمها بأنّها تحاول جمع المعلومات عبر صديقِ ابنها.
“إيثيل بخير. لم تكن تعمل في مطعم فقط، بل كانت مشغولةً بأمورٍ أخرى، وستُطلق سفينةً تجاريّة قريبًا.”
“هذا مطمئن. كم كانت محبطةً بالتأكيد؟”
نزلت الكونتيسة فولتير درجاتِ المعبد إلى جانب سيسيليا وأضافت:
“بالمناسبة، يبدو أنّ المقولة القائلة إنّك تجني ما تزرعه صحيحة. لقد استولوا على أعمال الآخرين، والآن انظري، أصبح من غير المؤكّد متى سيتمكّنون من افتتاح ذلك المطعم.”
“… ما الذي تعنينه؟”
“أوه، ألم تعلمي؟ لقد حدثت ضجّة كبيرة بسبب ذلك الفلفل الحلو!”
كانت سيسيليا تعلم بالاضطراب الذي حدث في مسابقة الصيد، فقد عاد الأخوان ذلك اليوم من ميدان الصيد وتحدّثتا بحماس.
كان خبرُ إجهاضِ امرأةٍ شابةٍ لطفلها الأوّل مؤلمًا بشكلٍ خاص، وقد صلّت سيسيليا لأجلها قبل قليل.
“لكن ما علاقة ذلك بالمطعم؟ ظننتُ أنّهم لم يفتتحوه بعد بسبب أعمال البناء.”
“كلا، الأمر ليس كذلك. كانوا يخطّطون لفتح مطعمٍ يروّج لذلك الفلفل الذي أحضرته بعثةُ أتوود، لكن حدثت تلك المشكلة.”
“حتّى لو كان الأمر كذلك، لم تُحمّل عائلة فوستيل أو القصر الإمبراطوري عائلة أتوود المسؤوليّة مباشرة، أليس كذلك؟”
رسميًّا، لم تُثبت أيّ تهمة.
فالفلفل الحلو ليس سمًّا قاتلًا، بل توابل، وما حدث كان حادثًا وليس عمدًا.
مالت سيسيليا رأسها متعجبة وأضافت:
“ظننتُ أنّ الجميع تجاوز الأمر.”
“كيف ذلك؟”
رأت الكونتيسة فولتير ابنها الأكبر واقفًا في زاوية ساحة المعبد، فلوّحت بالقفّاز الذي تملكه وأكملت:
“قد لا يقولون ذلك، لكنّهم لا يثقون. المشكلة مباشرةً كانت في ذلك الفلفل، لكن من يدري ما الذي قد تقدّمه عائلة أتوود للناس دون معرفة كاملة به؟”
“إذن…”
“الماركيز أتوود بالتأكيد في ورطة. عائلةٌ نبيلةٌ كبيرة فقدت ثقة الجميع، فلا بدّ أنّهم يخزّنون الآن كميّاتٍ هائلة من جوزة الطيب في مستودعاتهم.”
كانت عائلة أتوود الماركيز تتباهى باكتشافِ نظام التوابل، ووزّعت جوزة الطيب على نطاقٍ واسع لتُغري النبلاء بهذه التوابل الجديدة، آملةً أن يشتروها لاحقًا بأسعارٍ مرتفعة.
لكن بعد هذا الحادث، تبدّدت خططهم.
كما قالت الكونتيسة فولتير، ربّما كانوا الآن يعضّون أصابعهم وهم ينظرون إلى أكوام جوزة الطيب المتراكمة في المستودعات.
التعليقات لهذا الفصل " 34"