─────────────────────
🪻الفصل الثاني والخمسون🪻
─────────────────────
“نعم، تفضلي وحدّثيني بكلّ أريحية.”
“حسنًا، صديقتي أرسلت خطابًا، لا بل رسالةً إلى رجلٍ ما، لكنها لم تتلقَ ردًا.”
“رس….. رسالة؟”
توقف السّيد، الذي كان يستمعُ بلا اكتراث، للحظة.
ثم عدّل من جلسته واقترب نحوي باهتمام.
“نعم، ما السبب في رأيكَ وراء عدم ردّ هذا الرجل؟”
“ولماذا أرسلت صديقتكِ الرسالة من الأساس؟”
لم يكتفِ السّيد بالاستماع بانتباه، بل طرحَ أسئلةً أيضًا.
كان ذلك دليلاً على أنه يأخذُ الموضوع بجدية.
‘لهذا السبب يُحبّ المعلمونَ الطلّاب الذين يطرحونَ الأسئلة.’
شعرتُ بالسرور لأنّ السّيد كان يُصغي لي باهتمامٍ بالغ.
“قالت صديقتي إنها وعدت الرجلَ بشيء ما. يبدو أنها أخبرته أنها ستقابله إذا أحضرَ هذا الشيء.”
بينما كنتُ أشرح الموقف للسّيد، أضفتُ بعض التزيين على القصة.
‘هذا ليس كذبًا.’
فقد قلتُ أنّني سأطلقهُ إذا أحضرَ لي شيكًا بمبلغِ مليون قطعة ذهبية.
‘ربما يكونُ السّيد قد أدركَ الأمرَ بالفعل.’
لم أكن أرغبُ في الكشف عن أن “الصديقة” في هذه القصة هي أنا.
فالطيور على أشكالها تقع، والسّيد وأنا لدينا علاقةُ شراكة بُنيت على مدى الوقت.
‘إذا علم السّيد أن هذه قصتي، فقد يفقدُ موضوعيته.’
وهو ما سيقلّلُ من احتمالية حصولي على نصيحةٍ مفيدة.
كنتُ بحاجة إلى منظورٍ موضوعيّ من طرفٍ ثالث.
“إذًا قالت إنها ستقابلهُ فقط إذا أحضرَ الشيء؟ هل من الممكن أن يكون هذا الشيء مالاً؟”
“ماذا؟ كيف عرفت ذلك؟”
تفاجأتُ بحدس السّيد الحاد.
‘مهلًا، كيف عرف أنه المال؟ لقد قلتُ بوضوح إنه “شيء”.’
هل كان يعرفُ بالفعل أن هذه قصتي؟
‘ربما كان السّيد يعرفُ كلّ شيء منذ البداية لكنهُ أخفى ذلك. ربما حتى يعلمُ ما دار بيني وبين أرجنتيون في المطعم.’
بدا أنه أدرك بسرعة ما كنت أتحدث عنه، فقد كان سريع البديهة.
“أليس هذا حديثًا واضحًا؟ ذلك الرجل، إنه حقًّا نفاية.”
“… أليس كذلك؟”
كان غاضبًا بشكل غير معتاد، وبدأ بشتم الرجل مباشرة.
يبدو أن السيد يعرفُ بالفعل أن هذا الحديث يدور حولي وحول أرجنتيون.
‘في النهاية، أنا من أخطأتُ عندما حاولتُ خداع السيد.’
قررتُ أن أكون صريحة وأعترف بالأمر.
“سيدي، أنا آسفة. في الواقع هذه القصةُ قصتي.”
“نعم، لقد ظننتُ ذلك. سيدة روزلينا، لا تقابلي ذلك الشخص.”
“لكنني مضطرةٌ لمقابلته.”
فقط هكذا يمكنني الحصول على 40 مليار.
لقد مرّت أمامي لحظاتٌ من الماضي عندما كنتُ أعيش بجدية منذ أن تلبستني فكرةُ الحصول على النفقة.
بالطبع، حتى لو عدتُ بالزمن، كنتُ سأقدمُ على نفس الخيار.
‘بالطبع سأفعل. إنها 40 مليار!’
40 مليار كانت مبلغًا يبعثُ على التأثر بمجرد التفكير فيه.
مرة أخرى، شعرت بدموعٍ تبلل عينيّ.
“… هل أنتِ بخير؟”
“آه، نعم. أنا آسفة. أنا لا أبكي. لا تقلق.”
كنتُ منشغلة بالتفكير في الـ 40 مليار، ولم ألاحظ نظرة السيد العميقة التي اخترقت القناع.
***
كنت أسميه وحشًا صغيرًا، لكنه كان أسوأ من الوحش.
شعر أرجنتيون بالغضب يغلي في داخله.
“أظل أرسل الرسائل…… لكنني لا أعرف إذا كان يقرأها. كيف يمكنني الحصول على رد؟”
كانت عينا روزلينا تلمعان بالدموع وهي تنظرُ إليّ.
شعرتُ بموجة من الغضب لا يمكن كبحها.
‘لماذا وقعتِ في حبّ شخصٍ كهذا……!’
لا، كل هذا كان خطأ ذلك الوحش الصغير، كاليكس.
روزلينا كانت مجرد ضحية، ولم تفعل شيئًا خاطئًا.
سوء الفهم لدى أرجنتيون كان يزداد عمقًا بسلاسة.
بداية كل هذا سوء الفهم كانت على هذا النحو.
قبل قليل، عندما بدأت روزلينا الحديث، فهم أرجنتيون كل تفاصيل الأمر.
“سيدي، هل يمكنني استشارتك في مشكلة؟ إنه أمرٌ يتعلقُ بصديقتي.”
“نعم، تفضلي بالحديث.”
‘إنها تتحدثُ عن نفسها.’
لم يُظهر أرجنتيون أي تعبير على وجهه، لكنه أدرك بحدسه أن الحديث يدور حول روزلينا نفسها.
فخلال الاستشارة التي تدور حول “صديقة”، لم يكن هناك أي حديث عن صديقة حقيقية.
ثم جاءت كلمات روزلينا التي جعلت قلبه يخفق بقوة.
“حسنًا. أرسلت صديقتي خطابًا، لا، بل رسالةً إلى رجل ما، لكنها لم تتلقَّ ردًا.”
“رس….. رسالة؟”
هل كتبت روزلينا رسالةً لرجل؟
‘لم يكن أنا.’
في تلك اللحظة، لم يفهم لماذا غمرهُ شعور عميق بالحرمان.
على أي حال، لم يكن هو المُرسلَ إليه.
‘الرسائل……’
أليست شيئًا يُتبادل بين الأشخاص المقربين؟
“نعم. لماذا لم يردّ الرجل برأيك؟”
“لماذا أرسلت صديقتك الرسالة من الأساس؟”
علاوة على ذلك، ذلك الشخص لم يعرف مكانته حتى ولم يرد.
شعر أرجنتيون بغضب مفاجئ دون أن يعرف السبب.
لكنه حافظ على هدوئه وسألها.
من الممكن أن تُتبادل الرسائل بين رجل وامرأة.
إذا كانا “صديقين”.
هذه الأيام ليست كالأزمنة القديمة، ولا يوجد قانونٌ يمنعُ الصداقة بين الجنسين.
‘لا، ليس هناك.’
لكن عينيّ أرجنتيون اشتعلتا بالغضب.
لم يكن يعرف لماذا يشعرُ بهذه المشاعر، لكنه كان ممتلئًا بالغضب.
ثم كانت إجابة روزلينا صادمة ومؤلمة.
“صديقتي وعدت الرجل بأن تعطيه شيئًا ما. يبدو أنها وعدت بلقائه إذا أحضرَ ذلك الشيء.”
اشتعلت النار في صدر أرجنتيون.
كان الغضبُ يملؤه حتى ظهرت عروق دمه في رقبته.
لماذا يجب على روزلينا أن تتوسل للقاء شخصٍ ما بينما تقدم له شيئًا؟
وفي نفس الوقت، عرف من هو ذلك الرجل.
‘الأمير كاليكس.’
في الحقيقة، لا يمكنُ أن يكون شخصًا آخر غيره.
في الأصل، لم يكن هناك أحد بجانب روزلينا.
على الأكثر، هو الشخص الوحيد الذي أصبح قريبًا منها مؤخرًا.
‘ذلك الوحش الصغير المقزز.’
أرجنتيزن لم يكن يتجاهل وضع كاليكس دون معرفة.
لقد حاول مساعدته في السابق.
“لا أحتاج مساعدتك، لذا ابتعد.”
لكن كاليكس كان قادرًا على الخروج من “ميمنتو موري” بقوته الخاصة، ولم يكن بحاجة إلى مساعدة أحد.
لقد عاش هناك بمحضِ إرادته.
وروزلينا، التي وجدت الوحش، شعرت بالشفقة عليه.
كانت تعالجه باستمرار وتعيد له مكانته الاجتماعية.
لكن تصرفاته المزيفة التي يُظهر فيها الضعف كانت مقززة.
‘بدلًا من أن يكون ممتنًا، يستغل روزلينا.’
كان يستحق الموت.
لكن الأمور لم تكن مؤكدة بعد.
توقعاته كانت قريبة من الحقيقة بنسبة 99%، لكنها لم تكن 100%.
سأل أرجنتيون بعنف ليتأكد.
“قالت إنها ستقابله إذا أحضر ذلك الشيء؟ أيمكنُ أن يكون ذلك الشيء مالًا؟”
“أوه. كيف عرفت؟”
كانت الإجابة مدمرة.
روزلينا كانت تقدم المال بسهولة.
‘هل هذا يعني أنها جادة إلى هذا الحد؟’
كما يعرف أرجنتيون، المال كان أهم شيء لروزلينا.
حتى هو لم يكن يستطيعُ منافستها في حبها للمال.
وروزلينا كانت تقدمُ المال لذلك الوحش الصغير.
“أليس هذا حديثًا واضحًا؟ ذلك الرجل، إنه حقًّا نفاية.”
“…… أحقًا؟”
حاول أرجنتيون إقناع روزلينا.
بأن مثل هذا المخلوق لا يجب أن يُسمح له بالاقتراب منها على بعد مائة كيلومتر، وأنه لا خير في أن يكون على مقربة منها.
“سيدي، أنا آسفة. في الواقع هذه القصةُ قصتي.”
“لكنني مضطرةٌ لمقابلته.”
ولكن عينا روزلينا كانتا تلمعان بالدموع.
في اللحظةِ التب رأى فيها عينيها الرطبتين، لم يستطع أرجنتيون التفكير في أي شيء.
“…… هل أنتِ بخير؟”
“آه، نعم. أنا آسفة. أنا لا أبكي. لا تقلق.”
كان من المؤلم رؤية روزلينا تحاول التبرير.
“سيدي، هل هناك طريقةٌ للحصول على رد؟”
“ألن تشاركي في مسابقة الصيد؟”
“حسنًا… أنا مشغولةٌ جدًا، لذا لستُ متأكدة من الأمر.”
قالوا إن كاليكس يتلقى تعليمًا كأميرٍ الآن.
إذا كان الأمر كذلك، فسيشارك بالتأكيد في مسابقة الصيد.
عليه أن يظهر في الفعاليات التي تنظمها العائلة المالكة ليعوض عن غيابه السابق.
أرجنتيون كان واثقًا.
“لا تقلقي. سيشارك.”
وسيفوز أيضًا.
هل سيعطي كاليكس، الفائز بمسابقة الصيد، الجائزة لروزلينا؟
مجردُ التفكير في ذلك جعل قلبهُ ينقبض.
لكن……
عندما فكر في أن كاليكس قد يتجاهلُ روزلينا، اشتعل غضبه.
وكان أكثر غضبًا عندما فكر في أن روزلينا ستكون حزينة إذا تجاهلها كاليكس.
‘من أنت حتى تفعل ذلك؟’
في النهاية، اتخذ أرجنتيون قرارًا متهورًا.
قرّر المشاركة في مسابقة الصيد.
بعد التسجيل بكل حماس، كان لأرجنتيون هدفٌ واحدٌ فقط.
‘سأتفوق على ذلك الوحش الصغير.’
وبينما كان عزمهُ يشتعلُ بتوهج.
“ماذا؟”
عندما قرأت روزلينا خبرًا في الجريدة عن مشاركة أرجنتيون في مسابقة الصيد، فتحت عينيها على اتساعهما.
“يبدو أن كلمات السيد ذات مصداقية، هل سيشاركُ أرجنتيون حقًا في مسابقة الصيد؟”
يبدو من المقال أنه سجل في اللحظة الأخيرة.
“لقد تجاهل رسائلي…… والآن يشاركُ في مسابقة الصيد؟”
اشتعلت نيرانُ الغضب في عينيّ روزلينا.
─────────────────────
🪻سوالـــف🪻
أتمنى منكم جميعًا تذكروني بين دعواتكم، مقبلة على فترة اختبار وأشغال من الغد فرجاءً أدعولي بكل آخلاص، لعل دعوة بظهر الغيب تُستجاب 😢
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حساب الواتباد: Satora_g
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
التعليقات لهذا الفصل " 52"