“مغامرة جديدة~ تبدأ الآن~”
غنّت شيري بإيقاع كل كلمة دون داعٍ.
عادة عند لعب ألعاب الرعب.
الغناء السخيف يطرد الخوف من الظلام الغريب، ويخفف توتر المناقشة ليغرقوا في تعليقات مضحكة.
ربما وصلت أغانيها غير الغنائية إلى نهاية الممر.
بمجرد الانتهاء، رنّ صوت مشبوه من بعيد.
أغلقت فمها، متوترة، تستمع.
من بعيد، يشبه صوت السلايم اللعبة.
‘تزززرك تزززررك’، صوت لزج يلتصق بالأرض وينفصل، مزعج.
“ها…”
بعد انتهاء الدليل، بدأت اللعبة الحقيقية، فحرّك الوحش نفسه أخيرًا.
في الألعاب، يُرعبون في البداية للجو، ثم يهاجمون بالوحوش عند فهم القواعد.
مع الفخاخ الشريرة، لا يبدو القصر رحيمًا لانتظار تكيفها.
لكنه أعطاها سكين المطبخ كسلاح جديد.
توقفت شيري، تحدق في نهاية الممر.
بين أضواء الشمعدانات المهتزة، ظهر ظل أسود.
“آآآه! لعنة… مممم!”
ارتجف قلبها، كادت تسبّ دون وعي – كلمة محظورة.
بث نظيف، بث نظيف.
الشتائم تصبح عادة، فتسد فمها وتعبّر بعينين واسعتين.
الظل يزحف بلزوجة.
مغطى بشيء أسود لزج. مع كل حركة، يتساقط سائل أسود يتحلل إلى غبار رمادي داكن كالرماد، يطير بانخفاض.
حيث الوجه، فتحتان كبيرتان حمراوان تلمعان.
ضوء قوي يخترق الظلام.
مع الصوت اللزج، مظهر مرعب.
الشكل المشبوه رآها، يقترب أسرع.
كادت ساقاها تنهاران من الرعب، لكنها تراجعت مرتجفة.
عادت للمطبخ فور الخروج.
كلما ابتعدت، عوى “غررررـ” كوحش.
“وحش، وحش. ماذا أفعل، هل أطعنه بهذا؟ لهذا أعطوني السكين؟ انتهى الدليل، فأرسلوا وحشًا فورًا؟!”
نظرت للسكين، تثرثر.
السلاح الوحيد المتوفر لديها الآن هو السكين.
“أخ”.
دخل الوحش الأسود المطبخ.
الضوء يكشفه: أطول من طولها بذراع، منتفخ بالسائل الأسود.
كدب بري في الجبل. ارتجفت شفتاها.
“غررررـ”، عوى يهز المطبخ، يقترب ببطء، عيناه الحمراوان مثبتتان.
“لا، لا تقترب!”
“غررر”.
رَمَت شيري السكين عشوائيًا مذعورة.
تردد الوحش قليلاً، لكنه لم يتوقف.
أصبحت هي المحاصرة.
تراجعت مذعورة، تعثرت بالمكونات، وسقطت.
“آي!”
“غرررر!”
لم تدلك جانبها المؤلم، قفزت تراجع.
بعد مطاردة، وصل ظهرها للجدار.
لامست الجدار مذهولة – مغلق، لا مفر.
صَرْخت مشيرة بالسكين: “آه… يا مجنون. ابتعد! اذهب بعيدًا!”
“غررررر…”
صوته يبدو حزينًا؟ لا شك أنه وهم.
عيناه الحمراوان ترمشان بلا توقف.
اعتقدت أنه يُخدعها ليأكلها.
يدها ترتجف أمام عينيها، لكنها لا تستسلم للخوف.
وجّهت الشفرة نحو الوحش الأسود.
*على فكرة هو نفسه اللي بالغلاف*
“قلت لا تقترب―”
في اللحظة التي مدّ فيها الوحش جزءًا من جسده كذراع ليلمس شيري، اخترق السكين الذي تمسكه مركز الوحش.
خطة الهجوم قبل التعرض.
“قلت، آه…”
لكن في اللحظة نفسها شعرت أن شيئًا خاطئًا جدًا.
إحساس الطعن لم يكن طبيعيًا.
الشفرة الزرقاء مرّت بسهولة مخيفة، كأنها تمزّق كتلة سلايم لزجة أو تغرز ملعقة في حساء كثيف.
حاولت لف الشفرة كما سمعت أنها تسبب ألمًا هائلًا، لكنها شعرت بعدم الارتياح.
من جهته، أصدر الوحش صوتًا جديدًا عندما اخترق السكين مركزه:
“غررر… غرر…”
العينان الحمراوان لا تزالان ترمشان، يحدق في السكين المغروز.
طُعن بالتأكيد، لكنه لم يبدُ متأثرًا أو مصابًا.
” هذا ليس الحل. حسناً، لا خيار سوى الإعادة. نهاية السكين مرة أخرى؟ مزعجة. كيف أحلها هذه المرة؟ هل أهرب قبل ظهور الوحش؟ أو أختبئ حتى يختفي ثم أدخل الممر؟”
بينما تتمتم شيري، كان الوحش يحدق بها دون حراك، كأنه يحاول فهم كلامها.
لو علمت أنه مجرد اقتراب لا تهديد، لتغيرت كلماتها كثيرًا.
لكن الذعر الناتج عن الرعب كان قويًا جدًا.
لم تدرك الوضع الغريب، وكانت تستعد للقرار الأخير.
“تظن أنني سأستسلم؟ إذا كان الموت هكذا، فليكن موتي! سأذهب لرؤية نهاية السكين!”
اختارت الموت.
تحرك الوحش الأسود عندما عكست شيري قبضة السكين لتوجّه الشفرة نحو نفسها.
صاح الوحش مذعورًا، حرّك كتلته ليسرق السكين.
“غرررررررر!”
لكن السكين اخترق صدر شيري رغم محاولته اليائسة.
رمشت عيناه الحمراوان كصافرة إنذار.
من أين جاءت القوة؟ طعنت قلبها بنفسها، غرقت في دم ينفجر كالنافورة، ثم انهارت على الأرض بلا قوة.
* * *
وقف الوحش الأسود يحدق في جثة شيري في بركة الدم، عوى ‘غررر’ بحزن، مدّ كتلته نحو الجثة ثم توقف.
كأنه يخشى أن يلطخ جسدها بالسائل الأسود المشؤوم.
بدلاً من ذلك، رمشت عيناه بجنون.
لم يرفع نظره عنها لحظة.
كأنه يحفظها غارقة في الدم، بقي ساكنًا تمامًا عدا عينينه.
تحرك الوحش عندما اختفت الجثة وبركة الدم في لمح البصر.
بقي السكين وحده على الأرض، نظيفًا من الدم كأن شيئًا لم يكن.
ارتبك الوحش، يبحث عن شيري بفوضى، يضيء عينيه ، يتدفق السائل الأسود ويغطي المكان برماد.
بعد عشر دقائق تقريبًا، توقف عن القلق، رفع رأسه يحدق بعيدًا.
“غررررر”.
شعر باهتزاز خافت من نهاية الممر، ثم خطوات تقترب.
عندما أدرك اقتراب شخص، صاح “غرر، غرر” بشكل قصير، هزّ جسده بعنف كأنه يعبر عن عاطفة لا يسيطر عليها.
انتظر الوحش الأسود أن تعبر شيري الباب الوسطي وتدخل المطبخ بسرعة.
لو رآه أحد، لقال أنه ككلب كبير يهز ذيله فرحًا بانتظار صاحبه.
الفصل الثالث: الوحش الأسود، تار
“آه، أفزتني! لماذا أنت هنا!”
بينما كانت تفكر في الاتجاه الصحيح للهروب إذا ظهر الوحش الأسود، عبرت شيري الباب الوسطي واكتشفت أول شيء: الوحش الأسود يقف بهدوء في زاوية المطبخ.
بعد رؤية النهاية السيئة وإعادة تحميل اللعبة، توقعت أن يكون قد عاد إلى نهاية الممر.
لكنه كان يقف هناك بثبات، فلم تستطع إلا أن تفزع.
تراجعت شيري ، لكن الوحش الأسود أصدر صوتًا هادئًا “غرررك” دون حركة إضافية.
كأنه يطمئنها بأنه لا ينوي الأذى.
بما أنه لم يكن تهديديًا، توقفت شيري عن الذعر تدريجيًا.
“يا، ستظل هناك ساكنًا، صحيح؟”
“غررر”.
“حقًا، ألن تقتلني؟”
“غررررر”.
مع كل كلمة من شيري، أصدر عواءً هادرًا مع وميض منتظم لعينيه الحمراوين.
حوار غريب يشبه الردود.
حكّت شيري عنقها، التقطت السكين من الأرض.
راقبها الوحش – تحديدًا السكين في يدها.
يخشى أن تؤذي نفسها به مرة أخرى.
يتذكر بوضوح اللحظة التي طعنت فيها قلبها بنفسها.
“غررر”.
“ماذا؟ آه… ألن تقتلني؟ إذًا أنا آسفة. هل كنت أريد طعنك بالسكين حقًا؟ لقد ظهرت فجأة… ففزعت. وبما أنني سأعود للحياة على أي حال…”.
••••◇•••••••☆•♤•☆•••••••◇••••
ترجمة : 𝑁𝑜𝑣𝑎
تابعونا على قناة التلغرام : MelaniNovels
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 10"