“الآنسة أناستازيا، دعيني أحمل المستندات الثقيلة. لا تزالين مصابة”، قال ثيودور، محاولاً مساعدتي في حمل الأوراق الثقيلة.
أدركت أنه بدأ يظهر لي اهتماماً خاصاً عندما يكون في الجوار، مثل فتح الأبواب لي أو السماح لي بمغادرة العمل مبكراً.
لم أحب هذه المعاملة الخاصة على الإطلاق. كان من الجميل رؤيته عن قرب، لكنني كرهت الطريقة التي عاملني بها كما لو كنت مصنوعة من زجاج.
لقد تحققت كل مخاوفي. إذا علم مدى سوء صحتي، سأفقد فرصة أن أكون معه إلى الأبد. لذا بدأت بتجنبه. على الأقل حتى ينسى إصابة يدي.
للمرة الأولى منذ دخولي برج السحر، سلكت طريقاً مختلفاً متجنبة مكتب ثيودور، حتى لا اصطدم به.
بدلاً من تناول الطعام في الكافتيريا، أحضرت طعاماً من المنزل وأكلته في مكتبي.
وفي نهاية اليوم، سلمت عملي المكتمل لسكرتيرته.
اعتقدت أنه سينسى إصابتي ويعاملني بشكل طبيعي مرة أخرى في غضون أيام قليلة.
لكن كلما ابتعدت عنه، اقترب أكثر. هذا ثيودور الجديد مخيف لدرجة أني أفضل لو كان بارداً معي.
“الآنسة أناستازيا.” سمعت صوته خلفي بينما كنت أمشي في الممر بعد ظهر أحد الأيام. تظاهرت بعدم السماع ومشيت بسرعة أكبر. “الآنسة أناستازيا.” نادى مرة أخرى.
تبعني حتى وصلت إلى منطقة مهجورة، وأخذت نفساً عميقاً.
في عجلتي لتجنبه، مشيت عن طريق الخطأ نحو غرفة المؤتمرات الكبيرة، التي لا تستخدم الى في المناسبات.
و لأنها كانت ساعات العمل، الممر كان فارغاً ولم يكن هناك أحد حولنا.
“من فضلك توقف…” قلت له، شادة قبضتي. “ليس عليك أن تفعل أي شيء من أجلي. أنا لم أعد مريضة.” كذبت مجدداً.
“الآنسة أناستازيا…”
“أنا لست مريضة. أنا فقط أناستازيا. من فضلك لا تعاملني هكذا!” قلت، وصوتي يرتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليها.
“أعتذر”، قال ثيودور، متوقفاً للحظة قبل قول الكلمات التي كنت دائماً أخشاها. “أردت مساعدتك، على الأقل كصديق، لأنني لا أستطيع أن أعطيك قلبي.”
كانت كلماته مؤلمة جداً لدرجة أنني شعرت كما لو أن شخصاً ما يعصر قلبي، وبدأت الدموع تتدفق، دون قصد.
“كل ما أريده هو فرصة…”، أجبت، وصوتي مخنوق، بالكاد قادرة على إنهاء الجملة.
“الأمر ليس شخصياً، لكن الوقوع في الحب هو آخر شيء أحتاجه في حياتي.” خفض رأسه، كما لو كان يشعر بالذنب لكسر قلبي.
“أعتذر.” هذه كانت آخر كلمة قالها قبل المغادرة.
بعد أن غادر، جلست في زاوية وبكيت لفترة طويلة.
عندما هدأت أخيراً ونظرت إلى نفسي في المرآة، بدوت فظيعة.
كانت عيناي حمراوتين جداً، يمكن لأي شخص أن يعرف أنني بكيت.
رأتني دينا وحاولت تعزيتي.
“ألا يمكن أن يكون شخصاً آخر غير ثيودور؟” سألت دينا، آخذة يدي.
أفهم لماذا سألت. رغم كونه في الحادية والعشرين، كان ثيودور لا يزال غير متزوج، ولم يرقص مع أي شخص في الحفلات التي حضرها، ولم يتورط أبداً في فضيحة. كان واضحاً أنه لا يفكر في الزواج.
حتى ماري، التي أجلت الزواج من خطيبها على أمل كسب قلب ثيودور ، قد فشلت.
حتى هي، بمكانتها العالية وجمالها ، لم تستطع كسب قلبه، فماذا يمكنني أن أفعل؟
“هل حبه فكرة سيئة إلى هذا الحد؟” سألت دينا، بالكاد أمسك دموعي مرة أخرى.
“ليس سيئاً أن تحبي شخصاً. لكن الحب لا ينبغي أن يكون مؤلمًا إلى هذا الحد.” قالت دينا، ماسحة الدموع التي هربت من عيني رغم جهودي للظهور قوية أمامها.
“لكن… لا يمكنني التوقف عن حبه”، قلت لدينا، محاولة إقناعها.
“أفهم”، ردت بينما كانت تُربتّ على يدي، لكن بعد ذلك طرحت سؤالاً صعباً. “ماذا يجب أن يحدث ليجعلكي تتوقفين عن حبه؟”
“ماذا تقصدين؟”
“لا يمكنك مطاردته طوال حياتك. هذا الشعور تجاهه سيأخذك إلى هذا الحد فقط”، قالت بنبرة جادة، ضاغطة على يدي بقوة أكبر.
كانت محقة. ما لم يسمح لي ثيودور بالاقتراب، سأكون محاصرة هنا مجرد زميلة أو صديقة.
‘متى يجب أن أتوقف عن مطاردته؟’ لم أفكر في ذلك قط.
لسنوات، فكرت فقط في كسب حبه أو أن أصبح صديقته المقربة، لكنه قال إنه لا يستطيع أن يعطيني قلبه و لا أظن أنه يحتاج إلى المزيد من الأصدقاء. إذن متى يجب أن أتوقف؟
“إذا رفضني ثلاث مرات، سأستسلم”، أجبت دينا.
“حسناً، خطة جيدة”، ردت بابتسامة، مناولة لي منديلاً. “الآن، امسحي دموعك.”
بمجرد أن انتهينا من محادثتنا، نظرت إلى ساعتي. كانت السادسة مساءً. “آسفة، يجب أن أذهب إلى مكان ما”، قلت لدينا ونهضت على الفور.
‘هو لم يغادر بعد، أليس كذلك؟’ فكرت في نفسي بينما ركضت أسفل الدرج بأسرع ما يمكن. بدأ قلبي ينبض بسرعة أكبر مرة أخرى، وأصبح تنفسي صعباً قليلاً، لكني استمرت. كان هناك شيء أردت قوله لثيودور قبل أن يغادر.
جعلتني محادثتي مع دينا أكثر تصميماً، و أردت الحصول على ثيودور في أسرع وقت ممكن.
في تلك اللحظة شعرت و كأن هناك نار بداخلي، وكان علي أن أرى ثيودور.
كنت أعرف أنني لن أتمكن من النوم الليلة إذا لم أخرج ما كنت أحتفظ به في قلبي.
لحسن الحظ، عندما غادرت البرج، كان ثيودور على وشك الصعود إلى العربة.
“هل يمكنني أن أستمر في حبك ؟!” سألت ثيودور بصوت عال بما يكفي ليسمع قبل الصعود إلى العربة.
استدار ونظر متفاجئاً.
الآن بعد أن حصلت على انتباهه، أخذت نفساً عميقاً وكررت ما قلته للتو. ” هل يمكنني أن أستمر في حبك؟” هذه المرة قلت بنبرة هادئة بينما أنظر مباشرة في عينيه.
الآن بعد أن قلت تلك الكلمات، كنت خائفة حقاً من رده.
لكن لم أستطع المضي قدماً دون إذنه. الطرق التقليدية لن تنجح و كان علي مطاردة ثيودور بطريقة أكثر جرأة.
لقد فعلت الكثير للوصول إلى هذه النقطة، وكنت بحاجة فقط إلى العمل بجد أكبر قليلاً لجعل ثيودور يراني…
يلاحظني…
ويقع في حبي…
“الآنسة أناستازيا، هل نسيتي ما قلته لكي اليوم …” قال بتنهيدة، لكنني قاطعته.
“هل يمكنني؟” سألت للمرة الثالثة، بنبرة جادة.
“افعلي ما تريدين، لكن لا تتوقعي أي شيء”، أجاب، وصعد إلى العربة.
و هكذا أصبحت خطوتي التالية واضحة. كان علي كسب قلب ثيودور، و لدي ثلاث فرص للقيام بذلك.
لذا، بمجرد أن عدت إلى المنزل، حتى قبل تناول العشاء، ذهبت إلى غرفتي، وأخرجت بعض الأوراق، وبدأت التخطيط لـ “عملية ثيودور.”
جلست وفكرت لساعات، أبحث عن خطة مناسبة.
“كيف أقترب من شخص دائماً في حالة تأهب؟” سألت نفسي في تلك الليلة، محدقة في الورقة الفارغة أمامي. على الورقة، رسمت قنفذاً، يمثل ثيودور، مغطى بأشواك حادة، جاهز لطعن أي شخص يقترب. لكن حتى القنافذ لديها نقطة ضعف: بطونها.
جسم القنفذ مغطى بأشواك، لكن بطونها مغطاة بفراء ناعم.
الآن، بدلاً من التخطيط، تخيلت ثيودور كقنفذ، وكان لطيفاً حقاً.
حاولت التركيز وعدم التشتت بسبب للطافة الصورة التي رسمتها على الورق.
“ما هو الشيء المفضل لثيودور في العالم؟” استمررت في النقر بطرف قلمي على الطاولة، وبعد ذلك تذكرت شىءً!
نظرت إلى الأعلى ورأيت أن الوقت كان الثالثة صباحاً، لكنني لم أكن متعبة أو نعسانة. في الواقع، تمنيت أن تشرق الشمس مبكراً حتى أتمكن من بدء خطتي في أسرع وقت ممكن.
في اليوم التالي، أخذت عربة مليئة بالأوراق وذهبت إلى غرفته. “السيد ثيودور، هل تريدني أن أعلمك عن الأخطاء المالية التي ارتكبها البرج خلال السنوات العشر الماضية؟”
في اللحظة التي قلت فيها ذلك، تألقت عيناه، وأومأ بالموافقة.
‘ لقد فعلتها !!’ أخيرأً اكتشفت نقطة ضعفه، فكرت في نفسي بفخر.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
هل خمنتم ما هي نقطة ضعف ثيودور؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 9"