“لا، الغرفة حارة قليلاً فقط”، قلت بينما أحرك يدي كمروحة. كان عذراً سخيفاً، بالنظر إلى أن الشتاء على الأبواب، لكنني لم أستطع قول الحقيقة. كيف يمكنني أن أقول أن وجهي يحمر بسبب نظرة ثيودور الحادة.
“حسناً، لنبدأ المقابلة…” قال الممتحن الثاني، لكن ثيودور قاطعه بسرعة.
“الآنسة أناستازيا، سيرتك الذاتية ممتازة، لكنها تحتوي على بعض التفاصيل غير الضرورية. لا أرى كيف يؤثر وزنك أو مهارات الطبخ على المنصب الذي تتقدمين إليه.” سأل، وهو يقرأ سيرتي الذاتية.
‘أحاول أن أظهر لك نقاط قوتي حتى تجعلني زوجتك المستقبلية.’ لم أستطع أن أقول له ذلك، لذا أعطيت إجابة طبيعية. “أردت فقط أن أقدم نفسي.”
“أنتِ لستِ إحدى مطاردات الأستاذ ثيودور المجنونات، أليس كذلك؟” مزح المقابل الثالث.
“هاهاها، بالطبع لا.” ضحكت بتوتر، آملة أن لا يرى ثيودور من خلال أكاذيبي ولا يلاحظ مشاعري الحقيقية.
“هذا جيد”، ضحك المقابل الثالث، ولحسن الحظ بدى انه صدقني.
“لقد أنهيتي المدرسة في سن 16 وهذا متأخر نسبياً، هل هناك سبب معين؟”، قال ثيودور.
“هذا صحيح”، وافق المقابل الثاني، وأدرك أخيراً. “معظم الناس ينهون المدرسة في سن 12 أو 14.”
“أوه، أخذت استراحة من المدرسة للسفر مع عائلتي لبضع سنوات.” اجبت و أنا غير قادرة على النظر إلى ثيودور، لأني قلت كذبة أخرى.
لا يمكنني أن أقول الحقيقة و أخبرهم أن صحتي كانت سيئة جداً.
عندما كنت طفلة صحتي كانت سيئة للغاية. قلب ضعيف، عضلات ضعيفة، صعوبة في التنفس… القائمة تطول.
عندما كنت في الثامنة، تدهورت صحتي لدرجة أنني بقيت طريحة الفراش لمدة عامين وغير قادرة على حضور المدرسة.
قضيت معظم وقتي في غرفتي والنوافذ مغلقة، لأن الطبيب قال إن الهواء البارد يمكن أن يفاقم الربو.
كان الألم لا يُحتمل، وجسدي الضعيف لم يستجب للأدوية المتغيرة باستمرار. بسبب ذالك عائلتي كانت تجلب أطباء جدد الواحد بعد الآخر.
المرض كان يدمر عائلتي أيضاً، كانت أمي تبكي دائماً.
كان والدي يسافر باستمرار في جميع أنحاء البلاد بحثاً عن علاج.
نتيجة لذلك، كان والداي مشغولين جداً بي و بمرضي لدرجة أنهم أهملوا أخي وأختي.
لاكن رغم ذالك اخوتي لم يكرهوني بل حاولوا قضاء أكبر وقت ممكن معي، يسلونني بعروض دمى وإحضار الوجبات الخفيفة سراً رغم اعتراضات الطبيب.
لكن عندما انتهى الصيف، كان عليهم العودة إلى المدرسة، واشتقت إليهم.
الذهاب إلى المدرسة، وركوب الخيل، وأخذ دروس الموسيقى، وحضور أعياد ميلاد الأصدقاء هي أشياء عادية في حياة معظم الأطفال ، لكن بالنسبة لي، كان حلماً.
توسلت ذات مرة إلى أمي لتوظيف مدرس خصوصي حتى أتمكن من مواكبة دراستي رغم المرض ، لكنها رفضت.
كان جسدي يعاني بما فيه الكفاية، وأي ضغط إضافي يمكن أن يكون خطيراً.
“المدرسة ليست ممتعة لهذا الحد.”، قال أخي ذات يوم، محاولاً تعزيتي.
لكنني استمررت في البكاء. ثم بدأت صحتي تسوء كل يوم، وبدا من المستحيل العودة إلى الحياة الطبيعية.
كانت هناك أوقات اعتقدت فيها عائلتي أنني لن أتجاوز فصل الشتاء، لكنني ثابرت.
رغم الألم، رغم الدواء المر، تشبثت بالحياة بقدر ما استطعت.
لم أرد أن أموت دون أن أختبر كل ما تقدمه الحياة.
أردت أن ألعب في الثلج مثل إخوتي، وأركب حصاني بأسرع ما يمكن، وقبل كل شيء، أن أجد الحب.
كوني طريحة الفراش لفترة طويلة جعل تسليتي محدودة ببعض الأشياء، أحدها القراءة.
بعد إنهاء كتب الأطفال في مكتبة العائلة، بدأت في قراءة مجموعة أمي من الروايات الرومانسية وانبهرت.
في تلك القصص، قيل أن الحب يكسر اللعنات، ويشفي الجراح، ويوفر النهاية السعيدة. و أردت ذلك النوع من السعادة أيضاً.
لحسن الحظ، وجد والدي طبيباً أجنبياً لديه دواء يخفف أعراضي ووعد عائلتنا أنه إذا اتبعت تعليماته وكنت حذرة، سأعيش حياة طويلة جداً. لحسن الحظ، بحلول سن العاشرة، تحسنت صحتي بشكل كبير وتمكنت من العودة إلى المدرسة، لكن عائلتي نصحتني بعدم إخبار أحد الحقيقة حول مرضي، خوفاً من أن يدمر ذلك فرصي في الزواج.
النبلاء أرادوا شريك حياة، شخصاً يشاركون حياتهم معه وفي النهاية ينجبون أطفالاً معه. بعبارة أخرى، لا أحد أراد أن يُحبس مع زوجة مريضة لبقية حياته عندما لم يكن الطلاق خياراً سهلاً.
لهذا السبب كان علي إخفاء مرضي عن ثيودور. أردت فرصة عادلة لكسب قلبه، ولم أرد أن تصبح صحتي السيئة عقبة.
لحسن الحظ، سارت بقية المقابلة بسلاسة.
“شكراً لك، الآنسة أناستازيا. يمكنك المغادرة”، قال الممتحن الثاني، واقفاً.
يبدو أنهم أرادوا الراحة قبل المقابلة التالية، فغادروا، تاركين ثيودور وإياي وحدنا في الغرفة.
فكرة كوني وحيدة معه جعلت قلبي ينبض بسرعة أكبر ودرجة حرارة جسدي ترتفع.
لكن عندما تكلم ثيودور، انهار كل شيء.
“الآنسة أناستازيا، أنا خائب الأمل فيك جداً.” نهض من كرسيه وسار نحوي بنظرة باردة، كما لو كان ينظر إلى شيء مقزز. “أكره الكاذبين أكثر من أي شيء”، قال لي بنبرة قاسية.
‘من فضلك لا تنظر إلي هكذا’، ظللت اردد في ذهني بينما أنظر إلى انعكاسي في عينيه الزرقاوين الجميلتين.
رؤية مدى غضبه ثقل على قلبي.
“عما تتحدث؟” سألت بتوتر، مصممة على توضيح سوء الفهم.
“هل اعتقدتي أنني لن أتعرف عليك؟ التقينا في أكاديمية غروف قبل عامين”، شرح لي.
“هل تتذكرني؟” سألت بحماس، لكنه قاطعني.
“أنت مجرد مطاردة أخرى. تبعتني إلى كل حدث حضرته، دائماً تختبئين في الخلفية…”
“أنا…” حاولت أن أشرح، لكنه قاطعني مرة أخرى. “أنت مجرد كاذبة ومطاردة”، قال، متجهاً نحو الباب.
“قف هناك!!” صرخت، فالتفت. “لقد كذبت لإخفاء مشاعري تجاهك، لكن مهاراتي حقيقية! لقد أنقذت أربعة أعمال تجارية فاشلة في فترة قصيرة، وأؤمن أنني يمكن أن أكون مساعدة كبيرة لبرج السحر…”
تطلب الأمر قدراً كبيراً من الشجاعة للوقوف أمامه وقول تلك الكلمات، وعندما انتهيت، كان جسدي يرتجف والدموع تملأ عيني.
لكنه استدار وغادر دون أن يقول كلمة.
كان هذا اعترافي الأول بالحب، وترك أسوأ انطباع عليه. لذا، بمجرد أن غادر الغرفة، بدأت في البكاء.
“هل أنت بخير، آنسة؟ لماذا تبكين؟” سألت السكرتيرة، التي اندفعت الى الغرفة بعد سماع نحيبي.
بعدما حدث ظننت أنني لا أملك أي فرصة لأجتياز امتحان القبول في برج السحر. على الأقل، هذا ما اعتقدته في ذلك الوقت.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات