الفصل الثاني عشر: اعتراف بالحب

مدفأة تستخدم البلورات السحرية بدلاً من الوقود، توفر مصدر حرارة أكثر أماناً بدون الدخان المزعج.

جرعة سحرية لتخفيض الحمى للحد من أعراض البرد.

وأخيراً وليس آخراً، مصباح كهربائي يعمل ببلورة كوارتز صافية صغيرة تحتاج فقط إلى الاستبدال بضع مرات في السنة.

هذه هي الاختراعات التي ابتكرها برج السحر لمهرجان السحر.

يبدو أنهم فكروا حقاً في احتياجات الناس عندما ابتكروها.

بينما تبدو هذه الابتكارات ثورية على السطح وحلاً للعديد من المشاكل، لا تزال لديها عيوبها.

أولاً، المدفأة كبيرة جداً وتشغل مساحة كبيرة.

يبدوا أن الناس لن يتمكنوا من التخلى عن المواقد بعد، ولاكن في نفس الوقت هذا المنتج سيكون مفيداً بشكل خاص في المستشفيات حيث يمكن أن يكون الدخان ضاراً للمرضى.

في المقابل، الجرعة السحرية لعلاج الحمى هي المنتج الوحيد لدينا الذي يعمل بدون أي مشاكل.

ولاكن لايجب أن ننسى أن هناك بالفعل العديد من المنافسين في السوق، والجرعة السحرية نفسها ليست ثورية؛ إنها ببساطة أفضل منتج لعلاج نزلات البرد من حيث الفعالية.

أخيراً، المصباح الكهربائي ، الذي يتحمس له الناس أكثر، له عيب واحد: بلورات الكوارتز الصافية لا يتم إنتاجها في بلدنا، فاليريا.

بعبارة أخرى، إنها غالية الثمن، والعائلات من الطبقة المتوسطة يمكنها شراء واحدة أو اثنتين منها فقط، وهذا لا يكفي لأضائة المنزل بأكمله.

مما يعني أنه لن تختفي الشموع في أي وقت قريب.

أشعر بأنني محتالة لتقديم هذه المنتجات وإعطاء الناس أملاً كاذباً، لكن هذا كان كل ما استطعنا تحضيره في وقت قصير.

كان علينا أن نجهز كل شيء قبل أن يصبح الطقس بارداً لدجة منع الناس من المشاركة في هذه الفعاليات.

بدأ الشتاء بالفعل وقريبا سيكون تحضير هذا النوع من المهرجانات أمرا مستحيلاً.

بسبب عملي كمديرة مالية واستراتيجية تسويق في الماضي، أنا واثقة من أننا سننجح في مهمتنا. الآن، كل ما تبقى هو التأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة.

كنت مشغولة للغاية الأسبوع الماضي، أعمل بلا كلل لضمان أن كل شيء مثالي.

ليس لدي حتى وقت لرؤية حبيبي ثيودور بعد الآن.

في تلك اللحظة كنت القرأ المنشور الذي اعددته للمهرجان و طلبت توزيعه في العاصمة والمدن المجاورة.

“

أكبر مهرجان سحري في القرن. يمكن لأي شخص القدوم والاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة:

اختراعات مصنوعة بالسحر لجعل حياة الناس أسهل.

عينات و هدايا مجانية للوافدين الاوائل.

ألعاب نارية

بطولة  قتالية (إذا كان لديك موهبة سحرية، يرجى المشاركة للحصول على الجائزة الكبرى)

“

“هل أعد بالكثير؟” فكرت في نفسي، ممسكة المنشور الذي طلبت طباعته.

كان علي أن أجعل الحدث مثيراً قدر الإمكان لتشجيع الناس على القدوم.

بينما كنت شاردة في التفكير، شعرت بشيء دافئ على وجهي. مسحته بيدي، وكان دماً.

“ها نحن مرة أخرى”، تمتمت لنفسي بينما مسحت نزيف أنفي.

أنا أعرف أنني أدفع جسدي الضعيف أكثر مما ينبغي، لكنني لا أستطيع الاستسلام في منتصف الطريق.

الآن بعد أن اقتربت بما فيه الكفاية من هدفي، علي الاستمرار في محاولة هدم جدران ثيودور.

لم تعد تلك الجدران تبدو عالية كما كانت في السابق.

‘يجب علي أن أصمد قليلاً بعد…’ شجعت نفسي و أنا أعصر المنديل ملطخ بالدماء في يدي.

نظرت إلى الساعة ورأيت أنها الرابعة مساءً. “من فضلكم غطوا كل جدار في العاصمة بهذه المنشورات”، قلت لموظفيي قبل المغادرة.

كنت متعبة جداً لدرجة أنني أردت أن أريح عيني للحظة في مكتبي.

أعرف أنه لا يزال لدي الكثير من العمل، وسيتعين علي السهر طوال الليل مرة أخرى.

فتحت الباب وابتسمت عندما رأيت الزهور الصفراء المجففة التي أعطاني إياها ثيودور قبل بضعة أسابيع.

“يمكنني فعل هذا”، ذكرت نفسي للمرة الأخيرة، واضعة أوراقي على الطاولة ومستلقية على الأريكة.

سأنام فقط لبضع دقائق، خمس عشرة دقيقة… لا، عشر دقائق…

كنت متعبة جداً لدرجة أنني نمت على الفور، وفي حلمي، كنت في حقل من الزهور الصفراء.

نفس النوع الذي أعطاني إياه ثيودور، والتقطت القليل منها.

كنت أعرف أنه كان حلماً، لأنني كان بإمكاني تحريك جسدي بسهولة، بدون ألم.

“لنستمتع بهذا للحظة”، قلت، منحنية لأشم الزهور في يدي.

همم؟

بدا أن هناك مشكلة. رائحة الزهور كانت مثل السجائر.

وبعد ذلك شعرت بلمسة لطيفة على وجهي. عندما فتحت عيني، كان ثيودور قريباً من وجهي، يده بالقرب من خدي.

اتسعت عيناي، ولم يستطع عقلي فهم  ما كان يحدث.

هل أتخيل رؤيته لأنني اشتقت له كثيراً؟

“أعتذر. كان هناك خصلة شعر في فمك، لذا حاولت إخراجه”، قال ثيودور، واقفاً على الفور.

“شعر؟” تسألت ثم مددت يدي ووجدت خصلة طويلة من الشعر في فمي.

نظر ثيودور إلى الجانب الآخر، متظاهراً بعدم رؤية ما حصل،غطيت وجهي بيدي من الحرج.

لم أستطع النوم بتسريحة ذيل حصان، لذا أرخيت شعري قبل الاستلقاء على الأريكة، لكنني تقلبت كثيراً في نومي لدرجة أن خصلة طويلة انتهى بها المطاف في فمي بطريقة ما.

لماذا أحرج نفسي أمامه دائماً ؟ فكرت و أنا أغطي وجهي بيدي.

“رأيت ضوءاً في غرفتك، لذا افترضت أنك لم تعودي إلى المنزل بعد، وأردت التحدث معك”، قال ثيودور، يشرح سبب وجوده في غرفتي فجأة.

لم أجب، آملة أن يغادر.

“الآنسة أناستازيا.” نادى اسمي بنبرة هادئة.

“ليس عليك العمل بجد من أجلي”، أضاف.

خفضت يدي ببطء ونظرت إلى تعبيره الحزين.

“لكنني أريد ذلك”، أجبت بصوت واثق، أنظر إليه مباشرة.

“أنا لست جيداً كما تعتقدين…” قال ثيودور، لكنني أوقفته.

“أنا أحبك”، قلت، مقاطعة له.

لم يبدُ متفاجئاً، لكن على الأقل أوقفته كلماتي من الحديث، لأنني كنت أعرف أنه سيحاول إقناعي بالتوقف.

“اخترت أن أحبك، وأنت فقط”، قلت له بنبرة واثقة.

بدأ ثيودور في حك أذنه، ولاحظت أنها صارت حمراء.

كان محرجاً جداً لدرجة أنه لم يستطع الرد علي، مما جعلني أبتسم.

“بما أنك لن تغيري رأيك، سأذهب”، قال ثيودور، ومشى بسرعة، كما لو كان يهرب.

بعد أن غادر، نظرت حولي ورأيت إبريق شاي وكعكة مادلين على الطاولة. إنه يهتم بي بطريقته الخاصة، فكرت في نفسي بينما جلست لأستمتع بمادلين. صار الشاي بارداً، لكنني شربته على أي حال. لن أرمي ما أعطاني إياه ثيودور أبداً.

لكنني أدركت شيئاً…

أهدرت بحماقة واحدة من فرصي الثلاث للاعتراف بحبي له.

تنهدت، ودون أن أشعر بالندم، استمررت في أخذ قضمة من كعكات المادلين.

أشارت النظرة على وجهه إلى أنه كان على وشك قول شيء من شأنه أن يحطم آمالي مرة أخرى، ليطلب مني التوقف عن حبه، ولم أرد ذلك.

لا يزال لدي فرصتان أخريان، وفي أعماقي، كنت أعرف أنني أستطيع فعلها.

يمكنني جعل ثيودور يحبني…

كانت هذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها البرج مثل هذا الحدث، ولم يعرف أحد ما يجب فعله بالضبط ، لذا كان علي التدخل و نتيجة لذالك كنت أكثر انشغالاً من ذي قبل.

في لحظة، كنت أعطي توجيهات للبنائين، وفي أخرى، كنت أعد المنتجات للتأكد من وجود ما يكفي.

كنت أعرف أن الناس سيكونون مهتمين بامتلاك منتج سحري واحد على الأقل في منازلهم، و علي التأكد من جعل ذالك ممكناً.

خلال الأيام القليلة الماضية، عملت بلا كلل، وبطريقة ما كسبت احترام الجميع.

بعد مشاهدة أن خططي تؤتي ثمارها ببطء، أدرك السحرة مدى أهمية هذا الحدث.

بدأوا يعاملونني بشكل مختلف وطلبوا رأيي في كل شيء تقريباً.”

وهكذا قبل أن أدرك، كان يوم مهرجان السحر.

افترضت أن كل شيء سيسير تماماً كما خططت، لكنني صُدمت برؤية حياتي معرضة للخطر في الحدث الذي ساعدت في تنظيمه.

وكيف سيدخل شخص جديد حياتي ويعقد علاقتي مع ثيودور.

*****

Instagram: Cinna.mon2025

هل أنتم متحمسون لمقابلة الشخصية الجديدة ؟