“أنا آسفة يا سيدتي، يبدو أنه لم يتبق لكي الكثير من الوقت…” قال الطبيب.
“كم تبقى لي؟”
“أقل من عام… لقد دمر السم معظم أعضائك.”
أتسأل كم كرهني ليستخدم مثل هذا السم القوي؟ فكرت في نفسي، وأنا أشد طرف فستاني.
“فقط أعطني بعض الأدوية لتخفيف الألم.”
“سيدتي، لا تيأسي. قد يكون هناك أطباء أفضل مني.”
“هل يستطيعون منع موتي؟” سألت وأنا أنهض من كرسيي.
“لا، لكن ربما يتمكنون من مساعدتك على العيش مدة أطول.”
“سآتي غداً للحصول على مسكنات الألم.” تجاهلته ومشيت نحو الباب.
ما الفائدة من العيش أطول عندما يكرهني الرجل الذي أحببته بكل قلبي؟
الرجل الذي أعجبت به طوال سنوات مراهقتي يحاول قتلي بسم يذيب أعضائي ويسبب لي ألماً لا يُحتمل. أعرف أنني أجبرته على الزواج، لكنني لم أفعل شيئاً سيئاً لهذا الحد لأستحق هذه المعاملة.
غادرت العيادة ونظرت إلى السوق المزدحم.
لقد جئت إلى السوق المحلي، الذي عادة ما يتردد عليه العامة، آملة أن أحصل سراًعلى تشخيص لحالتي.
كان السوق مزدحماً بشكل لا يصدق. كان الناس يصرخون، والأطفال يركضون في كل مكان، وكل شيء يبدو حياً. على عكسي.
في أقل من عام، سأختفي…
وسيتم نسياني ببطء من قبل عائلتي وأصدقائي…
وزوجي سيتحرر أخيراً مني…
في العربة، ظللت أحدق في خاتم الزواج في إصبعي الأيسر.
هذا الخاتم كان يعني لي كل شيء ذات يوم، لكنه الآن مجرد سلسلة تربطني بالرجل الذي يقتلني ببطء.
“أهلاً بعودتك، حبيبتي”، قال ثيودور، نازلاً من الدرج لاستقبالي بابتسامة دافئة.
“لماذا لا أكون كذلك؟” قلت، تاركة غرفة الطعام وأمشي بأسرع ما يمكن إلى الحمام للتقيؤ. كان من المثير للاشمئزاز رؤيته يتصرف بطبيعية، رغم ما فعله، لكن هل يمكنني حقاً لومه؟ أنا من تعقبته لأربع سنوات وأجبرته في النهاية على الزواج مني.
لم أرد أن أقول أو أفعل أي شيء حتى أهدأ تماماً. لذا غيرت ملابسي وتظاهرت بالنوم.
بعد دقائق قليلة، سمعت ثيودور يدخل الغرفة ويستلقي على السرير.
بعد أن تأكدت من نومه، فتحت عيني مرة أخرى وبدأت أفكر فيما يجب فعله بعد ذلك.
الإجابة الوحيدة كانت الطلاق. فقط من خلال الطلاق يمكنني أن أعطيه ما يريد، ويمكنني أن أقضي بقية أيامي في سلام.
نظرت إلى الجانب ورأيت وجهه المسالم النائم.
حتى الآن، لا أستطيع كرهه، وليس لدي نية للانتقام. بعد كل شيء، ثيودور هو من أعطاني سبباً للعيش، لذا اعتقدت أنه من المقبول أن يكون هو من ينهيها. ثم مِلت وأعطيته قبلة على جبينه.
هذه ستكون ليلتنا الأخيرة كزوجين، ولم أستطع النوم.
بقيت جالسة حتى طلوع الشمس، أحدق فيه، أتذكر أول مرة التقينا فيها. كنت في الخامسة عشرة، وفي سنتي الأخيرة في أكاديمية الآنسة غروف.
كان الشتاء، لكن ضوء الشمس تسلل عبر النوافذ لينير المكان بشكل جميل، كما لو يخبرني أن اليوم سيكون جيداً. وكان كذلك.
“انساتي، السير ثيودور سيقدم ندوة قصيرة عن السحر. أتمنى أن تستمتعوا بها.”
رأيت جميع الفتيات في صفنا يتوقفن عما يفعلن ويبدأن في الانتباه إليه.
استمر بالحديث بتعبير غاضب، كما لو أنه لا يريد أن يكون هناك.
لكن عيني تتبعت كل حركاته. كيف شدد على حرف “س” عندما قال كلمة “السحر”، كيف عبس عندما سألت الفتيات الأخريات أسئلة سخيفة للفت انتباهه، وكيف انعكس ضوء الشمس في عينيه الزرقاوين.
وقعت في حبه من النظرة الأولى.
“الغرض من هذا الدرس هو تقديم ملخص عن مفهوم السحر، في حال كان لدى أي منكن موهبة لتصبح ساحرة.” أغلق ثيودور كتابه، مشيراً إلى نهاية الصف.
“أستاذ! أريد أن أعمل معك يوماً ما!” صرخت فتاة في الصف خلفي بسخرية.
“إذا كان لديك قوى سحرية، يمكنك ذلك. فقط تقدمي إلى برج السحر.” قال ذلك ومشى خارج الباب.
“القوى السحرية”، فكرت في نفسي، لكن الأمر لم يكن بتلك السهولة.
كمية القوة السحرية التي يملكها الشخص تُحدد عند الولادة.
وأنا أعرف ذلك، شددت قبضتي، ونهضت من مقعدي، وتبعته خارجاً.
“ماذا لو لم أكن أملك قوى سحرية؟” سألت بصوت عال في الممر، فالتفت. “كيف يمكنني العمل في برج السحر بدون سحر؟”
نظر إلي للحظة، يتأمل اذا كنت جادة في سؤالي.
“برج السحر به وظائف مكتبية، لكننا نوظف الأفضل فقط”، قال، ثم استدار وغادر.
في تلك اللحظة، عزمت على فعل كل ما بوسعي للبقاء بجانبه، آملة أن يلاحظني يوماً ما.
للاسف لقاءنا التالي كان بعد عامين.
خلال ذلك الوقت، واصلت العمل على سيرتي الذاتية وفعل كل ما بوسعي لأصير الافضل في مجال المحاسبة.
كأصغر بنات ماركيز آستور، أنا، أناستازيا، ذات العيون الوردية النادرة والشعر الاسود كان بإمكاني ببساطة أن أجلس وأستمتع بثروة العائلة و اتزوج شخصا مناسبا، لكنني لم أرد ذلك.
للمرة الأولى في حياتي، وجدت هدفاً في الحياة، ورغم صحتي الهشة، وجدت شيئاً أحب فعله حقاً.
كان والداي قلقين حقاً من أن أمرض من كثرة العمل، لكن على عكس قلقهما، للمرة الأولى في حياتي، لم أكن متعبة، ولم أستطع الشعور بأي ألم لأنني كنت مركزة جداً على ثيودور.
وهكذا بدأت بمطاردة.
في كل مرة أجد مقالاً عنه في الجريدة، كنت أعلقه في غرفتي.
حتى أنني طلبت سراً من فنان أن يرسم صورته، والتي وضعتها في إطار ووضعتها في غرفتي.
مجرد رؤية وجهه الملائكي كان كافياً لتحفيزي على مواصلة العمل.
لم أدرك حينها كم كات شخصيته سيئة.
وكم كان بارداً مع من حوله.
وكم سيكون صعباً جعله يراني وفي النهاية يوافق على اقتراح زواجي.
Instagram: Cinna.mon2025
****
مرحباً أعزائي، عدتُ إليكم بقصة جديدة، وأتمنى أن تنال إعجابكم.
غلاف القصة من تصميم فنانة عراقية جميلة وموهوبة، تفضلوا بزيارة صفحتها ودعمها: nisreen.artist.
وأخيراً، إذا أعجبتكم القصة وترغبون بدعمي، انقروا على الرابط الذي تركته في قسم التعليقات، والذي سينقلكم إلى قصتي على الموقع الكوري Naver.
أنا حالياً أشارك بهذه القصة في مسابقة، و سأكون شاكرة لدعمكم.
لا تحتاجون إلى حساب، كل ما عليكم فعله هو زيارة الموقع وفتح الفصول المتاحة، وهذا سيساعد في زيادة مشاهداتي.
شكراً جزيلاً لكم على كل شيء، وآمل أن تستمتعوا بهذه القصة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
رابط القصة على موقع نافير:
남편이 매일 밤 내 음식에 독을 탄다 : 네이버웹소설
ساكون شاكرة اذا ساعدتوني في زيادة عدد مشاهداتي هناك ايضا💛