كانت المسافة ساعة واحدة فقط بالسيارة، وكل ما قد يحتاجه المرء متوفر في الفيلا. أخذت إيلين كتابًا واحدًا فقط معها.
ارتدت فستانًا أزرق فاتحًا بسيطًا، ملابس متواضعة لدرجة أنه من الصعب تخيل أنها إمبراطورة الإمبراطورية. ربما لو رآها سونيو بهذا الزي، لنظر إليها كما لو كانت ترتدي بيجاما. لكن، بالنهاية، كانت مجرد زيارة ترفيهية إلى الفيلا، فما الحاجة إلى ارتداء فستان فاخر؟ كان سيزار قد قال إنه سيرتدي ملابس غير لافتة للنظر، لذا بدا هذا الزي مناسبًا تمامًا.(نفس الملابس حقت غلاف الجديد)
نظرت إيلين إلى نفسها في المرآة وابتسمت بلطف. انعكست ابتسامتها في المرآة. أن تبتسم أمام المرآة؟ كان ذلك أمرًا لم تكن لتحلم به في الماضي، لكنه الآن أصبح شيئًا طبيعيًا تمامًا.
بعد أن رتّبت شريط الأكمام بعناية وأكملت استعداداتها، وصلت أخبار وصول سيزار إلى قصر الإمبراطورة. خرجت إيلين من القصر بخطوات سريعة.
رأت سيزار يتحدث مع سونيو أمام سيارة عسكرية عادية لا تحمل شعار العائلة الإمبراطورية. اقتربت إيلين منه بخطوات خفيفة، وهي تحمل كتابها تحت إبطها، ونظرت إليه. يبدو أن هناك مشكلة صغيرة قد ظهرت.
كان سيزار يرتدي بدلة رسمية عادية، تصميمًا شائعًا لدرجة أنه لو مرّ في شوارع العاصمة لما تمكن أحد من تمييزه. المشكلة كانت أن الشخص الذي يرتدي هذه البدلة لم يكن عاديًا على الإطلاق. حتى مع تجمع الخدم والوصيفات أمام قصر الإمبراطورة، كان سيزار يبرز من بعيد كنجم ساطع.
بصراحة، بدا وكأنه يمكن أن يحضر مأدبة بهذا الزي دون أي حرج.
نظرت إيلين إلى زوجها الوسيم وتوصلت إلى استنتاج: سيكون من الصعب قضاء يوم هادئ دون أن يجذب انتباه الآخرين.
‘حسنًا، عيناي أيضًا مميزتان.’
ما لم تخفِ جبهتها أو ترتدي نظارات، كانت إيلين نفسها تجذب الأنظار بطريقة أو بأخرى. بينما كانت غارقة في أفكارها، فتح سونيو باب مقعد الراكب الأمامي: “كوني حذرة في رحلتك.”
ردت إيلين بابتسامة دافئة: “سأعود قريبًا.” جلست في مقعد الراكب، وتبعها سيزار ليجلس في مقعد السائق.
“هل ستقود بنفسك؟” سألت إيلين.
“إنها نزهة لنا وحدنا، أليس كذلك؟”.
أدار المحرك بسهولة، ثم لاحظ الكتاب على ركبتيها وضحك بخفة. ثم قال، وكأنه قرأ أفكارها: “كوني مرتاحة. الفيلا وما حولها لن يكون بها أحد سوى الخدم، وسأطلب منهم المغادرة عندما نصل.”
كان ذلك يعني أنهما سيكونان وحدهما تمامًا في الفيلا. بينما كانت إيلين تحدق في سيزار وهو يقود، متوقعة يومًا هادئًا، سأل فجأة: “هل تشعرين بالأسف لأننا لم نذهب إلى منزل الطوب؟”.
لم يزورا منزل الطوب الذي يحتوي على شجرة برتقال في الحديقة منذ فترة طويلة. ذلك المكان المليء بالذكريات العزيزة كان يُدار من قِبل حارس يعتني بالحديقة والمنزل، جاهزًا لاستقبال إيلين وسيزار في أي وقت.
“بالنسبة لي، الأهم هو أن أكون معك، سيزار. المكان يأتي في المرتبة الثانية.”
سواء كان القصر الإمبراطوري، منزل الطوب، أو الفيلا بجانب البحيرة، كانت إيلين سعيدة ومبتهجة لأن سيزار معها. حتى لو كان المكان كوخًا متواضعًا، كانت ستكون سعيدة طالما هو بجانبها.
بدا أن إجابتها أرضته، فابتسم سيزار بلطف. أمسك بالمقود بيد واحدة، ومد يده الأخرى ليمسك بظهر يدها، يفركها برفق بإبهامه.
لم تكن إيلين خبيرة بالقيادة، لكنها شعرت أن القيادة بيد واحدة ليست بالأمر الطبيعي. كل السائقين والجنود الذين شاهدتهم كانوا يقودون بكلتا يديهما.
“هذا خطر!” تمتمت بهدوء وهي تسحب يدها برفق. رد سيزار بنبرة هادئة: “وأنتِ بجانبي؟”
كان من يهتم بسلامتها أكثر من أي شخص آخر. وكأنه يقول: “هل تعتقدين أنني سأعرضك للخطر؟” استسلمت إيلين وأعادت يدها إليه. لحسن الحظ، سحب يده بسرعة وركز على القيادة، مما جعل الرحلة إلى الفيلا مريحة.
بعد ساعة من القيادة، وصلت إيلين وسيزار إلى الفيلا. كما قال سيزار، كان المكان هادئًا. لم تكن الفيلا قصرًا ضخمًا أو فاخرًا، بل كانت أنيقة وبسيطة، تتناغم مع المناظر الطبيعية المحيطة. استنشقت إيلين الهواء النقي بعمق، شعرت بانشراح في صدرها.
“هل نرتاح قليلاً داخل الفيلا أم نذهب إلى البحيرة مباشرة؟” سأل سيزار.
“البحيرة!” أجابت إيلين بحماس، وصوتها يعلو من الإثارة.
أمسكت بيد سيزار، ومشيا جنبًا إلى جنب. بدأ سيزار يتحدث بنبرة هادئة عن بحيرة الفيلا. وصف المنظر الجميل، وكيف أن المنطقة المحيطة خالية من الحجارة الحادة، مغطاة بالتربة الناعمة والعشب، مما يجعل المشي حافي القدمين مريحًا. كلما تحدث، زاد حماس إيلين.
وعندما التفتا خلف الفيلا، ظهرت البحيرة الزرقاء أمامهما. توقفت إيلين فجأة، غير مصدقة لجمال المشهد.
كانت الزنابق البيضاء تنتشر على طول الضفة مثل حلم، تتلألأ بتلاتها البيضاء تحت أشعة الشمس وتتمايل برفق مع النسيم. هبت رياح خفيفة من البحيرة، تحرك شعر إيلين بلطف. وقفت مذهولة، ثم تركت يد سيزار وخطت ببطء بين الزنابق.
كانت بتلات الزنابق تمر بلطف على بشرتها، والعشب الرطب والتربة الناعمة تحت قدميها. سطح البحيرة، المظلل بظلال الزهور، يلمع بلون فضي. كان كل شيء هادئًا، لا يقطع الصمت سوى تموجات الماء الناعمة وصوت الأسماك التي تقفز أحيانًا. تحت السماء الزرقاء، تلألأت البحيرة الفضية، محاطة بموجات الزنابق البيضاء. كان المشهد مثاليًا، لا يحتاج إلى إضافة أو إزالة. لحظة سلام تام.
استنشقت إيلين رائحة الزنابق العميقة، ثم توقفت واستدارت لتواجه سيزار.
التقى نظراهما، وابتسم سيزار بهدوء. كان الرجل الواقف بين الزنابق يبدو كأنه من أساطير قديمة.
ضغطت إيلين على صدرها بيدها، قلبها ينبض بقوة. مال سيزار رأسه قليلاً وسأل: “طلبت منهم زراعة بعض الزنابق… هل أعجبكِ؟”
كان رجلاً لا يتأثر بجمال الزنابق أو حتى بمشاهد المعارك. لم يكن يدرك جمال هذا المشهد، لكنه أمر بزراعة الزنابق على ضفاف البحيرة.
لأجل إيلين فقط.
تحركت شفتاها بصعوبة، نادت اسمه: “سيزار.”
“نعم، إيلين.”
قالت الكلمات التي أرادت قولها أكثر من أي شيء: “…أحبك.”
اتسعت عينا سيزار. لم يتوقع سماع هذه الكلمات. وقف جامدًا تحت ضوء الشمس. ثم، ببطء، ارتفعت زوايا فمه، وابتسم ابتسامة مشرقة لم يرَ مثلها من قبل، وقال: “كرريها.”
كانت سعادته واضحة في ابتسامته النقية. اندفعت إيلين إلى حضنه، عانقته بقوة، وكررت: “أحبك. كثيرًا جدًا.”
لم تعرف تعبيرات أجمل، فكررت “أحبك” مرات عديدة. لكن ذلك كان كافيًا لسيزار، الذي بدا مبتهجًا وطلب منها قولها مرة أخرى.
‘يجب أن أقرأ الشعر حقًا.’
كان الكتاب الذي أحضرته معها عن النباتات، فشعرت بلحظة ندم. لكن، بما أن إيلين كان سعيدًا، شعرت أن هذا يكفي الآن.
كررت “أحبك” حتى شعرت بألم في لسانها، ثم أمسكت بأكمامه بلطف وطلبت: “قلها لي أنت أيضًا.”
رد سيزار دون تردد: “أحبك، إيلين.”
ابتسمت إيلين دون وعي. أدركت كم كانت الكلمات التي اعتقدت أنها بسيطة رائعة. شعرت برغبة في سماعها أكثر.
ربما لن تحتاج إلى قراءة الشعر لبعض الوقت. ليس حتى تتعب من كلمة “أحبك”.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات